تأمل يومي مع القديس بولس في الأسبوع العظيم

عن راديو الفاتيكان

 

كشف لنا سبت لعازر موت الموت، أما أحد الشعانين فبشرنا بالغلبة وبانتصار ملكوت الله، إذ اعترف العالم بملكه الأوحد الآتي باسم الرب. ومع ذلك فنحن ندرك أن هذا الملك متوجه إلى الجلجلة، إلى الصليب والقبر، كما نعرف أيضا أن انتصاره القصير في الشعانين ما هو إلا مقدمة لانتصاره الأبدي في مجد القيامة. انطلاقا من ذلك نوجه تأملنا في هذا الأسبوع إلى سر الصليب في رسائل القديس بولس، فهذا "العثار" بالضبط هو الذي جعله يضطهد المسيحيين أولا، ولكن لما لاقاه المسيح القائم، صار له (ذلك العثار) شارة الظفر والفخار الوحيدة.

 

الاثنين العظيم المقدس

 

"وإني لم أشأ أن أعرف شيئا، غير يسوع المسيح، بل يسوع المسيح المصلوب" (1كورنثوس 2:2).

غالبا ما يرعبنا الصليب، وإذا ما توقفنا عنده قليلا فلا نلبث أن نتجاوزه إلى القيامة فورا؛ وذلك ليس بخطأ، "فلو لم يقم المسيح فإيماننا باطل ونحن أحقّ الناس بأن يُرثى لهم" كما يقول الرسول بولس (1 كور15: 17-19). ولكن إذا ما تأملنا الصليب عن كثب ألا نجد أنه بدونه ليس من قيامة ولا حياة حقيقية ولا فرح ولا حتى أي معنى؟! إن الصليب هو في مركز إيماننا، ولا يمكننا فهم سر تجسد يسوع وحياته كلها مع سائر أعماله وأقواله، إلا انطلاقا من هذا القطب المركزي. وما ذلك في الواقع إلا لأن إيمان الكنيسة الأولى قد تبلور حول فهم سر النهاية المرعبة ليسوع معلقا على الصليب، حيث أن كل ما حدث، حدث "لأجلنا"، لدرجة جعلت الرسول يعمل من يسوع المسيح المصلوب برنامجا شخصيا لحياته كلها، فهوذا يخبرنا سرّ تحوله: "إني بالشريعة متّ عن الشريعة لأحيا لله، وقد صُلبت مع المسيح. فما أنا أحيا بعد ذلك، بل المسيح يحيا فيّ، وإذا كنت أحيا الآن حياة بشرية، فإني أحياها في الإيمان بابن الله الذي أحبني وجاد بنفسه من أجلي" (غلاطية 2: 19-20).

وأنت، هل تعتقد أنه يحبك وقد مات أيضا من أجلك بالذات؟ \"\"

(إعداد الأب غسان السهوي اليسوعي)