ملاحظات وتعليمات رسالة اليوم العالمي للاتصالات لسنة 2009

الفاتيكان، الاثنين 20 أبريل 2009 (zenit.org).

ننشر في ما يلي ملاحظات وتعليمات رسالة اليوم العالمي للاتصالات لسنة 2009:

·       إن رسالة اليوم العالمي للاتصالات لسنة 2009 موجهة بخاصة، حتى ولو لم يكن حصراً، إلى الشبيبة – المسماة بالجيل الرقمي. وتحتفل الرسالة بفعل أن التكنولوجيا الجديدة في مجال الاتصالات تسهل على الأشخاص بناء أشكال جديدة من العلاقات مع الحفاظ عليها.

·       تقر الرسالة بأنه في حين أن التكنولوجيا جديدة إلا أن الرغبة البشرية في الترابط وبناء العلاقات قديمة قدم الطبيعة البشرية. هذه الرغبة الطبيعية في الترابط التي تسهل ملاحظتها هي في النهاية تعبير عن مخطط الله لشعبه. فالرغبة في الترابط وغريزة التواصل الواضحتان في الثقافة المعاصرة تُفهمان على أفضل نحو كتعبيرين معاصرين عن النزعة البشرية الأساسية والثابتة لتخطي الذات والسعي وراء التواصل مع الآخرين. ففي الواقع أننا وفيما ننفتح على الآخرين، نلبي احتياجاتنا الجوهرية ونصبح أكثر إنسانية. فالمحبة هي في الواقع ما يريده الخالق منا.

·       نتذكر أن هذا التوق للتواصل والترابط يتحقق بالكامل في اللقاء مع الله الحي. فقط مع الله يجد القلب البشري الراحة! إن التوق للصداقات والاتحاد مع الآخرين الذي يظهر جلياً في ثقافة الشباب ويتجلى في رواج الرسائل الفورية والشبكات الاجتماعية يعتبر رمزاً لحاجة الشباب الأساسية لبشرى الإنجيل السارة – البشرى السارة التي تنقل محبة الله المطلقة لهم والدعوة إلى التواصل معه ومع الآخرين.

·       يوجه البابا بندكتس السادس عشر دعوة إلى الكاثوليك الشباب إلى أن يكونوا مبشرين ضمن القارة الرقمية الجديدة. وهنا تقع مسؤولية تبشير هذه "القارة الرقمية" بخاصة على الشباب الذين ينجذبون تلقائياً لوسائل الاتصالات الجديدة. احرصوا على إعلان الإنجيل لمعاصريكم بحماسة. أنتم تعرفون مخاوفهم وآمالهم، تطلعاتهم وخيبات أملهم، لذا فإن أعظم هدية تُقدم لهم هي مشاركتهم في "البشرى السارة" عن الله الذي تأنس وتألم ومات وقام من بين الأموات من أجل خلاص البشر. إن قلوب البشر تتوق إلى عالم يثبت فيه الحب وتتشارك فيه الهدايا وتبنى فيه الوحدة وتجد فيه الحرية معناها في الحقيقة، عالم توجد فيه الهوية في المشاركة المتسمة بالاحترام. إيماننا قادر على الاستجابة لهذه التوقعات: فلتكونوا رسلاً له! يصحبكم البابا بصلواته وبركاته.

