الناطق الإعلامي باسم الكنيسة الكاثوليكية يبين أهمية برنامج الزيارة البابوية إلى الأردن

 

الملك عبدالله الثاني ابن الحسين يصافح البابا بندكتس السادس عشر في الفاتيكان

بالتزامن مع إعلان البرنامج الرسمي لقداسة البابا بندكتس السادس عشر إلى المملكة الأردنية الهاشمية، من الثامن إلى الحادي عشر من أيار المقبل، صرح الناطق الإعلامي باسم الكنيسة الكاثوليكية في الأردن، الأب رفعت بدر،  بأن البرنامج قد أتم إعداده بدقة، من قبل اللجان المشتركة الممثلة بالجهات الرسمية في كل من الأردن والفاتيكان، ومن السفارة البابوية والكنائس الكاثوليكية الحاضرة في الأردن. وقال الأب بدر ان البرنامج بصيغته النهائية التي نشرت اليوم، تبين الأبعاد الكثيرة التي تتضمنها زيارة البابا، وأولها تمتين العلاقات الرسمية بين الأردن والكرسي الرسولي، وتعزيز قيم الحوار والعيش المشترك بين المسلمين والمسيحيين، بالإضافة إلى تعزيز الحضور المسيحي العربي المنفتح على جميع السكان، من خلال المؤسسات الدينية والتعليمية والصحية.

 

وأضاف الأب رفعت بدر:

بكل فخر وسرور، استقبلنا يوم الأحد السابع من آذار الحالي، الإعلان الذي نطق به، قداسة البابا بندكتس السادس عشر، تلبية لدعوة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم، ودعوة مجلس الكنائس الكاثوليكية في الأراضي المقدسة، معربا عن عزم قداسته على زيارة المملكة الأردنية الهاشمية من الثامن إلى الحادي عشر من أيار المقبل، في مستهل زيارة الحج التي يقوم بها قداسته إلى الأراضي المقدسة في الأردن وفلسطين وإسرائيل لغاية الخامس عشر من أيار. وكلنا فخر بالشعار الذي أطلقه قداسة البابا لزيارته إلى الأراضي المقدسة: "من أجل الوحدة والسلام في الشرق وفي العالم". وفخرنا كذلك كبير بالشعار الذي احتواه الإعلان الأردني الرسمي بقوله: "من أجل تمتين علاقات التعاون بين الأردن وحاضرة الفاتيكان، ومن أجل تعزيز الحوار والإخاء والتعايش بين المسلمين والمسيحيين".

 

وها نحن اليوم السادس والعشرين من الشهر ذاته، نستقبل بفرح مماثل برنامج الزيارة البابوية إلى أردن الأمن والاستقرار والحوار وارض المعمودية والقداسة. وإن الكنيسة الكاثوليكية في الأردن، وهي جزء من الكنيسة الكاثوليكية الجامعة، بأساقفتها وكهنتها ورهبانها وراهباتها، مع السفارة البابوية لدى الأردن، لتعرب عن تقديرها لقداسة البابا بندكتس السادس عشر، على زيارة الحج التي يقوم بها إلى الأردن الغالي، وتقف خلف قيادتنا الحكيمة، ممثلة بجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم، والحكومة الأردنية الكريمة، والشعب الأردني الأبي، للترحيب بضيف الأردن العزيز، قداسة البابا.

 

وفي هذه الزيارة التي نستذكر فيها الزيارة الأولى التي قام بها مثلث الرحمات البابا بولس السادس إلى الأردن في كانون الثاني من عام 1964، وكان في استقباله جلالة المغفور له الملك الحسين بن طلال، رحمه الله. وكذلك الزيارة الرسولية التي قام بها خادم الله يوحنا بولس الثاني في آذار من عام اليوبيل الكبير 2000 حيث وقف جلالة الملك عبدالله الثاني على رأس مستقبلي قداسته في مطار عمان، قائلا جلالته: "بالغبطة والأمل والتبجيل، أشارك الأردنيين كافة، الترحيب بكم في المملكة الأردنية الهاشمية. نرحب بكم في الأراضي المقدسة، كرجل سلام، تبقى أصداء رسالته في التوافق والانسجام، تدوي في جميع أرجاء العالم. نرحب بكم رمزاً ما هو نقي ونبيل في الحياة: الإيمان والصلاة لله تعالى والتسامح بين العباد. نرحب بكم وأنتم تذكروننا بأن قوة المحبة أكثر متانه وصلابة من قوة الصراع والكراهية، نرحب بكم أخاً مؤمناً بالله الرحمن الرحيم".

