توني بلير: للدين دور رئيسي في المجتمع

روما، الأربعاء 16 سبتمبر 2009 (Zenit.org)

 "يؤدي الدين دوراً رئيسياً ومميزاً في المجتمع ولنموه"، حسبما أعلن رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير، في الحديث المطول الذي أجرته معه لوسيرفاتوري رومانو في 15 سبتمبر.

فيما ذكر الرسالة العامة "المحبة في الحقيقة" التي يشرح فيها بندكتس السادس عشر أن "الديانة المسيحية والديانات الأخرى لا تتمكن من الإسهام في التنمية إلا إذا كان الله موجوداً في المجال العام المتعلق بالأبعاد الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية"، رحب توني بلير بهذا "النص المتألق الذي لا بد من قراءته مراراً وتكراراً" والذي يؤيده "تماماً".

إن صح أن "كثيرين يريدون وضع الديانة خارج النطاق العام"، حسبما أوضح بلير الذي "يرى حق الإيمان في الدخول إلى هذا المجال وإظهار ذاته"، "فيجب ألا تصمت"، مضيفاً أنه يجب على صوت الإيمان ألا يغيب عن النقاش العام.

واعتبر توني بلير أنه "من المهم أن يظهر الجانب الديني" في عالم السياسة: "فليس من قبيل الصدفة أن يكتب البابا أن الإنسانية من دون الله تكون غير إنسانية".

في هذا الحديث مع الصحيفة الفاتيكانية، تحدث توني بلير الذي نشأ في الكنيسة الأنغليكانية عن اهتدائه إلى الكثلكة. ففي الواقع أنه استقبل في الكنيسة الكاثوليكية في 21 ديسمبر الأخير خلال احتفال في أبرشية ويستمينستر الكاثوليكية، في قداس أقيم في الكابيلا الموجودة في مقر الكاردينال كورماك مورفي أوكونور.

وأوضح توني بلير للوسيرفاتوري رومانو: "انطلقت رحلتي الروحية عندما بدأت الذهاب إلى القداس برفقة زوجتي. بعدها، عندما قررنا تعميد أولادنا في الكنيسة الكاثوليكية، سلكنا درباً استمرت أكثر من 25 سنة"، مضيفاً "مع الوقت، شعرت على الصعيد النفسي والفكري والعقلي أن الديانة الكاثوليكية كانت مسكناً جيداً لي".

كذلك لفت توني بلير إلى "ذكرى عميقة، فترة أثرت به كثيراً وهي مشاركته سنة 2003 مع عائلته في قداس احتفل به يوحنا بولس الثاني في الكابيلا الخاصة به. هذه المرحلة "رسخت قراري"، على حد قوله.

كما تحدث توني بلير في 27 أغسطس الأخير عن اهتدائه خلال مداخلة في لقاء الألفة بين الشعوب في ريميني.

وقال: "كل ذلك بفضل زوجتي. بدأت أذهب إلى القداس معها. أحببنا المشاركة معاً في القداس، تارة في كنيسة أنغليكانية وطوراً في كنيسة كاثوليكية".

أضاف: "شيئاً فشيئاً، بدأت أشعر أن الكنيسة الكاثوليكية مسكني. وذلك ليس فقط بسبب عقيدتها وتعاليمها، وإنما بسبب طبيعتها الجامعة". واعتبر رجل السياسة الإنكليزي أن "المجتمع المتناغم يقوم عندما يفسح مجالاً للإيمان".