أفراح القيامة

       يحق لنا أن نفــــرح بقيــــامة الرب من الأموات ، فبقيـــامته أعطـــانا عربــون القيامة معه ، وفتح لنا باب السماء ، فصار لنا رجـــاء فى الحياة الأبدية ، فنحن الذين نؤمن برب القيامة ،  ليس كالآخرين الذين يعيشون اليوم  وغدآ يموتون بدون رجــاء فى قيامة اخرى.

    وبذلك أعطـــى الرب معنى لحياتنـــا الأرضية ، إذ نعيش بملً الرجــاء ،  فتصير أعمـــالنا ، أقوالنا، خدماتنا ، عطائنا ، صلواتنا ، صومنا ، وأيضا الآمنا ،  لها معنى وقيمة .

فكل شىً فى ظل القيــــامة له معنى ، حتى الموت الجسدى أصبـح عبـــورأ للحيــــاة الأخرى.

ونستطيع القول أن حياتنا الأرضيه ما هى إلا إعداد للحياة السماوية .

فلا سلطان لأبليس وأعمـــاله ، فالرب قهر إبليس بقيامته ، لذلك يحق لنــا أن نفـــرح ونشكر الرب لقيامته لأسباب كثيرة منهـــا :

1- بقيامته بدد خوفنا وحول حزننا إلى فــرح.

التلاميذ بعد الصلب كانوا فى خوف وفزع وكــآبة وعدم طمآنينة من اليهود ، ولـكن عندما ظهر لهم الرب ،  يقول الكتاب ( فرح التلاميذ حينما أبصروا الرب ..) فالقائم من بين الأمــوات حــول حزنهم الى فرح ، وشكهم الى رجــاء ، وخوفهم الى ســلام وهدوء .

فحضور الرب فى وســـطنا يعطى ســلام دائــم ، امــا الذى يعيش بعيــــداَ عن الرب لايتذوق ســلامه ، فإبليس ينزع الفرح والسلام من القلب ولامـال ولاجــاه ولامنصب يعوضون عطية الســـلام .

2- بقيـامته منحنا النصرة علــى إبليس .

قيـــامة الرب أصبحت عربون لقيامتنـــا من كل شر وكسل وتراخ ، فقد هزم إبليس وكسر شوكة الموت بموته، فلا مجال لسيطرة إبليس علينا إلا بإرادتنا وحريتنا نحن .

فقبل القيامــة كان إبليس يجــرى وراء الأنسان أما بــعد القيامة أصبحنا نحن نجــرى ورائه ، فالأنســان  يفعل الخطيئه بإرادته .

 فالأن نحـــن نعيش تحت نامـــوس النعمــــة والفداء  وليس تحت نامــوس الخطيئة ، فأعطانــا الرب السلطان أن ندوس الحيــــات والعقارب وكل قوة العـــدو .

 كم هــــى عظيمــة القيــامة ، فنحن أبناء القيامة وليس أبناء الموت .

3- بقيــامته فتح لنا باب السمــاء.

على الصليب قال الرب للص اليمين " اليوم تكون معى فى الفردوس "

 شكرا لله فقد فتح باب الملكوت بقيامته وهذا أعظم رجــاء لنا كمــــؤمنين فى الحياة ، فالموت ليس نهاية لكل شىء ، إنمــا هو ربح عظيــم للمؤمن كمـا يقول مـــار بولس " الحياة لى هــى المســيح والموت ربـح " .

سوف يغير الرب جسد تواضعـنا هذا المحدود الى جسد نورانى ممجـــد لايموت أبدا، فينال كل منا جزاء عما فعل إذا كان خيراَ أم شراَ ، هــذا الجسد الذى تعب ، وخــدم ، وسجد ، وأطعم المحتاجين سوف يتمجد بعد الموت أمام عرش النعمة.

وهذا التمجيد للســاهر وليس للنائم ، فالذى يسهر على حياته فى الأرض سوف يتمتع بالملكوت فى السمـاء .

4- بقيامته أعطى معنى وقيمة لآلامنـا .

صليب وموت ودفن يـــوم الجمعة العظيمـــة لامعنى له بدون قيامة الرب إنما يصبح فشلاَ عظيماََ ، انمــــا قيامة المسيح أعطت معنى لكل الآمنــا ، فنحـــن نتــألم ونتعــب ونحزن ونضطهد يوميا ، ولكن لنا رجـــاء وثقة أن الآمنــا هذه طريق للقيامة والحياة الأبدية .

وهذا هو معنى الصليب ، فهو ليس شىء نلبسه فقط إنمـا هو حيـــاتنا بكل ما فيهـا من الآم وأفراح نعيشها برجــاء فتصبح رصيد للملكوت .

           عزيزى هذا هو اليوم الذى صنعه الرب فلنفرح ولنبتهج فيه ، أنه يوم القيامة والنصرة ، يوم الرجـاء والثقه ، يوم الفرح والسلام .

ولكن تذكر أنه لامجد بدون الآم ، ولاقيــامة بدون موت ، لذلك لامعنى لقيـــامة الرب أن لم نعش نحن حياة القيامة ،  وذلك بقداسـة السيرة ، ورفض اليأس والفشــل والشر والتمسك بالأيمـــان المسيحى والتزام فى عطــائى وغيرتى الرسولية فى جذب نفوس جدد للإيمان وشعورى الدائم بأنى حى روحيا ولست ميتاَ.

اخرستوس انستى اليثوس انستى ، المسيح قام حقاَ قام  .

وكل عام وانتم بخير

 

                                                         الأب / بيشوى أنيس

                                                        راعى كنيسة الأقباط الكاثوليك بتورنتو