البطريرك طوال: سياسية التمييز الإسرائيلية تهدد المسلمين والمسيحيين على حد سواء

ويصرح بأن مستقبل المسيحيين في القدس في مهبّ الريح

بقلم روبير شعيب

كونيغشتاين، الأحد 20 سبتمبر 2009 (Zenit.org). – نبه بطريرك اللاتين في القدس، فؤاد طوال، إلى الخطر الذي يواجهه مستقبل الكنيسة في القدس، وطالب المسيحيين في كل العالم إلى بذل جهود حثيثة من أجل مساعدة المؤمنين في الأراضي التي عاش فيها يسوع.

خلال خطاب تلاه الأسبوع الماضي في كاتدرائية ويستمينستر في لندن، لفت البطريرك إلى نسبة الهجرة العالية التي أدت إلى انخفاض جذري في عدد المسيحيين في فلسطين وإسرائيل.

ورجح طوال في تصريح إلى منظمة "عون الكنيسة المتألمة" أن يستمر انخفاض عدد المسيحيين في الأراضي المقدسة ليصل إلى نحو 5000 نسمة فقط في عام 2016.

وشرح أن عدد المسيحيين انخفض في ظرف 60 سنة من 10 % إلى أقل من 2 %.

تمييز واضطهاد

هذا واعترف البطريرك أن زيارة البابا بندكتس السادس عشر لم تحمل ثمارًا إيجابية من ناحية المعاملة التي يلقاها المسيحيون في إسرائيل، مستنكرًا "التمييز المستمر في إسرائيل" الذي يهدد المسيحيين والمسلمين على حد سواء".

وأشار إلى العوائق الكثيرة التي أقامتها إسرائيل أمام التنقل والاستهتار بالحاجات الأولية مثل السكن، وانتهاك حقوق الإقامة، موضحًا أن كل هذه الأمور كلها تضع المسيحيين في حالة ضياع.

ودان البطريرك بشدة السور الذي بنته إسرائيل حول الضفة الغربية، مشيرًا إلى الضرر الفادح الذي ينتج حاليًا عن هذا السجن في الهواء الطلق.

وصرح: "نحن بصدد جيل جديد من المسيحيين، لا يستطيع أن يزور الأماكن المقدسة التابعة لإيماننا رغم أنها قائمة على مسافة القليل من الكيلومترات".

وفي هذا الإطار، وجه طوال نداءً إلى جميع المسيحيين في الغرب: "نعتمد على عاطفتكم وعلى دعمكم. فمن دونكم، أي مستقبل سيبقى لنا؟".

وقدم خمسة مفاتيح لحل المسألة: الصلاة، الحج، الضغط، المشاريع، والسلام.

وبالحديث عن المفتاح الأخير قال: "إذا لم نتمكن في 61 سنة من التوصل إلى السلام، فهذا يعني أن الوسائل التي استخدمناها كانت خاطئة".

واعتبر أن السياسيين على ما يبدو لا يهتمون الآن بالسلام أو بالحرب، ويفضلون أن يتأقلموا مع الصراع بدل أن يجدوا حلاً له.

واستنكر أيضًا الحالة التي يعيشها قطاع غزة بعد الحرب مع إسرائيل، لافتًا إلى الحالة الإنسانية المأساوية التي يعيشها الفلسطينيون هناك.

وفي الختام عبر طوال عن تفاؤله نظرًا إلى "تغيير اللهجة الذي تبناه الرئيس الأميركي باراك أوباما"، معتبرًا أن الرئيس الحالي يعي أكثر من سابقيه الأخطاء التي ارتكبتها الإدارة الأميركية في سياستها في المنطقة.