نحن، مسيحيو باكستان، لا نشعر بالأمان في وطننا

نداء كهنة شهود عيان للمجازر ضد المسيحيين

بقلم روبير شعيب

روما، الجمعة 4 سبتمبر 2009 (Zenit.org).

شهدت مدينة غويرا الباكستانية اعتداءً وحشيًا ضد المسيحيين، أحرق خلالها 70 بيتًا وقتل سبعة مسيحيين في الأول من أغسطس. وأمس الخميس، قام مركز "روسيا المسكونية" في روما بنشر نداء لكاهنين ينتميان لرهبنة القديس عبد الأحد كانا شاهدين عيان للاعتداء الذي لا مبرر له.

يبدأ الدومينيكيان باسكال باولوس، وإفتخار مون نداءهما بالإشارة إلى أن الجماعة المسيحية التي تشكل أقلية نسبتها 3 بالمائة من مجموع السكان في باكستان، البالغ عدد سكانها الإجمالي 117 مليون نسمة، "تتمتع بالاحترام لأن المسيحيين هناك معروفون لصدقهم، أمانتهم وجهدهم".

"ورغم أنهم يشكلون أقلية إلا أن لهم دور هام في تحسين مستوى الحياة في باكتسان، وخصوصًا في حقلي التربية والصحة".

ويوضح الكاهنان أن "القسم الأكبر من رجال الأعمال والمدراء الباكستانيين قد تخرجوا ونالوا شهاداتهم في المؤسسات والجامعات المسيحية".

وللأسف صدر في عام 1991 قانون التجديف، الذي يستعمله بعض المسلمين للاعتداء على المسيحيين وعلى ممتلكاتهم متذرعين زورًا بحجة أنهم جدفوا على النبي محمد وعلى القرآن الكريم.

هذا ويذكر الراهبان الاعتداءات العديدة التي حصلت في الأشهر الماضية، ثم يسردان مجريات الحادثة الأخيرة في غويرا، حيث رأوا الأطفال يحاولون الهرب بينما كانوا يرون بيوتهم تلتهما النيران التي تأججت بقوة بفعل البنزين، والكيروزين والمواد الكيميائية.

"والجموع المتوحشة سَبَت البيوت، ومزقت نسخات الكتاب المقدس، وكتب دينية أخرى، ودمرت الصلبان، وأحرقت كل شيء. والمسيحيون الذين أُحرقت منازلهم لم يعد لديهم شيء البتة".

ويشدد الراهبان بالإيضاح أن "الشرطة والسلطات الأخرى لم تتدخل لدرء هذه الحوادث المؤلمة، ولم تصغ للإعلانات ضد المسيحيين التي كانت تُطلق في الجوامع".

ويتابع الراهبان: "الشرطة والسلطات تدخلت متأخرة جدًا، فقط عندما كان كل شيء قد تم".

وتأسف الدومينيكيان لأن الحكومة تدخلت لمعالجة هذه المسألة الخطيرة فقط بعد 72 ساعة من حدوثها.

هذا وطالب المسيحيون بعد هذه الأحداث بإلغاء القوانين التي تميز وتضر بالأقليات، وطلبوا إلى المؤسسات الدولية ومؤسسات حقوق الإنسان أن تأخذ بعين الاعتبار الأحداث التي جرت مؤخرًا لكي تتدخل لدى الحكومة من أجل حماية المسيحيين والأقليات الأخرى.

وختم الراهبان نداءهما بالاعتراف المر أن: "نحن، مسيحيو باكستان، لا نشعر بالأمان في وطننا".