عام مضى على خطاب البابا التاريخي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة

عن اذاعة الفاتيكان

تصادف يوم السبت المقبل الثامن عشر من أبريل نيسان الجاري الذكرى السنوية الأولى لزيارة البابا لمقر الأمم المتحدة في نيويورك وخطابه التاريخي أمام الجمعية العامة. تحدث الحبر الأعظم آنذاك عن المبادئ التأسيسية للمنظمة – الرغبة بالسلام، حس العدالة، احترام كرامة الشخص البشري، التعاون والمساعدة الإنسانية – التي هي تعبير عن التطلعات السليمة للروح الإنساني وتشكل المُثل التي يجب أن ترتكز عليها العلاقات الدولية.

وذكر بندكتس بالخطابين اللذين ألقاهما سلفاه بولس السادس ويوحنا بولس الثاني من على هذا المنبر اللذين أكدا أن هذه المبادئ تشكل جزءًا من الحقائق التي تعتبرها الكنيسة الكاثوليكية والكرسي الرسولي بانتباه واهتمام. وأكد البابا أن الأمم المتحدة تشكل تجسيدًا للتوق إلى "درجة عالية من التنظيم على الصعيد الدولي" وأشار إلى أن مسائل الأمن، وأهداف النمو، وتخفيف الفوارق على الصعيد المحلي والعالمي، وحماية البيئة والموارد والمناخ، تتطلب كلها من المسؤولين عن الحياة الدولية أن يعملوا سوية وأن يكونوا جاهزين للعمل بحسن نية، محترمين القوانين، لتعزيز التعاضد في المناطق الأضعف في كوكبنا.

وفي إطار العلاقات الدولية، قال البابا، يجب أن نعترف بالدور الأساسي للقوانين والبنى الرامية بطبيعتها إلى تعزيز الخير العام وبالتالي إلى حماية الحرية البشرية. هذه القوانين لا تحدّ الحرية. باسم الحرية، يجب أن يكون هناك ارتباط بين الحقوق والواجبات، التي لأجلها يتوجب على كل إنسان أن يحمل مسؤولية الخيارات التي يقوم بها، مع اعتبار العلاقات التي تربطه بالآخرين.

ومما قاله البابا في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة لعام خلا: يجب أن تتضمن حقوق الإنسان حق الحرية الدينية، المفهومة كتعبير عن بعد هو في الوقت عينه فردي واجتماعي – نظرة تكشف عن وحدة الشخص بينما تميز بوضوح بين بعد المواطن وبعد المؤمن. من غير المعقول إذًا أن يُرغَم المؤمنون على كبت جزء من ذواتهم – إيمانهم – لكي يكونوا مواطنين فاعلين. لا ينبغي أبدًا أن يكون ضروريًا إنكار الله للتمتع بالحقوق الذاتية.

في رسالتي الأخيرة، "مخلصون بالرجاء"، أشرت إلى أن على "كل جيل يترتب واجب الانخراط في البحث الصعب عن الدرب الصحيح لتنظيم الشؤون البشرية". بالنسبة للمسيحيين هذا الواجب يحركه الرجاءُ الذي ينبع من عمل يسوع المسيح الخلاصي. لهذا السبب الكنيسة سعيدة بأن تكون شريكة في عمل هذه المنظمة البارزة، المسؤولة عن تعزيز السلام والخير في كل الأرض.