السينودس الخاص بإفريقيا: قائمة المقترحات النهائية

 

التي ستخدم بندكتس السادس عشر في صوغ الإرشاد الرسولي ما بعد السينودس

روما، الخميس 29 أكتوبر 2009 (Zenit.org)

ننشر في ما يلي الأعداد 1 الى 6 من قائمة المقترحات الصادرة عن الجمعية الثانية الخاصة بإفريقيا في سينودس الأساقفة والتي نشرتها الأمانة العامة للسينودس. إنها نسخة مؤقتة غير رسمية.

استمرت أعمال هذه الجمعية الثانية في الفاتيكان من 4 ولغاية 25 أكتوبر تحت شعار "الكنيسة في إفريقيا في خدمة المصالحة والعدالة والسلام: أنتم ملح الأرض… أنتم نور العالم" (مت 5: 13، 14).

مقدمة

المقترح الأول

التوثيق المقدم للحبر الأعظم

يقدم آباء السينودس للحبر الأعظم المستندات الخاصة بالسينودس حول "الكنيسة في إفريقيا في خدمة المصالحة والعدالة والسلام. أنتم ملح الأرض… أنتم نور العالم" (مت 5: 13، 14)، أي "النقاط الأولية"، "أداة العمل"، التقارير ما قبل المداخلات وما بعدها، نصوص المداخلات الشفهية والخطية، وتقارير التشاورات ضمن المجموعات. إضافة إلى ذلك، يقدم الآباء مقترحات واقعية يعتبرونها ذات أهمية كبيرة.

بكل تواضع يطلب الآباء من الأب الأقدس اتخاذ قرار حول ملاءمة نشر وثيقة حول الكنيسة في إفريقيا في خدمة المصالحة والعدالة والسلام.

1 – الكنيسة في السينودس

المقترح الثاني

سينودس العنصرة الجديدة

إن كانت الجمعية الأولى الخاصة بإفريقيا في سينودس الأساقفة قد سميت بـ "سينودس القيامة والرجاء" (الكنيسة في إفريقيا)، فإن الآباء السينودسيين بالاشتراك مع الأب الأقدس بندكتس السادس عشر يرون في هذه الجمعية الثانية "العنصرة الجديدة".

يرفعون الشكر لله ويشكرون الأب الأقدس على المبادرة السارة المتمثلة في الدعوة إلى هذا السينودس.

لقد سر آباء السينودس عندما تأكد لهم الطابع الجامع لهذه الجمعية من خلال حضور الأب الأقدس ومعاونيه وممثلين عن الكنيسة القائمة في القارات الأخرى.

يصلون من أجل أن يتمكن روح العنصرة من تجديد التزاماتنا الرسولية في سبيل سيادة المصالحة والعدالة والسلام في إفريقيا وباقي أنحاء العالم، من غير السماح بتخبطنا في المشاكل الهائلة التي تثقل كاهل إفريقيا، فنصبح "ملح الأرض" و"نور العالم".

فليكن فعل الشركة الكنسية والمسؤولية الجماعية إلهاماً للبنى الأخرى المتعاونة في الكنيسة عائلة الله.

المقترح الثالث

الشركة الكنسية

تشكل الكنيسة بطبيعتها شركة تولد تضامناً رعوياً أساسياً. ويعتبر الأساقفة بالاشتراك مع أسقف روما الرعاة الأوائل للشركة والتعاون في رسالة الكنيسة التي يشارك فيها الكهنة والشمامسة والمكرسين والمؤمنين العلمانيين. هذه الشركة الكنسية تتجلى بخاصة في التجمع الفعال والمؤثر للأساقفة في مناطق خدمتهم الكنسية على الصعيد الوطني والإقليمي والقاري والدولي.

وبالتالي، يوصي السينودس بأن يعمل الأساقفة والكهنة والشمامسة والرهبان والعلمانيين على تعزيز تعاونهم على الصعيد الأبرشي والوطني والقاري والعالمي. كذلك يشجع على تعاون أكبر بين مؤتمر المجالس الأسقفية في إفريقيا ومدغشقر واتحاد مجالس الرؤساء العامين في إفريقيا ومدغشقر.

هكذا تصبح الكنيسة أكثر فعالية كرمز وراعية للمصالحة والعدالة والسلام.

المقترح الرابع

الشركة الكنسية على الصعيد الإقليمي والقاري

يقدم آباء السينودس الشكر لله على العمل الذي أنجزه مؤتمر المجالس الأسقفية في إفريقيا ومدغشقر، السلطة الأولى التي حققت الشركة الكنسية على الصعيد القاري، خلال السنوات الأربعين الماضية على وجودها (1969 – 2009).

يتمنون أن تقوم المجالس الأسقفية الإقليمية والوطنية وجمعية الطبقة الكاثوليكية في مصر بتجديد التزامها مع مؤتمر المجالس الأسقفية في إفريقيا ومدغشقر بروح العنصرة في سبيل تعزيز خدمة رعوية تحمل ثماراً كبيرة في إفريقيا، بالاستناد بخاصة إلى المصالحة والعدالة والسلام.

كما يشجعون أساقفة إفريقيا على إعادة تنشيط بنى الشركة الكنسية القائمة منها بخاصة اتحاد مجالس الرؤساء العامين في إفريقيا ومدغشقر وتعزيز غيرها مثل:

–        مجلس قاري للإكليروس؛

–        مجلس قاري للعلمانيين؛

–        ومجلس قاري للنساء الكاثوليكيات

ويطلبون من مؤتمر المجالس الأسقفية في إفريقيا ومدغشقر إعداد المسارات والسبل الممكنة لضمان تعاون مثمر وسط البنى المذكورة.

2 – شعار السينودس

أ‌)     المصالحة

المقترح الخامس

سر المصالحة

إن نعمة الله هي التي تعطينا قلباً جديداً وتصالحنا معه ومع الآخرين. إن العنصر الضروري في "المصالحة" هو سر المصالحة. لا بد من الاحتفال به بحسب المعايير الكنسية وبروح الإرشاد الرسولي الصادر بعد السينودس "المصالحة والتوبة". والمقصود هنا إعادة إيلاء الأهمية لاحتفال سر المصالحة في بعده المزدوج، الفردي والجماعي.

