نيبال: مسيحيون مهددون بالموت من قبل المتطرفين الهندوس

إنذارهم بمغادرة البلاد

روما، الخميس 23 يوليو 2009 (Zenit.org)

منذ الاعتداء الذي حصل في مايو الفائت على كنيسة الصعود، والذي أسفر عن سقوط ثلاثة قتلى وخمسة عشر جريحاً في حالة حرجة، تتلقى المؤسسات المسيحية بانتظام تهديدات هاتفية من جيش الدفاع عن نيبال، الجماعة الهندوسية المتطرفة، حسبما أفادت وكالة إرساليات باريس الأجنبية، كنائس آسيا.

وأفاد النائب الرسولي في نيبال، المونسنيور أنطوني شارما، لوكالة أوكانيوز أن النائب المساعد في نيبال، الأب بيوس بيرومانا، مدير مركز القديس جون فياني الرعوي في غودافاري، والرهبان اليسوعيين في مدرسة القديس كزافييه، وراهبات القديسة مريم وأخوات المحبة في بالواتار، تلقوا تهديدات بالموت.

إن جيش الدفاع عن نيبال الذي تبنى الاعتداء الذي حصل في 23 مايو، كان مسؤولاً أيضاً سنة 2008 عن مقتل الكاهن السالسي جون براكاش مويالان وعن الاعتداء الدامي على مسجد، واعتداءات أخرى سنة 2007 منها الاعتداء على حي الماويين في كاتماندو. هذه المجموعة المسلحة المكونة من جنود قدامى، ورجال شرطة من النظام القديم، وضحايا حرب العصابات الماوية، تؤكد استعدادها لارتكاب اعتداءات أخرى ومنها عمليات انتحارية ضد المسيحيين والمسلمين والشيوعيين في سبيل إعادة بناء دولة هندوسية.

"لقد وجه جيش الدفاع عن نيبال تهديدات للكهنة والراهبات (…) ومنحهم فرصة شهر لمغادرة البلاد"، حسبما أعلن المونسنيور شارما موضحاً أن التهديدات الأخيرة وجهت باسم قائد هذا الجيش، رام براساد ماينالي. تم تحذير كافة المؤسسات الكاثوليكية لذا تقوم الشرطة بمراقبة الأماكن الأساسية التي من المحتمل أن تشكل هدفاً جديداً للإرهابيين كالمركز الرعوي في غودافاري.

كذلك تلقت الكنائس البروتستانتية إنذارات مشابهة. ويوضح راعي أحد أهم كنائس كاتماندو الذي فضل عدم الكشف عن اسمه أن جماعاتهم توحدت أمام المحنة: "شكلنا لجنة ضمت خمسة أو ستة من مرشدينا من أجل إثبات صحة التهديدات واتخاذ التدابير اللازمة". ويضيف: "كذلك تلقينا رسالة من مجموعة هندوسية أخرى طالبتنا بـ 750000 روبية (7000 يورو) في سبيل منع جيش الدفاع عن نيبال من الاعتداء علينا".

هذه التهديدات بالموت ليست جديدة بالنسبة إلى مسيحيي نيبال: ففي سنة 2008، وبعيد مقتل الأب براكاش    مويالان، أنذر جيش الدفاع عن نيبال الجماعات الدينية بتوقع موجة من الاعتداءات في حال عدم مغادرتها البلاد. ويقول المونسنيور شارما أن أعضاء الجيش سرقوا الجوال الخاص بالأب براكاش بعد قتله: "كانت مسجلة في جواله أرقام كهنة ورهبان ومؤسسات من كافة أنحاء نيبال. وهم يقومون الآن بالاتصال بهؤلاء الأشخاص لتهديدهم". كانت الرسائل والاتصالات الهاتفية تطالب أيضاً بمبالغ مالية. آنذاك، أبرق المونسنيور شارما إلى وزير الداخلية لكيما يتخذ التدابير الضرورية لضمان أمن المؤمنين ورعاتهم. وقد أعلم الأسقف الحكومة أن هذه التهديدات المتكررة الموجهة لأكثر من 50 مؤسسة تربوية أو اجتماعية تديرها الكنيسة تعرض للخطر حياة 17922 طالب وأعضاء آخرين من الموظفين منهم 99% من غير المسيحيين، وذلك في أكثر من 60 منطقة في البلاد (…) ".

إن المسيحيين مصممون اليوم، وكما في السنوات السابقة، على "عدم الشعور بالخوف" ويؤكدون أن زمن المحنة "يقربهم أكثر من الله". لقد فقد بالان جوزيف البالغ من العمر 41 عاماً والذي يعود أصله إلى شمال الهند زوجته وابنته في انفجار 23 مايو. بالان الذي أصيب بجراح خطيرة تحدث إلى جانب الجماعة الكاثوليكية الحزينة في كاتماندو عن "النعم التي نالها" في المحنة والمغفرة التي منحها للمحرضة على الاعتداء. فهذه الأخيرة المدعوة سيتا تابا شريستا والبالغة من العمر 27 عاماً لم تجد صعوبة في الاعتراف بالذنب عندما أوقفتها الشرطة وقالت أنها تشعر بالندم "لعدم التسبب بسقوط المزيد من القتلى". على الرغم من أن الشابة تؤكد انتماءها لمجموعة متطرفة أخرى هي جمعية الدفاع عن الأمة الهندوسية (Hindu Rashtra Bachao Samiti)، إلا أن الشرطة متأكدة تماماً أن "جيش الدفاع عن نيبال هو الرأس المدبر لهذه العملية" التي سارع هذا الجيش عينه إلى تبنيها.

حالياً، وعلى الرغم من وعود الحكومة النيبالية، لم يتم التعويض بعد للضحايا وأهالي المتوفين خلال الانفجار في 23 مايو الفائت. إن الكنيسة هي التي تحملت نفقات الرعاية الصحية للضحايا في المستشفى وأمنت الدعم للعائلات.

ووفقاً لمصادر كنسية محلية، يوجد حوالي 1.5 مليون مسيحي في نيبال منهم حوالي 8000 كاثوليكي في بلاد ذات أغلبية هندوسية.