المسيحية ومصر الفرعونية

+ + + 

 

سلسلة دراسات مصر الفرعونية

 

                    

 

                      الجزء الأول 

 

 

تقديم نيافة الحبر الجليل الأنبا هدرا

مطران أسوان ورئيس دير الأنبا باخوميوس بإدفو

 

 

تقديم ومراجعة  الأستاذة 

ايريس حبيب المصرى 

أستاذة تاريخ الكنيسة القبطية بمعهد الدراسات القبطية بالقاهرة   

 

 

 

                                              تأليف    

                                         باخوم فاخورى حنا 

                                      مفتش أول آثار مصرية

                                               إسنا وأرمنت    

 

 

 

اسـم الــكتــاب  :   المسيحية ومصر الفرعونية   

 تــألـــيــــف     : باخوم فاخورى حنا  

 تــقــديــــــم     : نـيـافـة الأنـبـا هــــدرا  

 تقديم ومراجعة : الأستاذة ايريس حبيب المصرى

 

رقــم الإيــــداع    14997 / 2009 م

بـدار الـكـتب المـصـريــة     

 

الـتـرقـيـم الــدولــيISBN  977 – 17- 7387 – 9       

 

النوع          : تجليد فني 24 × 17 —- 208 صفحة 

                ورق كورشيه  غلاف ألوان سيلوفان 

 

للطلب : ت 0107918633 

داخل مصر  – ت 0952621375 

bakhoumsolhey@yahoo.com             

 

أو البريد : مصر – الأقصر ـ أرمنت الحيط ـ ش الآثار

باخوم فاخورى حنا  ـ مفتش أول آثار إسنا وأرمنت 

ٍ

 الناشر : المؤلف   …. جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 

 

 

+++ تقديم لنيافة الحبر الجليل الأنبا هدرا مطران ايبارشية أسوان ورئيس دير القديس العظيم الأنبا الأنبا باخوميوس العامر بإدفو ++++                                   

 

تقديم :-  

 

يسرني أيها القاري العزيز أن أقدم لك عملا فريدا وإنتاجا فكريا وروحيا وثقافيا متميزا لشخصية مباركة وهو الأستاذ/باخوم فاخورى حنا كبير مفتشي آثار إسنا

وأرمنت بمحافظة قنا وقد درس علم الآثار الفرعونية بحب وشغف وتعمق فى فلسفتها المبنية على قيم أخلاقية عظيمة الشأن تركت بصماتها على التراث الانسانى كله منذ فجر التاريخ 0

والحقيقة أن شخصية الأستاذ/باخوم الروحية والكنسية ودراسته في علوم الكنيسة الأرثوذكسية التي تربى وترعرع فيها حتى صار من خدامها وأبنائها المباركين مع خلفيته الدراسية الجامعية أنتجت لنا هذا الكتاب العظيم الذي يبين لنا عمق الشخصية المصرية ذات الطبيعة المتدينة المؤمن بالإله الواحد وانه هو الخالق للكون كله المعطى الحياة للبشر بل ولكل الكائنات في الوجود وإِيمان المصري القديم منذ ألاف السنين بالقيامة والبعث والحياة بعد الموت وحساب اليوم الأخير في الدينونه والعقاب والثواب الأبدي بمعنى الحياة الأبدية في المفهوم المسيحي، حقا أنة أمر عجيب جدا للإنسان المصرى القديم لكل هذه المعرفة التي مازالت تحير عقول العلماء والفهماء من الباحثين والدارسين للحضارة المصرية 0

الآن أتركك أيها القارئ العزيز لتبحر مع الباحث القدير الأستاذ/باخوم فاخورى حنا في أعظم حضارة إِنسانية عرفها التاريخ البشرى وكيف قَبِلتْ المسيحية بترحاب وحرارة وفرح حتى صارت مصر كلها مسيحية في فترة قصيرة بل صارت قمة في تاريخها المسيحي الفريد سواء في عصر الاستشهاد أو في تاريخ الرهبنة الحافل بالقديسين العظماء أو في علماء اللاهوت الذين كان لهم الدور الرئيسي الفعال في ترسيخ الإيمان الأرثوذكسي السليم خلال المجامع المسكونية الثلاثة الأول 0

 

 