إن المصالحة على الصعيد الاجتماعي تسهم في السلام. بعد الصراع، تعيد المصالحة وحدة القلوب والحياة الجماعية. بفضل المصالحة، تمكنت أمم من استعادة السلام بعد سنوات طويلة من الحرب، وتمكن مواطنون دمرتهم الحرب الأهلية من إعادة بناء الوحدة؛ وأفراد أو جماعات تبحث عن المغفرة أو تمنحها من التخلص من الذكريات البغيضة، وتوصلت عائلات مشرذمة إلى استعادة العيش في وئام. إن المصالحة تتغلب على الأزمات وتعيد الكرامة للناس وتفتح المجال أمام التنمية والسلام المستدام بين الشعوب على كافة المستويات.

الآن يوجه آباء السينودس دعوة مؤثرة إلى جميع المتقاتلين في إفريقيا الذين يسببون معاناة كبيرة لشعوبهم: "أوقفوا الأعمال العدائية وتصالحوا!".

ويطلبون من جميع المواطنين الأفارقة وحكوماتهم الاعتراف بأخوتهم وتعزيز مختلف المبادرات التي تشجع المصالحة وترسخها بشكل دائم على كافة مستويات المجتمع.

كذلك يوجهون دعوة إلى الأسرة الدولية إلى تقديم الدعم لمكافحة كافة المناورات التي تقوض استقرار القارة الإفريقية وتسبب الصراعات فيها.

هذا ويقترحون أن تحتفل البلدان الإفريقية سنوياً بيوم المصالحة.

المقترح السادس

الشكل غير الأسراري للاحتفال بالمصالحة

فليتم تعزيز الشكل غير الأسراري للاحتفال بالتوبة بحيث يعكس الطابع الكنسي للتوبة والمصالحة. هذا ما يساعد الجماعات النائية التي لا يوجد كاهن وسطها على عيش توبة ومصالحة حقيقيتين. كما سيسمح للمسيحيين الذين تحرمهم أوضاعهم الخاصة من الأسرار بالانضمام إلى عملية التوبة الخاصة بالكنيسة. وفي بداية بعض الأزمنة الليتورجية كالمجيء والصوم الكبير، يمكن لهذا الشكل أن يخدم الجماعات التي تتمتع بوجود كاهن في وسطها، فيكون مرحلة نحو تناول السر بطريقة أكثر فائدة (المصالحة والتوبة، رقم 37).

 

المقترح السابع

انثقاف سر المصالحة

هناك عدد كبير من المسيحيين في إفريقيا الذين يأخذون موقفاً مبهماً إزاء منح المصالحة. في حين أنهم يدققون في موضوع الشعائر التقليدية للمصالحة، لا يولون أهمية كبيرة لسر التوبة.

لذا يتضح أنه من الضروري إجراء دراسة حول الاحتفالات الإفريقية التقليدية بالمصالحة كالنقاش الذي تقوم فيه مجموعة من الحكماء بالتحكيم في النزاعات) والتحكيم في الخلافات الذي تتولاه "مجموعة من الوسطاء". من الممكن تأسيس هيئات مشابهة ضمن لجان "العدالة والسلام" في سبيل مساعدة المؤمن الكاثوليكي على اتباع مسار اهتداء عميق في الاحتفال بسر التوبة.

إن نعمة سر التوبة المحتفل به في الإيمان تكفينا لنتصالح مع الله ومع القريب ولا تتطلب أي طقوس مصالحة تقليدية.

المقترح الثامن

الممارسات الرعوية في المصالحة

في سبيل تعزيز تنمية ثقافة المصالحة، تستطيع الكنائس المحلية اتخاذ عدة مبادرات، منها على سبيل المثال:

1 – الاحتفال سنوياً بيوم المصالحة أو أسبوع المصالحة، بخاصة خلال زمني المجيء والصوم الكبير، أو الاحتفال بسنة المصالحة على الصعيد القاري لطلب غفران خاص من الله لكل الشرور والجراح التي سببها أتباعه لبعضهم البعض، ولكي يتصالح جميع الذين تعرضوا للإهانة من أفراد وجماعات ضمن الكنيسة وفي المجتمع. ومن الممكن تنظيم أفعال جماعية من المصالحة والمغفرة.

2 – سنة يوبيلية خاصة ترفع خلالها الكنيسة في إفريقيا والجزر المجاورة الشكر مع الكنيسة الجامعة وتصلي من أجل نيل هبات الروح القدس. فليتميز زمن المصالحة بالعناصر التالية:

1.  اهتداء شخصي واعتراف أسراري مع نيل المغفرة؛

2.  مؤتمر افخارستي قاري؛

3.  الاحتفال بطقوس المصالحة التي يغفر فيها المشاركون لبعضهم البعض؛

4.  تجديد العماد نتخطى فيه كتلاميذ المسيح كافة أشكال الانتماء إلى جماعة أو حزب سياسي؛

5.  وحياة افخارستية متجددة.

المقترح التاسع

روحانية المصالحة

"ذلك أن الله كان في المسيح مصالحاً العالم مع نفسه، غير حاسب عليهم خطاياهم، وقد وضع بين أيدينا رسالة هذه المصالحة. فنحن إذاً سفراء المسيح" (2 كور 5: 19، 20). تشتمل المصالحة على طريقة عيش (روحانية) ورسالة. في سبيل تطبيق روحانية المصالحة والعدالة والسلام، تحتاج الكنيسة إلى شهود متجذرين في المسيح يقتاتون من كلمته وأسراره. من خلال النزعة إلى القداسة بفضل اهتداء ثابت وحياة صلاة مكثفة، يكرسون أنفسهم لعمل المصالحة والعدالة والسلام في العالم، حتى الشهادة، على مثال المسيح. ومن خلال شجاعتهم في الحقيقة، وإنكار ذاتهم وفرحهم، يقدمون شهادة نبوية عن أسلوب حياة ينسجم مع إيمانهم. فتصبح مريم أم الكنيسة عائلة الله مثالاً لهم. مريم التي قبلت كلمة الله وأصغت لاحتياجات البشر وكانت برأفتها وسيطة لهم.

