نور سبت النور أمام العقول والقلوب !!!

الإكليريكي مايكل عادل

أنا من الأشخاص الّذين يحاربون الخُزعبلات والأشخاص الّذين يلعبون بعقول البشر، وأشجع الأشخاص الّذين ينظرون للأحداث بعيون ناقدة وعقول محلل لأحداث، وفي يوم (سبت النور) حسب التقويم الشّرقي وبيوم 18/ 4 / 2009 كنتُ أشاهد قناة (نور سات) الّتي كانت تبث حدث فيض النور المقدس من القدس مباشرة.

بدأت أُشاهد بكلّ انتباه لكلِّ ما يحدث فشاهدت دخول بطريرك أورشليم للروم الأرثوذكس ومعه رؤساء الأساقفة والكهنة والشمامسة وضربت الأجراس ، وتجمعت الطوائف المسيحية وأشخاص من جنسيات مختلفة من العرب وأوروبا. دخل الجميع أمام القبر وظل القبر مُقفل ومختوم، وقام بطريرك الروم الأرثوذكس بالدخول إلى القبر، وقبل أن يدخل إلى القبر تم تفتيشه للتأكد من عدم وجود أي مصدر للنار أو النور معه و خلع الملابس الطقسية ووقف بالقميص الأبيض (الإستيخارة) كما يطلقون عليه، وفُتش من قبل حاكم القدس ومدير شرطة القدس وهم بكلِّ تأكيد (غير مسيحيين) بجانب آخرين من الكهنة، و تم هذا التفتيش أمام الحضور بالكنيسة وأمام شاشات التليفزيون. ثم دخل البطريرك في القبر المقدس، وهو يحمل عدد من الشموع الّتي تضم ثلاثاً وثلاثين شمعة غير مضاءة. وبعد فترة خرج البطريرك من القبر المقدس ومعه النور المقدس أنه نور وليس نار -كما يتضح في أحد الصور المرفقة بهذا التقرير- وعندما ذهبتُ لأبحث عن تفاصيل تاريخية لهذا الموضوع وجدت أحد المقالات لتوما بيطار رئيس دير القدّيس سلوان الآثوسي، يذكر أقدم الشواهد الموجودة في شأن النور المقدّس والّتي تعود إلى القرن الرابع الميلادي. وللقدّيس غريغوريوس النيصصي، ثمّ القدّيس يوحنا الدمشقي، فيما بعد، ينقلان معاينة الرسول بطرس للنور المقدّس في القبر المقدّس بعد قيامة الربّ يسوع المسيح. ومن شهود القرن الرابع الميلادي الرحّالة الإسبانية Etheria الّتي سافرت حوالي العام 335 م إلى فلسطين ونقلت خبر احتفال جرى في القبر المقدّس. في هذا الاحتفال خرج نور من الكنيسة الصغيرة الّتي تضمّ القبر.

منذ القرون الأول يوجد لدينا اعتراف تاريخي بخروج نور إلهي من القبر المقدس بالقدس. وهذا الاعتراف يزداد عام تلو الآخر.

ماذا يعني هذا؟

بالطبع وبعد كلّ هذه الشهادات منذ القرون الأولى وحتى اليوم، يعترف العقل قبل القلب، الغير مسيحي قبل المسيحي، الشرقي والغربي، بوجود إله حي صفته النور وهو النور الحقيقي. أضاء ومازال يُضيء لهذا العالم المحتاج لنور إلهي أقوى من الظلام وأقوى من الموت. إلهنا نور يُضيء للقلوب المظلة. يزرع النور حيث الظلام والحبّ حيث البغض. من يستطيع أن يقف أمام هذا النور الإلهي ولا يمجد الله النور الّذي خلق لنا شمس تنير لنا وتذكرنا بوجود حي دائما نور من نور.

لقد قال المسيح أنا نور العالم، وقال أيضا أنتم نور العالم. أثق بأن هذا النور الإلهي الّذي أضاء وسيظل يُضي لجميع الأجيال قادر على تغير عقولنا وقلوبنا لنكون شهود لهذا النور. هذا النور هو شاهد معاصر على قيامة تمت منذ أكثر من 2000 عام. وهذه القيامة كانت لإله متجسد حب البشر. تدفعنا هذه القيامة للشهادة ولتوفير حياة أفضل للبشرية كلّها.

فيا نور المسيح أشعل بداخلنا نور روحك القدوس.

يا إلهنا القائم من بين الأموات ساعدنا أن نكون نور لبعضنا ونكون ملح يعطي طعم ومعنى للحياة.

 

تقرير الإكليريكي مايكل عادل أمين