بيان مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان في ختام دورته الاستثنائية

بكركي، الأربعاء 29 أبريل 2009 (zenit.org)

ننشر في ما يلي نص بيان مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان في ختام دورته الاستثنائية يوم الثلاثاء 28 أبريل 2009

ـ عقد مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان دورة استثنائية في الصرح البطريركي الماروني في بكركي، يومي الإثنين 27 والثلثاء 28 نيسان 2009، برئاسة بطريرك انطاكية وسائر المشرق للموارنة صاحب الغبطة والنيافة الكاردينال مارنصرالله بطرس صفير، ومشاركة أصحاب الغبطة بطريرك انطاكية وسائر المشرق والإسكندرية واورشليم للروم الملكيين الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام، كاثوليكوس بطريرك كيليكيا للأرمن الكاثوليك نرسيس بدروس التاسع عشر، البطريرك الأنطاكي للسريان الكاثوليك إغناطيوس يوسف الثالث يونان، أصحاب السيادة مطارنة الكنائس الكاثوليكية في لبنان، وقدس الرؤساء العامين ومندوبين عن الرؤساء الأعلين وأعضاء مكتب الرئيسات العامات.

واشترك في جلسات الدورة أعضاء مجلسي إدارة تيلي لوميار ونورسات، كما حضر بصفة مراقبين أمناء سر اللجان الأسقفية العاملة في إطار المجلس.
ـ عالج آباء المجلس موضوع "تيلي لوميار ونورسات" وأمورا إدارية أخرى. إفتتح صاحب الغبطة والنيافة رئيس المجلس الدورة بالصلاة. ثم رحب بغبطة البطريرك اغناطيوس يوسف الثالث يونان، البطريرك الأنطاكي للسريان الكاثوليك بالمونسنيور ميكايل موراديان، مندوب المجلس الدائم للرهبنات. وقدم الموضوع بكلمة إفتتاحية أشار فيها الى "الأثر الكبير لوسائل الإعلام في المجتمعات البشرية"، داعيا الى إتقانها بحيث يتأثر بها المشاهد إيجابا لا سلبا، لتعزز فيه قناعاته الدينية والأخلاقية، وتثقفه في شؤون الحياة تثقيفا مفيدا يساعده لدور تيلي لوميار ونورسات، مثنيا على القيمين عليهما. ثم باشر المجلس درس جدول أعماله، وأصدر البيان الآتي:

القسم الأول: السياسة الإعلامية للكنيسة

إستمع المجلس باهتمام الى مداخلة رئيس اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام، سيادة المطران بشارة الراعي المتمحورة حول "إستراتيجية الكنيسة الإعلامية"، وأبرزها: إعلان سر المسيح الكلمة المتجسد، نشر تعليم الكنيسة العقائدي والاخلاقي والإجتماعي، تسهيل العلاقات الإجتماعية بين الناس، نشر المبادىء والوسائل التي تعلمها الكنيسة، تغطية نشاطاتها بما يعزز الروحانية المسيحية وإنتاج برامج إعلامية للمؤسسات الكاثوليكية. وكان تركيز على التنسيق الإعلامي سواء داخل المؤسسات أم مع مختلف المؤسسات الإعلامية المدنية بحيث تكون الكنيسة ورسالتها حاضرة فيها.
أما ترجمة هذه الأهداف فتتم من خلال الهيئات التابعة للجنة، وهي المركز الكاثوليكي للاعلام وإذاعة صوت المحبة والإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة- فرع لبنان ومحطتي تيلي لوميار ونورسات. مع الإشارة الى ان استراتيجية هذا التلفزيون تشدد على معنى لبنان الرسالة، وعلى دور المسيحي فيه كما في بلدان المشرق، وتعمل على تثبيت الإنسان في أرضه ومده بالمعنويات والمعطيات اللازمة، وتؤمن منع بلدان الإنتشار أفضل أنواع التواصل بين المقيمين والمسيحيين المشرقيين المنتشرين في أرجاء المعمورة.
أما تطبيق هذه الإستراتيجية من التلفزيون فقد تناوله رئيس مجلس إدارة تيلي لوميار المطران رولان ابو جودة الذي عرض أولا لتاريخ إنشاء المحطة سنة 1991 مع الأخ نور وخمسة علمانيين. كما ذكر بأهدافها وبالنفع الذي يتم بواسطتها في لبنان وفي المنطقة وفي بلدان الإنتشار مع الفضائية نورسات، التي بدأ إرسالها مع عنصرة 2003 وهي تغطي اليوم كل أرجاء العالم.
واستمع المجلس الى مجمل الصعوبات التي واجهت التلفزيون، قانونيا وإداريا وماليا.

