\”القانون الطبيعي و القانون الأزلي

قدرة التمييز هذه تجعل الإنسان قادرًا على تعلم "القانون الطبيعي" الذي هو اشتراك في "القانون الأزلي"

البابا يلتقي بالمشاركين في الجمعية العامة الخامسة عشرة للأكاديمية الحبرية للعلوم الاجتماعية

الفاتيكان، 2008 (Zenit.org).

 هذا ما قاله البابا بندكتس السادس عشر لدى لقائه بالمشاركين في الجمعية العامة الخامسة عشرة للأكاديمية الحبرية للعلوم الاجتماعية في القصر الرسولي في الفاتيكان.

إنطلق البابا في حديثه من الإشارة إلى أن الحقوق الإنسانية الأساسية هي متضمنة في "القاعدة الذهبية" التي نجدها في الإنجيل "كل ما أردتم أن يفعله الناس لكم، افعلوه أنتم لهم" (لو 6، 31). ليشير إلى أن الكنيسة لطالما عبرت عن الحقوق الأساسية ودافعت عنها لإيمانها بأن الإنسان هو مخلوق على صورة الله ومثاله.

فبما أن كل إنسان هو مخلوق على صورة الله ومثاله، هذا يعني أن كل إنسان يتمتع بطبيعة مشتركة تستحق له الاحترام الجامع، بغض النظر عن حالته أو مرجعيته الاجتماعية أو الثقافية. الإنسان بحد ذاته يستحق الحرية، ولكن – ذكر البابا مستشهدًا بالإرشاد الرسولي "تألق الحقيقة" – يجب أن نذكر بأن الحرية عينها تحتاج إلى التحرير. والمسيح هو الذي يحررها (راجع "تألق الحقيقة"، 86).

هذا وأوضح الأب الأقدس أن حقوق الإنسان تنال نورًا مناسبًا على ضوء المسيح الذي "يكشف الإنسان للإنسان". فكونه كائنًا يملك اللوغوس (الفكر)، يستطيع الإنسان التمييز بين الحق والباطل، بين الخير والشر، بين الأفضل والأسوأ. وقدرة التمييز هذه تجعل الإنسان قادرًا على تعلم "القانون الطبيعي" الذي هو اشتراك في "القانون الأزلي" الذي يطبعه الله في القلب البشري.

وبالتالي فإن عمل الكنيسة وتعزيز الحقوق الإنسانية يرتكز على التفكير العقلاني، وهذا أمر يستطيع أن يدركه كل إنسان بغض النظر عن انتمائه الديني. ومع ذلك، فعلى العقل البشري أن يتطهر دومًا في الإيمان من الأهواء والميول الباطلة.