البابا يلتقي وفد بطريركية القسطنطينية المسكونية

 بمناسبة عيد القديسين بطرس وبولس واختتام السنة البولسية

روما، الثلاثاء 30 يونيو 2009 (Zenit.org).

ننشر في ما يلي الكلمة التي ألقاها البابا بندكتس السادس عشر خلال مقابلته وفد بطريركية القسطنطينية المسكونية بمناسبة عيد القديسين بطرس وبولس واختتام السنة البولسية

كلمة الأب الأقدس

"لتكن لكم النعمة والسلام من الله أبينا والرب يسوع المسيح" (أف 1، 2)

إخوتي الأجلاء،

بهذه الكلمات كان القديس بولس "رسول يسوع المسيح بمشيئة الله" يتحدث مع "القديسين" المقيمين في أفسس ومع "الأمناء في المسيح يسوع" (أف 1، 1). بإعلان السلام والتحية، أرحب بكم اليوم في عيد القديسين بطرس وبولس الذي سنختتم به السنة البولسية. في العام الماضي، أراد غبطة البطريرك المسكوني برتلماوس الأول أن يشرفنا بحضوره للاحتفال معاً بافتتاح سنة الصلاة والتأمل وتبادل بادرات الشركة بين روما والقسطنطينية. بدورنا، سررنا بإرسال وفد إلى الاحتفالات المماثلة التي نظمتها البطريركية المسكونية. من جهة أخرى، لم تكن الأمور لتحصل بشكل مغاير في هذه السنة المكرسة للقديس بولس الذي كان يوصي بالحفاظ "على وحدة الروح برابطة الوفاق" ليعلمنا بأن هناك "جسد واحد وروح واحد" (أف 4: 3، 4).

أهلاً وسهلاً بكم إخوتي الأعزاء الذين أرسلكم غبطة البطريرك المسكوني الذي ستبلغونه تحياتي الحارة والأخوية في الرب. معاً نشكر الرب على جميع الثمار والنعم التي نلناها من خلال الاحتفال بالذكرى المئوية الثانية لميلاد القديس بولس. وفي الوقت عينه سنحتفل بعيد القديسين بطرس وبولس، هامتي الرسل حسبما يدعوهما التقليد الليتورجي الأرثوذكسي، أي اللذين يحتلان المرتبة الأولى في مصاف الرسل ويدعيان "سيدي المسكونة".

من خلال حضوركم الذي يرم ز إلى الأخوة الكنسية، تذكروننا بالتزامنا المشترك بالسعي وراء الشركة التامة. يسرني مجدداً أن أؤكد اليوم على أن الكنيسة الكاثوليكية تعتزم المساهمة بجميع الوسائل الممكنة في إعادة الوحدة التامة استجابة لمشيئة المسيح لتلاميذه وحفاظاً على تعليم بولس الذي يذكرنا بأننا دعينا "لرجاء واحد". من هنا، يمكننا التفكير بثقة في متابعة أعمال اللجنة المختلطة الدولية من أجل الحوار اللاهوتي بين الأرثوذكس والكاثوليك. هذه اللجنة ستجتمع في شهر أكتوبر المقبل للتحدث عن موضوع أساسي من أجل العلاقات بين الشرق والغرب أي عن "دور أسقف روما في شركة الكنيسة خلال الألفية الأولى". ويتضح أن هذه الدراسة أساسية من أجل التمكن من التدقيق في هذه المسألة في الإطار الحالي للسعي وراء الوحدة التامة. كما أن هذه اللجنة التي أنجزت عملاً مهماً ستستقبلها كنيسة قبرص الأرثوذكسية التي نعبر لها منذ الآن عن امتناننا وذلك لأن الترحيب الأخوي وجو الصلاة اللذين سيشملاننا سيسهلان حتماً مهمتنا والتفاهم المتبادل.

أتمنى أن يعرف المشاركون في الحوار الكاثوليكي الأرثوذكسي أن صلواتي ترافقهم وأن هذا الحوار يحظى بالدعم الكامل من الكنيسة الكاثوليكية. من أعماق قلبي، أتمنى أن يتم تخطي سوء الفهم والتوترات التي حصلت في صفوف المبعوثين الأرثوذكس خلال الجمعيات العامة الأخيرة لهذه اللجنة وذلك في المحبة الأخوية لكيما يصبح هذا الحوار نموذجاً شاملاً عن الأرثوذكسية.

إخوتي الأعزاء، أشكركم مجدداً على حضوركم بيننا في هذا اليوم وأوصيكم بتبليغ تحياتي الأخوية إلى غبطة البطريرك المسكوني برتلماوس الأول وإلى السينودس المقدس والإكليروس وشعب المؤمنين الأرثوذكس. ولتمتلئ قلوبكم بالثقة والرجاء من فرح عيد القديسين بطرس وبولس الذي نحتفل به عادة في اليوم عينه.

حقوق الطبع محفوظة لمكتبة النشر الفاتيكانية 2009