المزمور الخامس عشر : ضيوف الله

همسات الروح- تأمل في سفر المزامير

 

  بقلم الأب/ بولس جرس

 

 

المزمور الخامس عشر

المؤمن في ضيافة الله

أولاً: تقديم المزمور:

يُعتبر هذا المزمور تسبحة تكشف عن سمات المؤمن الحقيقي الذي يسَرُّ الرب أن يقيم عنده ويكون في خدمته. يتلوا الحجّاج القادمون إلى أورشليم هذا المزمور وينشدون آياته العذبة عند الوصول إلى باب الهيكل. ونجد فيه تطبيقاً عملياً للوصايا العشر محفورة هذه المرة، لا على ألواح حجرية كما في سيناء، بل في قلوب أبناء الله الصديقين الوافدين إلى مدينة صهيون ليقفوا بخشوع في هيكل الله وليسجدوا أمامه في حضرته ومقر سكناه.

يبدو من المناسب جداً وجود هذا المزمور عقب المزمور السابق (الرابع عشر) مباشرة، فبعد أن تنهد النبي وزفر من عالم فاسد يكاد يزهق أنفاسه، ها هوذا يقترب ويكشف عن خصال الإنسان التقي والنفس المستقيمة التي تنعم بالسكني مع الله. وكما تطلع الرب إلى الأرض في المزمور السابق فلم يجد سوى فساداً ومفسدين، نجده في هنا يستقبل في هيكل بيته  جماعة الأبرار الذين وضعوا الرب أمام عيونهم وراحوا يفتشون عنه بكل قلوبهم، وخرجوا من ديارهم وموضع راحتهم يقصدون ديار الرب على جبل صهيون في هيكل قدسه، فهداهم إليه وصاروا عنده ضيوفاً يرتقون سلالم المجد.

يعتقد الكثير من المفسرين أن هذا المزمور مع المزمور الرابع والعشرين قد أُلهم بهما داود النبي أثناء إصعاد تابوت العهد إلى مدينة أورشليم. حيث كان داود قد أخفق في نقل تابوت العهد إلى أورشليم  في المرة الأولى إذ لم يعهد بذلك إلى اللاويين حسب الشريعة، أما في المحاولة الثانية، فقد حرص ليس فقط أن يُسند العمل إلى اللاويين الذين عينهم الرب لحمل التابوت وخدمته وخدمته (1 أخبار الأيام 15: 2)" ثم قال داود لا يحمل تابوت الرب غير اللاويين لأن الرب اختارهم ليحملوه ويخدموه" ، بل ورتب أن يكون التابوت في عُهدة الرجل الذي بارك الرب بيته عندما أقام التابوت عنده، فكان عوبيد آدوم وبنوه الكثيرون يخدمون في بيت الرب (راجع 1 أخبار الأيام 26) ويتحدث عن" البوابون المختارون لحراسة بيت الرب" وفرقهم. ربما يعبر المزمور عن أعماق داود وهو في المنفى في مرحلة فرار من قصره، حيث كان يشعر بالحرمان من العبادة في بيت الرب، وللمزمور صلة بالفصل الثالث والثلاثين من سفر إشعياء النبي الذي يتحدث عن الرجاء في الرب والغد المجيد الذي ستعيشه أورشليم معه.

هكذا صار هذا المزمور جزءاً من مزامير الاحتفال عند باب الهيكل، بيت الله الذي لا يمكن دخوله إلا في أوقات معينة وبشروط خاصة، والمزمور يقدم  جواباً عن هذه الشروط. فهو يحوي النص الذي يجب أن يُتلى عند الدخول للعبادة.  وقد كان يتحتم على الزائر الحاج إلى هيكل المقدس بأورشليم، أن يستأذن الكاهن حارس البيت متى رغب في الدخول، فيسأل بصوت عالِ: "يارب من يسكن في مسكنك؟ أو من يحل في جبل قدسك؟"  ويجيبه الكاهن المختص مقدّماً السمات المطلوبة للدخول، وهي لا تقتصر على قائمة التزامات وطقوس خارجية وإنما تتمحور حول التذكير بما يمس طهارة القلب والضمير من التزامات.

في هذا المزمور يعدّد الكاهن الوصايا العشر، وهي تتعلّق في اغلبها بالقريب: ممارسة العدالة، التكلّم بقلب صادق، عدم الاغتياب؛ فالمؤمن الحقيقي لا يفعل سوءاً، ولا يُلقي لوماً على أحد، كما يمتنع عن كل ضرر بالجار والقريب.ويتابع المزمور رسم صورة الإنسان محبّ الله: فهو يحتقر السافل، يكرّم من يخاف الرب، لا يرجع عن حلفه ولو لحقه الضرر من جرّاء ذلك. وبعد أن يذكر خطايا اللسان، يتوقّف عند الخطايا المتعلّقة بالمال: المال لا نعطيه بالربا فنسرق القريب (تثية 32: 19)، والرشوة لا نقبلها من القويّ فنقتل البريء.مثل هذا البار يكون ضيفَ الله في خيمته، ويقبله الرب في مسكنه.

