الكرسي الرسولي مع متابعة أعمال مؤتمر دوربان الثاني

هامش من الحوار لبلوغ أهداف منظمة الأمم المتحدة

روما، الأربعاء 22 أبريل 2009 (Zenit.org)

يفضل الكرسي الرسولي متابعة أعمال مؤتمر "دوربان الثاني" الذي عقد في جنيف على الرغم من صراخ الاستنكار الذي أثارته كلمة الرئيس الإيراني في أول يوم من الأعمال. كما يميز هامشاً محتملاً للحوار.

هذا ما قاله الأب لومباردي مساء الاثنين عبر أثير إذاعة الفاتيكان حول مؤتمر دوربان الثاني الذي افتتح يوم الاثنين الفائت في جنيف.

الأب لومباردي ذكر بأن "المؤتمر نفسه يشكل فرصة من أجل تعزيز مكافحة العنصرية والتعصب. لذلك يشارك فيه الكرسي الرسولي ويسعى إلى دعم جهود المؤسسات الدولية من أجل المضي قدماً في هذا الصدد".

وشدد على أنه تم تعديل برنامج الإعلان بحيث بات مقبولاً: "تشارك فيه الأكثرية العظمى من بلدان العالم، والمسودة التي تم الاتفاق عليها يوم الجمعة الفائت مقبولة لأنه جرى إلغاء العناصر الأساسية التي أثارت الاعتراضات".

احترام كرامة الإنسان

بالمقابل وصف الأب لومباردي تعابير الرئيس الإيراني بالـ "مرفوضة" لا بل لاحظ أيضاً الحدود الإيجابية لهذه المداخلة: "فالمداخلات المماثلة لمداخلة الرئيس الإيراني لا تسير في الاتجاه الصحيح لأنه حتى ولو لم ينكر المحرقة أو حق وجود إسرائيل إلا أنه استخدم عبارات متطرفة ومرفوضة".

من هنا يرى الكرسي الرسولي أن هامشاً من الحوار ما يزال ممكناً: "لذلك من المهم الاستمرار في التأكيد بوضوح على احترام كرامة الإنسان ومكافحة كافة أشكال العنصرية والتعصب. نأمل أن يصب هذا المؤتمر في خدمة هذه الغاية"، حسبما أكد المتحدث الرسمي باسم الكرسي الرسولي.

ختاماً قال الأب لومباردي: "هذا هو بالتأكيد معنى التزام وفد الكرسي الرسولي في متابعة الأعمال".

لا بد من التذكير بأنه جرى اعتماد "إعلان وبرنامج عمل دوربان" بالتوافق خلال المؤتمر الذي عقد سنة 2001. وهذه الوثيقة العملية توفر إطار توجيه للحكومات والمنظمات غير الحكومية والمؤسسات الأخرى من أجل التزامها في مكافحة مظاهر العنصرية.

رهانات دوربان الثاني

يهدف مؤتمر جنيف إلى التحفيز على التطبيق الملموس للوعود الواردة في "خطة العمل" بغية تعزيز المساواة في التعامل مع مختلف المجموعات في كل منطقة أو أمة.

فقد لفتت إذاعة الفاتيكان مثلاً إلى أن 200 مليون مهاجر دولي يعاملون كمواطنين من الدرجة الثانية مع حرمانهم من حقوقهم وجعلهم عرضة لكره الأجانب والعنصرية.

إذاً يتعين على مؤتمر جنيف التأكد من تطبيق مقررات دوربان، والتدقيق في أشكال العنصرية المعاصرة، وتقييم فعالية الآليات المتوفرة، وتعزيز إقرار "الاتفاقية الدولية حول القضاء على كافة أشكال التمييز العنصري" وتطبيقها الشامل.

وأحد الأهداف الأخرى لهذا المؤتمر هو تحديد ومشاركة أفضل الطرق في مكافحة التعصب العنصري.

أما الأعمال فتهتم بتنسيقها مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، السيدة نافانيتيم بيلاي من إفريقيا الجنوبية.

هذا واتخذت بعض البلدان الأوروبية مثل بولندا وهولندا وألمانيا وإيطاليا، وغيرها كالولايات المتحدة وكندا وأستراليا ونيوزيلندا، قرار عدم المشاركة في المؤتمر تخوفاً من الانسياقات بخاصة تلك المعادية للسامية.

أقوال غير مقبولة

قامت بلدان أخرى كفرنسا بمغادرة قاعة المؤتمر عندما قال الرئيس الإيراني على سبيل المثال أن الحلفاء "لجأوا بعد الحرب العالمية الثانية إلى العدوان العسكري ليحرموا أمة جمعاء من أراضيها تحت ذريعة المعاناة اليهودية". فاتهمهم بإقامة "حكومة عنصرية" في الشرق الأوسط بعد سنة 1945. وكانت إسرائيل المقصودة من هذا الكلام.

وصف الفاتيكان هذا الكلام بـ "المتطرف والمرفوض"، كما ندد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي "بالدعوة إلى التعصب العنصري" أمام المؤتمر الذي تعقده منظمة الأمم المتحدة بهدف مكافحة العنصرية تحديداً.

واعتبر وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير أنه لا بد من أن تؤدي "بادرة الاحتجاج هذه" إلى وعي دولي قائلاً أنه "لا مجال للتسوية في ظل مواقف مماثلة للموقف الذي اعتمده الرئيس الإيراني".

من الواضح أن الفاتيكان ما يزال يرغب في حصول تطورات في المؤتمر، وفي تعزيز الحوار على الرغم من كل شيء، وبالتالي تعزيز "متابعة الأعمال" نظراً إلى رهانات المؤتمر المهمة بالنسبة إلى مئات الملايين من الأشخاص في العالم.