يوصي آباء السينودس بـ :

–        أن تُحفظ ذكرى الشهود العظام الذين قدموا حياتهم لخدمة الإنجيل والخير العام أو للدفاع عن الحقيقة وحقوق الإنسان؛

–        أن ينمي أعضاء الكنيسة حس تحمل مسؤولية أعمالهم وتوبة دائمة يمكن الاحتفال بها بانتظام في سر المصالحة؛

–        أن تسعى الكنيسة عائلة الله إلى التجذر في الرب وإيجاد القوة لتكون "ملح الأرض" و"نور العالم"، وذلك من خلال الاحتفال بسر الافخارستيا، والصلاة والتأمل بكلمة الله.

المقترح العاشر

الحوار المسكوني

في إطار خدمة المصالحة والعدالة والسلام في القارة وبالاتحاد مع الكنيسة الجامعة، تجدد الكنيسة في إفريقيا التزامها بالحوار والتعاون المسكونيين. فالمسيحية المشرذمة تسبب الخزي لأنها تتنافى مع مشيئة المعلم السماوي الذي صلى ليكون تلاميذه واحداً (يو 17، 21). لذا يهدف الحوار المسكوني إلى حمل الشهادة لأتباع المسيح والسير نحو وحدة المسيحيين مع الأشخاص الذين نتشارك معهم الإيمان عينه، من خلال الإصغاء إلى كلمة الله والتعاون في خدمة إخوتهم وأخواتهم من خلال "رب واحد… ومعمودية واحدة، وإله وآب واحد للجميع…" (أف 4: 5، 6). لذا يقدر السينودس الجهود المستمرة التي يبذلها المجلس الحبري لتعزيز وحدة المسيحيين في مجال بدء الحوار واستكماله مع الكنائس والجماعات الكنسية الأخرى.

على الرغم من أن وحدة المسيحيين لم تصبح واقعاً ملموساً بعد، إلا أن السينودس يدرك أن المسيحيين المتحدرين من مختلف البلدان الإفريقية التقوا في مختلف الجمعيات (مثل جمعية نيجيريا المسيحية، ومجلس ليبيريا المسيحين وغيرهما)، ليقوموا معاً بأعمال خيرية ويحافظوا على مصالح المسيحيين في دولة معاصرة تعددية. يقدر السينودس هذه الجهود ويوصي بها للبلدان الأخرى التي تخدم فيها هذه الجمعيات قضية السلام والمصالحة. إضافة إلى ذلك، يوجه السينودس دعوة إلى الكنيسة في كل أبرشية أو منطقة إلى التأكد من تميز الأسبوع المخصص للصلاة على نية وحدة المسيحيين بالصلاة والنشاطات المشتركة الهادفة إلى تعزيز وحدة المسيحيين "ليكون الجميع واحداً" (يو 17، 21).

المقترح الحادي عشر

الحوار بين الأديان

إن السلام في إفريقيا وباقي أنحاء العالم مشروط بالعلاقات بين الأديان، وبتعزيز قيم الحوار لكي يعمل المؤمنون معاً في الجمعيات الموجهة نحو السلام والعدالة مثلاً، بروح من الثقة والتعاون، وتتربى العائلات على قيم الإصغاء والأخوّة واحترام الآخر من غير خوف.

إن الحوار مع الديانات الأخرى وبخاصة مع الإسلام والديانات التقليدية يشكل جزءاً لا يتجزأ من إعلان الإنجيل ومن راعوية المصالحة والسلام. لذا لا بد من الإثناء على مبادرة المجلس الحبري للحوار بين الأديان الهادفة إلى بدء الحوار مع مختلف الديانات غير المسيحية.

مع ذلك، وبما أن الديانة تتعرض للتسييس وتصبح سبباً للصراعات، تبرز الحاجة إلى حوار ديني مع الإسلام والديانة التقليدية الإفريقية على كافة المستويات. ويصبح هذا الحوار حقيقياً ومثمراً عندما تنطلق كل ديانة من أعماق إيمانها وتلتقي مع الأخرى في الحقيقة والانفتاح.

يصلي الآباء السينودسيون على نية تقلص التعصب الديني والعنف ووضع حد لهما من خلال الحوار بين الأديان. هنا يشكل الحدث المسكوني الديني المهم في أسيزي (1986) مثالاً يحتذى به.

المقترح الثاني عشر

الإسلام

مع المجمع الفاتيكاني الثاني، تقدر الكنيسة عائلة الله "المسلمين الذين يعبدون الله الواحد الحي والأزلي، الرحيم والكلي القدرة، خالق السماوات والأرض الذي تحدث مع البشر" (في زماننا هذا، 3).

في سبيل القدرة على خدمة المصالحة والعدالة والسلام، لا بد من استبعاد كافة أشكال التمييز والتعصب والأصولية العقائدية. وفي موضوع الحرية الدينية، لا بد من التشديد على حق ممارسة الشعائر.

وفي شأن العلاقة مع المسلمين، لا بد من:

–        تعزيز حوار الحياة والشراكة في المسائل الاجتماعية والمصالحة؛

–        أخذ تعددية الظروف والتجارب في الاعتبار؛

–        مواجهة حالات سوء الفهم والمصاعب بنزاهة؛

–        توفير معرفة أفضل بالإسلام خلال تنشئة الكهنة والرهبان والراهبات والعلمانيين؛

واتخاذ المبادرات التي تعزز الاحترام والألفة والتعاون والتبادل

 

 

المقترح الثالث عشر

الديانة الإفريقية التقليدية

نظراً إلى أن الكنيسة عائلة الله ما تزال تعيش في إفريقيا جنباً إلى جنب مع أتباع الديانة الإفريقية التقليدية، ذكر آباء السينودس بمشورة المجمع الفاتيكاني الثاني (وثيقة في زماننا هذا) التي تتحدث عن الديانة الإفريقية التقليدية والديانات الأخرى على النحو الآتي: "منذ القدم وحتى اليوم، وجد لدى مختلف الشعوب تصور لهذه القدرة المستترة في مجرى الأحداث الحاصلة في التاريخ البشري…" (2).

إن الحكماء المهتدين يرشدون الكنيسة نحو معرفة أوسع وأوضح بالثقافة والديانة الإفريقيتين. هذا ما يسهل تمييز نقاط الاختلاف. إنهم يسهلون التمييز الضروري بين الثقافة والشعائر، وبخاصة بين الأمور الثقافية وبرامج السحر والشعوذة السيئة التي تسبب تشتت عائلاتنا ومجتمعاتنا.