يرى البعض أن هذا المزمور هو جزء من الليتورجية الخاصة بالاحتفال بالله "يهوه" وقد دعاه بعض الآباء ب"سلم يعقوب"، يرتقيه الإنسان التقي ليصعد إلى الله تدريجياً. وهو بالتالي أشبه بصلاة توبة ومحاسبة النفس قبل الاشتراك في العبادة.

 

ثانياً: نص المزمور وتقسيمه:

ينقسم هذا المزمور إلى قسمين وهو مكوّن من خمس آيات، صيغت الأولى من آياته الخمسة كسؤال على فم الأبرار، والأربعة الأخرى كإجابة عنه. ويمكن تقسيم المزمور للنقاط التالية:

القسم الأول: سؤال ضيف الله (1):            

1 – يا رب من يجاور مسكنك؟ من يسكن في جبلك المقدس؟

القسم الثاني:  سمات ضيف الله : [2-5]:

2 هو الذي يسلك بنزاهة ويصدف في جميع  أعماله. يتكلم بالحق في قلبه.

3 – ولا دجل على لسانه ولا يسيء إلى أحد بشيء، ولا يجلب العار على قريبه.

4 – النمام محتقر في عينيه ويُكرم من يخاف الرب. يحلف ولا يخلف ولو تضرر.

5 – لا يُعطي ماله بالربى ولا يقبل الرشوة على البريء، من يعمل بهذا كله لا يتزعزع أبداً.

ثالثاً: تفسير المزمور:

القسم الأول: سؤال ضيف الله (1):       

1 – يا رب من يجاور مسكنك؟ من يسكن في جبلك المقدس؟

الخيمة تذكّرنا بخيمة الاجتماع في الصحراء حيث كان موسى يكلّم الله وجهاً لوجه، ويعتقد البعض أن استخدام كلمة "خيمة" للدلالة على مكان إستقرار تابوت العهد، يشير إلى أن هذا المزمور لا يمكن أن يكون قد وُضع بعد حكم داود، أو بداية حكم سليمان الحكيم؛ فقد أُستخدمت كلمة "هيكل" بعد ذلك الحين أو أي لفظ آخر غير كلمة "الخيمة"؛ كما لا يمكن أن يكون المزمور قد وضع قبل داود الملك لأنه لم يكن قد نُقل التابوت إلى جبل صهيون.

v   يارب من يجاور مسكنك ؟ :

إذ يصدر السؤال عن قلب مشتاق أن يدخل إلى بيت الله ويستقر فيه لينعم بالشركة معه ويتمتع بالأحضان الأبوية؛ فإنه لا أحد يستطيع أن يقدم الإجابة غير روح الله القدوس الذي أعلن عن سمات ضيوفه الراغبين في التمتع بالحضرة الإلهية. تجيء الإجابة بسيطة للغاية لكنها مستحيلة تماماً على الطبيعة البشرية الفاسدة، وكأن المزمور يعلن بطريق غير مباشر أن التمتع بالشركة الألهية يحتاج إلى تدخل إلهي حتى نلبس بر الله، فنجلس في وليمته، وننعم بثياب العرس ونجد لنا مكاناً على مائدة الملك السماوي، نحتاج إلى نعمة الله المجانية التي توهب بالإيمان لمن يجاهد قانونياً…

المزمور يبدأ بتساؤل فالنبي الذي يعيش بجوار الهيكل، ويسكن مدينة أورشليم، والسكن في صهيون يعني الإقامة في هيكل الرب، وحضور الاحتفالات الدينيّة، والمشاركة في الليتورجيا، وتلك أعظم فرحة للمؤمن الساكن فيها وللآتي من بعيد حاجاً  إليها… لذلك يطلب المرنم من سكان هذه المدينة وزوّارها الحجاج ، بل ومن جميع الذين يعبدون الله ويدعون اسمه، مجموعة من السلوكيات التي تجعلهم أهلاً لشرف الوقوف في أمامه…

 تعالوا نتأمل شروط المرنم في من يشتهي أن يدخل هيكل الرب أو يسكن جواره، مع العلم أن هذا السكن  وإن كان حصرياً ومكانياً إلا أنه رمزي وغير مرتبط بمكان، بقدر ارتباطه باسم الرب العظيم. لذا يتساءل المرنّم: يارب أنت هو القدوس الساكن في السموات، من يقدر أن يقترب إلى مسكنك أو تكون له شركة معك؟ السماء ليست بطاهرة في عينيك، وإلى ملائكتك تنسب حماقة فكيف يستطيع الإنسان القابل للموت أن يقترب إلى بهاء لاهوتك؟وقد استطاع داود النبي من خلال العهد الإلهي والعشرة المستمرة معه، أن يدرك أن ضيف الله الداخل إلى مقدسه، يتمتع بخلاصه وبركاته والشركة معه. لذلك فعلى الذين يدخلون إلى هذا البيت، أن يحظوا بأرفع درجة من الصلاح وأعلى قدر من العدالة.

