الأحد الأول من توت

دعوة لتحديد موقفنا من الله

الأب بولس جرس

تطالعنا قراءات اليوم وهو الأحد الأول من السنة الطقسية القبطية، بدعوة صريحة لتحديد موقفنا من الله، هل نقرر المسير معه مع بداية هذا العام؟ أم سنتخلف عن الموكب ونؤجل ؟ الموضوع عاجل والقرار يجب ان يكون حاسما، يذكرنا بموقف النبي إيليا من الشعب ايام آحاب الملك" غلى متى تعرجون على الجانبين؟ إن كان البعل هو الله فاتبعوه، وإن كان الرب هو الإله فاعبدوه" (ملوك الأول 18: 21).

البولس: من رسالة القديس بولس الرسول إلى تلميذه تيموثاوس الفصل أل 12: 1-91                                              

اشكر الله الذي أعدني أمينا فنصبني للخدمة…كنت مجدافا ومضطهدا وشتمانا،  فعلت هذا عن جهل….تزايدت بنعمة ربنا بكثرة مع الإيمان والمحبة… ُرحمت ليظهر يسـوع المسيح في أولاً كل أناته: يذكر القديس بولس تلميذه الحبيب باهمية تحديد موقفه من اتباع الرب يسوع بالصبر والإيمان وتحمل الالآم كجندي صالح هدف حياته إرضاء من جنده… ويقدم بولس نفسه نموذجا للتغير الجذري العميق فقد تحول من مجدف مضطهد لمبشر يقاسي العذاب والسلاسل بفرح في سبيل الرب يسوع الذي رحمه ودعاه إليه فتغييرت حياته تغييراً كاملاً.

الكاثوليكون: يعقوب 1: 22 – 27

كونوا عاملين لا سامعين فقط…أما الديانة الظاهرة والمقبولة عن الله فهي إفتقاد اليتامي والأرامل في ضيقتهم وصيانة النفس بلا دنس…: يعلمنا يعقوب الرسول انه لا يجب ان نكتفي بسماع الكلمة فقط بل يجب ان نفعّلها في حياتنا لتحدث التغيير المطلوب، فتتحول حياتنا من إيمان لفظي سمعي شفوي فقط غلى إيمان حقيقي حياتي فعال في حياتنا وحياة مجتمعنا والآخرين.

أعمال الرسل 13: 25 – 33

إليكم أرسلت كلمة الله للخلاصنحن نبشركم بأن الوعد للأباء قد تم للأبناء… يوحنا: لست أنا إياه …. يأتي بعدي من لا أستحق …: يتحدث بولس وبرنابا في مجمع اليهود بأنطاكية عن تاريخ الخلاص موضحين انن مبني على " الموقف من الله" فابراهيم واسحق ويعقوب ويوسف وموسى وداود وشعب العهد القديم… جميعهم تغيرت حياتهم جذريا بعد اللقاء مع الله الذي أبرم معهم عهوداً ابدية غيرت مسيرة حياتهم وغيرت تاريخ البشرية.

المزمـور 30 :23،19

ما أعظم صلاحك الذي ادخرته لمتقيك … أحبوا الرب يا قديسيه: يؤكد المرنّم في المزمور على هذا التغيير الجذري الذي تم في حياة كل من آمن بالرب وتبعه واتقاه، فالله ينصر الأمناء ويخذل  المتكبرين، لذا يطلب داود من المؤمنين "ان يتشجعوا ويقووا قلوبهم" (24)

الإنجيل من لوقا 7: 28 – 35

ليس في مواليد النساء أعظم من يوحنا: ولما انصرف رسولا يوحنا تحدث يسوع  للجموع عن يوحنا، فقال: " ماذا خرجتم إلى البرية تنظرون؟ يقدم الرب يسوع عن يوحنا شهادة لم ينطقها إنسان عن إنسان ولم ينلها بشر من الرب… وتكمن عظمة هذا الرجل في تواضعه وطهارة قلبه وصدقه وبره ونسكه وتجرده…يسمع الجمع هذه الشهادة العظيمة من هذا المعلم العظيم عن ذلك النبي العظيم  فينقسمون إلى موقفين أساسيين يوضح كل منهما الموقف من الله:

موقف الكتبة والفريسـيين وعلماء الناموس وكهنة الهيكل:

حكماء المجتمع وعلماءه وقادته الروحيون ، حكماء بحكمة العالم تنقصهم حكمة الله لذلك اضطهدوا يوحنا والأنبياء ويسوع وكانوا خير العارفين بتعاليم الكتاب ومعلمين بها، لكنهم طبقوها بالحرف لا بالقلب ( هذا الشعب يكرمني بشفتيه أما قلبه فبعيد عني ) وهكذا احتقروا مشيئة الله ولم يقبلوا غلى معمودية التوبة وتغيير الحياة مع يوحنا فهم يجدون في كل نبي يخالفهم علة لقتله والقضاء عليه ، جاءهم يوحنا لا يأكل ولا يشرب قالوا به شيطان ، جاءهم يسوع يعيش كواحد منهم فقالوا هذا رجل أكول شريب خمر..

موقف أبناء المكلوت:

لما سمع جميع الشعب والعشارون مجدوا الله واعتمدوا بمعمودية يوحنا: هم في بحث عن الله لا يعرفون الطريق وعندما يسمعون يسوع  نراهم يغييرون حياتهم جذرياً فيتوبون ويعتمدون ويمجدون الله إنهم "يسمعون ويعملون".

أمام هذين الموقفين يقدم يسوع مثل الصبيان يلهون في السوق ويقولون لرفاقهم: زمرنا لكم فلم ترقصوا ، نحنا لكم فلم تبكوا.معبراً عن موقف الفريسييين ورفاقهم الرافض لنداء الله بجميع صوره وأشكاله وأنواعه، يرفضون يوحنا بتجرده ويسوع ببساطة حياته

قراءات هذا الأحد دعوة لنا أن نحدد موقفنا في بداية هذه السنة الطقسية، إنه يردنا له كليةً:

v   فكلمة الله وجهت إلي بولس فتاب وصار أعظم رسول.

v   وكلمة الله في رسالة يعقوب يجب العمل بها لا سماعها فقط.

v   والكلمة في سفر الأعمال  ليست أقوالا نرددها بل أعمالا نحققها ونحيا بها.

v   وأخيراً في إنجيل اليوم  طوبى لمن يقبل الكلمة ويسمعها ويعمل بها فهو سيكون أعظم حتى من يوحنا، اعظم مواليد النساء.

إلينا أرسلت كلمة الله فكيف نقبلها؟ تعالوا نحدد اليوم موقفنا من الله، تعالوا نحن ايضا نحيى معه ونعطي للرب مجداً بحياتنا اليومية.