للاب هاني باخوم
شفاء مقعد في كفرناحوم
لوقا 5\\ 17- 26
يرجع يسوع الى كفر ناحوم، والذي بالعبرية معناه بيت التعزية، الى بيت بطرس. هذا البيت الذي يصبح صورة للكنيسة، المكان الجديد الذي يسعى اليه كل من يحتاج الى الشفاء، وملقاة المسيح.
واذا بعض الاشخاص يحملون مقعد ويحاولون الدخول به للمسيح ليشفيه من مرضه. لكن كثيرة هي الجموع داخل البيت، لدرجة انهم صعدوا به الى السطح وانزلوه من السقف.
ماذا يفعلون هولاء؟ االى هذا الحد في تعجل، لماذا هذا الفعل الغير عادي والذائد عن الحد؟ كانوا يستطيعوا ان ينتظروا دورهم، كانوا يستطيعوا ان يطلبوا من الناس ان يتقدموهم للامام. لكنهم لم يفعلوا ذلك، ففتحوا السقف وانزلوه. وامام هذا نستطيع ان نرى عنف هولاء الاشخاص او عدم احترامهم للجمع وللمرضى الاخرين، نرى تسرعهم ورغبتهم في سباق الاخرين…ولكن المسيح يقول الانجيل راى شىء اخر، راى ايمانهم. نعم المسيح لم يرى العنف او التسرع او الرغبة في سباق الاخرين لكنه راى مادفعهم لذلك: الايمان.
المسيح يعلم، ومن افضل منه يعلم، ان الحب والايمان يدفع الانسان لفعل افعال تفوق العادة، تفوق العادة المتفق عليها بين البشر، تفوق الواجب والمفروض، تفوق ما هو طبيعي. المسيح راى ايمانهم.
وامام هذا الايمان يقول المسيح للمقعد: يا رجل غفرت لك خطاياك. وهنا ايضاً المسيح يرد على ايمان هولاء بشىء غير عادي. شخص مريض يتقدم للمسيح، والاشخاص فعلوا كل هذا ليحملوه امامه، خاطروا بكل شىء، وفي النهاية يسمعون تلك الكلمات: مغفورة لك خطاياك.
هذا مقعد وماذا ينتظر من حُِرمَ من نعمة السير لسنين عديدة؟ ماذا ينتظرون اقاربه الذين تعبوا معه لسنين حاملينه على سرير؟ هذا مقعد وينتظر الشفاء. لكن المسيح يرد على ايمان الاشخاص بفعل يفوق ما توقعوه. المسيح يعطي للمقعد شفاء من مشكلته ومرضه العميق، المسيح يعطي مغفرة الخطيئة. يعرض شفاء مما يجعل الانسان مقعداً ابدياً وان كان يسير، مما يشل الانسان ويجعله غير قادر ان يقوم ويذهب صوب الاخرين: الخطيئة. المسيح يشفي الانسان من مرضه الحقيقي الخفي. وان كان الانسان يكتفي بالقليل، يرغب فقط ان يرجع ويسير. ان يكون بلا عيب خارجي، ان يحيا حياة مثل الاخرين. لكن المسيح راى ايمانهم وامام هذا يعرض على المقعد اكثر من الشفاء، بالاحرى الشفاء الحقيقي.
وهنا الجموع تتذمر. من له المقدرة على مغفرة الخطايا؟ بالحق يتكلمون. من يستطيع ان يغفر الخطيئة؟ الخطيئة هي فعل قد تم وله عواقبه. فمن يستطيع ان يمحيها؟ الانسان يستطيع ان ينساها، ان لا يعد وينظر اليها، لكن من يستطيع ان يغفرها، اي ان يرجع يخلق من جديد هذا الانسان الذي اخطىء. مغفرة الخطيئة ليس فقط عدم العقاب عنها، او نسيانها، او كانها لم تكن. لا. فمغفرة الخطيئة معناها خلق جديد للخاطىء. ليس فقط فرصة جديدة له، بل هي حياة جديدة. فمن يستطيع ان يخلق من جديد؟ بالحق يتكلمون.
لكن ينقصهم شىء، لم يعرفوا ان الله القادر على هذا الخلق الجديد حاضر في المسيح. لذا يقول المسيح: فلكي تعلموا ان ابن الانسان له المقدرة على مغفرة الخطايا، قال للمقعد: قم واحمل سريرك. شفاء المقعد الجسدي اصبح علامة مرئيه لخلقه الجديد.
هذا هو الانجيل الذي تعطيه لنا الكنيسة في هذا الاحد المبارك. فلكل من شاعر انه مقعد، ومحمول، لا يستطيع ان يسير تجاه الاخر، فقد المقدرة على السير، مشلول، مقيد من الاوجاع او من احزان او من خطاياه او خطايا الاخرين تجاه. فليترك نفسه يُحمل من الكنيسة للمسيح ويترك نفسه يولد من جديد، ليس فقط لكي يعود ويسير بل ليحيا حياة من جديد.
احد مبارك.
للاب هاني باخوم