القسم الثاني:  سمات ضيف الله [2-5]:

 2- هو الذي يسلك بنزاهة وصدق في جميع  أعماله، يتكلم بالحق في قلبه:

يقول القديس جيروم "ما دمنا نرحل من الخيام إلى الجبل، يليق بنا أن نتعرف على أولئك الذين يهاجرون إليه"، تحوى هذه الآية وما يليها الشروط الأساسية الواجب توافرها لمن يبغي نوال هذا الشرف الرفيع:

Ø  الشرط الأول: نزاهة الضمير:  النزاهة هي البراءة والطهارة،  وهو نفس المعنى الذي يدور حوله المزمور الأول، فالسلوك هو مجموع التصرفات التي توحي وتشير إلى ما يعيشه الإنسان داخلياً، والسلوك غير المشوب بالعيب يشير إلى إنسان صالح صدّيق يتقي الله في أعماله. تزاهة الضمير إذن كبداية عامة، ثم تصير أكثر تخصيصاً باستخدام كلمة "بلا لوم" والكلمة المقابلة في العبرانية "تاميم"، وتُستخدم في العهد القديم لوصف الحملان التي تقدم كذبائح، والتي كانت رمزاً لحمل الله الذي بلا عيب. وهي هنا تنطبق على طهارة القلب وسلامته، فعل من يخدم الله أو يقترب منه أن يسلك بإخلاص، حافظاً نفسه بلا دنس في العالم، هكذا إن أردنا أن نكون عابدين مقبولين لدى الله يلزمنا أن نتحد معه، ونتشبه به، أن نكون أناساً  كاملين، مستقيمين، وان نُقدم حياتنا ذبيحة يومية.

Ø  الشرط الثاني: الصدق في جميع لأعمال: وما أدراك ما الصدق؟ إنه حقاً ثمين في عيني الله، وليس غريب أن يصف الله نفسه بالصدق، فهو من أسمى الصفات وأقربها إلى قلبه، ونستطيع أن نقدّر القيمة العظيمة للصدق، حين نعلم أنه وحده كفيل بالقضاء على سبع خطايا عظيمة هى: الكذب، الغش، الخداع، المكر، الخديعة الرياء والتظاهر؛ وإذا كانت  فضيلة واحدة كفيلة بالقضاء على هذه البلايا السبع، أفلا ينبغي أن نتمسك بها.

و"السالك بلا عيب" هو شخص مازال على الطريق ولم يبلغ النهاية بعد.  ولم يقل المرنم من بلغ النهاية بلا عيب أو خطيئة،  وإنما الذي لا يزال يجاهد سائراً في الطريق بلا دنس؛ بمعنى إنه وإن كانت الحياة بلا لوم لازمة وضرورية، لكن الأهم لا أن نكون قد بلغنا نهاية طريق الكمال، إنما أن نسلك مجاهدين فيه، بمعنى آخر قد نضعف ونسقط لكننا في برّ الله نقوم ونثبت، وهكذا ننطلق في الطريق يوماً فيوماً بلا يأس.

Ø  الشرط الثالث: يتكلم بالحق في قلبه: تركيز الرب هنا على القلب أي داخل الإنسان وباطنه فكثيراً ما يتكلم اللسان بالصدق بينما الباطن ينطق بالكذب "يأتون في ثياب الحملان وهم في الداخل ذئاب خاطفة" (متى 7:15).  فما يهم الله في المقام الأول نزاهة الضمير والصدق كي يصل القلب إلى أن يحكم وينطق بما هو حق وعدل وصدق وإيمان. كلمة "الحق" هنا تعني ما هو أكيد وموثوق به وليس مجرد الشيء الصحيح،  يقول أغسطينوس: "لا يكفي أن تنطق بالحق ما لم يكن الحق ساكناً أيضاً في قلبك". لأن السلوك الشرير غالباً ما يُسقطنا في الكذب لتغطية الشر الذي نريد إخفاءه.

3 – ولا دجل على لسانه ولا يسيء إلى أحد بشيء، ولا يجلب العار على قريبه:

Ø  الشرط الرابع : ولا دجل على لسانه: انطلق من طهارة الضمير وصدق القلب والنطق بالحق إلى صدق الأعمال التي توجه السلوك بقلب سليم، وينتقل الآن إلى الخارج، فاللسان ذلك العضو الجبار يجدف ويدجل ويجلب العار وينم ويشتم ويجرح، لذلك يضع المرنم طهارة اللسان كشرط رابع هام لأنها تقي من يحياها من شرور كثيرة فهو: لن يحلف، لن يشتم، لن يكذب، لن يجدف، لن يشهد بالزور، لن يشي او ينم ولن يسيء إلى القريب، وهكذا تقي طهارة اللسان الإنسان من سبع خطايا أخرى وتجنبه شراً كبيراً. وكما راينا في شرح "يتكلم بالحق في قلبه" نلمس ثمة اتفاق وانسجام بين اللسان والقلب، " من فضلة القلب يتكلم الفم" (متى 12 :34) فيكون حديث الصدّيق أشبه بنقل صادق لما في داخل القلب من مشاعر صادقة.

