الـخَـتـمْ

 

فـى عِدة آيـات من الكتاب الـمقدس نـجد مـا يُشيـر إلـى وجود علامـة مـا.. أو خَتـمْ..أو وسمْ..أو مـسحة خاصـة..

هـذا الـخَتـمْ عجيب …فهو يـحـمى صاحبـه مـن الـموت ..

ولكن فـى أحيـان أخرى قـد يدفعـه للـموت ..

هـذا الـختـمْ ضرورة حـتـميـة للإنسان فلا بـد مـن الحصول عليـه..

هذا إن أراد الحيـاة أو الـفـنـاء..!!

تـُرى مـا هـو ذلك الـختـمْ؟!…ومـاذا يعـنى؟!..وما هـى أهـميتـه؟..

فـى العهد القديـم نجد أن الرب قد ختـم قايين بعلامـة حتى لا يقتله كل من  وجده

وذلك بعد أن قال للرب " إنك طردتنى اليوم عن وجه الأرض ومن وجهك أستتـر وأكون تائهـا شارداً على الأرض فيكون ان كل من وجدنـى يقتلنـى"(تك 15:4)..

إذن قـد خـُتم قاييـن وحـمل علامـة مـا من الرب جعلتـه لا يُقتـل!!..

وفـى مكان آخـر نـجد خـتمُ آخـرإذ قال الرب للـملاك "إجتـز فـى وسط أورشليم وإرسم تـِوآءََ على جباه الرجال الذين ينوحون ويندبـون على كل الأرجاس التى صُنعت فى وسطهـا" ..ثـم قال "اقتلوا الشيخ والشاب والعذراء والطفل والنساء حتى الفناء ولكن كل من عليه التوآء لا تدنوا منـه" (حزقيال 4:9،6).

إذن..هناك علامـة مـا من الرب جعلت من إصطفاهم أن لا يُقتلون ..!!

وفـى سفر الرؤيـا نجـد خـتمْ آخـر: " ورأيت ملاكا يطلع من مشرق  الشمس ومعه ختـم الله الحي فنادى بصوت عظيم إلـى الـملائكة الأربعة الذين أُبيح لهم أن يضّروا الأرض والبحر قائلا لا تضّروا الأرض ولا البحر ولا الشجر إلـى أن نَختِم عِباد إلهنـا على جباههم" (رؤ2:7-3)..

وعندمـا فُتح بئر الهاوية وخرج من الدخان جراد على الأرض "أُمـر أن لا يضر عشب الأرض ولا شيئا مـما هو أخضر ولا الشجر إلا الناس الذين ليس فـى جباههم ختـم الله" (رؤ 4:9)..

 

وكـما أن هناك خـتم لله نجد ذِكر لـخَتـمْ آخـر …هـو ختم الوحش أو ختم الشيطان:

"جعل الجميع الصِغار والكِبار الأغنياء والفقراء الأحرار والعبيد يتسـمون بسِمة فـى أيديهم اليـمنى أو فـى جباههم ولا يستطيع أحد منهم أن يشترى أو يبيع إلا من كانت عليه السِمة أو اسم الوحش أو عدد اسـمه" (رؤ16:13-17)..

وهـذا الختـمْ الغريب يؤدى  إلـى الغضب والـموت الأبدي:

"إن سجد أحد للوحش ولصورتـه وإتّسم بالسِمة فـى جبهتـه أو فـى يده فـإنـه يُسقى من خـمر غضب اللـه الـمصبوبـة صِرفـاً فـى كأس غضبـه ويُعذب بالنار والكبريت أمام الـملائكة القديسين وبحضرة الـحَـمل ويصعد دخان عذابهم إلـى دهر الدهور ولا راحة لهم نهاراً وليلاً للذين قد سجدوا للوحش ولصورتـه ولـمن أخذ سِمـة اسـمه" (رؤ 9:14-11)..

ضربـات وويـلات..لـمن يسجد لذلك الـختـم الغريب "ختم الوحش":

" الناس الذين عليهم سِمة الوحش وفـى الذين يسجدون لصورته قَرْحُ خبيث أليم" (رؤ2:16)..

