مصرفي إيطالي: البابا يستحق جائزة نوبل في الاقتصاد

الرسالة العامة تشجب العلاقة بين الأزمة وانخفاض معدل الولادات

بقلم إيزابيل كوستورييه

روما، الجمعة 10 يوليو 2009 (Zenit.org)

"لم يكن أحد واضحاً مثله في قول ما يجب أن يقوم به العامل في الاقتصاد من أجل الاقتصاد: وهو تطبيق قوانين الاقتصاد وليس الاحتيال عليها"، حسبما يشير المصرفي الإيطالي إيتور غوتي تيديشي في مقابلة مع الصحيفة الإيطالية “Corriere della Sera” غداة إصدار الرسالة العامة لبندكتس السادس عشر "المحبة في الحقيقة" التي تشتمل على "مقترحات نحو راحة عالمية حقيقية للإنسان تجعل البابا يستحق "جائزة نوبل في الاقتصاد".

يعتبر عالم الاقتصاد الإيطالي، المعلق أيضاً في "لوسيرفاتوري رومانو"، صحيفة الكرسي الرسولي، أن لبندكتس السادس عشر الفضل الكبير في أنه كان واضحاً حول القضايا "العميقة" التي سببت الأزمة الاقتصادية الحالية، وأنه دعا إلى مشاريع جديدة لا ترمي فقط إلى "مراجعة القوانين ومشاكل الحكم وإنما مراجعة قدرة الوسائل الاقتصادية على تحقيق أهدافها الأساسية".

"إن استخدام الموارد بطريقة أفضل، وخلق توازن أكبر في التنمية، وتوزيع أفضل للرفاهية" هي الحلول العملية التي أشار إليها البابا في رسالته العامة وكررها إيتور غوتي تيديشي، أستاذ الاقتصاد في جامعة ميلان الكاثوليكية الذي رأى في هذه المقترحات "فرصة لتخطي الأزمة العالمية".

من خلال القول بأنه رحب بنص الرسالة العامة بصفته "خبيراً، عالماً اقتصادياً، وليس فقط بصفته مجرد كاثوليكي أخلاقي"، يشير إيتور غوتي تيديشي إلى أن البابا هو "الشخص الوحيد الذي تحدث عن العلاقة بين الأزمة الاقتصادية الحالية وانخفاض معدل الولادات في البلدان المتطورة (حتى ولو بطريقة مختلفة) بين الولايات المتحدة وأوروبا".

إن مسألة "الولادات" هي "مسألة محرمة" يفضل معظم المحللين عدم الحديث عنها"، بحسب عالم الاقتصاد الإيطالي. إنه موضوع تصبح "دلالته الأخلاقية" بالنسبة إليهم مرادفة لـ "دلالة غير علمية" ومخصصة "للمتشددين في الدين"، لذا يفضلون إهماله وصرف النظر عنه.

ويقول: "إنني أرى هنا شكلاً من أشكال الإنكار. تجاهلنا في السابق ونستمر اليوم في التجاهل"، لكن هذه المشكلة "ستنفجر" سريعاً لأنه يقول "ليس المال هو الذي لم يتحرك، وليس فقط جشع البعض هو الذي أدى إلى أزمة معقدة مماثلة".

إن انخفاض معدل الولادات هو "المسبب الأول" للأزمة، بحسب إيتور غوتي تيديشي الذي يشرح أن هذا الأمر سبب "ارتفاعاً في الأسعار المحددة، وانخفاضاً في الحركة الاقتصادية والاتفاقيات المالية" و"نمواً اقتصادياً غير كافٍ".

اقتصادياً، أصبح "الإنسان في هذا العالم "وسيلة" نمو اقتصادي". لكونه عاملاً ومستهلكاً وموفراً، فإنه يرى هذه الأبعاد الثلاثة "في صراع مع بعضها البعض". ويحذر قائلاً أنه في حال انفجر "هذا الصراع في فترة من التنمية الاقتصادية الثانوية"، فإن الإنسان "يتعرض لخطر ما يسميه البابا في رسالته بـ "التدهور البشري".

ومن خلال ذكر ثقة البابا بأن السوق لا يعمل من دون قوانين من التضامن والثقة، يعيد عالم الاقتصاد الإيطالي التأكيد على أن "الثقة هي المورد الأقل وجوداً وإنما الأثمن" الذي "يحقق مكاسب فريدة في جميع الأسواق".

ويشدد قائلاً أن الثقة "لا تكتسب أو تؤخذ بمساعدة دراسات السوق أو أصول أخلاقية ظاهرة على المداخل، وإنما تكتسب من خلال السلوك الفردي دوماً".

إنها "ليست جماعية لا بالقانون ولا بالنظام" شأنها شأن الأصول الأخلاقية التي هي أيضاً شخصية لا تفرض بالقانون ولا يتم إعطاء دروس فيها في الجامعة".

يضيف عالم الاقتصاد: "يمكننا عيش الأصول الأخلاقية وتطبيقها إن وثقنا بها، وإننا نثق بها إن فكرنا أنها مفيدة وأنها خير لنا".

ختاماً يقول: "إن السلوك الأخلاقي هو الذي يولد هذه الثقة الشهيرة".