Ø  الشرط الخامس: لا يجلب العار على قريبه:  يقول القديس أغسطينوس: "لفظ "قريب" يلزم أن يضم كل كائن بشري". ويقول القديس جيروم: "كل البشر هم أقرباؤنا، كلنا أقرباء، كل البشر نحو كل البشر، إذ لنا جميعاً آب واحد". وليس أبلغ من مثل السامري الصالح إجابة على الفريسي الذي أراد أن يحرج يسوع فسأله ومن هو القريب؟.. كثيراً ما يتسبب كلام  الشر والنقد والتجريح والتحدث بمساوئ الناس، في جلب العار عليهم وتدمير حياتهم، ، والقريب هو كل إنسان نتحدث عنه، وقد يكون:

§       كاهن الكنيسة: الذي بدونه وبدون  تضحياته قد تتوقف الحياة في رعيتنا ونصير مثل رعايا كثيرة صارت بلا كاهن تعاني الزبول والهجران … لكننا لا نتوقف عن نقده دون حتى أن نشير إلى شيء من تضحياته أو ميزاته.

§       أحد الولدين: الذي بدونه ما كنا جئنا إلى الحياة ولا عرفنا معنى الحب والتعليم والتربية، والذي يتمنى غيرنا من الأبناء أن يكون لهم أباً أو أماً لأنهم ولدوا وتربوا أو عاشوا يتامى؛ لكننا لا نتوقف عن نقده والإساءة إليه دون أن نتذكر جهاده وحبه وحبله وولادته وتربيته لنا.

§       أحد الأبناء: الذي لم يحقق ما كنا نصبوا إليه من مجد ومزايا وافتخار، بل صار موضع معايرة وإذلال ولوم، دون الإشارة إلى ما بذله من جهد وإن لم يوفق ونحن لا نشكر الله أن وهبنا ابناً أو بنتاً بينما مستعد غيرنا أن يضحي بعمره ليكون له ولد واحد من أولادنا .

§       أحد الرؤساء: الذي بدونه قد يتوقف سير العمل وتتعقد الأمور، لكننا لا نرى فيه إلا عدواً متحكماً، يخضعنا ويلوي أعناقنا.

§       أحد الأقارب أو الزملاء: أو الجير ان أو الإخوة  أو الأخوات أو أحد ذوينا…

يليق بالعابد الحقيقي لله إذن ألا يكون سليط اللسان ولا يستخدمه في الوشاية. فالواشي أكثر الوحوش المفترسة رعباً! والمؤمن الحقيقي يعرف أن سمعة الإنسان أثمن من كل كنوز العالم (أمثال 22: 1) ويدرك أنه ليس من ضرر أشر من تجريح سمعة إنسان.كم يجرح اللسان وكم يجلب العار على القريب.

4 – النمام محتقر في عينيه، ويُكرم من يخاف الرب. يحلف ولا يخلف ولو تضرر:

v   النمام محتقر في عينيه :

    خير صفة تناسب الإنسان النمام هي الاحتقار. فمن الجيد أن نميز الصواب من الخطأ ومن الحسن أن نلفت نظر المخطئ ونشجع الجيد فهذا يبني وينمي؛ أما أن نلجأ إلى النميمة فهي صفة تعكس حقارة نفس النمام الذي لا يجد شجاعة المواجهة ولا حتى البلاغ العلني، فيلجأ إلى الحديث السري لأشخاص قد لا يعنيهم الأمر على الإطلاق وبذلك يشوه سمعة الآخر، ولتحاشي المشاركة في النميمة توصف في الاعتراف ثلاث وصايا:

§       الصمت وعدم المشاركة في حديث النميمة على الإطلاق، إن لم تسطع ان تدافع.

§       الدفاع الصادق: الدفاع بصدق عن الشخص المغتاب وأخذ دوره في حماية شرفه المغتاب.