 

ان هذه الزيارة البابوية الكريمة، للبابا بندكتس السادس عشر، وهي الاولى له الى دولة عربية، منذ تسلمه مهام السلطة البابوية في نيسان 2005، لتأتي أولا في إطار تمتين العلاقات الدبلوماسية بين الأردن والكرسي الرسولي، والتي أبرمت بشكل رسمي في الثالث من آذار عام 1994، أي قبل خمسة عشر عاما. ففي مراسيم الاستقبال في الثامن أيار ومراسيم الوداع في الحادي عشر من الشهر ذاته، سيكون في لقاء الزعيمين الكبيرين، قداسة البابا وجلالة الملك، تأكيد على عمق العلاقة والصداقة القائمين والمميزين بين الطرفين.

 

وثانيا هي زيارة للتأكيد على موقع الأردن، كجزء من الأراضي المقدسة التي دأب البابوات على زيارتها، منطلقين من الأردن، أرض المعمودية، والمغطس وجبل نيبو وغيرها من أماكن الفداء والخلاص التي تحققت على أرضنا المباركة. وكلنا فخر في زيارة قداسة البابا الى موقع جبل نيبو، حيث مقام النبي موسى وكنيسته وفسيفسائها الشاهدة على قدم الحضور العربي المسيحي المشرف، في أردن الخير والنماء. أما زيارة قداسته لموقع المعمودية – المغطس، فهي تأكيد جديد، بعد زيارة البابا يوحنا بولس الثاني عام 2000، على حدث المعمودية الذي جرى في "بيت عنيا عبر الأردن"، أي في الجهة الشرقية لنهر الأردن الخالد.

 

وثالثا إننا ننظر إلى الزيارة القريبة، كزيارة حج وصلاة، يقوم بها رأس الكنيسة الكاثوليكية إلى أبنائه وبناته، من رعاة ومؤمنين، في الكنيسة المحلية، وهي حاضرة بأفرادها ومؤسساتها، في كافة نواحي الحياة والخدمة الرسولية، الروحية والإنسانية والاجتماعية والثقافية. فقداسته سيبارك حجر الأساس لجامعة مادبا التي شرعت البطريركية اللاتينية ببنائها في مدينة الفسيفساء مادبا. وسيبارك حجر الأساس لكنيسة المعمودية التي تبرعت الحكومة الأردنية مشكورة بالأرض اللازمة لبنائها، وشرعت ببنائها البطريركية اللاتينية. وسيبارك قداسة البابا حجر الاساس لكنيسة الروم الكاثوليك التي سيشرع ببنائها في المستقبل القريب ان شاء الله. هذا فضلا عن الصلاة الخاصة التي سيترأسها قداسة البابا في كاتدرائية القديس جورجيوس للروم الكاثوليك، قبل احتفاله في اليوم التالي بالقداس الاحتفالي في مدينة الحسين الرياضية.

 

ورابعا، ان زيارة البابا الى الأردن هي تأكيد على عمل الكنيسة الاجتماعي في المجتمع الأردني. وفي زيارة البابا الى مركز سيدة السلام الذي تم تدشينه عام 2004 برعاية ملكية سامية، ويعنى بذوي الحاجات الخاصة، وهو شأنه شأن كافة المؤسسات الاجتماعية والتعليمية، مفتوح الابواب للجميع ويقدم خدماته المتقدمة للطلبة والمرضى المسلمين والمسيحيين من كافة قرى ومدن المملكة الأردنية العزيزة.

 

وخامسا، فان قداسة البابا الذي يمثل بصلاته وكلمته وحضوره، ضميرا عالميا، معنويا وأخلاقيا، ليأتي إلى الأردن والمنطقة، من أجل تمتين الحوار بين الأديان وبخاصة الحوار الإسلامي المسيحي، وهو بعون الله مزدهر في بلدنا الأردني الحبيب وسائر بتقدم وتطور مستمرين. وسيزور قداسته، بإذن الله، المتحف الهاشمي الجديد، ومسجد الحسين بن طلال في عمان، وستشكل هذه الزيارة انتعاشة جديدة للحوار الإسلامي المسيحي ويقوي الروابط التي تجمع المسلمين والمسيحيين في الوطن الأردني الواحد.

 

من هنا، فإننا نوجه كلمة تحية إلى سيد البلاد، جلالة الملك عبدالله الثاني، وإلى كل لجان العمل والتطوع التي تشكلت للترحيب بقداسة الحبر الأعظم، في الأردن، وفي الأراضي المقدسة، داعين أخوتنا وأصدقاءنا في الأردن وفي كل مكان، لمشاطرتنا فرح الترحيب بقداسته، وباحتفالات الاستقبال والصلاة التي سيترأسها قداسته في الأماكن الأردنية المقدسة، داعين إلى تضافر الجهود لدى جميع أصحاب النخوة العربية والأردنية الأصيلة، ليكون الاستقبال معبرا عما قاله قداسة الحبر الأعظم البابا يوحنا بولس الثاني في عمان عام 2000: "ان شعبكم الأردني يا صاحب الجلالة ، يتميز بحسن الاستقبال والضيافة والانفتاح على الجميع".

 

الأب رفعـت بدر: الناطق الإعلامي

عن موقع ابونا