ولكن حيـاة ومُلك دائـم فـى مدينة أورشليم السماوية..مسكن الله مع الناس لـمن

عليهم "ختم الله":

" الذين لـم يسجدوا للوحش ولا لصورته ولـم يتّسموا بإسمه على جباههم ولا فـى أيديهم فحيوا وملكوا مع الـمسيح" (رؤ4:20)…وأيضا "الذين غلبوا الوحش وصورته وسِمته وعدد اسمه واقفين على بحر الزجاج ومعهم كنارّات اللـه" (رؤ2:15)..

" ولا يكون لعن من بعد وسيكون فيها عرش الله والحـمل فيعبده عبّاده وينظرون وجهه ويكون اسمه على جباههم" (رؤ 3:22-4)..

والآن..تُـرى أي ختـمْ تحـمله ..؟!..أختـمْ اللـه أم ختـم الوحش؟!

إن الخـتمْ كـما تبين هـو إعلان عـن أن هذا  الشخص ذو العلامـة أو الختـم لـه إختيـار خاص إمـا للـه أو للشيطان..

إن قبول علامة الوحش هو دلالة واضحة على رفض يسوع الـمسيح وإنهاء أي فرصة لقبولـه..إنهـا تُعلن أن مالِك هذه العلامـة قد  أحب العالـم أكثـر من الله وانـه قد وصل إلـى حالـة يصعب فيهـا أن يعلن توبتـه ويعود لإيـمانه بالله وبإبنه يسوع الـمسيح وبالروح القدس ..

فكل من يؤمن بالله يُختـم بكل بـركة روحية سـماوية كـما يعُلن لنا الرسول بولس

" الذى مسحنا هو اللـه الذى ختـمنا أيضا وجعل عربون روحـه فـى قلوبنـا" (2كور21:1-22)..

و أيضا " فبعد أن أمنـتم خُـتِمـتُم بروح الـموعد القدوس" (أف13:1)..

"روح الله القدوس" هــو ذلك الخـتـم العجيب الذى وُهب لنـا نحن الذى إختارنـا الله لنكون قديسين وبغيـر عيب أمامه بالـمحبة (أف 3:1-4) ..

لذلك دعـانـا الرسول قائلا:

"لا تحزنـوا روح اللـه القدوس الذى خـُتمتم بـه ليوم الـفداء" (أف 30:4)..

فكون قبول الإنسان أن يـُختم بخاتـم ذاك "الوحش" هـو تجديف وشرك وخيانة وجحود لـختم روح اللـه القدوس..

وهذا مـا عناه السيد الـمسيح فـى قولـه "ان التجديف على الروح القدس فلا يغفـر لـه لا فـى هذا الدهـر ولا فـى الآتـى" (مت 31:12-32) ..

والآن يـا مـن طـمست الخـتمْ..ختـم الروح ..وأصبح منطوق الخـتمْ لا يُقرأ..

لا يُرى لأنـه طُمس..

مـا من علاقـة؟!..

مـا من دليل يُثبت لـمن الـخَتـمْ؟!

مـا الكتابـة التـى عليه؟!..مـا الصورة التـى فيـه؟!

أيـن ختـم روح اللـه القدوس؟!..

أيـن العلامـة؟!..أيـن الصورة؟!..أين القراءة؟!..وأين الدليل؟!

لـمن الـخَتـمْ؟!..لقيصـر أم للرب؟!..للعالـم أم للسـماء؟!

 

إن الرب يدعـوك اليوم..فـى هذه الساعـة..

أن ترفـع الغِبـار عن ختـم الروح..

وأن تسمع صوت الحب الذى ينطلق من قوة الـختـم ..

وأن تعرف مقدار النعـمة التى وضعهـا فيك اللـه..

وأن تجعل الروح يعـمل فيك وبك ليتمجد الله فـى كل حين..

ولإلهـنـا كل الـمجد والكرامـة إلـى الأبد آميـن.

الشماس نبيل حليم يعقوب

لـوس أنجلوس 10/11/1999

+++++++++++