مع المجمع الفاتيكاني الثاني، لا ينبذ آباء السينودس "ما هو حقيقي ومقدس في الديانات… منذ ذلك الوقت تقول الكنيسة لأبنائها بأنهم يتوصلون من خلال اتباع الحكمة والمحبة في الحوار والتعاون مع أتباع الديانات الأخرى، والشهادة للإيمان والحياة المسيحيين، إلى معرفة الأمور الروحية والأخلاقية الجيدة والقيم الاجتماعية الثقافية التي توجد لدى هؤلاء الأشخاص، وإلى المحافظة عليها وتعزيزها" (2).

لذا يوصي السينودس بـ:

–        أن تكون الديانة الإفريقية التقليدية والثقافات موضوع دراسات علمية معمقة يتم إقرارها بشهادات في جامعات إفريقيا الكاثوليكية وكليات الجامعات الحبرية في روما؛

–        إجراء حوار محترم مع الديانات التقليدية الإفريقية التي يجب أن تدرس في كليات اللاهوت على ضوء كلمة الله؛

–        أن يلتزم الرعاة في أبرشياتهم بعمل رعوي نشيط ضد جميع المعنيين بالشعوذة، ويتخذوا التدابير النظامية اللازمة؛

–        أن يعين كل أسقف كاهناً يطرد الأرواح الشريرة في الأماكن التي لا يوجد فيها كهنة مماثلون.

وفي موضوع الشعوذة والشعائر:

–        يجب أن تعتمد الكنيسة المحلية على مقاربة متوازنة تدرس هذه الظاهرة على ضوء الإيمان والعقل، في سبيل تحرير الأفارقة من هذه الآفة؛

–        ويجب أن تقوم مجموعة رعوية متعددة الاختصاصات بصوغ برنامج رعوي مبني على العقلانية والتحرير والمصالحة.

أ‌)     العدالة

المقترح الرابع عشر

العدالة

"الكنيسة… تؤكد للإنسان باسم المسيح، على كرامته ودعوته لشركة الأشخاص؛ تعلمه متطلبات العدالة والسلام المنسجمة مع الحكمة الإلهية (تعليم الكنيسة الكاثوليكية، 2419). مع ذلك، وفي حالة الخاطئين وأصحاب القلوب المجروحة، يظهر العهد القديم بشكل عميق أن العدالة لا تقوم فقط من خلال القدرة البشرية. إنها هبة من الله. يوسع العهد الجديد وجهة النظر هذه معتبراً العدالة تجلياً للنعمة الإلهية الخلاصية. إن الله هو الذي يبرر بالمسيح، لأنه هو الذي يجعل الخاطئ أهلاً للدخول في علاقة شركة واتحاد معه ويمنحه القدرة على إحلال العدل (تقارير ما بعد المداخلات).

ففي الواقع أن المصالحة بين الله والبشرية ووسط العائلة البشرية تؤدي إلى إحلال العدالة وتفرض متطلبات شرعية في العلاقات. لأن الله يبرر الخاطئ بالعفو عنه، والإنسان يتصرف بعدل مع الشخص الذي أخطأ إليه من خلال مغفرة ذنوبه. لأن الله بررنا من خلال مغفرة ذنوبنا ليصالحنا معه نحن القادرون أيضاً على بناء علاقات وبنى عادلة بين بعضنا البعض وفي مجتمعاتنا، من خلال المسامحة بمحبة ورحمة. هل من طريقة أخرى للعيش ضمن حياة الجماعة والشركة؟

لذلك، يلتزم أساقفة الكنيسة عائلة الله في إفريقيا المجتمعون في السينودس والمحاطون بكهنة وشمامسة ومكرسين ومؤمنين علمانيين بـ :

–        البحث من خلال الصلاة عن عدالة/تبرير الله الذي يجعلنا نوره قادرين على مسامحة الغير بمحبة ورحمة؛

–        أن نكون صناع بنى عادلة في مجتمعاتنا على ضوء العدالة المنبثقة عن الله.

المقترح الخامس عشر

الأمن في المجتمع

يدعو السينودس أعضاء الكنيسة في إفريقيا إلى تعزيز العدالة للجميع واحترام حقوق الإنسان من خلال التربية المدنية وبناء ثقافة العدالة والسلام. لذلك يجب على الأبرشيات والرعايا أن تشكل لجاناً للعدالة والسلام بالتعاون مع رؤساء الجماعات المحلية الذين يمكنهم العمل كوسطاء.

إن عملية حث البلدان الإفريقية على تقليص الفقر والسعي وراء سلام مستدام تثير آمالاً كبيرة. يدعو السينودس الحكومات إلى منح الشعوب الأكثر فقراً مقومات العيش كثمرة التوزيع العادل لمكاسب التنمية. وباسم العدالة، يذكر آباء السينودس بمصلحة الأفراد ورفاهيتهم.

يدعون الحكومات الإفريقية إلى ضمان الأمن لمواطنيها. إن الحياة مقدسة لا بد من حمايتها. لذا يجب أن تضع الحكومات نظاماً لوضع حد لأعمال القتل والخطف وغيرها في القارة. لأن انعدام أمن الحياة والممتلكات، وغياب النظام الاجتماعي الجيد يسهمان في زيادة حركات الهجرة وهجرة الأدمغة مما يزيد من حدة الفقر.

المقترح السادس عشر

هجرة الأدمغة

تنفق البلدان والعائلات الإفريقية أموالاً طائلة لتنشئة خبراء يعملون على تحسين المستوى المعيشي لشعوبهم. مع الأسف أن كثيرين منهم يغادرون بلادهم بعد نيل شهادتهم على أمل إيجاد ظروف عمل أفضل وأجور أفضل.

يوصي السينودس بـ :

–        أن تتخذ البلدان الإفريقية خطوات لتحسين ظروف العيش والعمل في القارة في سبيل وضع حد لهجرة الأدمغة ومنع الناس من مغادرة بلادهم والتوجه إلى البلدان المتطورة؛

–        أن ينمي الخبراء حس التضحية والخدمة لشعوبهم التي تثقفوا على حسابها؛

–        أن يقدم العالم الدعم لإفريقيا في مواجهة هذه المشكلة من خلال إنشاء مراكز تفوق أكاديمي تلبي احتياجات التنمية الاجتماعية الشاملة.

  المقترح السابع عشر

العدالة الاجتماعية واجتثاث الفقر

دافع آباء السينودس عن اقتصاد في خدمة الفقراء وشجبوا النظام الاقتصادي الجائر الذي أدى إلى إدامة الفقر.

