خواطر كهنوتية (6) الحكمة

 

أبونا بيشوى يسى أنيس

" ها أنا أرسلكم مثل خراف بين ذئاب، فكونوا حكماء كالحيات وودعاء كالحمام " مت 10/16  

فى إرسالية الرب له المجد لتلاميذه لم يعدهم بالراحة والدفء الخارجى انما وعدهم بما سياجهونه من الآم وأتعاب مثلما هو واجهه فى حياته، فأرسلهم كالحملان وسط ذئـــاب. ومن صفــات الذئب الغدر والخيانة، والحقد والكراهية، وابتلاع فريسته .

وهذا هو عــــــالم الظلمــــة والشر والفســــاد، حال البعض من فئات البشر، أحيانا يتظاهرون بالود والمسالمة ومن الداخل انتقام وغدر، يسالمونك عندما يحتاجـون اليك وبعد ذلك لايعرفونـــك. واكثر من ذلك يشعرون كأنك حمل ثقيل عليهم لأنك خادم للرب .

– أخى لاتستغرب من هذا فليس تلميذ أفضل من معلمه، ولا عبد أفضل من سيده .

– لا تيأس من خدمتك ومن نفسك فى وسط هذة الظروف، ولاتخف البتة، إنمــا عش رسالتك بحكمة وهدوء، وليست حكمة أهل العالم فهى تعرف الدهاء والتملق ومعاملة الند بالند، إنما بحكمة الله التى تأتيك منه، من خلال اتحادك القوى به. فالحكمــــــــة الآلهية تعرف الصبر وقت الشدة، والأحتمال وطول الأناة فى المعاملات، والتمهل فى اتخاذ القرار، والمشاركة فى ظروف الآخرين أحزانــــهم وأفراحهم حتى وأن كانوا ذئابا ً، والأحترام الدائم للصغير والكبير مع روح الوداعة .

فالخادم الحكيم هو الذى يمتص غضب الآخرين بهدوء وأبتسامة، ويعرف العذر والمغفرة، وهــــذا لايمنع  من ان يكون حازما ً فى الأمور وأتخاذ القرارات لخير كنيسته بصدر رحب. فالحكيم هـــــو الذى يبنى ولايهدم، يجمع ولايبدد. فيجمع شمل ابنائه تحت جناحيه كالدجاجة التى تجمع فراخــها، لايميز بين هذا وذاك، فيعتبر نفسه كلا ً للكل حتى يربح الكل للمسيح على مثال معلمـــه ماربولس، فيكسب شعبا ً كثيرا ً للرب .

– الحكيـــم أيضا ً هو الذى يحمـــل صليبه بدون روح التذمر والتمـــرد على شعبه ونفسه، وأيضــا المسئولين عنه. فيحمله بروح الشكر والصبر على مثال سيده .

– ولاتنس أن رأس الحكمة مخافة الله، كما يقول سليمان الحكيم، بمعنى أن تعيش يومك تحت نظــر الله فى مخافته وحبه، وعيادته بخشوع .

– أسأل ذاتك هل تعيش بحكمة بشرية فتشابه أهل العالم فى تصرفاتهم، أم  تعيش بحكمـــــــة آلهية، أطلب منه أن يمنحك هذة الموهبة العظيمة، فهى عطية ونعمة تأتى منه فتعيش حكيما ً وسـط الذئاب فلا تقترب منك بســـوء، انما تغير حيــــاتهم وطباعـــهم للأحسن والأفضل، ويتمجد الله من خــلال حكمتك .