الرب يكافئ الأستاذ/ باخوم فاخورى حنا كبير مفتشي الآثار بمحافظة قنا على هذا العمل الضخم وهذا البحث المستنير حيث امتزج العلم بالروحانية في شخصه المبارك وليكن هذا العمل سبب بركة لكل قارئ وكل باحث ودارس بشفاعة العذراء أم النور ورئيس الملائكة ميخائيل وناظر الإله  مارمرقس الرسول كاروز الديار المصرية

وبصلوات أب الآباء صاحب الغبطة قداسة البابا شنودة الثالث 0

فصح يونان النبى

24 طوبة سنة 1723 ش     1- 2 -2..7 م                                                                                                

                                                                               الأنبا هِدرا خادم إِبيارشية أسوان

                                                                ودير الأنبا باخوميوس ——————————————————  

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

تقديم في رسالة للراحلة الفاضلة الأستاذة ايريس حبيب المصرى أستاذة تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بمعهد الدراسات القبطية بالقاهرة

تقديم في رسالة ــــ   الأستاذ/باخوم فاخورى

من الواضح أنك بحثت مراجع عديدة 68 مرجع وأفسحت المجال والتزمت تماما بالموضوع تميز بالاستقامة الشمولية إذ أن العنوان هو "المسيحية ومصر الفرعونية" ولقد احترم كليمندس الاسكندرى الديانات القديمة فقال عنها أنها كانت مشاعل أو مصابيح أو شموع أنارت طريق الإنسان فى تطلعه نحو الله ونحو ما هو وراء المادة ويكفى هنا القول بان موسى قد تهذب بحكمة المصريين وان قيل عن سليمان بأن الحكمة التي منحه الله إياها فاقت حكمة المصريين ولقد اشتهر المصريون بالحكمة، وفى اقتباسك أبرزت تقابل العهدين كلا منهما مع التعاليم المصرية فرب البشر جميعا قد أوحى لكل شعب بايمانة والإيمان المصرى سابق على عهدي موسى والأنبياء والإله محب البشر لم يُقَصِرْ وحيه على العبريين وحدهم بل اعلنة لكافة الشعوب كُلٍ بمقدار تفهمها الروحي وهذه المحبة الشاملة لكل الشعوب لم يؤمن بها العبريون إنما احتكروها لشعبهم فقط ولقد آن الأوان لأن ندرك أن المحبة اللانهائية التي هي أساس الخلق قد

شملت كل الناس في مختلف البلاد فمن اعلم المجوس بميلاد السيد المسيح؟! وهذا الواقع يجب علينا إبرازه في مصر الفرعونية بين الشعوب القديمة أنها الأعظم ولم يصل أي شعب إلى تسامى المسيحية هذا لأن المسيحية هي قمة الإنِسانية جمعاء أن حكماء المصريين نبهتهم النجوم عن دراسة دقيقة للأفلاك السماوية ولتحركاتها بل ان تحركاتها كانت لها المكانة الأولى في تكهناتها، أما المرنم فلم يكتب آياته نتيجة لدراسة فلكية بل كان يتغنى بمجد الله ان بني مصر كانوا الوحيدين بين كل الشعوب القديمة الذين عرفوا السنة الشمسية ورتبوا صلواتهم بمقتضاها، ويجب الإيقان بان العقائد الوثنية نشأة لأن الإنسان على وعى في اعماقة بوجود قوة علوية اوجدت المخلوقات كلها فالإنسان تلمس طريقهُ إلى الله منذ البداية وعلى الرغم من ان السيد المسيح جاء من نسل يهوذا فلقد أعلن انه ليكمل فمثلا موسى قال: عين بعين .. جاء رب موسى مُعلماان لا يُقاموا الشر بالشر .. فهو لم ينقض الناموس ولكنه ارتفع به إلى مستوى أعلى من التعامل الانسانى والحق انك قد جئت بهذه المعلومات بدقة ووعى فلا يعرفها إلا الساعون إلى الاستزادة من المعرفة باستمرار وهذه هي القاعدة الأساسية التي تسير عليها ان تستمر في هذا المجال بنفس الإمعان والشمولية لتقييم الموضوع بمزاياه المتعددة ويتلخص هذا العمل العظيم بان فيه نعمه خاصة من عند الله كما اكدت دراساتك كباحث وهذا يرجع إلى انك تلتزم الموضوعية ووفقا للكتاب المقدس وكان نفسك طويلا 0

ارجوا لك في كتاباتك دائما النجاح .. وشكرا،،

إيريس حبيب المصرى       

 

