مشـيئة الله : الأبوَّة والملكوت

 

بقلم نيران إسكندر

     لو سألتك ياإلهي "ما هي مشيئتك؟" لسمعتك تقول لي من خلال الإنجيل المقدّس بأن مشيئتك هي أن أعرف أنك إله آب يعرفُ أبنائه ويحرص على أن يمد لهم يد المعونة ليعيشوا دوماً بالنور دون خوف من الظلمة (يوحنا 8: 12). آب يعرف بأن طفله الصغير يولد أعمى غير قادر على تمييز الأمور فتمسك بيده وتغذَّيه إلى أن يستطيع النهوض والوقوف على قدميه والسير، دون أن يهاب شيئاً، مُدركاً أنه أنك لن تمِّل من وجودك في حياته، ولن يكتفي من وجودِك في حياته. وهو وإن لم يراك يعلم أنك مُمْسكاً به ولن تتركه أبداً ونورك الدائم يُنير له الطريق.

 

وإن عليَّ

مشيئتك أن أُفتح عينيَّ أولاً وأن لا اترك قيادة حياتي لم لا يستطيع أن يقودها – لأن الأعمى لا يستطيع أن يقود أعمى (لوقا 6: 39-45) – وأن أكون نورا للآخرين عن طريق معونتك الإلهية ونورك المتجسِّد يسوع المسيح: (أصبحت من خرافه وهو راعيَّ ومعلِّمي (مرقس 6: 34)) وإشتريتُ منه ذهباً ساطعاً يُنير لي الطريق (سفر الرؤيا 3: 14-22). إشتريت منه سيفاً (أفسس 6: 17) فألبسني ثوباً جديداً عوض عن ردائي القديم (لوقا 22: 36). إشتريتُ سيفاً ذو حدّين (سفر الرؤيا 2: 12): كلمتك يا الله ومحبتك المتمثلة بالكلمة المكتوبة بالإنجيل وبقلب يسوع الأقدس "الحمل" (القربان المقدّس)، فبالحدَّين انتصر على أعدائي وأعداءك (الخطايا وأعمال الشيطان) وأنال السلام وأعطي شهادة لك للآخرين (أعمال 1: 8 مع رومية 5: 5).

 

     مشيئتك يا إلهي أن أَحبُّك، ولعلمك بأن هناك مغريات كثيرة من حولي وأرواح شريرة تحاول أن تبعدني عنك فطلبت مني أن أتسلَّح بصفات إبنك الحبيب "كلمتك ومحبتك" (سلاح الله الكامل (أفسس 6: 10-17)) الذي إمتلأ بروحك القدوس (أشعياء 11: 2-3). هذا السلاح الذي نلبسه حين تمتلأ ذواتنا وقلوبنا بمواهب روحك القدوس (بمحبتك فوق كل شيء). هذه المواهب (ملكوت الله وبره) التي طلبت منا أن نسعى لها ونطلبها منك قبل أن نطلب الأمور الدنيوية (متى 6: 33):

 

·        الحكمة والمعرفة الكاملة لله لمعرفة الحق ( فيكن الحق لنا زنار نتمنطق به حول وسطنا) للتمييز بين تعليم البشر وتعليمك الإلهية، بين ما يرضيك وما لا يرضيك. فلقد علّمتنا بأنك لا تريد ذبيحة بل أعمال رحمة؛ علّمتنا بأن نُسلِّم ذاتنا لك لثقتنا بك ونطيع محبتك فنكون رحومين وودعاء ومتواضعين على مِثالك. فالحكمة تولِّد ثمار جمة منها محبة الآخرين والعمل الجيد الدال على رحمتك والعدل للضعفاء.

·        التقوى التي تنبع عنها البر والصلاة (الدرع الواقي) أي الثقة بك وطاعتك والعمل بكلامك لدرجة بذل الذات محبةً بك وللآخرين. هذا اللباس الأبيض الساطع الذي لا غبار عليه الذي يعكس صورتك للآخرين. فالتقوى تولِّد الفرح، والرغبة على التقوى تولِّد التوبة وبالتالي إحياء النفس الميتة.

·        الجلد (القوة في الاستمرار) نتيجة المحبة الغيورة لكَ يسندان الغيرة على نشر إنجيل السلام بكل قوة للعالم أجمع دون خوف وعمل أعمال الرحمة (النعال في الأقدام). فالجلد يولِّد الشجاعة والثبات في الإيمان.