·       وفي البلدان التي يحتفل فيها بعيد الصعود ويعلن فيها إنجيل مرقس (16: 15، 20)، فمن الأنسب تسليط الضوء على البعد التبشيري للحياة المسيحية. فقد قال يسوع لتلاميذه: "اذهبوا إلى العالم أجمع، وبشروا الخليقة كلها بالإنجيل". بإمكان الواعظ تسليط الضوء على حاجة المبشرين إلى فهم الثقافة التي يسعون إلى التبشير بها. خلال السنوات الأولى من حياة الكنيسة، حمل الرسل العظام وتلامذتهم البشرى السارة عن يسوع إلى اليونان والعالم الروماني. وكما أن التبشير المثمر تطلب آنذاك إيلاء اهتمام دقيق بفهم ثقافة وأعراف تلك الشعوب الوثنية لكيما تلامس حقيقة الإنجيل قلوبهم وعقولهم، كذلك اليوم يتطلب التبشير بالمسيح في عالم وسائل التكنولوجيا الجديدة معرفة عميقة بهذا العالم إن أردنا وضع هذه الوسائل في خدمة رسالتنا على نحو ملائم. لا بد للعظة من المحافظة على نبرة مفعمة بالرجاء مع ذكر ختام الإنجيل: "ثم إن الرب، بعدما كلمهم، رُفع إلى السماء، وجلس عن يمين الله. وأما هم، فانطلقوا يبشرون في كل مكان، والرب يعمل معهم ويؤيد الكلمة بالآيات الملازمة لها". كذلك ينبغي على الواعظ أن يسعى إلى تنمية فهم الصعود كدعوة إلى التبشير. لقد ابتعد الرب القائم من بين الأموات عن تلاميذه القريبين منه وعن الأرض التي مارس فيها خدمته الأرضية من أجل أن يكون حاضراً مع جميع الشعوب عبر التاريخ في كل بقعة من عالمنا. من الممكن تقديم الإنترنت كوسيلة لنقل كلمته ورسالته إلى "بقاع جديدة" في عالمنا. وينبغي علينا شأننا شأن التلاميذ أن نتعلم كيفية إيضاح معنى وجود الرب الدائم لمعاصرينا – من خلال كلمات القراءة الأولى: "أيها الجليليون، لماذا تقفون ناظرين إلى السماء؟ إن يسوع، هذا الذي ارتفع عنكم إلى السماء، سيعود منها مثلما رأيتموه منطلقاً إليها!".

·       أما في البلدان التي يحتفل فيها بالأحد السابع بعد الفصح ويعلن فيها إنجيل يوحنا (17: 11، 19)، فبإمكان العظة تطوير تأمل في قدرة الإنترنت على توطيد حس الوحدة بين المؤمنين الذين قد يكونون معزولين أو بعيدين جغرافياً عن عائلاتهم وجماعاتهم. لقد صلى يسوع قائلاً: "أيها الآب القدوس احفظ في اسمك الذين وهبتهم لي، ليكونوا واحداً، كما نحن واحدٌ". كذلك بإمكان الواعظ أن يختار تنمية فكرة "التقدس في الحق". ونظراً إلى أن الشبيبة تلتجئ أكثر فأكثر إلى الإنترنت كمصدر معلومات ومعرفة وكمنتدى حوار وعلاقات، فمن المناسب التشديد على حاجتهم إلى أن يتقووا في معتقداتهم وقيمهم الأساسية. "فهم ليسوا من أهل العالم كما أني لست من العالم. قدسهم بالحق؛ إن كلمتك هي الحق. وكما أرسلتني أنت إلى العالم، أرسلتهم أنا أيضاً إليه". إن فكرة التقدس هذه ترتبط أيضاً بختام القراءة الثانية: الله محبة، "كل من يحب ، يكون مولوداً من الله ويعرف الله".