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

مقدمة وشكر:ــــــــ                           ان فكرة دراسات المسيحية ومصر الفرعونية قد بدأت نواتها أولا حينما ناقشتها مع الراحلة العظيمة الأستاذة ايريس حبيب المصرى إثناء دراستي للدراسات العليا بمعهد الدراسات القبطية بالأنبا رويس بالعباسية سنة1990 م وشجعتني سيادتها على البحث في تلك الموضوعات خاصة لارتباطها بدراستي الجامعية كتخصص في الآثار والحضارة المصرية القديمة الفرعونية فقررت السباحة في بحر علومها وجذبتني أمواجه ولم أصل بعد بما يثلج صدري بها فذلك يحتاج إلى المزيد من الدراسات والتي تتسم بأنها شيقة جدا ورائعة وممتعة . وقد انتهيت من إعداد بحث " المسيحية ومصر الفرعونية" وراجعته المرحومة العالمة الأستاذة/ إيريس حبيب المصرى وكانت تناقشني في مادته أحيانا بمعهد الدراسات القبطية وأحيانا أخرى تستقبلني بفيلتها بمصر الجديدة وكانت أستاذة جليلة فاضلة كريمة وقدمت للبحث في سنة 1992 ولكن لم يسعدني الحظ لمراجعتها لابحاثى الأخرى منها بني "إسرائيل ومصر الفرعونية" نيح الله نفسها في فردوس النعيم 0 وقد قسمتُ بحث المسيحية ومصر الفرعونية إلى جزئيين لتخفيض تكلفة طباعته ولما أردت ان يكون البحث مراجعا كنسيا سلمت نسخة منه إلى احد الآباء الأساقفة ولكن لم تساعده ظروفه الرعوية على متابعة الموضوع رغم إعجاب نيا فته بالبحث ثم شجعني مثلث الرحمات نيافة الحبر الجليل /الأنبا غريغوريوس على هذا البحث بعد مناقشة مع نيافتة على مدى ساعتين ولكن لم تسمح الظروف الخاصة بى لتسليم نيافتة نسخة مطبوعة وتُرِكَ البحث حبيس الأدراج بمكتبي وتوالت علية السنون حتى تقابلت مع نيافة الحبر الجليل / الأنبا هدرا مطران أسوان ورئيس دير الأنبا باخوميوس بادفو وبقلبه الطيب الحنون قَبِلّ الاطلاع على الموضوع ودراسته فى جزئياته الكنسية الأرثوذكسية رغم مشاغل نيافتة الروحية والرعوية إلا اننى تباركت بالجلوس مع نيافتة لدراسة البحث وأشار نيافتة بالتصحيح بأسلوب ادبى جم اخجلنى بتواضعه العجيب الذى لم أر مثيله في هذا الوضع مع شخصية عظيمة وقد توج ذلك بمباركة نيافتة لى بمنحى تقديم رائع جدا البسنى ثناء أكثر مما استحق واشكر لنيافته تعب محبته العظيمة كما اشكر جناب القمص بولس عبد المسيح أستاذ القانون الكنسي بالكلية الالكليريكية وعضو المجلس الاكليريكى العام على تعب محبته وتوجيهاته بشأن الكتاب. وقد ساندتني زوجتي في إحياء هذا العمل واخراجه للنور بالتشجيع الدائم وهناك شكر واجب لآخرين بالكتاب المطبوع +++ وليكن هذا العمل لمجد اسم الله القدوس .          المؤلف                             

 

تمهيد……                 

 

