بقلم مارين سورو
روما، الخميس 25 يونيو 2009 (Zenit.org)
"مسيحيون ومسلمون، جميعنا ملزمون بالحوار"، حسبما أكد الكاردينال جان لويس توران، رئيس المجلس الحبري للحوار بين الأديان خلال اجتماع اللجنة العلمية للمؤسسة الدولية “Oasis” (الواحة) في البندقية الذي عقد في 22 و23 يونيو.
"إن الإسلام مخيف. كثيرون يعتبرونه مجرد تعصب وحرب مقدسة (الجهاد) وإرهاب وتعدد زوجات وتبشير متحمس"، حسبما أوضح الكاردينال توران، إلا أنه "يجب ألا نخاف منه" لأن "ما نلتقي به ليس نظاماً دينياً لا بل رجالاً ونساءً يشاركوننا المصير عينه كـ "أصدقاء في البشرية. لذا فإننا جميعاً "ملزمون" بالحوار!"
أشار الكاردينال الفرنسي إلى وجود عدة عناصر تفاوت بين المسيحية والإسلام هي: "العلاقة مع الكتاب المقدس؛ مفهوم الوحي؛ شخص يسوع؛ الثالوث؛ استخدام العقل؛ والصلاة".
وأضاف أنه مع ذلك، لا بد من الإشارة إلى النقاط المشتركة المتعددة وهي: "وحدانية الله؛ طابع الحياة المقدس؛ ضرورة نقل القيم الأخلاقية إلى الأجيال الصاعدة؛ تعليم الدين في التربية". "على هذه الأسس، يوجه المجلس الحبري للحوار بين الأديان دعوة للكنائس المحلية من أجل ممارسة الحوار".
كذلك أكد الكاردينال على أن "حوارنا مع الإسلام هو الأكثر تنظيماً". وذكر بخاصة الإجتماع الديني الذي عقد في الأردن من 18 ولغاية 20 مايو حول موضوع الديانات والمجتمعات المدنية والذي سمح "للمشاركين المسيحيين والمسلمين بالتأكيد على أن حرية الدين لا تمارس بطريقة ملائمة إلا في مجتمع ديمقراطي"، على حد قوله.
واعتبر الأسقف أن "أجواءً من الثقة سادت في علاقاتنا. يمكننا أن نجد عند محاورينا رغبة في إعطاء فكرة أكثر إيجابية عن الإسلام" و"نحن جميعاً مقتنعون أن الديانات يجب أن تكون عوامل سلام في العالم وتعمل لخدمة الخير العام".
إلا أن الكاردينال توران أشار في كلمته إلى "المشاكل الخطيرة" التي ما تزال قائمة: "إن المسؤولين المسلمين الأكثر حكمة لا يتمكنون من جعل إخوتهم في الدين يقرون مبدأ حرية تغيير الدين بحسب القناعة. ولم تصدر عن السعودية أي إشارة إيجابية في موضوع إمكانية حصول حوالي مليوني مسيحي مقيم في البلاد على مكان للاحتفال بقداس الأحد".
وأشار إلى أن "الصعوبة الأساسية تكمن في أننا حتى ولو وجدنا جواً من الاستعداد بين محاورينا إلا أننا لا ننجح في نقله إلى القاعدة. فكثيراً ما نجد الريبة والعداء في القاعدة الشعبية".
وقال: "ما من مستقبل ممكن سوى المستقبل المشترك". "هذا المستقبل يبنى في العائلة والمدرسة والكنيسة والجامع. وأشدد بخاصة على المدرسة لأن المستقبل يبنى فيها فعلياً".