·       هذا ويرغب الواعظ في دراسة فكرة الصداقة في هذا السياق. فالأصدقاء يتشاركون تلقائياً ما يهمهم – الرغبة في مشاركة بشرى الإنجيل السارة تُفهم كنتيجة طبيعية للصداقة. تشدد الرسالة على قدرة وسائل التكنولوجيا الجديدة على التحفيز على أشكال جديدة من العلاقات ودعمها. كما تؤكد على قدرة هذه الوسائل على تعزيز ثقافة احترام وحوار وصداقة. تخدم فكرة الصداقة التي تعتبر قيمة مقدرة عالمياً في اقتراح أخلاقيات لمن يعتبرون التكنولوجيات الجديدة كوسائل لقاء ومعرفة عن الشعوب الأخرى وثقافاتها. لا بد من أن يتسم تعاملنا مع الآخرين بميزة الاحترام التي هي سمة الصداقة الحقيقية – لذلك يجب على الأشخاص الناشطين في إنتاج ونشر محتوى وسائل الإعلام الجديدة أن يناضلوا من أجل احترام كرامة الإنسان وقيمته. وإن أرادت التكنولوجيا الجديدة أن تصب في خدمة مصلحة الأفراد والمجتمع، فإنه يجب على المستخدمين تجنب مشاركة كلمات وصور تهين الإنسان، وتعزز البغض والتعصب، وتحط من قدر صلاح ومودة الجنس البشري أو تستغل الضعفاء. يتطلب مفهوم الصداقة عينه التزامنا في حوار متسم بالاحترام ضمن لقائنا مع الأشخاص المختلفين عنا في معتقداتهم وقيمهم وثقافاتهم. هذه اللقاءات تتطلب في سبيل نجاحها أشكالاً صريحة ومؤاتية من التعبير وإصغاءً متنبهاً ومفعماً بالاحترام. ولا بد للحوار من أن يترسخ في بحث حقيقي ومتبادل عن الحق إذا ما أراد تحقيق قدرته على تعزيز النمو في التفاهم والتسامح. أخيراً تذكرنا الرسالة بأن الصداقة في أفضل الأحوال تسعى دوماً إلى أن تكون شاملة؛ لذا ينبغي علينا أن نحرص على ألا تؤدي العلاقات الجديدة وشبكات المعرفة والمعلومات والتدامج الاجتماعي التي توفرها التكنولوجيا الجديدة إلى إقصاء أو تهميش أي شخص. لذلك لا بد لنا من النضال في سبيل ضمان أن يكون العالم الرقمي الذي تبنى فيه شبكات مماثلة عالماً منفتحاً على الجميع. فمن المأساوي لمستقبل البشرية ألا يحصل المهمشون اقتصادياً واجتماعياً على وسائل الاتصالات الجديدة التي تسمح بتبادل المعرفة والأنباء بطريقة أسرع وأكثر فعالية، وأن تساهم هذه الوسائل عينها فقط في توسيع الفجوة التي تفصل الفقراء عن الشبكات الجديدة التي تتطور في خدمة التدامج الاجتماعي والإعلام بين البشر.

وكالة زينيت العالمية (Zenit.org)      

صلاة المؤمنين – اليوم العالمي للاتصالات 2009

الفاتيكان، الاثنين 20 أبريل 2009 (zenit.org). – ننشر في ما يلي الصلاة التي سيتلوها المؤمنون بمناسبة اليوم العالمي لوسائل الاتصالات الاجتماعية 2009:

أيها الله أبونا، بثقة في رحمتك وصلاحك، نرفع إليك صلواتنا وتوسلاتنا

نصلي من أجل الكنيسة، من أجل جماعة المؤمنين. فليجددنا إيماننا بالرب القائم من بين الأموات في رسالتنا التي تقضي بحمل كلمته إلى أقاصي الأرض.

نصلي من أجل البابا بندكتس السادس عشر لكيما يستمر الرب في منحه القوة والحكمة فتلامس بشرى الإنجيل السارة قلوب وعقول جميع الشعوب من خلال زياراته وتعاليمه.

نصلي من أجل العاملين في رسالة الاتصالات ضمن الكنيسة. فليمنحهم الرب الحكمة والتبصر لكي يضعوا معرفتهم ومهاراتهم في خدمة إعلان الإنجيل.

نصلي من أجل القادة المدنيين والسياسيين لكي يسعوا دوماً إلى ضمان وضع وسائل الاتصالات في خدمة خير الأسرة البشرية وضمان احترام كرامة الإنسان وقيمته.

نصلي من أجل الشباب لكي ينموا في تقدير الإمكانيات التي تقدمها لهم وسائل الإتصالات الجديدة فيتقدموا في المعرفة والحكمة. ساعدهم على خلق ثقافة من الاحترام والحوار والصداقة.

نصلي من أجل العاملين في صناعة الاتصالات لكيما يرشدهم الالتزام بالحق والتوق إلى ضمان حصول الجميع على نتاج التكنولوجيا الجديدة.

أيها الآب السماوي، أصغِ إلى صلواتنا الشفهية وإلى الصلوات الصامتة في قلوبنا. استجب لصلواتنا وكافة احتياجاتنا من خلال المسيح ربنا. آمين.

وكالة زينيت العالمية (Zenit.org)