أما الثوابت التي انطلق منها التلفزيون فهي التزام تعاليم السيد المسيح وكنيسته والعمل على بناء حضارة السلام والمحبة ونشر القيم والمبادىء المسيحية والإنسانية والتربوية والأخلاقية، وقد ترجمتها برامج التلفزيون وتركت في معظمها أثارا إيجابية في نفوس المشاهدين. وإذا كان لا بد للمجلس من تثمين محطة تيلي لوميار ونورسات حق ثمنها، فإنه لا بد ايضا للمحطة من أن تفتش عن الأفضل في أعمالها وأدائها، وان تحرص دائما على تطوير أساليب نشر الإنجيل، وأن تركز على البرامج العميقة والغنية والتي تنم كيان الإنسان. مع الأمل في أن يجسد المجتمع الإعلامي المزمع إنشاؤه جواب التلفزيون عن استراتيجية الكنيسة الإعلامية وتجسيدا لطموحاتها.


القسم الثاني: التلفزيون في واقعه وتطلعاته:

أبدى الآباء اهتماما بالعرض المصور الذي قدمه المدير العام للتلفزيون السيد جاك كلاسي، وفصل فيه واقع التلفزيون اليوم بعدما تطور عمله الإعلامي، كما ونوعا، وعرض لعلاقته بالمساهمين وبالمشاهدين، وركز على وضع التلفزيون الإداري والمالي وعلى مصادر الأموال والمساعدات والمساهمين والأسهم.
كما اطلعوا على واقع محطات الإرسال الأرضية والأضرار التي لحقت بقسم منها في حرب تموز 2006، وعلى البث الفضائي ومدى تغطيته والنفقات المتأتية عنه.

وثمن المجلس عمل التلفزيون من حيث إنتاج الأفلام والمسلسلات الدينية وكذلك من حيث مهمات التصوير الخارجي الذي جعل تيلي لوميار صاحب انتاج مهم على صعيد الدراما، وقد إنعكس كل ذلك على نسبة المشاهدين في لبنان والخارج.

كما أعرب الآباء عن تقديرهم لمشروع المجمع أو المدينة الاعلامية الجديدة في منطقة كسروان (فتقا) وما ستضمه من محطات ووسائل إعلام مرئية ومقروءة ومسموعة مع الخطة المالية المواكبة للمشروع.

وفي موضوع "البرامج"، استمع المجلس الى الآنسة ماري تريز كريدي، مديرة البرامج في تيلي لوميار، والتي أطلعت الآباء على شبكة البرامج المتنوعة التي تطول كل فئات المجتمع وتتناول كل المواضيع التي تهم الناس، علما أن التغطية تشمل كل أخبار الكنيسة والجماعات، وهناك مراسلون متطوعون في العالم وتفاعل ملحوظ من المشاهدين.
وأبدى المجلس ارتياحا الى وجود هذه المحطة اللبنانية في كل المنظمات الكاثوليكية المسيحية العالمية، وفي طليعتها الفاتيكانية، وهذه علامة احتراف ونجاح في عالم الاعلام.

أما عن الانتشار ودور الفضائية نورسات في هذا المجال، فقد شجع آباء المجلس ما يقوم به التلفزيون لجهة العمل على ربط مسيحيي الشرق المنتشرين في كل أرجاء العالم بما يمكنهم من التكاتف والتضامن مع أهلهم الذين يناضلون للحفاظ على هويتهم ووجودهم الحر في أرضهم. كما أثنى الآباء على ما عرضه المدير التنفيذي لمحطة نورسات، ريمون ناضر، لجهة تعيين مجالس ولجان في بلدان الانتشار تضم ممثلين لكل الكنائس وتعزيز شبكة الاصدقاء الداعمين للمحطة الأم، وذلك بالاتفاق والتنسيق مع الاساقفة المعنيين.
القسم الثالث: علاقة التلفزيون بالكنيسة

