كرامة المهاجرين: المونسنيور فيليو يثابر ويوقع باسم الكرسي الرسولي

"من حق الإنسان أن يتم استقباله وإغاثته"

روما، الخميس 27 أغسطس 2009 (Zenit.org)

عن موضوع دفاعه عن كرامة المهاجرين، يؤكد المونسنيور فيليو، رئيس المجلس الحبري لراعوية المهاجرين والمتنقلين على أن مداخلاته جاءت باسم الكرسي الرسولي.

فقد لاقت تصريحاته (في 24 أغسطس 2009) معارضة في بعض الأوساط السياسية الإيطالية.

وتنقل إذاعة الفاتيكان عن المونسنيور أنطونيو ماريا فيليو قوله "بعد تصريحاتي التي أدليت بها إلى إذاعة الفاتيكان يوم السبت 22 أغسطس والتي نشرتها لوسيرفاتوري رومانو في 23 أغسطس عن وفاة العديد من المهاجرين في البحر الأبيض المتوسط، قال الوزير روبرتو كالديرولي بحسب وكالة AGI: إن تصريحات المونسنيور فيليو عن المهاجرين ليست صادرة عن الكرسي الرسولي ولا عن مجلس أساقفة إيطاليا الذي غالباً ما عارض فيليو".

ويؤكد المونسنيور فيليو: "في هذا الصدد، وبكل احترام ومحبة للحقيقة، أود التأكيد على أنني أتشرف كرئيس مديرية بالإدلاء بالتصريحات باسم الكرسي الرسولي، وأنني لم ألقَ يوماً المعارضة من قبل الكرسي الرسولي أو مجلس أساقفة إيطاليا. لربما كانت تجول أوضاع أخرى في خاطر معالي الوزير أو لربما كان يتحدث عن شخص آخر".

وتابع رئيس الأساقفة الإيطالي قائلاً أن "الأقوال التي نقلت عن الوزير مرفوضة ومهينة، كما لو كنت مسؤولاً عن وفاة العديد من البشر المساكين الذين ابتلعتهم مياه البحر الأبيض المتوسط".

وذكر المونسنيور فيليو: "إن تصريحاتي صدرت فقط عن واقع ملموس ومأساوي يتمثل في وفاة العديد من الأشخاص. لم أوجه الاتهامات لأحد بل دعوت كل فرد إلى تحمل مسؤوليته".

في 20 أغسطس الجاري، وصل خمسة إريتريين إلى سواحل لامبيدوسا (إيطاليا) بعد بقائهم 20 يوماً تحت رحمة الأمواج فيما اختفى الـ 73 الآخرون الذين كانوا موجودين على متن المركب.

"من حق الإنسان أن يتم استقباله وإغاثته"، هذا ما أكده المونسنيور فيليو غداة مأساة جديدة في قناة صقلية.

وفي مقابلة مع إذاعة الفاتيكان، شدد الأسقف على أن هذا الحق "يبرز في حالات الحاجة القصوى كحالة التواجد تحت رحمة الأمواج".

واعتبر المونسينور فيليو أنه "لو كان من المهم من جهة مراقبة أجزاء من البحر واتخاذ مبادرات إنسانية، فإن حق الدول في إدارة وتنظيم حركة الهجرة هو شرعي".

إلا أن رئيس الأساقفة لاحظ أنه لا بد من "تنسيق مختلف الأحكام التشريعية في سبيل الحفاظ على متطلبات وحقوق الإنسان والعائلات المهاجرة، وحقوق المجتمعات التي تستقبل هؤلاء المهاجرين".

"من المؤكد أن مجتمعاتنا المسماة بالمتحضرة نمّت فعلاً مشاعر رفض للأجنبي ليست ناجمة فقط عن عدم معرفة الآخر على نحو ملائم، وإنما أيضاً عن حس من الأنانية يدفع إلى عدم الرغبة في مشاركة الممتلكات مع الأجنبي"، حسبما أقر الأسقف.

ولفت قائلاً: "مع الأسف، تستمر الأرقام في الارتفاع. وتشير الإحصاءات الأخيرة إلى أن عدد المهاجرين الذين غرقوا أو الضحايا على حدود أوروبا يرتفع إلى أكثر من 14660 منذ سنة 1988 ولغاية أيامنا الحالية".

كذلك أكد المونسنيور فيليو على أن المجلس الحبري لراعوية المهاجرين والمتنقلين "يحزن بسبب التكرار المستمر لهذه المآسي ويعيد التأكيد على كلمات الأب الأقدس في "المحبة في الحقيقة" Caritas in veritate: "إن كل مهاجر هو إنسان يتمتع بحقوق أساسية غير قابلة للتصرف لا بد من أن تلقى احترام الجميع في كل الظروف" (رقم 142).