لذا نقترح أن:

–        تجدد الكنيسة عائلة الله في إفريقيا التزامها بخدمة الفقراء والأيتام والمهمشين، على مثال حياة أيام الكنيسة الأولى؛

–        تنمي الكنيسة في إفريقيا وجزرها، على غرار الكنيسة الأولية، نظاماً داخلياً للنظر في احتياجاتهم. وفي أزمنة المحن (الكوارث، النكبات)، لا بد من تنمية علاقات تضامن بين مختلف الأبرشيات وضمن المجالس الأسقفية. لذلك، تبرز الحاجة إلى تأسيس صندوق تضامن بين مختلف الأبرشيات على المستوى القاري من خلال شبكة كاريتاس. في الوقت عينه، ينبغي على الكنيسة أن تسعى جاهدة إلى تعزيز وترسيخ فكرة العمل كتعبير عن النعمة والتضامن. هكذا يتم الاعتراف بموهبة الشخص فتستخدم على النحو المناسب لمصلحة الجميع.

–        يتخذ المسؤولون تدابير مناسبة (تسهيل الحصول على الأرض والماء والبنى التحتية وغيرها) لمعالجة الفقر وتطوير سياسات تضمن الاكتفاء الذاتي في الإنتاج الغذائي وبرامج تربوية موجهة نحو الإنتاج؛

–        تتم التوصية بإلغاء الديون مع ظروف ملائمة وإلغاء ممارسة الاستنزاف؛

–        تكون الحكومات الإفريقية أكثر حذراً في طلب القروض والضمانات بحيث لا تثقل شعوبها بالمزيد من الديون؛ ويحظى الفقراء والمهمشون بالدعم من خلال مبادرات مثل التمويل المصغر والبرامج الزراعية وغيرها كدلالة عن تضامن الكنيسة مع الفقراء والمهمشين؛

–        تعتبر إفريقيا كشريكة مهمة في عملية اتخاذ القرار حول التجارة الدولية والمسائل الاجتماعية الاقتصادية المؤثرة بها؛

–        تستلهم الجهود المذكورة آنفاً من تعزيز قيم إنسانية فعلية من التنمية البشرية الشاملة.

المقترح الثامن عشر

العقيدة الاجتماعية للكنيسة

إن الرسالة التبشيرية للكنيسة عائلة الله في إفريقيا تغرف من مراجع عديدة أهمها الكتاب المقدس: كلمة الله. ولكن سلوك خدمة الكنيسة وطابعها تعززهما، بحسب السينودس (تقارير ما قبل المداخلات، ص. 6)، عدة "أحداث ومواد داعمة" منها "خلاصة العقيدة الاجتماعية للكنيسة"، الدليل الوافي حول رسالة الكنيسة وأسلوب عيشها كـ "معلمة" و"خميرة" في العالم.

لذلك، يدرك آباء السينودس فائدة "الخلاصة" في مهمتها التبشيرية في القارة وجزرها ويقترحون بأن يعمل كل مجلس أسقفي وطني وإقليمي على:

–        مراجعة كل المواد المتعلقة بالتعليم الديني على كافة المستويات (الأطفال، الشباب، الأزواج الشباب، والعائلات) لتدرج فيه عناصر من العقيدة الاجتماعية للكنيسة؛ وترجمة "الخلاصة" إلى اللغات المحلية؛

–        المطالبة بأن تصبح العقيدة الاجتماعية للكنيسة إلزامية في برامج تنشئة الكهنة والمكرسين، وفي تنشئة العلمانيين ونشاطاتهم في الكنيسة والمجتمع؛

–        جمع الرسائل الرعوية من تعليمه الاجتماعي الخاص، في الأماكن التي ما تزال غائبة فيها؛

–        تشكيل فريق من الباحثين لوضع برنامج ينشر القيم المسيحية والاجتماعية، ويتم تدريسه منذ المستوى الابتدائي وحتى الصفوف الجامعية؛

–        نشر معرفة واحترام الإنجيل والقيم الإفريقية القائمة على التضامن والسخاء والخير العام.

المقترح التاسع عشر

التربية

عبر آباء السينودس عن اهتمامهم بالتربية: الفكرة التي غالباً ما يشدد عليها الأب الأقدس بندكتس السادس عشر. تعاني إفريقيا كغيرها من بلدان العالم من أزمة تربوية. وبالتالي تبرز الحاجة إلى برنامج متكامل يجمع الإيمان والعقل ويساعد المؤمنين على مواجهة كافة الظروف الحياتية وتجنب الاعتماد على معايير ازدواجية ونسبوية لاتخاذ القرارات اليومية. لا يمكن أن تقتصر التربية فقط على المستوى الأكاديمي، وإنما يجب أن تبعث في الشباب معنى الحياة العميق. ولا بد من النظر إلى العائلة كالمكان الذي تبدأ فيه التربية والذي يستحق الدعم. يشدد آباء السينودس على أولوية التربية ويدافعون عن حقوق المواطنين في العمل التربوي الذي يجب ألا تستأثر به الدولة. كما ينبغي احترام حقوق الكنائس في المناطق التي عملت فيها على تشييد المدارس للتعاون مع الدولة في العمل التربوي. كذلك يرجى من الدولة التعبير عن رغبتها في التعاون مع الكنيسة في التربية من خلال تقديم الدعم لها.

المقترح العشرون

بروتوكول مابوتو

يدرك آباء السينودس التأثيرات المريبة لبروتوكول مابوتو حول مسألتي المرأة والحياة البشرية منها التأثيرات المتعلقة بالصحة التناسلية لدى المرأة. ويعتبرون أنه من غير المقبول تعزيزه للإجهاض في المادة 14. 2. ت: "دافعوا عن الحقوق التناسلية للمرأة، بخاصة من خلال السماح بالإجهاض الطبي، في حالات الاعتداءات الجنسية والاغتصاب وسفاح القربى، وعندما يهدد الحمل الصحة الذهنية والجسدية للمرأة أو حياة المرأة أو الجنين".

يقول تعليم الكنيسة أن الإجهاض منافٍ لمشيئة الله. إضافة إلى أن هذه المادة تتعارض مع حقوق الإنسان والحق في الحياة، وتستهين بجريمة الإجهاض مشوهة دور الحمل. إن الكنيسة تدين هذا الموقف من الإجهاض وتعلن ضرورة احترام قيمة الحياة الإنسانية وكرامتها منذ الحمل وحتى الموت الطبيعي.