§       تصور القريب المغتاب حاضراً أمام عيني: إن اضطررت للتحدث عن شخص في غيابه، يجب ان أتصوره جالساً أمامي لذا لن أنطق بما لا أستطيع قوله في حضوره.

v    يكرم من يخاف الرب :

 رأس الحكمة مخافة الله، والإكرام عكس الاحتقار، من يخاف الرب لا ينُم ولا يتحدث بالسوء ولا يغتاب الغائب ولا يغش بلسانه، من يتقي الله ويخافه يمجد الله، فيمجده الله، ويطلب من الآخرين أيضاً أن يمجدوه! وفي هذا يقول القديس يوحنا الذهبي الفم "مخافة الرب تفوق كل شيء؛ خف الرب واحفظ وصاياه، لأن هذا هو الإنسان كله". ويقول القديس جيروم "حتى إن كان إمبراطوراً أو حاكماً أو أسقفاً أو كاهناً، أياً كان الإنسان، فأنه إن كان فاعل شر يكون كلا شيء في عيني القديس… أما إذا رأى إنساناً يتقي الله فهو يكرّمه حتى وإن كان فقيراً يستجدى".

Ø    الشرط السادس:  يحلف ولا يخلف ولو تضرر: تطبيقاً للوصية الثالثة من الوصايا العشر "لا تحلف باسم الله بالباطل" فإذا جاز لنا في العهد القديم استخدام هذا الاسم الكريم للقسم والحلفان فيجب أن نوفي بما حلفنا به، وأن يصدق في ما حلفنا عليه، وأن نتم المطلوب من وراء القسم مهما تحملنا من أضرار مادية أو معنوية، فليس أنكى وأشد في عيني الله من الحنث بالإيمان. أما في العهد الجديد فلا قسم بل "ليكن كلامكم نعم نعم، ولا لا وما زاد عن ذلك فهو من الشيطان"( متى5: 37 ) .

5- لا يُعطي ماله بالربى ولا يقبل الرشوة على البريء، من يعمل بهذا كله لا يتزعزع أبداً.

Ø  الشرط السابع:لا يعطي ماله بالربا: الربا في الشريعة مكروه لكنها ممارسة يهودية قديمة وشائعة في كل الأوساط اليهودية والرب يسوع يرفضها .  كما يرفضها المرنم داود ويعتبرها ضد السكنى في ديار الرب. لا تقرضوا أموالكم بالربا، فإن كان للمسيحي مال وجب عليه أن يعطيه للمحتاج ولا ينتظر إسترداده، أو على الأقل يسترد فقط ما أقرضه، بهذا التعامل يجمع رباً ليس بقليل أي ميراثاً أبدياً. فأي شيء أقسى من أن تقدم مالك إلى من هو مُعدم لتسترده مضاعفاً؟ وفي هذا يقول القديس أمبروسيوس:"إن كان المقترض عاجزاً أن يسدد ما أعطيته فكيف يقدر أن يرده مضاعفاً؟".

Ø  الشرط الثامن: لا يقبل الرشوة على البريء: هذه الوصمة الشنيعة كانت شائعة في حياة الشعب لا سيما القضاة وشهود الزور لذا أوصى الرب: لا تشهد بالزور، حيث كانت تُدفع الرشى ليقدم الشهود شهادة زائفة على شخص بريء فيدان بحكم الناموس ويصل المجرمين إلى أغراضهم. وما الغريب في ذلك ألم يستجلب رؤساء الكهنة والكتبة والفريسيون وأعضاء السنهدريم شهود زور على المسيح.

v    من يعمل بهذا كله لا يتزعزع أبداً :

يوضح المزمور أن أعلى مؤشر للعلاقة الوثيقة بين الإيمان بالله و عمل الرحمة هو محبة القريب. فالمؤمن الحقيقي لا يصنع شراً بقريبه، ولا يقرضه بالرّبا ولا يشي به. لا يقدم المرنّم هنا وصفاً كاملاً عن الخطايا التي يمكن أن تُقترف ضد القريب، إنما يوسع من نطاق ما ورد في الكتاب "البغضة تهيج خصومات، والمحبة تستر كل الذنوب"(أمثال 10: 12). بعد هذه المجموعة الرائعة من الشروط البسيطة في كلماتها الواضحة في معانيها، العميقة في مغزاها، يقرر المرنم الحكيم، أن من يتبعها لا يتزعزع بل يظل ثابتاً أميناً والرب يقويّه.

رابعاً: تطبيق المزمور:

o      كيف عاش الرب يسوع هذا المزمور؟

       شخص الرب يسوع المسيح: هو البار الكامل الذي يتقبّله الله دائماً تحت خيمته، وعلى جبله المقدّس، بل يجلسه عن يمينه، لأنه مرّ على جبل الجلجلة، وسفك دمه من أجل البشر (مرقس 14: 24).

       من يجاور مسكنك: كانت زيارات يسوع المتكررة منذ طفولته إلى هيكل أورشليم مع أسرته ثم مع تلاميذه كل عيد، موضوع تأمل وشغف وحب؛ فالمزامير والأناشيد تصاحب كل مراحل الحج منذ انطلاق الحاج من بيته إلى لحظة مثوله أمام الرب في هيكله المقدس وفي طريق العودة أيضا… ولقد كان الصبي يسوع مغرما ببيت أبيه السماوي لدرجة ألهته مرة عن اللحاق بأبويه الأرضيين.