·        المشورة الصالحة أي تعزية الحزانى والإرشاد الروحي بالخلاص (شفاء الأرواح) التي مصدرها كلمتك، والتي تنتج عن الفهم لرحمتك ومحبتك (من خلال إبنك الحبيب وموته على الصليب ذبيحة لمغفرة خطايانا) فنُدرك كيفية خلاصنا فنحفظ الكلمة (الخوذة) فلا نهاب الظلمة ونكون نوراً للآخرين ليعملوا بتعقّل وحسب مشيئتك بدل من مشيئة الإنسان المغايرة لمشيئتك ليكونوا شهوداً لك وأصحاب مشورة للخلاص. فالمشورة الصالحة تولِّد العقلانية في التصرف.  

·        العلم وفهمك يا الله وبالأخص نعمة الخلاص الدالة على محبتك لنا وعلى رحمتك التي تولد من الإيمان بك والثقة بقوتك ومقدرتك التي تعمل المعجزات، فيكون الإيمان لنا كـ(الترس) الذي نصد به أسهم الشيطان ونتجَنُّب عمل الخطيئة. هذا الفهم الذي نتعطَّش له وبكل تواضع نتقبَّله ونمتلأ به.

·        مخافة الله التي تنبع من محبتنا لك فنحفظ كلمتك في القلب (السيف) فنطيعها حتى الموت، محبة كاملة صادقة نابعة من القلب دون رياء فتكون أعمالنا وأقوالنا دلالة على ما ينضح به قلبنا من محبة. إن حفظ كلمتك في القلب يجعلنا نحارب الأعداء ولانخاف شيئاً وليس فقط نتصدّى لهم. فمخافتك تولِّد الرجاء.

 

هذه المواهب التي تعطينا أنت إياها بالصلاة، فأنت قُلت لنا "إطلبوا تُعطَوْا، إقرعوا يُفتح لكم".  إننا نصلّي أن تعطينا يا رب قلوباً قادرة على التمييز، قلوباً صاغية لك، قلوباً مطيعة، قلوباً تهابك بمحبة، قلوباً مثابرة ومتعطِّشة لك دوماً، قلوباً وديعة ومتواضعة ومُحبة. آمين.

 

     ولعلمك يا إلهي بأن هذه المزايا تكمِّل بعضها البعض كأعضاء لجسد واحد (أورشليم الجديدة) فإخترت أن يتحلّى الناس بقلوب تحمل هذه الصفات وهذه القلوب نراها متميزة بالكنائس السبعة التي على الشاطىء
 المقابل لجزيرة بطمس والتي تحدّث معها إبنك الحبيب من خلال تلميذه الحبيب يوحنا من جزيرة بطمس وأراد منها أن تسمع له وتصلح ما ينقصها لخلاصها أو تستخدم ما أُنعمَ به عليها لخلاص الآخرين (سفر الرؤيا 2 و 3). وهذه الكنائس التي تنبَأْتَ بها هي السلال السبعة التي جمعها تلاميذك من بقايا السبع أرغفة واليسير من السمك الصغير التي كانت لديهم (متى 15: 32-37). هذه المزايا، هي ذاتها ما وصفت بها ملكوتك الكائن في القلوب (الروح القدس: الأرواح السبعة الذين أمام عرش الرب الإله (سفر الرؤيا 1: 4)) من خلال الأمثال التي قالها إبنك الحبيب من على السفينة للمجتمعين على الشاطىء (متى 13: 1-23 و مرقس 4: 1-20 و لوقا 8: 4-15). سبحانك يا رب.

 

الكنائس السبعة والمواهب التي تمتلكها أو تنقصها هي:

كنيسة أفسس (الحكمة: "أهمية فهم (سماع) كلمة الله من صميم القلب" (مثل الزارع (متى 13: 4-9، 19-23))): أعضاء هذه الكنيسة لهم قلوب قادرة على تمييز كلمة الله ولاتقبل التعاليم المنافية لتعاليم الله، وكانوا يعملون بكافة قِواهم وبجلد لنشر كلمة الله والتبشير بالخلاص من خلال السيد يسوع المسيح. لقد أحبوا الله إلا أنهم أهملوا أساس رسالة يسوع: "مساعدة المحتاج، ومسامحة ومحبة الأعداء" أي محبة الفقير (أي عديم أو قليل الإيمان) مهما كانت جنسيته دون خوف من أحد إذ أن محبة الله فوق كل شيء (غلاطية 2: 1-14). لهذه القلوب جزء من حكمة الله إلا أنها تنقصها محبة حقيقية للآخرين الذين هم أيضاً ينتمون لله إذ يكمن بداخلهم كإله رحيم (لوقا 6: 27-38).

