المنتدى العالمي الخامس للمياه

الفاتيكان، الاثنين 16 مارس 2009  – عن إذاعة الفاتيكان

تستضيف مدينة اسطنبول التركية بدءًا من اليوم الاثنين وحتى الثاني والعشرين من الجاري المنتدى العالمي الخامس للمياه، ينظمه كل ثلاث سنوات المجلس العالمي للمياه بهدف توعية المجتمع الدولي حول أهمية المياه والالتزام في إيجاد حلول ملائمة للقضايا الدولية المرتبطة بالموارد المائية.

افتُتح المنتدى بإطلاق تحذير من ممارسات لا تحمد عواقبها شأن الاستهلاك المفرط أو التبذير الذي يساهم في ارتفاع الطلب على المياه. وقال رئيس المنتدى العالمي للمياه الفرنسي لوييك فوشون إن ارتفاع العرض على المياه أمر مكلف، ويزداد اليوم كلفة بسبب التبدلات المناخية والأزمة المالية. وقد فرّقت الشرطة في اسطنبول صباح الاثنين ـ وبالقوة ـ زهاء ثلاثمائة ألف متظاهر حاولوا الاقتراب من مكان انعقاد المنتدى العالمي، لبّوا دعوة نقابات وجمعيات بيئية وأحزاب يسارية، وتم اعتقال ما لا يقل عن خمسة عشر شخصًا.

وفي رسالته ليوم السلام العالمي 2009، تحدث البابا بندكتس السادس عشر عن مشكلة الفقر والأطفال ضحاياها الأوائل وشدد على أهمية وضْع أولويات لصالحهم كتوفير العلاج للأمهات، توفير اللقاحات والأدوية ومياه الشرب، حماية البيئة والالتزام في الدفاع عن العائلة واستقرارها الداخلي. وتجدر الإشارة هنا إلى أن الحصول على مياه الشرب حق أساسي يرد في اتفاقية حقوق الطفل لعام 1989، في إطار مكافحة الأمراض وسوء التغذية وتوفير العلاجات الصحية الأساسية.

وفي رسالة بعثها إلى الكردينال ريناتو مارتينو رئيس المجلس البابوي عدالة وسلام، لمناسبة يوم الكرسي الرسولي في إطار معرض دولي في سرقسطة بإسبانيا تحت عنوان "المياه والتنمية المستدامة"، قال الأب الأقدس إن المياه "خير أساسي لا غنى عنه"، ينبغي حمايته من خلال سياسات واضحة على الصعيدين: الوطني والدولي، وأشار إلى أن استخدام المياه "وهو حق أساسي غير القابل للتصرف" يرتبط أيضًا بحاجات الأشخاص العائشين أوضاع بؤس وفقر. كما وذكّر بندكتس السادس عشر بأن الحق في المياه يجد أساسه في كرامة الشخص البشري وشدد على ضرورة استخدامه وفقا لمعايير التضامن والمسؤولية.

ولمناسبة انعقاد المنتدى العالمي الخامس للمياه في مدينة اسطنبول التركية، أصدرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بيانا دعت فيه الدول المشاركة في الأعمال للالتزام بحماية المياه وشبكات الصرف الصحي في زمن الحرب، كما وأشارت إلى أن الحصول على المياه ونظام صحي ملائم أمر أساسي للأشخاص المتضررين من النزاعات المسلحة، وذكرت بأن شبكات المياه والصرف الصحي والكهرباء هي أولى الخدمات التي تتعطل عند اندلاع الحروب، ما يتسبب بانتشار سريع للأمراض يمكن أن تؤدي إلى حالات وفاة. تجدر الإشارة إلى أن زهاء مليار شخص في العالم لا يزالوا محرومين ـ حتى يومنا هذا ـ من مياه صالحة للشرب ويفتقد ملياران ونصف المليار للخدمات الصحية الأساسية.

المجلس الحبري عدالة وسلام: "المياه، خير لخدمة نمو الجميع"

بقلم طوني عساف

روما، الاثنين 16 مارس 2009 (ZENIT.org)

في الوقت الذي يفتقر فيه ربع سكان العالم الى كمية كافية من مياه الشرب، ذكّر المجلس الحبري عدالة وسلام بأهمية المياه "من أجل نمو كل الشخص البشري وكل شخص بشري". وفي هذا الصدد أصدر المجلس الحبري وثيقة بعنوان: "المياه، عنصر أساسي للحياة"، بمناسبة المنتدى العالمي الخامس للمياه، الذي يبدأ اليوم في اسطنبول ويستمر لغاية الثاني والعشرين من الجاري.

وحسب ما أفادت به جريدة الأوسيرفاتوري رومانو الفاتيكانية، فإن الوثيقة تعكس موقف الكرسي الرسولي حيال الفهم الأدبي والديني للمشاكل العديدة والمعقدة المتعلقة بمسألة الحصول على المياه. "المياه خير عليه أن يخدم نمو الشخص وكل شخص".

وتشدد الوثيقة الفاتيكانية على "ضرورة تأمين مياه الشرب وصحة جيدة." بهذا يركز المجلس الحبري عدالة وسلام انتباهه على الاعتراف بوجود المياه والحق بالحصول عليها كحق بشري، كما ويشدد أيضاً على أهمية تخطي المشاريع التي تمت حتى الآن.

وشددت الوثيقة على أهمية العمل في سبيل تحسين نمط العيش لدى الجميع وبخاصة من يعيشون في حالة الفقر والأكثر ضعفاً، وخاصة وسط الأزمات التي تزيد من حالتهم سوءاً.

يشار الى أن مليار ونصف من سكان الأرض لا يحصلون على الكمية الكافية من مياه الشرب. يفقد أكثر من خمسة ملايين شخص  – النسبة الأكبر من الأطفال – حياتهم بسبب الأمراض المتعلقة بنقص المياه. "أرقام – ختمت الوثيقة – لا يمكن قبولها، على الرغم من كل الجهود التي تمت خلال السنوات الست الأخيرة".