       بلغ الحب والغيرة: بالرب يسوع على بيت أبيه الذروة حين صنع سوطاً من حبال وطرد الباعة والصيارف صارخاً:" بيت أبي بيت صلاة يُدعى وأنتم جعلتموه مغارة للصوص، لقد قرأ هذا المزمور وصلاه مراراً وتأمل كلماته وعرف قواعد المثول في حضرة الله لذا أغضبه تجاوز الشروط المذكورة.

        مع الحب والتقديس في نفس الرب يسوع نحو الهيكل إلا انه غيّر مفهوم العبادة رافضاً العبادة الشكلية الطقسية الميته مفضلاً العبادة بالروح والحق " صديقيني يا امرأة ليس في هذا الجبل ولا في أورشليم ينبغي أن يُسجد بل الساجدون الحقيقيون لله بالروح ينبغي ان يسجدوا.( يوحنا 4: 23) ليست عبادة الله أبداً ولن تكون قاصرة على مكان أو زمان، فالمسيح يقدم الآب وذاته حاضرين في كل مكان وزمان لمن يطلبهما من كل قلبه.

       بنفس هذه الروح المتسامية عن حدود الزمان والمكان، يطلب الرب يسوع من أتباعه وتلاميذه ألا ينبهروا بجمال بناء الهيكل وعظمة مظهره…لذا كان رده على التلاميذ الذين راحوا يفرجونه على جمال الهيكل" الحق أقول لكم لا يُترك ههنا حجر على حجر إلا وينقض" ( متى 24 :2)وهو نفس ما أكده جميع الأنبياء: إن الله لا يسكن أماكن صنعتها أيدي بشر، فالسماوات هي عرشه والأرض موطيء قدميه". والمسيح بتواضعه جعل من مغارة حقيرة كمغارة بيت لحم، قيمة أعظم من فخر الهيكل بكل أوانيه الذهبية وأخشابه الثمينة وأحجارة الثمينة.

       لقد حررالمسيح الإنسان من حصّرية المكان والزمان واللغة والطقوس:

Ø    المكان: نعبد الله في كل مكان ونصل إليه حين نرفع أعيننا نحوه ونفتح قلوبنا" حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي فأنا اكون في وسطهم" (متى 18 :20).

Ø    الزمان: علمنا أن نطلب الآب دوماً"ينبغي أن يُصلّى كل حين ولا ُيمل"(لوقا 18: 1)

Ø    الجنس واللغة: العبادة بالروح غير مرتبطة بلغة أو لسان، بشعب أو جنس " ما وجدت مثل هذا الإيمان عند احد في إسرائيل، اقول لكم كثيرون من الناس يجيئون من المشرق والمغرب ويجلسون إلى المائدة مع ابراهيم واسحق ويعقوب في ملكوت السماوات"( متى 8: 11).

Ø    الطقوس: حتى الصيغ الطقسية لم تعد ذات قيمة جوهرية، فما العبادة مرتبطة بكلمات تُردد ورموز تُنفذ، يكفي أن نصلي ونعبده في سكون وخشوع نرتفع القلب في تواضع."بالروح والحق" (يوحنا 4: 23).

       وقد وضع الرب يسوع شروطاً جديدة تعمق ما ورد في هذا المزمور وتضفي عليه روح العهد الجديد :

Ø    الصدق: شدد عليه وحارب الكذب والرياءوكل مظاهر الزيف في الحياة والعبادة

Ø    النزاهة: نزاهة الضمير والسلوك شرط لنزاهة العبادة.

Ø    الطهارة: طهارة القلب وبراءة النظر ونقاوة السلوك وعفة اللسان…

Ø    إتباع الحق: عمل البر والسير في نور الله، تعرفون الحق، والحق يحرركم.

Ø    التواضع: معرفة قيمة الذات أمام الله، كصلاة العشار: اللهم إغفر لي أنا الخاطيء

Ø    الإقرار بالذنب: بداية كل عودة حقيقية وبدونها لا يمكن الدخول إلى الملكوت.

Ø    التوبة: القصد الثابت بعدم الرجوع إلى الخطيئة، توبوا فقد اقترب ملكوت الله

Ø    المحبة: محبة الله والقريب، "وصية واحدة أوصيتكم أحبوا بعضكم بعضاً كما احببتكم انا" فالمحبة لا… نشيد المحبة .

o      كيف نعيش هذا المزمور ‏في حياتنا كمسيحيين:

لا اختلاف على أن هذا المزمور هو أيضا تجسيد للطوبى التي يحياها المسيحي الحقيقي:

   يعلق القديس جيروم على رقم هذا المزمور قائلاً: "نقرأ في (خروج 12: 6) أنه في اليوم الرابع عشر عند اكتمال القمر، عندما يصير ضوءه في أشده يُقدم حمل ذبيحة؛. ها أنتم ترون المسيح لا يقدم نفسه ذبيحة الأ في كمال النور وتمامه. في اليوم الرابع عشر يُقدم الحمل بواسطتك، لذلك يندهش النبي متسائلاً: "يارب من ينزل في مسكنك؟".

