القدس: الصلاة من أجل السلام عند المرحلة الرابعة من درب الآلام

السلام في الأراضي المقدسة وفي العالم أجمع

روما، الاثنين 6 أبريل 2009 (Zenit.org)

إن المرحلة الرابعة من درب الآلام في القدس حيث يذكر التقليد بلقاء يسوع ومريم خلال الآلام، تحولت إلى مكان صلاة دائمة، حسبما أشارت يوم الجمعة الفائت الصحيفة المسيحية في إسرائيل “Un Echo d’Israel”  بقلم أنييس ستايس.

ففي 25 مارس، يوم عيد البشارة، وضعت ثلاثية من بولندا في سرداب الكنيسة الكاثوليكية الأرمنية لتكون رمزاً لمكان السجود الدائم من أجل السلام. وقد دشنها النائب الرسولي المونسنيور فرنكو، والمونسنيور رافاييل مينسيان، أسقف الكنيسة الكاثوليكية الأرمنية، بحضور مسؤولين ومؤمنين من مختلف الكنائس – الأرمنية والأنغليكانية والسريانية والمارونية واللاتينية – وقنصل بولندا.

أوضح النائب الرسولي أن هذا المكان تحول إلى مكان تشفع من أجل السلام في القدس والأراضي المقدسة، في العالم وفي القلوب، على مثال مريم التي رافقت يسوع على طريق الحياة البشرية.

يعود أصل هذا المشروع إلى سنة 2006 خلال لقاء حصل بين المهندس البولندي السيد بيوتر سيولكييويتش، والأب كازيمييرز فرنكيويتش، الراهب الفرنسيسكاني من مقاطعة وارسو المرتبط روحياً بماكسيمليان كولب الذي يخدم حالياً في قبر المسيح.

إن هذه المرحلة الرابعة التي تسمح "بالدخول في تأمل أعمق في دور بنت صهيون في تاريخ الخلاص". وفي أكتوبر 2005، بدأت فترات السجود التي كان يقوم بها يومياً متطوعون من البلاد وآخرون قادمون من بولندا.

في السنة اليوبيلية، كان المونسنيور جورج، الأسقف الأرمني آنذاك قد حدد ساعة سجود يومية للقربان المقدس، في حين أن هذا الشكل من الصلاة لا يمت إلى التقليد الأرمني بصلة. ومن جهة أخرى، تم إنجاز وتمويل أعمال كبيرة تمثلت في فتح وتجهيز السرداب الذي كان خزان مياه، على أيدي محسنين ومنظمات وبفضل اندفاع الأب بييترو فوليه. وبعد مرور عشرة أيام على تبريك هذا السرداب، الذي لم يكن قد سمع عنه مسبقاً، توجه الأب كازيمييرز إلى هذا المكان.

بدوره أراد بيوتر سيولكييويتش تقديم الدعم الفعال لمشروع السجود الدائم، وتقديم معرض للقربان المقدس. وفي اليوم التالي، وعن طريق قريبه الكاهن في شيستوشوا، أصبح على تواصل مع فنان بولندي شهير وهو ماريوس درابيكوفسكي الذي كان قد عمل لشيستوشوا والفاتيكان وبازيليك كولونيا.

عندئذ قدما إلى أورشليم لطرح مشروع معرض القربان المقدس، فقال لهم المونسنيور رافاييل مذهولاً "ليس فقط معرضاً للقربان المقدس، بل أيضاً بيت القربان على المذبح". والحال أن ابن السيد درابيكوفسكي الذي يعمل بدوره فناناً كان قد صنع بيت قربان كبير يذكر بأورشليم الأرضية التي كانت قياساتها مطابقة لقياسات السرداب! في الوسط، المسيح المصلوب والقائم من بين الأموات، الباب الذي يفتح السماوات. إذاً كانت الفكرة عبارة عن استخدامه وتحويل داخله إلى "أورشليم السماوية".

هنا ولدت جماعة "سلطانة السلام" التي يلتزم أعضاؤها من مختلف القارات بدعم كل الأمور التي تعزز السلام والمصالحة بين الشعوب، ومنها أولاً إقامة مركز مسكوني في الأراضي المقدسة للصلاة من أجل السلام.

حظي عمل الفنان بهبات مالية وعينية أيضاً – منها العنبر من البلطيق -. أما النتيجة فكانت معرضاً للقربان المقدس سمي بـ "سلطانة السلام" وسط ثلاثية تمثل المرأة المحاطة بالشمس… هذه المرأة تابوت العهد الجديد (رؤ 11، 19؛ 12، 1) التي تحمل في أحشائها من هو الكلمة والخبز في آن معاً… هذه المرأة التي كانت عند البشارة المذبح الأول وبيت القربان الأول في العالم، حسبما أوضح النائب الرسولي خلال القداس الافتتاحي.

إن بيت القربان هذا الذي تم البدء به في مارس 2008 عرض في جادانسك في 6 أغسطس بمناسبة عيد التجلي، ومن ثم في شيستوشوا من 10 أغسطس ولغاية 10 سبتمبر. بعدها انتقل إلى ألمانيا: ألتوتينغ وكولونيا وغيرهما، محدثاً في كل مكان حماسة كبيرة للصلاة من أجل السلام في الأراضي المقدسة وفي العالم. وفي روما باركه بندكتس السادس عشر في 28 يناير بمناسبة مقابلة الأربعاء العامة، قبل أن يصل إلى المدينة التي أعد لها لكيما تتمكن هذه الأخيرة يوماً ما من الاحتفال باسمها "مدينة السلام".

لقد قدم متطوعون من بولندا وفرنسا لضمان السجود بالتناوب مع كهنة وراهبات وعلمانيين من سكان البلاد. هم مقيمون في جواره وقد وصلت مؤخراً من إيطاليا ثلاث راهبات من تلميذات الرب السماوي لكي يعشن هناك ويتابعن سير الأمور مع تحمل المسؤوليات وحفظ المكان.

حالياً، يفتح السرداب في فترة النهار لغاية الساعة السادسة. كما أنه من الممكن حضور أمسية صلاة وتشفع من الساعة التاسعة مساءً ولغاية الخامسة صباحاً.

كذلك توجد لدى البروتستانت الإنجيليين في أورشليم عدة دور عبادة وتسبيح مفتوحة على مدار الساعة.