مُسبحة الصلاة

حسن ناجي 

…..

اعتقدت الأديان الوضعية القديمة بشكل عام أن ترديد الصلاة الواحدة عدة مرات يزيد فعاليتها ، ويكون شفيعا عند الآلهة أو الرب أو القديس للمغفرة الشفوية ، فعمد الناس على مختلف معتقداتهم الدينية الوضعية إلى ترديد الصلاة مئة مره في الجلسة الواحدة ، وما دام العدد يصل إلى هذا الرقم فهم بحاجة إلى خيط كثير العقد أو مليء بالخرز ، وتكون في العادة أعداد العقد أو الخرز محدده في كل خيط ، حتى يتمكن المرء من تكرار الصلاة لمرات عديدة مضاعفه ، معتقدين أن الرقم مئة هو أقرب الأرقام للآلهة للاستجابة لمطالبهم وتلبية المغفرة.

مع مرور الزمن أخذ كل مطلب عددا محددا من الصلوات ، فمثلا للتوفيق في الحياة الزوجية أو التجارة يعدون27 مره في اليوم ، ولمساندة فرسان الهيكل المقاتلين مع القوات الصليبية بحاجة إلى 57 صلاة في اليوم الواحد ، وفي حال موت أحد الفرسان يصل العدد إلى مئه ، من أجل طلب المغفرة 100 مرة على أن تكرر الصلوات لأسبوع كامل.

يمكننا القول ببساطه أن العد والصلاة في آن واحد حتى بمساعدة الأصابع ، أمران مستحيلان: فدعت الحاجة إلى وجود عامل مساعد ، فكانت المسبحة المساعد الكامل للذاكرة ، وقد أطلق عليها باللغة السنسكريتيه بما معناه باللغة العربية "المذكرة" ، وفي اللغات الاوروبيه بما معناه "العدادة" ، وكانت تصنع قديما من خيوط معقودة أومعلق بها بذور الثمار المجففة أو قطع العظام أو الخرز لاحقا ، ثم أخذ الأغنياء في العصور اللاحقة يستبدلون كل هذا بالأحجار الثمينة أو الحلي الزجاجية أو الذهب ، ومن هنا جاء اسمها باللغة الانجليزيه – rosary- والتي تعني حرفيا مجموعة من الأزهار.

أطلق الأوروبيون على المسبحة في بعض الأحيان -prayer- أي الصلاة ، أما كلمة – bead- والتي تعني مسبحة فقد جاءت من اللغة الأنغلوسكسونية والتي أتت بدورها من كلمه -bidden- والتي تعني تحديداً الطلب.

انتشرت المسبحة عبر الكنيسة الكاثوليكية بواسطه القديس – دومينيك – مؤسس رهبانية الأخوة الوعاظ ، ففي إحدى ظهورات مريم العذراء لهذا القديس طلبت منه أن ينشر أمر المسبحة كوسيلة لتخليص الروح من الخطيئة.

 

hnaji321@yahoo.com