البابا يغادر الكاميرون ويبدأ زيارته الرسولية لأنغولا

صباح اليوم الجمعة ودّع البابا بندكتس السادس عشر الكاميرون متجها إلى أنغولا، المحط الثاني والأخير من زيارته الرسولية للقارة الأفريقية. ألقى الأب الأقدس كلمة وداعية في مطار ياوندي الدولي ضمنها تحية شكر لرئيس جمهورية الكاميرون وأعضاء الحكومة والسلطات المدنية والأساقفة والمؤمنين الكاثوليك كما وعبّر عن سروره بحضور أعضاء عن باقي الجماعات الكنسية بعض المناسبات، موجهًا تحية شكر خاصة لجميع الذين رفعوا الصلاة بحرارة كي تحمل هذه الزيارة الراعوية ثمارًا لحياة الكنيسة في أفريقيا، سائلاً الكل مواصلة الصلاة ليكون ثاني سينودس خاص بأساقفة أفريقيا زمن نعمة للكنيسة من خلال القارة كلها، وزمن تجديد والتزام متجدد بحمل رسالة الإنجيل الخلاصية.

 

هذا واستعرض بندكتس السادس عشر في كلمته اللقاءات العديدة التي أجراها وستبقى -كما قال- محفورة في ذاكرته، من بينها زيارة مركز الكردينال ليجيه للاعتناء بالمرضى وحاملي الإعاقات ولقاء أعضاء الجالية المسلمة وقال: أرفع الصلاة كي ننمو أيضًا في الاحترام والتقدير المتبادلين ونقوي عزمنا على التعاون لإعلان الكرامة المعطاة من لدن الله لكل شخص بشري. كما وتحدث الأب الأقدس عن الهدف الرئيس من زيارته الكاميرون ألا وهو لقاء الجماعة الكاثوليكية معربًا عن سروره الكبير بلقاء أساقفة البلاد، وقال: لقد أتيت إلى هنا -وعلى وجه التحديد- لأتقاسم معكم لحظة تاريخية هي تقديم وثيقة عمل ثاني سينودس خاص بأساقفة القارة الأفريقية… إنه بالفعل زمن رجاء لأفريقيا والعالم بأسره.

 

وختم بندكتس السادس عشر كلمته الوداعية في مطار ياوندي الدولي بالقول: اعملوا من أجل إلغاء الظلم والفقر والجوع، وليبارك الله هذا البلد الرائع الذي يشكل "أفريقيا مصغرة".

 

من الكاميرون إلى أنغولا التي وصلها الأب الأقدس عند الساعة الواحدة إلا ربعا من بعد ظهر الجمعة وقد جرت مراسم الاستقبال الرسمي في مطار لواندا الدولي حيث كان باستقباله رئيس الجمهورية إدواردو دوس سانتوس ورئيس أساقفة لواندا ورئيس مجلس أساقفة أنغولا المطران دامياو أنطونيو فرانكلين.

 

ألقى بندكتس السادس عشر كلمة قال فيها إنه يحمل القارة الأفريقية كلها في قلبه وصلاته وبنوع خاص شعب أنغولا مشجعا إياه على السير على درب السلام وإعادة بناء البلاد ومؤسساتها، كما وشكر الأب الأقدس رئيس البلاد على الدعوة التي وجهها إليه لزيارة أنغولا وحيا الأساقفة الحاضرين والكنيسة الكاثوليكية في هذا البلد الأفريقي ومن يرافق زيارته عبر الإذاعة والتلفزيون، مشددا على أهمية بناء مجتمع أكثر سلمًا وتضامنا.

 

هذا واستذكر الحبر الأعظم في كلمته زيارة سلفه يوحنا بولس الثاني لأنغولا في شهر حزيران يونيو من عام 1992 حينما دعا جميع البشر ذوي الإرادة الطيبة لبناء مجتمع عدالة وسلام وتضامن في المحبة والمغفرة المتبادلتين. وأضاف بندكتس السادس عشر: يعلم الجميع بأني أنتمي لبلد حيث السلام والتآخي مسألتان عزيزتان على قلب مواطنيه لاسيما من عرف مثلي الحرب والانقسام بين أخوة من أمة واحدة بسبب أيديولوجيات هدامة لاإنسانية… وتستطيعون بالتالي -قال البابا- إدراك مدى أهمية الحوار بين البشر بالنسبة لي، لكونه يسمح بتخطي كل شكل من أشكال النزاعات والتوترات وبجعْل كل أمة –ووطنكم- بيت سلام وأخوة.

 

ولتحقيق هذا الهدف -تابع بندكتس السادس عشر- ينبغي أن تنتهلوا من إرثكم الروحي والثقافي القيم الإيجابية التي تغتني بها أنغولا كما وتذهبوا بلا خوف لملاقاة الآخرين عبر تقاسم الثروات الروحية والمادية من أجل خير الجميع، ودعا البابا لتعزيز السلام والوئام بين الشعوب على أساس الاستقامة والمساواة لتنمية مستقبل سلام وتضامن في القارة الأفريقية، وحث الجميع على عدم الاستسلام لحُكم القوي على الضعيف، وقال: يوجد داخل حدودكم اليوم وللأسف عدد كبير من الفقراء الذين يطالبون باحترام حقوقهم. ولا ينبغي نسيان أعداد كثيرة من الأنغوليين العائشين تحت عتبة الفقر المدقع. لا تخيّبوا آمالهم!

 

هذا وأكد البابا أن هذه المهمة تقتضي التزام المجتمع المدني كله، وأشار إلى أن قيام مجتمع حريص على الخير العام يتطلب وجود قيم يتقاسمها الجميع، وختم بندكتس السادس عشر كلمته في مطار لواندا الدولي متحدثا عن الدافع الرئيس من زيارته أنغولا، ألا وهو ترسيخ الجماعة الكاثوليكية في الإيمان بيسوع المسيح. كما وعبّر الأب الأقدس عن تضامنه مع سكان منطقة كونيني حيث أدت الأمطار الغزيرة والفيضانات الأيام الماضية إلى مقتل عدد من الأشخاص وتشريد عائلات كثيرة.

راديو الفاتيكان