 

كنيسة أزمير/ سميرنا (الفهم: "العنصر الذي يُبقي القلوب ثابتة بالإيمان بدون قنوط" (مثل الزؤان (متى 13: 24-30))): أعضاء هذه الكنيسة روحياً أغنياء ويفهمون تمام الفهم محبة الله ورحمته التي إتَّضحت وأتَّخذت مفهوماً أكثر عمقاً حين تجسَّدت كلمة الله التي تواجدت منذ البدء. هذه الجماعة، لكي تنتصر، عليها أن تتسلح بكلمة الله وفهم بأنه من خلال التوبة وتناول جسد ودم يسوع المسيح تُغفر الخطايا فتبقى قلوبهم حية ولا تموت أبداً. وعلى الرغم من تأثير الأرواح الشريرة عليها، فتجعلها تنسى الله لفترة من الزمن، إلا أن محبة الله التي تكمن بداخلها والولاء لها والإيمان بمحبة الله لها تجعلها تندم وتتوب فيتملَّك الله عليها مرة أخرى وتصبح من أبناء ملكوت الله. هذه هي كنيسة القلوب الخاطئة والمتعبة والقلقة، الكنيسة التي تُشبَّه بالقارب الذي تلعب به الأمواج إلا أنه بالإيمان والثقة بالسيد المسيح يصل سالماً للشاطىء أي الحياة الأبدية مع مجد الله (متى 8: 23-27). من خلال الإيمان تفهم هذه القلوب بأن كل واحد منهم هو كمثابة السيد المسيح أي خادماً للآخرين في مجال الطهارة والنقاوة ومساعِداً إياهم بكل تواضع ووداعة (غلاطية 6: 1-2).

 

كنيسة برغامس (المشورى الصالحة: "غذاء الأنفس الصغيرة الذي يجعلها تكبر وتُصبح بدورها معلِّمين للآخرين" (مثل حبة الخردل (متى 13: 31-32))): أعضاء هذه الكنيسة تسمع وتؤمن وتتبع كلمة الله ومحبته (أي حدّي السيف (أفسس 6: 17)): السيد يسوع المسيح الذي سيأتي ليدين العالم والواجب مهابته. وهذه المهابة والخوف من الله (مخافة الله رأس الحكمة (سيراخ 1: 12)) يجب أن لا تجعل قلب صاحبها بأن يكون ذو وجهين وصاحب قلب منافق وإلا سوف يعاقب إذ أنه سيكون شريراً بعين الله. أعمال المنتمين لهذه الجماعة يجب أن تكون دائماً نابعة من محبة الله والرغبة لإدخال السرور لقلب الله وذلك بالإستسلام التام لمشيئته وخاصة في وقت الشدة التي حينها بالإمكان إعطاء المبررات للأعمال التي تكون حسب إرادة الشخص مدفوعاً بالشيطان. هذه الكنيسة يُوجِّهها ويقودها السيد المسيح، وبأعمالها تكون الشاهد الأمين له مؤدية المشورى الصالحة في الأوقات العصيبة والتجارب للمؤمنين ولغير المؤمنين.  

 

كنيسة ثياتيرة (الجلد: "الخميرة الممزوجة بكلمة الله التي أُعطِيَتْ بواسطة موسى والأنبياء ويسوع المسيح" (مثل الخميرة (متى 13: 33))): أعضاء هذه الكنيسة على مِثال قائدها السيد المسيح، يسيرون على الأرض بقلوب ذات شجاعة وقوة وتحمّل ومثابرة، إلا أنها تنقصها محبتَهُ الغيورة لأبيه السماوي، فهم يعاينون الأعمال الخاطئة الشيطانية دون تحريك ساكن ولا يأبهون بالأرواح الساقطة. فلو إمتلأت قلوبهم بالغيرة لله وحزنوا على الأرواح التي لا تعرف الله لإستطاعوا أن يهزموا الشياطين التي تجول بالعالم لتدمير الأرواح ولمنعهم من إدخال ملكوت الله في قلوبهم؛ فالمحبة الغيورة ستجعلهم نوراً يُضيء للآخرين كما أضاء السيد المسيح لهم. القلوب التي تود الإبتعاد عن هذه الكنيسة الغيورة وتسمح لأنفسها بأن تستمع وتميل الى تعاليم مخالفة لتعاليم لله سوف تعيش دوماً في الظلام.

