أيها الأب الأقدس،
باسم الكنائس المسيحية في الأرض المقدسة، أحيّيكم وأحيّي أعضاء وفدكم الكريم والضيوف الحاضرين هنا بنفس الكلمات التى وجّهها الرب القائم لتلاميذه: السلام لكم. قبل قليل جئنا بطواف احتفالي من حجر التحنيط إلى القبر الفارغ ونحن نرنّم: "اللهم نمدحك"، ترنيمة المدح والشكر لله التي تصدح بها حناجر المؤمنين في المناسبات الاحتفالية.
أيها الأب الأقدس، رنّمنا "اللهم نمدحك"، شكرا لله لحضوركم بيننا في هذه الأيام المباركة.
– ترنّمنا بالنشيد تعبيرا عن فرحتنا الغامرة لأنكم نجحتم في الحجّ إلى ينابيع الخلاص بالرغم من الوضع المعقد والمسؤوليات الجسام والتعب الذي يثقل كاهلكم.
– رنّمنا بروح عرفان الجميل للفرح والإيمان والثقة والشجاعة التي بها تقودون سفينة القديس بطرس، بالرغم من الهجمات التي تتعرضون لها شخصيا انتم والكنيسة، لا لسبب إلا لأنكم تناصرون الحقيقة.
– رنّمنا وما زلنا نرنّم "اللهم نمدحك"، كي نشكر الله لوجود الرهبانيات الرسولية والتأملية الكثيرة في أبرشيتنا، هذه الرهبانيات التي تدعم المؤمنين بصلاتها وأعمالها. نحن شاكرون لله للدعوات الكهنوتية السخيّة التي تلبي دعوة الرب في أبرشيتنا، بالرغم من أعدادنا القليلة والصعوبات التي تكتنفنا.
– نشكر الله لأن المجتمع الدولي بدأ يعي ضرورة إيجاد حل للنزاع المرير الذي ما زال يمزّق الأرض المقدسة منذ سنوات.
نعم أيها الأب الأقدس، نريد أن نشكر الله لأن زيارتكم هي ينبوع نعمة لنا وللكنيسة عامة وللأرض المقدسة. لعل زيارتكم هذه تقوّي أواصر شركتنا الكنسية وتعزّز وحدة المسيحيين وعلاقات الثقة والاحترام المتبادلين بين الشعوب. قبل شهر احتفلت الكنائس المسيحية بالفصح على اختلاف طقوسها ولغاتها وتقاليدها. ونحن نأتي معا إلى هذا المكان ونهتف صرخة الفرح نفسها: القبر فارغ، المسيح قام. كما لاحظتم أيها الأب الأقدس، إن المسافة بين قبر القائم من الأموات والجلجلة قصيرة جدا. واستلهاما من هذه الصورة، نأمل بأن تقصر الطريق بين الصراع
القائم ومجيء العدالة وذلك بفضل صلاة الكنيسة والتزام المجتمع الدولي وجهود جميع أصحاب الإرادة الصالحة.
أيها الأب الأقدس، إذ نتسلّح بقوة القيامة وإذ نطمئن الى وعد الرب بأن يمكث معنا حتى نهاية العالم، أجرؤ وأؤكد بأنه لا النزاع ولا الاحتلال ولا أسوار الفصل ولا ثقافة الموت ولا حتى هجرة المسيحيين ستنجح في هدم معنوياتنا وإطفاء الأمل وطمس الفرح. لقد قام الرب كما قال هللويا!
+ البطريرك فؤاد بطرس الطّوال