يوجه آباء السينودس دعوة إلى الكنيسة في إفريقيا وفي الجزر المجاورة إلى الالتزام باستخدام الوسائل والبنى اللازمة لمساعدة ومرافقة من يستهويهم الإجهاض من نساء وأزواج. كما يحيون شجاعة الحكومات التي تكافح الإجهاض في تشريعها.

ج) السلام

المقترح الحادي والعشرون

السلام

إن السلام هو أولاً هبة من عند الله ومن ثم ثمرة جهودنا. لذلك، يبدأ السلام من قلب الإنسان كنعمة موهوبة (يو 14، 1): "سلامي أعطيكم"، قال يسوع (يو 14، 27). ونظراً إلى أن السلام خير عالمي متعلق باحترام حقوق البشر وكل الخليقة، ينبغي علينا أن نوظف طاقاتنا لخدمته.

لذا يوصي السينودس بـ :

–        اتخاذ مبادرة إفريقية للسلام والتضامن للتدخل في فعل تضامن ومساعدة الكنيسة المحلية على حل الصراع وترسيخ أسس السلام في القارة من خلال التوصيات الموجهة نحو العدالة والمصالحة والسلام. تتقدم هذه المبادرة مع الأشخاص الذين يتمتعون ضمن كنيستنا بالخبرة والنزاهة واحترام الآخرين. ويطلب من المجلس الحبري للعدالة والسلام البقاء على اتصال بمؤتمر المجالس الأسقفية في إفريقيا ومدغشقر لتعزيز هذه المبادرة؛

–        تشكيل مجالس بناء السلام على الصعد الأبرشية والوطنية والإقليمية ضمن لجان العدالة والسلام، مع بنية مشابهة على الصعيد القاري قائمة بالاتصال مع "المبادرة الإفريقية للسلام والتضامن" لدى مؤتمر المجالس الأسقفية في إفريقيا ومدغشقر؛

–        تزويد مجالس بناء السلام بموارد بشرية ومادية ملائمة لتنشئة الإكليروس والعلمانيين على ممارسة بناء السلام والحوار وجهود الوساطة؛

–        اهتمام لجان العدالة والسلام بتنظيم جهاز مراقبة لتلافي الصراعات وحلها على الصعيد الوطني والإقليمي؛

–        تشكيل مجموعات تنشئة ووضع برامج ملائمة لكل مستوى (ابتدائي، ثانوي، عال، وجامعي) من أجل ثقافة سلام حقيقية؛

–        اتباع معدي الندوات دروساً تشتمل على دراسات حول السلام وإدارة الصراعات؛

–        التنظيم لتلافي الصراعات وإدارتها عند وقوعها؛

–        تأسيس منظمة دائمة للحوار بين الإتنيات من أجل سلام مستدام؛

–        تخصيص أسبوع صلاة من أجل السلام والمصالحة في إفريقيا؛

–        إقامة صلاة من أجل السلام والانتخابات.

د) الحجة الإضافية

المقترح الثاني والعشرون

حماية البيئة والمصالحة مع الخليقة

إن إيماننا المسيحي يعلمنا أن الله الخالق جعل كل الأشياء حسنة (تك 1)، وأعطانا نحن البشر الأرض لنفلحها ونحرسها (تك 2، 15). نلاحظ أن العديد من البشر يستمرون على كافة المستويات في الإساءة إلى الطبيعة وتدمير العالم الرائع الذي منحنا إياه الله من خلال استغلالهم الموارد الطبيعية بطريقة تتجاوز حدود المقبول والمفيد. هناك إتلاف غير مسؤول وتدمير عبثي للأرض "أمّنا".

بالتواطؤ مع زعماء السياسة والاقتصاد في إفريقيا، يلتزم بعض رجال ونساء الأعمال، وحكومات وجماعات من شركات متعددة الجنسيات والدول في صفقات تلوث البيئة، وتبيد الحيوانات والنباتات، الطبيعة والغابات، منها الثدييات، وتسبب تآكلاً وتصحراً لا مثيل لهما في أراض زراعية شاسعة. كل ذلك يهدد حياة البشرية والنظام البيئي، مما حث العلماء والمعنيين على إدراك التأثيرات المدمرة للتغيير المناخي واحترار الأرض والكوارث الطبيعية (مثل الزلازل والهزات البحرية مثل التسونامي).

في سبيل جعل الأرض صالحة لسكنى الأجيال المستقبلية عليها وبغية ضمان احترام مستدام ومسؤول لها، ندعو الكنائس المحلية إلى:

–        تعزيز التربية والوعي لمشكلة البيئة؛

–        إقناع حكوماتها المحلية والوطنية باعتماد سياسات وقوانين ملزمة لحماية البيئة، وتعزيز موارد أخرى من الطاقة المتجددة؛

–        وتشجيع الجميع على غرس الأشجار ومعاملة الطبيعة ومواردها باحترام، بالنظر لقدسية الطبيعة والخير العام، مع احترام كرامة الإنسان.

المقترح الثالث والعشرون

الاتجار بالأسلحة

نظراً إلى انتشار الأسلحة والألغام في القارة والجزر، تتحد الكنيسة في إفريقيا المجتمعة في السينودس مع الكرسي الرسولي، وترحب بفرح بمبادرات منظمة الأمم المتحدة، والاتحاد الإفريقي والمنظمات الحكومية الإقليمية مثل الجماعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا – مصادرة الأسلحة الخفيفة لوضع حد للاتجار غير الشرعي بالأسلحة وجعل تجارتها الشرعية أكثر شفافية. من هنا يوصي السينودس بأن يجدد المجلس الحبري للعدالة والسلام وثيقته حول الاتجار بالأسلحة.

يشجع آباء السينودس الحكومات الوطنية على دعم الدراسة المستمرة والإعداد لمعاهدة حول الاتجار بالأسلحة في إطار منظمة الأمم المتحدة بمعايير عالمية ملزمة للتجارة العالمية بالأسلحة التقليدية، ومراعية لحقوق الإنسان والقوانين الإنسانية الدولية.

