الدعوة والتبشير لا يعنيان التهجم على الحضارات او الثقافات الأخرى

الأب سمير خليل اليسوعي

ويدعو الى العمل في سبيل افريقيا حرة، منفتحة ونامية، قادرة على الدفاع عن مواردها

روما، الاثنين 19 أكتوبر 2009 (Zenit.org). – "افريقيا قارة فيها مشاكل حياتية، اقتصادية، سياسية؛ مشاكل حروب عديدة ونزاعات داخلية، لذلك يهتم المجمع كثيراً بكل ما يخص الانسان والجماعات وبالتالي بالعلاقات بين افريقيا والبلاد المتقدمة، افريقيا والمستعمرين السياسيين والاقتصاديين، ويهتم أيضاً بالمشاكل الداخلية، كالديكتاتورية وحقوق الانسان ووضع المرأة." هذا ما قاله الأب سمير خليل، الكاهن اليسوعي، ﻣﺪﻳﺮ ﻣﺮﻛﺰ ﺍﻟﺘﺮﺍﺙ العربي المسيحي ﻟﻠﺘﻮﺛﻴﻖ ﻭﺍﻟﺒﺤﺚ ﻭﺍﻟﻨﺸﺮ، ﻭﺃﺳﺘﺎﺫ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴّﺔ المسيحة في جامعة القديس يوسف في بيروت، في مقابلة مع إذاعة الفاتيكان، على هامش أعمال الجمعية الثانية لسينودس الأساقفة من أجل افريقيا.

وتحدث الأب اليسوعي عن العلاقة بين المسيحيين والمسلمين في القارة الافريقية موضحاً أن هناك "نزاع بين المسيحية والاسلام حول المنتمين الى الديانات الافريقية والتقليدية وكأن كل واحد من الاثنين يحاول أن يجذب اليه الكتلة الثالثة، وبالتالي فإن العلاقات بين الديانتين علاقات قد تكون اصتدامات…" وحيال هذا الأمر – قال خليل – لا بد من أن "نأخذ موقفاً واضحاً، موقفاً اخوياً وفي نفس الوقت موقفاً واضيحاً للرد على الاتهامات الباطلة، وتوضيح الايمان المسيحي والكاثوليكي لغير المسيحي"… "وفي نفس الوقت – تابع يقول – من الضروري ان نوضح معنى الدعوة أو البشارة، فالبشارة ليست التهجم على الحضارات أو الثقافات الأخرى وإنما هي الإتيان ببشرى الإنجيل والمسيح، بشرى تحرير الانسان من القيود التقليدية، من حب الذات، من العنف، تحرير كامل باطني للشخص والمجتمع."

وقال الأب سمير خليل إنه "من حق المسلم ان يدعو ومن حق المسيحي أن يبشر، ولكن المشكلة تكمن الذي يُطرح يتعلق بأساليب الدعوى الاسلامية وأساليب البشرى المسيحية".

وتطرق الأب خليل في المقابلة الى العلاقات بين مصر وبلدان شمال افريقيا وافريقيا السوداء مشيراً الى أن مصر وبلدان شمال افريقيا يختلفون في نقاط عديدة عن افريقيا السوداء. المسيحية في هذه قديمة عتيقة، أصيلة ورسولية. العلاقات مع الاسلام هي منذ نشأة الاسلام، منذ القرن السابع. أما في افريقيا الصحراوية وما تحت الصحراوية، فالاسلام حديث الى حد كبير، والمسيحية قد تكون أقدم وغالباً احدث، ولذلك فالمشاكل مختلفة".

وقال الأب اليسوعي إن "القارة السوداء مرتبطة الى حد كبير بمرحلة الاستعمار وقد تحررت منه، ولكنها لم تتحرر عن العلاقة مع الاسلام العربي الذي استعمر افريقيا قرونا قبل الاستعمار الغربي، والمسلمون عادة لا يذكرون هذه المرحلة وهي أساسية في تاريخ افريقيا، وقد وصلت الى استعباد أكثر بكثير مما وصل إليه الغرب في استعباده للافارقة". هذه كلها حقائق تاريخية لا بد من التحرر منها ولكن يجب أن نعترف ونصرح بها أولاً كي نتحرر منها" على حدّ قوله.

في الختام شدد خليل على أهمية "العمل معاً"  من أجل افريقيا "حرة، منفتحة، نامية، تهتم بمواردها الطبيعية المشتركة وتدافع عن اقتصادها تجاه الشركات المستعمرة التي تنتفع أكثر من الشعب الافريقي من انتاجات افريقيا."