   كأننا إن أردنا أن نتمتع بذبيحة المسيح الكفارية يليق بنا أن نتقبل نوره الإلهي في أعماقنا فنصير كمن في اليوم الرابع عشر، كقمر قد تمتع بكمال الاستنارة من شمس البر، عندئذ ندخل إلى بيته وننعم بسرّ مذبحه المقدس.

    بالتوبة الصادقة: في استحقاقات الدم يدخل بنا روح الله القدوس إلى المقدسات الإلهية، ونشترك في ليتورجيا الإفخارستيا بنفس متهللة مستنيرة بالروح القدس. لهذا قبل التناول من الأسرار المقدسة يصرخ الكاهن، قائلاً: "القدسات للقديسين"، وإذ يشعر الشعب كله بالحاجة إلى عمل الله القدوس لتقديسهم يجيبون: "واحد هو الآب القدوس، واحد هو الابن القدوس، واحد هو الروح القدس".

   "جبل" يقول القديس أغسطينوس "من يسكن في جبلك المقدس؟" يشير إلى السكنى الأبدية ذاتها (2 كورنثوس 5: 1-2) التي تُفهم من لفظ "جبل" الذي هو ذروة حب المسيح في الحياة الأبدية". يبدو أن الخيمة هي الكنيسة في هذا العالم. فالكنائس التي نراها اليوم هي خيام، لأننا نحن في هذا العالم غرباء، ليس لنا ههنا مدينة ثابتة.

   "يسكن"  الفعل يعني إقامة مؤقتة، مشتقة عن كلمة عبرية قديمة تخص العيش في الخيام، يسهل نصبها وحلها في حالة الترحال؛ كإنسان غريب كما كان إبراهيم في أرض كنعان (تكوين 15: 3)، وكطريق إسرائيل في أرض مصر (خروج 23: 2). خصص لفظ "يسكن " فيما بعد رمز لموضع سكنى الله.

   يؤمن المرنّم أن الذي لم يتهيأ للكنيسة السماوية المجيدة هنا على الأرض لا يستحق العضوية الروحية في كنيسة الدهر الآتي. لذلك يسأل: "من يكون عضواً حقيقياً في الكنيسة المقدسة، ولا يُطرد منها أبداً؟ من يدخل المسكن المجيد الأبدي؟ فقط العابدون بالروح والحق.

   محبّة القريب يعرف المؤمنون أنها علامة الكنيسة. ولقد نبّه يسوع تلاميذه إلى أن يحبّوا القريب حبّهم لأنفسهم، وأن لا يدخلوا أمام مذبح الله إلاّ عبر بوابة السلام الأخويّ (متى 5: 24). فمحبّة القريب تأتي قبل كل التقدّمات والذبائح. وعنها يحدّثنا القديس يوحنا فيقول: "من قال: أنا أحب الله، وهو يبغض أخاه فهو كاذب، لأن من لا يحبّ أخاه الذي يراه لا يستطيع أن يحبّ الله الذي لا يراه. ولنا منه هذه الوصيّة: من يحبّ الله يحبّ أخاه أيضاً" يكمل المسيح كل الوصايا ويكللها بالمحبة. (1يوحنا 4: 20- 21) .

   الوصايا العشر: نكتشف في هذا المزمور ترديداً للوصايا العشر. ولا يتوقّف المرنّم بالتركيز على ما ينبغي فعله من وصايا خاصّة بالله وبعبادته، بل ينتقل حالاً إلى الوصايا الخاصّة بالقريب. ويؤكد أن من يعملَ بها، يكون من السالكين في طريق الكمال.

   الصدق: يُمنع المؤمن من التخفّي وراء أي شيء زائف، ويُفرض عليه الصدق والتكلّم بالحقّ.وهكذا  يُمنع المؤمن من الاغتياب والنميمة ومن فعل الشرّ. فالشرّ يكون مادياً حين نسلب القريب أو نقتله. ويكون معنوياً حين نحاربه باللسان، واللسان ينبوع كل الشرور.