 

كنيسة سارديس (المعرفة: "لُبَّ ثروتنا" (مثل الكنز (متى 13: 44))): معرفة الله لا تكتمل إلا بالأعمال التي تعكس هذه المعرفة (المعرفة تُثمر الأعمال الصالحة. إذ أن علاقتنا بالله يجب أن تكون علاقة حميمة مبنية على المحبة كالمحبة بين العروس وعريسها الملك). أعضاء هذه الكنيسة يعتقدون بأنهم يعرفون الله ويحبونه ولكن بدون الأعمال التي تثبت ذلك أو بدون طاعته فإن محبتهم واهية، زائفة ولا تنبع من صميم القلب. قلوبهم لا تحمل مشاعر حقيقية لله ولكلمته وبالتالي لايستطيعون تمييز كلمة الله فتكون أعمالهم لإرضاء نفوسهم ورغباتهم. وقد تنتج هذه الحالة من الإحساس بـ "الإمتلاء من معرفة الله" فلا يبحثون عن المزيد، وكبرياءهم يجعل فكرة "أنهم لايُخطئون" تسيطر على عقولهم. إن على القلوب أن تكون دوماً متواضعة وفقيرة روحياً مُوجهة أنظارها ومتقرِّبة على الدوام من السيد يسوع المسيح الأكثر معرفة لأبيه السماوي للسماع منه وللعمل بوصاياه بقلب ثابت. إن الإحساس بالشبع دون التَّصرُّف بمواهب الروح القدس التي أُعطيت إلينا ممكن أن يُسبب الموت الأزلي لأرواحنا (أفسس 2: 1-10 ، لوقا 12: 13-21).

 

كنيسة فيلادلفيا (التقوى: "الجوهرة الثمينة التي علينا أن نتحلّى بها" (مثل اللؤلؤة (متى 13: 45-46))): البيت الذي يبنيه الله لا يمكن لأحد أن يهدمه، ومن يسير مع الله بهذا الإيمان ويضع إعتماده الكلي على المعونة الإلهية (كلمة الله ومحبته) لا يمكن أن يُساق الى الهلاك الأبدي إنما تُسْحق خطاياه (أي أعداءه) تحت أقدامه لأن مَن أقام الميت من بين الأموات قد أعطاهُ حياةً أبدية. إن الثقة بالسيد يسوع المسيح، "كلمة الله، محبة الله ورحمته، نور وقلب الله، وعين حكمة الله"، والتي فتحت لنا الباب الضيق لأورشليم الجديدة سوف تولِِّد في قلوبنا ولادة جديدة وتقودنا الى الكفاح للعيش بكل إخلاص قلبِيْ وتقوى وخشوع وأمانة لنصبح أبناء الله ونكون كاملين كما هو كامل. إن مَن يضعْ ثقتَهُ بالسيد يسوع المسيح ويستسلم كلياً لإرادته فسوف يُنجّيه من الشرير عند التجارب (الصلاة الربية). في وقت التجربة، والتي تأتي على أشكال متعددة كالإستماع الى تعاليم تخالف تعاليم الله أو حين الوقوع بالخطيئة أو المرور بأوقات عصيبة بالحياة، فإن الثقة بالسيد المسيح ووضع حِملنا الثقيل عليه (سواءً الثِقل الفكري أو الجسدي أو حتى ثِقل الخطيئة فهو مُخلِّصنا وحامل خطايانا) سوف يُريحنا ويُنقذنا ويُغيِّرنا ويخلقنا من جديد.

 

كنيسة اللاذقية (مخافة الله: "الميِّزة التي تُفرِّق بين الإنسان المُستقيم الصدّيق من الإنسان الشرير" (مثل الشبكة (متى 13: 47-50))): تُمثِّل هذه الكنيسة الأنفس المولودة من الجسد وليس من الروح. فعلى الرغم من أنهم يعتقدون بأنهم مولودون من الروح (إذ لديهم شعور بالنقاء الداخلي)، إلا أن أعينهم لا تستطيع رؤية الحق وما يكمن في داخلهم، وذلك لأن لهم ثقة ذاتية بما يعرفوه ولأنهم داخلياً أشرار أي أنهم أرواح أرضية مادية تُحب نفسها ونسيت حبُّها الغيور لأبيها السماوي ولأبناءه. أعضاء هذه الكنيسة تنقصهم مخافة الله ولا يأخذون أي إعتبار لكلمة الله التي تدعو الى محبة الآخرين وعمل أعمال الرحمة على الرغم من أنّه هو الأمين والحق ومن خلاله وُلِدوا. بصورةٍ ما، هذه الأرواح تُشبِه أرواح كنيسة سارديس. أعضاء هذه الكنيسة فخورين بأنفسهم متكبّرين فيفعلون ما يحلو لهم، مبجّحين ويشعرون بأهمية ذواتهم فيتصرَّفون على هذا الأساس؛ وهذا ما يجب عليهم أن يُغيّروه ويتذكّروا بأن الله موجود وهو خالق جميع بني البشر وقد طلب من شعبه أن يعتنوا بعضهم ببعض وبكل حنيَّة ووداعة وتواضع. على هذه الأرواح أن تتوقف عن التفكير المنبثق من ذاتها، وأن تنظر الى أعمال السيد يسوع المسيح على الأرض وتُقلِّد أعماله الناجمة عن الغنى الحقيقي لروحه؛ تقلِّد أعماله التي شهدَتْ لمحبة الله وطيبته ورحمته وعدله؛ تقلِّد الأعمال التي شهدت بأن الله قدّوس؛ تقلِّد الأعمال التي تقول للآب بأن محبتك فوق كل شيء.