استمع المجلس الى عرض مفصل قدمه المحامي انطوان سعد، أمين سر مجلسي تيلي لوميار ونورسات، حول مشروع بروتوكول جديد ينظم علاقة المجلس بمجموعة تيلي لوميار ونورسات الاعلامية. وبعد مناقشات مستفيضة اشترك فيها عدد كبير من آباء المجلس تمحورت حول موضوع الاشراف والدعم المعنوي والمادي والصفة التجارية للتلفزيون، رأى المجلس اعادة تشكيل لجنة قانونية تضم أعضاء من الهيئة التنفيذية للمجلس ومن التلفزيون لإعادة تنظيم بروتوكول يأخذ في الاعتبار كل الملاحظات والتوجهات التي عرضت، على أن يقدم المشروع الجديد للبروتوكول في الدورة العادية للمجلس في تشرين الثاني 2009.

القسم الرابع: قرارات وتوصيات

كان لآباء المجلس آراء واقتراحات وردت في سياق المناقشات وهدفت الى دعم هذا الانجاز الاعلامي وتحسين ادائه وتحصين رسالته لخدمة "البشرى السارة" وخير شعب الله.

وقد اعتبر الآباء أن مجرد انعقاد هذه الدورة الخاصة بتيلي لوميار ونورسات هو علامة تقدير واهتمام بالتلفزيون من الكنيسة، خصوصا أنه قد أخذ موقعا مميزا في لبنان وعلى الساحة الاعلامية العالمية، وبات وسيلة ذات أهمية كبرى للرسالة المسيحية، يقتضي دعمها ماديا وماليا، وهذا الدعم يتجلى في النقاط الاتية:

دعم المجلس لمطالبة تيلي لوميار الحكومة اللبنانية بتعويضات استحقها التلفزيون عن اضرار اصابت عددا من محطات ارساله في حرب تموز 2006 اسوة بمؤسسات اخرى.

توجيه نداءات باسم مجلس البطاركة والاساقفة الكاثوليك في لبنان الى المجالس الاسقفية في العالم من قبل المجلس، تطلب تأييدا ودعما لعمل التلفزيون في بلدان الانتشار.

دعوة الابرشيات والرهبانيات والمؤسسات الكنسية، وكذلك العلمانيين القادرين الى شراء أسهم من فضائية نورسات (قيمة السهم عشرة الاف دولار اميركي) و/او الى شراء او استثمار مكاتب اعلامية في المجمع الاعلامي في كسروان.

دعوة الراغبين الى الاكتتاب بسندات دين لمشروع المجمع الاعلامي لفترة عشر سنوات، مع كل الضمانات المصرفية اللازمة.

دعوة المدارس والجامعات الكاثوليكية الى اشراك تلامذتها وطلابها بحملة "الحجر بدولار" بحيث تساهم الاجيال الجديدة في بناء المجمع الاعلامي المذكور.
وتشجيع المدارس على تعزيز مكتباتهم المرئية ببرامج دينية وتثقيفية من انتاج تيلي لوميار.

ضرورة العمل على تعديل قانون الاعلام المرئي والمسموع بحيث يكون للاعلام غير التجاري وغير السياسي موقع فيه.

وفي الختام يدعو المجلس جميع أبناء الكنيسة، المقيمين والمنتشرين، الى دعم مجموعة تيلي لوميار ونورسات الاعلامية بالصلاة اولا، وبالثقة ثانيا، وبسائر الامكانات التي تسمح لها بالتطور.

كما يؤيد المجلس اللجنة الاسقفية لوسائل الاعلام المنبثقة منه، في استراتيجيتها التي تقوم على التنسق بين الوسائل الاعلامية، الكنسية والمسيحية والمدنية، لكي تكون شاهدة امينة للحقيقة فتعكس صورة الله، الحقيقية المطلقة، وتسهم في خلق جماعة بشرية مؤسسة على العدالة والمحبة.
وفي مناسبة زيارة قداسة البابا بينيديكتوس السادس عشر للمملكة الاردنية الهاشمية، يبدي المجلس اغتباطه وترحيبه بهذه الزيارة المباركة ويحث المؤمنين على المشاركة بهذا الحدث المهم".