لواندا (ا ف ب) –
اعلن المتحدث باسم الفاتيكان فيديريكو لومباردي لوكالة فرانس برس، ان شابين لقيا مصرعهما امام استاد كوكيروس في لواندا حيث التقى البابا السبت الشبيبة الانغولية.
واضاف الاب لومباردي "لم تتوافر لدينا تفاصيل عن ظروف المأساة وعن هوية القتيلين". وذكر المتحدث ان "الحبر الاعظم سيتطرق الى هذه المأساة خلال القداس الذي سيحتفل به الاحد في لواندا".
وافادت وكالة لوسا البرتغالية للانباء من جهتها، ان صبيا وفتاة لقيا مصرعهما وان 18 شخصا اصيبوا بجروح السبت في لواندا خلال تدافع على مدخل الاستاد.
وتوفي الصبي والفتاة لدى وصولهما الى مستشفى جوسينا ماشل، كما قال لوكالة لوسا للانباء مصدر في هذا المستشفى. ونقل ثمانية جرحى الى المستشفى فيما عولج عشرة آخرون في مكان الحادث.
وقال نائب قائد الشرطة الوطنية باولو دو الميدا، ان الحادث وقع عند الساعة 12,00 (11,00 ت غ) لدى فتح ابواب الاستاد امام عشرات الاف الانغوليين الذين كانوا يتهافتون لرؤية البابا. وتحاول الادارة الوطنية للتحقيق الجنائي كشف ملابسات مقتل الصبي والفتاة، كما اوضحت الوكالة التي لم تورد مزيدا من التفاصيل.
واغتنم البابا احتشاد اكثر من ثلاثين الف شاب السبت لحثهم على التمسك بايمانهم الكاثوليكي في بلد تتمدد فيه الكنيسة الانجيلية بسرعة على حساب الكنيسة الكاثوليكية. وفي اجواء احتفالية، احتشد اكثر من 30 الف شاب وشابة قبل ساعات من بدء الاحتفال في استاد كوكيروس في العاصمة الانغولية لواندا حيث خصوا الحبر الاعظم باستقبال حار هتفوا خلاله "كاثوليك، كاثوليك" و"بابا، اميغو".
ورغم الارهاق البادي على وجهه، اطل البابا (81 عاما) على الجمهور الشاب باسما في سيارته الزجاجية التي سارت تحت سماء حارقة وعلى وقع هتافات الجموع واوصلته الى المنصة التي ترأس منها الاحتفال.
واكثر من نصف سكان انغولا ال17 مليونا هم دون الثامنة عشرة وغالبيتهم يعانون بشكل او بآخر من تداعيات الحرب الاهلية التي مزقت البلاد طيلة 27 عاما بين 1975 و2002.
وقال البابا خلال الحفل "ارى امامي، وهناك الاف آخرون، شبانا انغوليين مبتوري الاطراف بسبب الحرب والالغام". واضاف "افكر بالدموع الكثيرة التي ذرفها الكثيرون من بينكم بسبب فقدان افراد من اسركم، وليس صعبا تخيل الغيوم السوداء التي لا تزال تغطي سماء اجمل احلامكم".
ولكن البابا طمأن الشبيبة بقوله ان "يسوع قال لنا امرا واضحا: التجديد يبدأ فينا. تنالون قوة من الاعالي. ان قوة دينامية المستقبل كامنة فيكم".
وبحسب الاحصاءات الرسمية، فان 55% من الشعب الانغولي يدينون بالكاثوليكية بينما يتبع 25% معتقدات تقليدية، غير ان العديد من الانغوليين يتحولون اليوم الى الكنيستين الانجيلية والمعمدانية.
وكان البابا اكد خلال العظة التي القاها في القداس الذي ترأسه صباح السبت في كنيسة ساو باولو في لواندا على ان التبشير يبقى مطلبا ملحا للكنيسة تماما كما كان الامر عليه خلال اولى خطوات التبشير الكاثوليكي في انغولا قبل 500 عام.
وقال في عظته "اليوم يعود الامر اليكم لتعريف مواطنيكم على السيد المسيح. كثيرون هم الذين يعيشون في ظل الخوف من الارواح والقوى الشريرة التي يشعرون انها تهددهم". واضاف "انهم مضللون ويصلون الى حد اعتبار اطفال في الشارع ومسنين ايضا من المشعوذين".
وبحسب وسائل الاعلام الرسمية، فان بعض الفرق الدينية الانغولية متهمة بالتضحية بارواح بشرية ومهاجمة اطفال لظنها انهم ملعونون ومشعوذون. والسنة الماضية تم العثور في لواندا على 40 فتى، بينهم اطفال، مسجونين في مقار للكنيسة الانجيلية للشفاء التقليدي، تبين انهم تعرضوا لسوء المعاملة.
وفي خطاب القاه الجمعة امام الرئيس جوزيه ادواردو دوس سانتوس، اكد البابا على ضرورة مكافحة الفقر والفساد.
وبعد سبع سنوات على انتهاء حرب اهلية طويلة استمرت من 1975 الى 2002، لا يزال ثلثا الانغوليين يعيشون باقل من دولارين في اليوم على الرغم من الموارد النفطية الضخمة في البلاد.
وتفيد منظمة "ترانسبارينسي انترناشونال" غير الحكومية ان انغولا التي تتنافس مع نيجيريا على منصب اكبر منتج للنفط في القارة الافريقية هي من اكثر دول العالم التي ينتشر فيها الفساد وهي تحتل على لائحة الدول الاقل فسادا المرتبة الثامنة والخمسين بعد المئة من اصل 180 دولة.
وجدد البابا معارضة الكنيسة الكاثوليكية للاجهاض حتى لاسباب صحية. وقال "كم هي مريرة سخرية الذين يشجعون على الاجهاض لاعتباره من اساليب العناية بصحة الام!".
وتعارض الكنيسة الكاثوليكية الاجهاض لكنها المرة الاولى منذ وصول بنديكتوس السادس عشر الى السدة البابوية في 2005 التي يعرب فيها صراحة عن معارضته للاجهاض لاسباب صحية.