عن إذاعة الفاتيكان
استقبل البابا بندكتس الـ16 ظهر اليوم السبت زهاء ثلاثة آلاف من أعضاء رهبنة الإخوة الأصاغر الفرنسيسكان وتقدمهم الرئيس العام الأب خوسيه رودريغز كاربالو، وذلك في أعقاب انتهاء مجمعهم الدولي الخاص برؤساء الأديار والمراكز المنعقد في مدينة أسيزي بإيطاليا من 15 وحتى 18 من الجاري والذي يتزامن مع المئوية الثامنة لتثبيت مسودة القوانين الأولى لرهبنة القديس فرنسيس على يد البابا إينوشنسيوس الثالث في عام 1209.
هنأ البابا زائريه باليوبيل الألفي الأول لتثبيت قوانين رهبنتهم التي أسسها القديس فرنسيس الأسيزي مع مجموعة صغيرة من الرفاق والتي تكاثرت عبر العصور وصارت اليوم عائلة كبرى منتشرة في كل بقاع الأرض، وأثنى على الروح الكاريزماتية والمؤسساتية التي تطبع إخلاصهم وعملهم في سبيل بنيان الكنيسة الجامعة.
وسطر الحبر الأعظم أن القديس فرنسيس كان بإمكانه ألا يأتي إلى البابا للموافقة على قوانين رهبنته الجديدة، مثلما فعل أشخاص في تلك الحقبة كانوا معارضين للكنيسة كمؤسسة، ولكنه فكر ساعتئذ في وضع مساره ومسار رفاقه بين يدي أسقف روما، خليفة بطرس وكشف تصرفُه أصالة الروح الكنسية وتعلقه بها. وأضاف أن "نحن" الصغيرة التي بدأها فرنسيس مع الإخوة الأوائل أضحت جزءا لا يتجزأ من "نحن" الكبيرة أعني بها الكنيسة الواحدة والجامعة.
ودعا البابا أعضاء العائلة الفرنسيسكانية للالتزام في اتباع منطق المسيح القائل ببذل الإنسان ذاته من أجل يسوع والإنجيل كي يخلص نفسه ويثريها بالأعمال الصالحة. كما أوصاهم بأن يصغوا جيدا لهمسات الروح القدس الذي يدعو العائلة الفرنسيسكانية كلها للمواظبة على إعلان الملكوت الله بغيرة وحماسة على خطى المؤسس القديس فرنسيس الأسيزي.
ووجه الأب الأقدس كلمة أخيرة لضيوفه وهي كلمة يسوع القائم من الموت لرسله وتلاميذه: "اذهبوا" (متى28/19 ومرقس16/15) وقال لهم اذهبوا وواصلوا "ترميم البيت وإصلاحه"، بيت الرب يسوع المسيح أي كنيسته. وأوضح أن زلزال أكويلا في إقليم أبروتسو دمر كنائس عديدة لافتا إلى معرفتهم التامة بالضرر والخراب الذي ينتج عن تلك الكوارث الطبيعية كالذي حدث في أسيزي عام 1997. وإذ دعاهم لترميم وإصلاح خرائب أخرى أكثر تضررا وهي الأفراد والأشخاص والجماعات، وقال لهم: اذهبوا مثل فرنسيس وابدأوا بإصلاح ذواتكم أولا.