   طهارة اللسان: المؤمن لا يعيِّر القريب، لا يهزأ به، ولا يشتمه ولا يلعنه. ويعطي لكل صاحب حقّ حقّه. يعطي الكرامة للأتقياء. ولا يرافق الأشرار بل يبتعد عنهم بُعده عن النار"مثل هؤلاء لا تخالطوهم" (1 كور5 :119 ). والمؤمن لا يحلف، وإن حلف، فهو لا يخلف ولا يعود عما أقسم به. أما المؤمنون في العهد الجديد مطالبون ألا يحلفوا البتة، إنما تحسب كلمتهم كأنها عهد أو قسم إذ يسلكون بروح الحق، حاملين مسيحهم في داخلهم. يقولون الكلمة ويحققونها في الرب دون غدر أو خداع من جانبهم. ( متى5: 37 )

   التجرد عن الأموال: بعد خطايا اللسان، يتطرّق المرنّم إلى الخطايا الآتية عن المال:ولا يتوقف الرب يسوع على التنفيذ الحرفي لهذه الوصايا بل يعلمنا مع الشاب الغني التخلي الكامل والمطلق عن كل ما يربطنا بالعالم " إذا أردت أن تكون كاملاً فاذهب وبع كل ما تمتلك وأعطه للفقراء" ( متى 19 :21) كذلك فالمؤمن لا يقرض فضته بالربى، لأن مثل هذا العمل يُعدّ سرقة وقتلاً للقريب." وإن أقرضتم من ترجون أن تسردون منهم قرضكم فاي فضل لكم فإن الخاطئين أنفسهم يقرضون الخاطئين ليستردوا قرضهم " (لو 6: 33) ولا تعطوا أموالكم بالربا والمؤمن لا يقبل الرشوة، لأنه لا يقبل أن يضحّى بالحقيقة لأجل الربح.

   من عمل بهذا لا يتزعزع: هذا ما يعدنا به الرب "إذا عملتم بوصاياي تثبتون في محبتي كما عملت أنا بوصايا أبي واثبت في محبته "( يوحنا  15 : 10)  ويتحد به اتحاد الغصن بالكرمة، منها يستمد الحياة ويحمل سماتها في كل مكان وزمان.

 

خامساً: خاتمة المزمور:

غاية هذا المزمور توضيح العلاقة التي لا تنفصم بين عبادة الله والسكنى في مسكنه، والشهادة له في الحياة العملية. فالتقوى الحقيقية لا تكمن في لحظة العبادة جماعية أو فردية، وإنما  تظهر في الحياة المؤمن العملية، وما يقوم به من أقوال وأعمال وسلوك، وبذلك يستحق المؤمن المسيحي امتياز السكنى في بيت الله وأن يكون ضيفاً مكرّماً لديه وجليساً رفيع المقام على مائدته.

وليس ما وضعه المرنم من شروط للعبادة المادية في الهيكل، سوى صورة لما سيكمله الرب يسوع في العهد الجديد، كشرط للدخول إلى كنيسته المقدسة؛ مع الأخذ في الاعتبار أن كنيسة العهد الجديد ليست مجرد مكان مقدس كهيكل أورشليم، بل هي أساساً جماعة المؤمنين الذين افتداهم الرب بدمه، فحولهم من عبيد إلى بنين، وأنهم يستخدمون هيكل  الله وكلماته ككنز داخلي تنعم به النفس في عشرتها معه، ويتقدس به القلب ويستند إليه ضمير الإنسان المسيحي  في أفكاره وكلماته وتصرفاته، ليكون أهلا للسكنى مع الله إلى الأبد.

صلاة

أسكّنى معك

زهدت في عالم فاسد وعافت نفسي ملذاته الباطلة

أريد أن أتبعك أينما تمضى

 أريد أن أكون معك حيثما تكون،

أريد أن أسكن حيثما تقيم، فأظل جاثيا عند قدميك… هبني أن أكون معك،

إجعلني اليوم شريكا

شريكاً في عشاءك السري كباقي التلاميذ

شريكاً في ملكوتك السماوي كاللص اليمين

شريكاً في صليبك القاسي كسمعان القيرواني

شريكا في إكليل شوكك لاشاركك إكليل مجدك 

اعرف أن طريقك صعب

أن دربك عسير اعرف أن نيرك ثقيل

        أن مختاريك قليلون بينما كثير هم أعدائك

اعرف كل شيء ولن أتسرع فأقول:

لن فارقك وإن فارقك الجميع فأنا لن أتركك

أطلب فقط أن تجعلني شريكاً لك،

أقف تحت صليبك، أُشاهد ألآمك ومجدك.

أعدك ربي

أن أكون نزيهاً في تصرفاتي، بلا عيب أمامك

أن أكون صادقاً في جميع أعمالي

ألا أتكلم سوى بالحق

ألا يعرف الدجل طريقاً إلى حياتي

و ألا ينطق لساني بالنميمة…

 أعدك أن أُحبك وأن أُحب قريبي.

فأعن يا رب ضعف ايماني وهشاشة حبي

افتح يارب أبواب بيتك أمام وجهي، وهيئ قلبي مسكناً لك، كي أنعم بالعيش في حضنك للأبد.

هبني ذاتك بِراً وحقاً وحباً فألبس ثوب العرس وأسكن معك.كلمتك هي فضتي وكنزي، هب لي أن أقتنيها في داخلي، ولا أقرضها بالمديح الباطل. 

آمين.