باكستان: اعتداء مسلمين على قرية مسيحية

جريمة تجديف مزعومة

روما، الثلاثاء 14 يوليو 2009 (Zenit.org)

في باكستان، قام مسلمون بالاعتداء على قرية مسيحية بذريعة جريمة تجديف مزعومة، حسبما أفادت وكالة إرساليات باريس الأجنبية، كنائس آسيا.

ففي ولاية البنجاب، تؤوي قرية باهماني والا التي تبعد خمسين كلمتراً عن جنوب لاهور جماعة مؤلفة من 112 عائلة مسيحية تؤم مكان عبادة واحد هو الكنيسة الجامعة المخصصة لمختلف الطوائف ومن بينها الطائفة الكاثوليكية. في 30 يونيو، قام حوالي 50 مسلماً مدججاً بالهروات والسواطير وقنابل المولوتوف والأسلحة النارية بمحاصرة القرية ونهب كافة ممتلكات المسيحيين واقتحام المنازل لطرد السكان منها. عند الاقتحام المفاجئ، قامت مجموعة من النساء بالهرب، فرمى المعتدون الحمض في اتجاههن ولكنهم لم يتمكنوا من إصابتهن. إلا أن هذا الأمر سبب إجهاض امرأة حامل. ووفقاً للشهادات التي تم جمعها، فإن اعتداء المسلمين استمر ساعتين قبل تدخل الشرطة وإعادة النظام (1).

يقول فريق التحقيق الذي عينته الكنيسة الكاثوليكية أن سبب اعتداء المسلمين يعود إلى شجار حصل في الجوار بين مسيحي ومسلم. تفاقمت الأمور في 29 يونيو وفي صباح اليوم التالي "وجهت دعوة في مسجد القرية المسلمة المجاورة إلى الجهاد ضد مسيحيي باهماني والا الذين اتهموا بالتجديف على النبي محمد"، حسبما أفاد أبيد جيل، عضو لجنة العدالة والسلام التابعة لمجلس الأساقفة الكاثوليك في باكستان. "وجه رجل الدين الذين كان يحمل المذياع دعوة إلى المسلمين من أجل هزم المسيحيين وإلقاء القبض على أطفالهم وبناتهم".

يروي أحد سكان قرية باهماني والا أن المعتدين كانوا يرددون شعارات مثل "أحرقوا المسيحيين في منازلهم!". ويتابع موضحاً أن المسلمين نهبوا كل ما بوسعهم ولطخوا مخازن الأغذية التي لم يتمكنوا من سرقتها. "لقد بثوا الرعب في النفوس"، حسبما يقول.

ووفقاً للأقلية المسيحية في باكستان المعتادة على الاعتداءات المرتكبة ضدها باسم الدين، فقد تأثرت كثيراً بالعنف المرتكب في باهماني والا. وغداة الاعتداء أي في الأول من يوليو، زار المنطقة المونسنيور سيباستيان شاه، الأسقف المساعد في أبرشية لاهور والنائب الرسولي العام من أجل إظهار دعم الجماعة الكاثوليكية. وبسبب المقاطعة التي مارسها التجار المسلمون ضد عائلات مسيحية، أرسلت شاحنة محملة بالأغذية من لاهور.

محلياً، سارعت السلطات إلى التحرك بعد الاعتداء المرتكب ضد المسيحيين. "قمنا بنشر 22 عنصراً من رجال الشرطة في القرية بغية تجنب حدوث أعمال عنف جديدة"، حسبما أوضح مسؤول في الشرطة مضيفاً أنه "تم استهداف المسيحيين على أثر حصول سوء تفاهم". لم يتحدث عن أي تحريات لمعرفة المسؤولين عن الاعتداء من جانب المسلمين، ولكنه لم ينكر أن مسلمين متورطين قاموا بتقديم شكوى ضد 11 مسيحياً بحجة التجديف. من المعروف أن القوانين ضد التجديف وضد القرآن والنبي يستخدمها المسلمون في باكستان من أجل إزعاج غير المسلمين. وعلى الرغم من أنه كثيراً ما تعرضت للانتقاد، إلا أن البحث فيها لم يكن يوماً جدياً.

من جهة أخرى، قررت إدارة مقاطعة البنجاب منح تعويضات مالية لضحايا الاعتداء. وابتداءً من 6 يوليو، حضر أحد أعضاء مجلس المقاطعة إلى باهماني والا من أجل تسليم شيك بقيمة 20000 روبية (175 يورو) إلى 57 مسيحياً نهبت منازلهم. وتعهد بدفع 200000 روبية إضافية إلى كل من هذه المنازل في غضون أسبوعين. "ستساعدنا هذه الإعانة على إعادة إعمار ما تهدم. ولكن الألم ما يزال مسيطراً في نفوسنا. فالمال لا يعوض عن الرعب الذي عشناه"، بحسب يوسف مسيح وهو أحد المستفيدين.

ختاماً، في البنجاب أيضاً، ولكن هذه المرة في مدينة فيصل آباد، اندلعت مظاهرات مناهضة للمسيحيين في الأول من يوليو. على أثر ورود الشائعة التي تقول أن مسيحياً ارتكب خطيئة التجديف، هدد مسلمون بالهجوم على حي مسيحي. أوقف المسيحي إيمران جيل البالغ من العمر 26 عاماً بعد العثور على صفحات من كتيب من الدراسات القرآنية يحتوي على آيات قرآنية موضوعة أمام منزله بين أوراق قديمة مقدرة للحرق. اتهم إيمران جيل بالتجديف واعتقل في سجن فيصل آباد.

Ucanews، 7 و8 يوليو 2009