إن آباء السينودس الذين جعلوا دعوة النبي أشعيا خاصتهم "فيضربون سيوفهم سككاً وأسنتهم مناجل" (أش 2، 4) محبة بالله والقريب، يقترحون تقليص تصميم كافة أنواع الأسلحة وإنتاجها لصالح التربية والتنمية الزراعية المراعية للبيئة.

إضافة إلى ذلك، يدين آباء السينودس إنتاج الأسلحة النووية والبيولوجية والمضادة للأفراد وأسلحة الدمار الشامل. ويطالبون بإلغائها عن وجه الأرض.

ويشجعون المجالس الأسقفية في البلدان المنتجة للأسلحة على مطالبة حكوماتها بسن تشريعات حصرية حول إنتاج ونشر الأسلحة المصنعة على حساب شعوب الأمم الإفريقية.

المقترح الرابع والعشرون

الحكم الرشيد

نظراً إلى أن الخير العام يعبر عنه قانوناً في الدستور ويستلزم ممارسة حكم رشيد يتطلب احترام مبادئ الديمقراطية: المساواة بين الأفراد، سيادة الشعب وسلطة القانون؛ وإلا تفقد الديمقراطية حيويتها وحياتها؛

يدعو آباء السينودس المسؤولين الأفارقة إلى الإدارة الواعية، وتغليب الخير العام على المصالح العائلية والقبلية والإتنية والسياسية، وحماية الحقوق الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والدينية للمواطن العادي وتعزيزها حسبما ينص الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الصادر عن الأمم المتحدة والميثاق الإفريقي لحقوق الإنسان والشعوب.

كما يدعو آباء السينودس المجالس الأسقفية على كافة المستويات إلى تشكيل هيئات دفاع قادرة على التأثير على أعضاء البرلمانات والحكومات والمؤسسات الدولية، والسماح بإسهام الكنيسة الفعال في صوغ قوانين عادلة وسياسات مناسبة لخير الشعوب.

في سبيل تأدية دورها على أكمل وجه وتقديم الإسهام في ثقافة السلام وحقوق الإنسان، تطلب الكنيسة في إفريقيا أن تكون حاضرة ضمن المؤسسات الوطنية والإقليمية والقارية في إفريقيا. لذا يحث السينودس المجالس الأسقفية على دعم الآلية الإفريقية لمراجعة النظراء – الشراكة الجديدة لتنمية إفريقيا – ضمن الاتحاد الإفريقي. كما يحث السينودس البلدان الإفريقية على الخضوع لآلية مراجعة النظراء.

 

المقترح الخامس والعشرون

السياسة

يرحب آباء السينودس بالتطورات الإيجابية في المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية في البلدان الإفريقية التي تحكمها دساتيرها والتي تعزز فيها حقوق الإنسان والعدالة والسلام. ويثمن الآباء النضج المتزايد في المجتمع المدني الذي بدأ يثبت ذاته في بعض البلدان ويؤثر على القرارات الخاصة بمستقبل الأمة. كما يهنئون ويشجعون رجال السياسة الملتزمين بخدمة شعبهم.

مع ذلك، يشير السينودس إلى الحقيقة المحزنة القائمة في عدة بلدان إفريقية والمتمثلة في فصول الانتهاك السافر لحقوق الإنسان، والظلم والفساد والإفلات من العقاب، التي تنمي الانقلابات السياسية والصراعات العنيفة والحروب. وتشهد هذه الأماكن اجتثاثاً لأسس مبادئ الديمقراطية (المساواة بين البشر، سيادة الشعب، احترام سلطة القانون).

تشهد العملية الديمقراطية في هذه الحالات انحرافات متزايدة تهدد سلام الأمم ونموها واستقرارها. فالأنظمة المضادة للديمقراطية مثل الاستبداد وحكم الحزب الواحد والحكومات العسكرية تنتشر وتحكم بلادها كما لو كانت غنائم حرب. فتصبح هذه البلدان ضحية الديون والنهب والاستغلال المفرط.

في هذه الظروف، تقتضي رسالة الكنيسة بتعزيز ثقافة مهتمة بأولوية سيادة القانون واحترام حقوق الإنسان لدى الجميع. لذا يدعو آباء السينودس جميع الرعاة إلى الالتزام بضمان تنشئة روحية وعقائدية ورعوية وتقنية، ومرافقة روحية (تأسيس مراكز إرشاد) للناشطين السياسيين والاقتصاديين الحاليين والمستقبليين. كما يحضون على تأسيس كليات للعلوم السياسية في الجامعات الكاثوليكية. هنا تعتبر العقيدة الاجتماعية للكنيسة وثيقة ثمينة تستحق التعميم.

ندعو المجالس الأسقفية إلى تعزيز برامج متعددة الأبعاد للتربية المدنية، وتطبيق برامج تعزز تنشئة الضمير الاجتماعي على كافة المستويات، وتشجيع مشاركة المواطنين الأكفاء والنزهاء في السياسة.

المقترح السادس والعشرون

الانتخابات

يعبر المواطنون بحرية عن خيارهم السياسي من خلال عملية الاقتراع. لذلك تمثل الانتخابات الديمقراطية رمز الشرعية لممارسة السلطة في إفريقيا. وبالتالي فإن الفشل في احترام الدستور الوطني، القانون أو نتيجة الانتخابات الحرة والعادلة والشفافة، أمر مرفوض أياً كانت الظروف.

كذلك يدعو آباء السينودس الكنائس المحلية إلى توعية المرشحين في مختلف مراحل التصويت على احترام قوانين العملية الانتخابية (شفافية الانتخابات، احترام الخصم السياسي، والدستور، والنتائج الانتخابية، وحياد مختلف المراقبين، وتقبل الخسارة العادلة)؛ وإلى الإسهام من خلال لجان العدالة والسلام في مراقبة الانتخابات لتكون حرة وشفافة ومنصفة ومطمئنة لنا. ومن خلال تشجيع جميع المسيحيين على تأدية دور فاعل في الحياة السياسية، ستستمر الكنيسة ضمن رسالتها النبوية في إدانة التجاوزات الانتخابية وكافة أشكال الغش.

ويدعى زعماء الدين إلى البقاء على الحياد وعدم اتخاذ أي موقف متحيز. يجب أن يكونوا الصوت الناقد والموضوعي والواقعي لمن لا صوت لهم، من دون تعريض حيادهم للخطر.

