تعليق من الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة في الأردن بخصوص الرسم الكاريكاتوري

حضرة رئيس تحرير جريدة الغد اليومية، الأستاذ موسى برهومة المحترم،

 

فقد تفاجأت ومعي كثيرون بالرسم الكاريكاتوري المنشور في الصفحة الأخيرة من الغد الغراء يوم الخميس 26 آذار 2009، لما فيه من إيحاءات ورموز بالصورة، فجاءت جارحة إلى حد كبير في مشاعر، ليس المسيحيين، فحسب، بل من كل إنسان ذي إرادة صالحة، يؤمن بقدسية الشعور الديني لدى المواطنين كافة. فان الكاريكاتور المرسوم قد أثار استياء العديد من المؤسسات والمواطنين الذين رأوا في الرسم، إساءة إلى مشاعرهم الدينية، وبذات الوقت إلى موقع أردني سياحي هام هو موقع معمودية السيد المسيح في نهر الأردن.

 

وانها ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها الرسام ذاته إلى الرموز الدينية المسيحية، حيث رسم بتاريخ  21-1-2008 رسما ساخرا، علقنا عليه في حينها.

 

ان الاتحاد الكاثوليكي للصحافة الذي يرأس تحرير موقعه الاكتروني "أبونا" www.abouna.org الاب رفعت بدر، ليؤكد من جديد أن الديانة ليست ضد أن  يذهب الخيال البشري إلى الابداع في التصوير والفن. وإنّما ليس كل ما هو ممكن بالخيال أو بريشة فنان كاريكاتوري يحترمه الناس، أو غيره، مسموحا به أدبيا أو أخلاقيا. وكذلك، فانّ كل ما يخدش الشعور الديني، وهو أقدس المشاعر البشرية على الإطلاق، يعتبر من الأمور المهينة والمسيئة. واني لا أتصوّر ديانة سماوية، تسمح باستخدام رموزها الأكثر قدسية، تحت ذريعة الإبداع في الفن وغيره من أساليب التعبير البشرية.

 

جاء في بيان الكرسي الرسولي (الفاتيكان)، في 4-2-2006، حول الرسومات الدانماركية المسيئة للمشاعر الدينية ما نؤكد عليه اليوم:

– أوَّلا: إنَّّ الحقَّ في حرية التفكير والتعبير الذي ينص عليه الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، لا يستطيع أن يتضمَّن حق الإساءة إلى الشعور الديني للمؤمنين. وهذا المبدأ يُطبّق على أيِّ دين.

– وثانيًا: إنَّ التعايش الإنساني يتطلَّب مناخًا من الاحترام المتبادل لتعزيز السلام بين البشر والأمم. وبعض أشكال الانتقادات المفرطة والاستهزاء بالآخرين تعكس غيابًا للحس الإنساني، وقد تكون في بعض الحالات تحريضًا غير مقبول.

 

ان الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة في الأردن، وفيما يشارك كافة الجهات الرسمية والمدنية التحضير لاستقبال "ضيف الأردن الكبير" قداسة البابا بندكتس السادس عشر، في أيار المقبل، وزيارته المرتقبة الى موقع المعمودية (المغطس)، قد شاهد في الرسم المنشور، اساءة الى هذا الموقع السياحي والديني الهام، فضلا عن مساسه بالطقوس الدينية التي يحتويها سر المعمودية المسيحية، وهو سر من أسرار الكنيسة السبعة المقدسة.

 

فضلا عن ذلك، ان السيد توني بلير لم "يدشن مغطس نهر الأردن"، كما يرد في الرسم، وانما قد شارك في احتفال للأخوة في الجماعات المعمدانية من الأردن وخارجها، وقد كان لهم طقوسهم الخاصة، التي اغفل الرسام عن احترامها.

 

الأب رفعت بدر: الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة

عن موقع ابونا