الفاتيكان ينتقد البرلمان البلجيكي لتعرضه للبابا بنديكت

دينة الفاتيكان (روما) – 17 – 4 (كونا)

انتقدت دولة الفاتيكان بحدة اليوم بيانا أقره البرلمان البلجيكي يدين موقف البابا بنديكت السادس عشر من العوازل الطبية واصفة ما أثارته عبارات البابا من احتجاجات في أوروبا بانها "حملة تخويف واضحة".
وقالت قاعة الصحافة بالفاتيكان في بيان ان عبارات البابا التي أدلى بها وهو على متن الطائرة التي أقلته الشهر الماضي الى أفريقيا حول استخدام العوازل الطبية ضد انتشار وباء الايدز "بترت وعزلت عن سياقها".
واتهم البيان بعض جماعات لم يسمها باستخدام هذه العبارات المبتورة عن سياقها "لأغراض ترهيبية واضحة" ضد زعيم الكنيسة الكاثوليكية في "اطار حملة اعلامية لا سابق لها" معتبرا ان قرار البرلمان البلجيكي "غير مقبول".
وذكر أن دولة الفاتيكان "تشجب اقدام مجلس برلماني على انتقاد قداسة البابا على أساس اقتباس مبتور ومعزول عن سياقه في حديث صحافي".
وكان بنديكت السادس عشر قال في 17 مارس الماضي "انه لا يمكن تجاوز مشكلة الايدز من خلال توزيع العوازل" باعتبارها على العكس "تزيد فقط من حدة المشكلة" مؤكدا أن الحصانة الزوجية والعفة الجنسية هما أفضل السبل.
وجاء ذلك في تصريح للصحافيين الذين رافقوه على الطائرة التي حملته في أول رحلة له الى أفريقيا التي أودى الايدز بحياة أكثر من 25 مليونا من سكانها

بيان الكرسي الرسولي حول قرار البرلمان البلجيكي بشأن تصريحات البابا خلال زيارته الأخيرة لأفريقيا

صدر عن الكرسي الرسولي بيان حول قرار البرلمان البلجيكي بشأن تصريحات البابا خلال زيارته الأخيرة لأفريقيا جاء فيه ما يلي: بتوجيه من وزير خارجية بلجيكا أعلم السفير البلجيكي أمين سر دولة الفاتيكان للعلاقات مع الدول خلال لقاء جرى في الخامس عشر من الجاري بمضمون قرار برلمان بلاده الذي يطلب من الحكومة التنديد بالتصريحات غير المقبولة التي أدلى بها البابا بندكتس السادس عشر خلال زيارته الأخيرة لأفريقيا والاحتجاج الرسمي لدى الكرسي الرسولي.

إن الكرسي الرسولي يأسف لهذه الخطوة غير المعتادة في العلاقات الدبلوماسية بين الفاتيكان ومملكة بلجيكا. يأسف لكون برلمان ارتأى من المناسب انتقاد قداسة البابا استنادا إلى مستخرج من مقابلة خارجة عن إطار المسألة استخدمته فرق بهدف التخويف وكأني بها تنوي ردع البابا عن التعبير بما يخص بعض المسائل التي لها أهمية أخلاقية واضحة وعن تعليم عقيدة الكنيسة. وكما هو معلوم، فإن البابا ردا على سؤال حول فعالية مواقف الكنيسة في ما يخص مسألة مكافحة الإيدز، صرح مشيرا إلى ضرورة البحث عن الحل في اتجاهين: أولا في أنسنة الجنس وثانيا من خلال صداقة أصيلة واستعداد للقبول تجاه الأشخاص المتألمين مسطرا في الآن معا التزام الكنيسة في هذين الاتجاهين. فبدون هذا البعد الأدبي والتربوي لن تنتصر المعركة ضد الإيدز.

وفي ما انطلقت في بعض البلدان الأوروبية حملة إعلامية لا سابقة لها حول أهمية الواقي في مكافحة الإيدز كان للاعتبارات الأدبية التي قدمها البابا تقدير كبير وخصوصا من قبل الأفارقة وأصدقاء أفريقيا وكذلك أيضا من قبل بعض أعضاء عالم العلم. وكما جاء في تصريح حديث لمجلس أساقفة غرب أفريقيا الإقليمي: نشكر البابا على رسالة الرجاء التي أوكلنا إياها في الكمرون وأنغولا. جاء البابا ليشجعنا على العيش متحدين ومتصالحين في العدالة والسلام كي تبقى الكنيسة في أفريقيا شعلة رجاء لحياة القارة كلها. نشكر البابا لكونه اقترح علينا من جديد تعاليم الكنيسة في مجال رعوية مرضى الإيدز.