ان كتاب المسيحية ومصر الفرعونية هو كتاب يدرس ويبحث في علوم شتى في المسيحية ولها ظل خيرات عتيدة في الحضارة المصرية القديمة الفرعونية وهى دراسة شاقة و شيقة تتطلب الدقة في البحث و التوخي في النتائج فأن الحضارة الفرعونية لم تصل إطلاقا للحقائق المطلقة لأنها نتيجة عوامل بشرية وضمير فطرى متقدم… وفى هذا الجزء الأول من الكتاب يبدأ ببحث أسم مصر و من أين أتى؟وكيف تطور؟ ومعانيه في لغات مختلفة ووروده بالكتاب المقدس و الشهادة الصادقة لحكمة المصريين وهى مصر الأممية وكثيراً كانت ألملجأ الآمن لليهود وتوجت بأن يكون هو القطر الوحيد المختار من قِبَلْ الرب لزيارته إليه بالجسد خارج مسقط رأسه وإنفراد مصر بأن يكون بها مذبحا للرب خارج إسرائيل ثم نتعرف على علاقة رمزية حميمة بين اللغة الهيروغليفية والمسيحية مثل الصليب في الهيروغليفية"عنخ ونفر "  كما ان هناك علاقة تعارف بين الهرم وقصة ميلاد و فداء السيد المسيح له المجد مذهلة وعجيبة ونجد أيضا لقب أبن الإنسان الذى هو أحد ألقاب الرب يسوع الفريدة و المقرونة به كان تطلع إليه الكاهن الفرعوني نِفِرْ-رِهو ثم نستعرض  صفات الله الحقيقية الواردة في المسيحية التي تطلع إلى بعض منها المصرى القديم ثم نتطرق إلى روائع وسمو  حقيقة اللاهوت المسيحي من ناحية التفصيل وليس الفصل في عقيدة الثالوث القدوس وشرح إثبات لاهوت السيد المسيح في 12 نقطة بإسهاب ثم نتطرق إلى كيفية نشأة الديانة المصرية القديمة وحقيقة الثالوث الوثني الفرعوني انه ليس ثالوثا فقط بل مجموعة ثالوثات  وشرحنا الخلط الخطير والخطأ الكبير الذى يربط بين بعض المفاهيم اللاهوتية المسيحية ومصر الفرعونية في مسألة الثالوث وتكوينات اللاهوت والفروق الجوهرية بينهما.

ثم شرحنا رفعة تعاليم مصر الفرعونية في اللاهوت الخاص بها ومدى أبعاد الوحدانية قبل اخناتون وفى عصر اخناتون حتى أفردنا فصلا لشرح نشيد  اخناتون وأيضا مزمور داود النبى نصاً وشرحاً و الرد على زعم ان داود النبى اقتبس من اخناتون مزموره في عشرة نقاط ومنها الرد على العالم الآثرى برستد وآخرين. ثم ننتقل إلى أهم أحداث الخليقة منذ ان خلق الله الإنسان وحقائق ذلك كما وردت بالوحي الألهى بالكتاب المقدس ومعرفة المصرى القديم بتلك الحقائق ممتزجة بتصوره كما يفهما ويتقبلها المصرى القديم مثل عملية الخلق والفردوس وشجرة الحياة وحارس الجنة والتدبير الألهى بالوعد بالخلاص  ثم استطردنا للقصة  الفرعونية العجيبة وهى أسطورية قصة الخلاص ونجاة البشر والخلاص بالدم ثم أخذنا نتجول بين الفضائل المشتركة بين المسيحية ومصر الفرعونية ولكثرتها انتقيت أجمل الفضائل وأعجبها حتى محبة الأعداء. ثم تطرقنا إلى العقائد والطقوس ما بين المسيحية ومصر الفرعونية وبدأنا بالمعمودية والتغطيس الفرعوني وما يشابه ذلك في اليهودية ثم تطرقنا إلى الزيت المقدس المسيحي والزيت الفرعوني وأيضا في اليهودية أنواعه وأصوله واستخداماته ثم تطرقنا إلى الزواج المسيحي والفرعوني واليهودي من حيث  شروطه واهدافة وسماته وبالتالي أيضا تعرضنا لموضوع الطلاق وشروطه والتشابه العجيب بينهما ثم شرحنا الكهنوت المسيحي والفرعوني واليهودي من حيث شروطه ونواله ورتبه وطقوسه ثم في الفصل الخامس وهو الجزء الأخير لهذا الكتاب )الجزء الأول(هو خاص بالختان ومنه نعرف موقف المسيحية من الختان وكيف كان في مصر الفرعونية وفى اليهودية؟ ورأى الطب في ذلك والختان للذكور دون الإناث ورمزيته ونجد ان القديس مار مرقس الانجيلى يُعتبر رسول الختان و الغُرله. وكل ذلك على أن نلتقي في الجزء الثاني من كتاب المسيحية ومصر الفرعونية الذى يشمل استكمال لهذا العمل في عدة أبواب وفيها الطقوس المسيحية ومصر الفرعونية وتقدم مصر الفرعونية على العالم  و كشف أسرار حقيقة كيفية معرفة المصرى القديم بالحقائق وكيف توصل إليها بالحجة والدليل العلمي والبرهان؟ كما يشمل أيضاً ملحق صور رائعة وأرجوا أن يلقى هذا العمل رضا القارئ العزيز وليكن هذا العمل لمجد اسم الله القدوس .

                                            

                                               المؤلف