كلمة سيادة المونسنيور فرنسوا عيد

أسقف القاهرة للطقس الماروني خلال السينودس

الفاتيكان، الجمعة  9 أكتوبر 2009 (Zenit.org)

.ننشر في ما يلي الكلمة التي ألقاها سيادة المونسنيور فرنسوا عيد، أسقف القاهرة للطقس الماروني خلال مداخلته في السينودس

 في هذه المداخلة، أتحدث باسمي مشيراً إلى الأرقام 102، 126 و128 التي تتحدث عن العلاقات مع الديانات الأخرى، وأشدد على الانطلاق من الحوار بين الثقافات إلى ثقافة الحوار، وتنشئة كهنة جدد في إفريقيا.

قال مفكر آسيوي: "لا نحتاج إلى معرفة الآخر فحسب، وإنما أيضاً إلى الآخر لمعرفة أنفسنا على نحو أفضل". من هنا يمكننا الإشارة إلى أن مسألة الحوار تُطرح كالإشكالية الثقافية والروحية "بامتياز" نظراً إلى تعقيدها "على صعيد فهم أنفسنا أكثر منه في موقفنا تجاه الآخرين".

يعلمنا التاريخ أن مصدر الديناميكية المجددة للهويات الثقافية يكمن في انفتاحها الشامل الواسع الذي تغرفه لقبول الاختلافات وخلق تأثير متبادل وخصيب، وأن العزلة الثقافية تؤدي إلى فقدان الهوية.

إن مقياس صحة ثقافية جيدة لدى شعب أو جماعة يكمن في محورية الآخر في المجتمع. وهذا يفسر محورية محبة الغير في المسيحية التي تحول الكنيسة إلى جماعة من الشمامسة في خدمة الإنسان.

وقد ورد في إحدى رسائل بطاركة الشرق الكاثوليك أن "وجود الآخرين في حياتنا يمثل صوت الله وأن علاقتنا معهم تعتبر عنصراً أساسياً في هويتنا الروحية. لذلك، لا بد لنا من الانطلاق من التعايش نحو شركة أخوية ومسؤولة.

1.    أعتقد أن تنشئة كهنة جدد في إفريقيا على الانتماء الواحد إلى ربنا يسوع، المعلم والقدوة، يمثل الخيار الأوحد لتحويل هؤلاء الكهنة إلى أدوات سلام ومصالحة. وبالتالي، يجب ألا يتم اعتبار رسالتهم كمجال لتنافس المصالح الشخصية، العائلية أو القبلية، وإنما كمجال للتلاقي بين الإخوة الذين أحبهم الرب ودعاهم ليبنوا معاً في المحبة ملكوت السلام والعدالة.

2.    من هنا، أرى حاجة ملحة إلى تنشئة كهنوتية أفضل تضع فكرة الانتقال من الحوار بين الثقافات إلى ثقافة الحوار ضمن أولوياتها. هذه المهمة ستجعل من الكهنة الأفارقة الجدد رسل إنجيل السلام لإفريقيا جديدة حيث يحث التضامن الروحي والإنساني كل فرد على حمل مصاعب الآخر ومعاناته وآماله وتحدياته، هذا الآخر الذي هو أخونا أمام الله. فننتقل:

من التهميش إلى الترحيب، من النبذ إلى القبول، من الخصومة إلى الأخوة.