الكرسي الرسولي: إعداد وثيقة جديدة حول الإعلام

الإرشاد الأخير نشر منذ 17 عاماً

بقلم خيسوس كولينا

حاضرة الفاتيكان، الثلاثاء 17 مارس (Zenit.org).

سبع عشرة سنة مرت على إصدار الإرشاد الرعوي الأخير حول وسائل الاتصالات، وآن الأوان للتجديد، حسبما صرح أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان.

هذا ما جاء على لسان الكاردينال ترشيزيو برتوني يوم الجمعة الماضي في كلمته إلى 82 أسقفاً اجتمعوا الأسبوع الفائت في روما للبحث في إعداد وثيقة رسولية حول الإعلام والكنيسة.

هذا اللقاء نظمه المجلس الحبري للاتصالات الاجتماعية تحت شعار "آفاق جديدة للاتصالات الكنسية".

جاءت كلمة الكاردينال برتوني إلى المجتمعين في اليوم التالي لنشر الكرسي الرسولي رسالة من البابا إلى أساقفة العالم تتناول الحديث عن وضع جماعة القديس بيوس العاشر.

في الرسالة، أقر الأب الأقدس أن رفع الحرم في يناير الأخير عن الأساقفة الأربعة المنتمين إلى هذه الجماعة التي حرمت سنة 1988 سبب "نقاشاً حاداً لم نشهده منذ زمن بعيد"، وأنه كان من الممكن تفادي هذا الوضع لو أولى الكرسي الرسولي اهتماماً أكبر بالإنترنت كمصدر للأنباء.

وعن الفضيحة التي سببها الأسقف ريتشارد ويليامسون الذي أنكر هول المحرقة على التلفزيون السويدي قبل أيام من إعلان المرسوم، كتب البابا: "قيل لي أن متابعة الأنباء على الإنترنت كانت ستسمح لنا باستدراك المشكلة في الوقت المناسب. من هنا أرى أنه يجب على الكرسي الرسولي من الآن فصاعداً إيلاء اهتمام أكبر بمصدر الأنباء هذا".

الهامش الكبير

أطلع الكاردينال برتوني الأساقفة على ضرورة إصدار وثيقة رعوية جديدة حول الالتزام الكنسي بالاتصالات، نظراً إلى أن الوثيقة الأخيرة  – Aetatis Novae- التي تميزت بهذه المواصفات صدرت سنة 1992.

وقال الكاردينال برتوني أن السنوات السبع عشرة التي مرت تمثل هامشاً طويلاً لمعدل تطور الإعلام ونموه: إنها الفترة التي نضجت فيها سلسلة من التطورات الصغيرة والكبيرة فحولت الواقع الذي كان قائماً في السابق تحويلاً جذرياً".

كما أشار الكاردينال إلى أن الرسالة الأخيرة الصادرة عن سينودس الأساقفة حول كلمة الله الذي عقد في الفاتيكان في أكتوبر الأخير تناولت "ضرورة نشر صوت الكلمة الإلهية عبر الإذاعة وشبكة الإنترنت، على الهواء، وعلى أقراص مدمجة وأقراص فيديو رقمية وعلى البودكاست وغيرها. يجب أن يظهر على شاشات التلفزيون والسينما، في الصحافة وفي الأحداث الثقافية والاجتماعية".

وفي الجلسة الأخيرة من الندوة، قدم الأساقفة مقترحات من أجل وضع مسودة عن الوثيقة المستقبلية.

وقد أطلع رئيس الأساقفة كلاوديو ماريا تشيلي، رئيس المجلس الحبري للاتصالات الاجتماعية، الأساقفة على أن الأبرشية ستبدأ الآن بتنقيح المقترحات في سبيل تقديم مسودة أولى في النصف الثاني من شهر أكتوبر.

أضاف المونسنيور بول تيغي، أمين سر المجلس الحبري للاتصالات الاجتماعية أن الوثيقة ستكون "حية تتكيف مع الحاضر وتتمتع بآفاق مستقبلية".

حتى في كتابة الوثيقة، سيعمل الأساقفة المشاركون في اللقاء والقادمون من شتى أنحاء العالم على استخدام التكنولوجيا الجديدة لجعلها جهداً مشتركاً.

ويرى الأساقفة والممثلون عن المجلس أنه لا بد من أن تلقى الوثيقة مساهمة الشبيبة "القوم الرقمي"، الذي شب على استخدام وسائل التكنولوجيا الجديدة والذي شارك عدد منه في الندوة.

نقلته من الإنكليزية إلى العربية غرة معيط – وكالة زينيت العالمية (Zenit.org)