 

      مشيئتك يا إلهي أن أرسم صورة ليسوع، إبن الإنسان، من خلال الروح القدس آخذين بالإعتبار الخصائص (أي مواهب الروح القدس (أشعيا 11: 1-3)) التي إمتلأ بها، فهو "الحق"، "الأمين"، "المسيح إبن الله؛ حمل الله"، و "كلمة الله". وإذا رأيناه فسوف نرى:

·        شعره الأبيض دلالة على حكمته.

·        عيناه المتَّقِدة بنار المحبة التي تملء قلبه دلالة على فهمه لك وغيرته عليك.

·        رداءه الأبيض (دانيال 7: 9) أو الأحمر (سفر الرؤيا 19: 13) الذي يتوهج وينير دلالة على نقاوته ونقاوة كل من يؤمن به إذ فداهم على الصليب (فصوته كصوت كثيرين).

·        زنّاره الذهبي على وِسطه دلالة على معرفته التامة بِك التي علمَّ بها.

·        قدميه ذات اللون النحاسي اللامع لإمتلاءه بالروح القدس (ألسنة من نار أو عربة من نار) دلالة على جَلَدِه وحرصه على المثابرة لنشر الإيمان وثباته حتى الموت.

·        نجومه السبعة (أي الكنائس السبعة التي هي تحت حمايته) بيده اليمنى دلالة على رعايته لها بالمشورى الصالحة، أو قد نرى عوضاً عن النجوم عصا الراعي التي يجمع بها خرافه.

·        لسانه كسيف ذو حدين دلالة على إستعمال كلمة الله عند الهجوم (التبشير) والدفاع (عند مواجهة الصعاب) أيضاً، وكذلك دلالة على قوة تأثير كلمة الله ومحبته.

وحين يكمن في قلوبنا مخافتك يا الله فسنشاهد تاجاً فوق وجهه المُشع كالشمس دلالةً على المُلك الأزلي (سفر الرؤيا 1: 13-16، دانيال 7: 9-10، دانيال 10: 6).

 

     مشيئتك يا إلهي أن أمتلىء بروحك القدوس حين علّمتني أن أصلي "ليأت ملكوتك" فأنال مواهبك (أعين الله السبعة (زكريا 3: 9، 4: 10))، فأنت يا سيدي من بارك وطوَّب كلَّ من تحلّى بمواهب روحك القدوس وعمل بها لمجد الله (متى 5: 1-11). ولو سألتُكَ يا إلهي أن تُعطيني سلامُك لسمعتُ نفسي أيضاً تطلبُ منكَ أن تهبها نِعمك التي هي مواهب روحك القدوس فيحلَّ في قلبي ويقول لي "مغفورة لك خطاياكِ، قومي غيّري قلبكِ وإحملي صليبكِ (تعاليم السيد المسيح) وإتبعيني"، فأحصل على السلام (سلام السيد المسيح) الذي يجعلني إبن/إبنة لك.

 

                                                                      *    مواهب الروح القدس (أفكار/فحوى قلب الله)                  

  

                                                                      * خصائص (صفات):  السيد يسوع المسيح

                                                                     (قلبه القدوس)

                                                           * سلاح الله

 

                        أمثال ملكوت الله *                                                  *  الكنائس السبعة بسفر

                   والتطويبات                                                                الرؤيا

                     (أفعالنا)                                                                  (قول الله)

 

  شكل -1- الربط بين مواهب الروح القدس (الفكر) ونصائح السيد المسيح لكنائسه (القول) وما يجب أن نتحلّى به من صفات (الأعمال) 

 

 

من كلمات ترنيمة "إقرعْ فأفتحْ لـكَ"

قالَ الربُّ يا بُنيَّ                إني اليوم ولدْتُـكَ

أُطلبْ مني فأُجيبُكَ              إقرعْ فأفتحْ لـكَ

ماءُ الحياةِ أُعطيكَ               فلن تَعْطَشْ أبـداً

إدنو يا ثقيلَ الحملِ              وأنا أُريحُـك