المقترح السابع والعشرون

الحرية الدينية

إن الحرية الدينية (التي تفترض إمكانية المجاهرة بالعقيدة سراً وعلناً) وحرية كل فرد في البحث عن الله الخالق والمخلص هما حقان أساسيان من حقوق الإنسان.

لذا يحث آباء السينودس على احترام الحرية الدينية وحرية ممارسة الشعائر الدينية وحمايتهما، وإلغاء كافة أشكال التعصب والاضطهاد والأصولية الدينية في كافة الدول الإفريقية. كما يطالبون بترميم الكنائس وممتلكات الكنيسة والمؤسسات الدينية الأخرى التي صادرتها بعض الدول.

المقترح الثامن والعشرون

المهاجرون واللاجئون

تضم القارة الإفريقية 15 مليون مهاجر يبحثون عن وطن وأرض سلام. تعكس ظاهرة الهجرة هذه فصول الجور الاجتماعي والسياسي والأزمات في بعض المناطق الإفريقية. فإن آلاف الأشخاص قد حاولوا وما يزالون يحاولون اجتياز الصحارى والبحار سعياً وراء "المراعي الخضراء" حيث يتوقعون الحصول على تنشئة أفضل، وكسب المزيد من الأموال، والتمتع بحرية أكبر في بعض الحالات. مع الأسف أن هذه الظاهرة تلم بالعديد من بلدان القارة. وحتى في هذا الوقت الذي نتحدث فيه هنا، يقبع العديد من اللاجئين في السجون ويموت المئات منهم.

إن هذه الأوضاع غير الآمنة التي يعيشها العديد من الأجانب تسبب حالات الخوف والذعر بدلاً من أن تكسب تضامن الجميع. كثيرون يعتبرون المهاجرين عبئاً وينظرون إليهم بارتياب كما لو أنهم خطر يتهددهم. وغالباً ما يؤدي ذلك إلى أشكال التعصب والخوف من الأجانب والعنصرية.

من بين التطورات الأخيرة الداعية للقلق، نذكر تشريعاً يعاقب الدخول السري إلى البلدان الأجنبية والقنصليات؛ وسياسات حدودية تمييزية مرتكبة بحق مسافرين أفارقة في المطارات.

في الواقع أن الهجرة داخل القارة وخارجها تعتبر مأساة متعددة الأبعاد تصيب كل البلدان مسببة تقويض الاستقرار وتفكك العائلات وخسارة الرأسمال البشري الإفريقي.

يعتقد آباء السينودس أن مبدأ الوجهة العالمية للسلع وتعاليم الكنيسة حول حقوق الإنسان وحرية التنقل وحقوق العمال المهاجرين تتعرض للمزيد من الانتهاكات من قبل سياسات الهجرة وقوانينها العالمية الجائرة بحق الأفارقة.

كما أن السينودس مقتنع بضرورة وإلحاحية:

–        مطالبة الحكومات بتطبيق التشريعات الدولية حول الهجرة بعدالة وإنصاف وتجنب أشكال التمييز ضد المسافرين الأفارقة؛

–        تقديم خدمة رعوية للشرائح الإفريقية الضعيفة من خلال مجهود مشترك بين كنائس المنشأ وكنائس البلاد المضيفة؛

–        المطالبة بمعاملة جيدة للاجئين بالتعاون مع المجلس الحبري لراعوية المهاجرين والمتنقلين، واللجنة الكاثوليكية الدولية للمهاجرين ولجان العدالة والسلام على كافة مستويات الكنيسة؛

–        إنشاء مكاتب أو لجان لحركة الشعوب في أمانات السر الخاصة بالمجالس الأسقفية تعنى بالعمل مع المجلس الحبري للمهاجرين والمتنقلين؛

–        تنمية برامج خدمة رعوية للمهاجرين والعائلات.

يدعو السينودس الحكومات الإفريقية إلى خلق أجواء من الأمن والحرية، وتنظيم برامج تنمية وتأمين فرص العمل في سبيل منع مواطنيها من مغادرة ديارهم والتحول إلى لاجئين، واتخاذ مبادرات تشجع اللاجئين على العودة مع تحضير برنامج استقبال لهم.

 

المقترح التاسع والعشرون

الموارد الطبيعية

إن الأرض هبة ثمينة من الله للبشرية. يعبر آباء السينودس عن شكرهم لله على كل الثروات والموارد الطبيعية في إفريقيا.

لكنهم يلاحظون أن الشعوب الإفريقية تقع ضحية الاختلاسات العامة المحلية واستغلال القوى الأجنبية، بدلاً من التمتع بثرواتها والتوصل إلى تنمية فعلية.

حالياً، يوجد رابط وثيق بين استغلال الموارد الطبيعية، والاتجار بالأسلحة، وانعدام الأمن.

تعمل بعض الشركات المتعددة الجنسيات على استغلال الموارد الطبيعية في البلدان الإفريقية من دون الاهتمام بالشعوب، أو احترام البيئة، وذلك بالتواطؤ مع العديد من أصحاب الامتيازات المحليين.

يدين آباء السينودس ثقافة النزعة الاستهلاكية ويؤيدون ثقافة الاعتدال. كما يدعو السينودس الأسرة الدولية إلى تشجيع سن تشريعات وطنية ودولية من أجل توزيع عادل لمداخيل الثروات الطبيعية لصالح الشعوب المحلية، وإلى التأكد من استغلالها الشرعي الذي يصب في مصلحة البلدان التي تملك هذه الثروات، ومنع استغلالها غير الشرعي. كذلك يقترح السينودس معالجة مشكلة النظام الاقتصادي العالمي الذي يستمر في تهميش إفريقيا.

إننا نوصي الكنيسة عائلة الله في إفريقيا بالضغط على حكامنا لاعتماد إطار قانوني مناسب يأخذ بالاعتبار مصالح بلداننا وشعوبنا.

ونطلب من المؤسسات الكنسية الفاعلة في هذه المجتمعات الضغط من أجل السماح للشعوب بالتمتع بالثمار الناتجة عن استغلال الموارد الطبيعية.

وستسعى الكنيسة بدورها إلى تأسيس مكاتب في مختلف بلدان القارة لمراقبة إدارة الموارد الطبيعية.

المقترح الثلاثون

الأرض والمياه

نظراً إلى استغلال مساحات شاسعة من الأراضي الخصبة والموارد المائية من قبل مستثمرين أجانب ومحليين عديمي الذمة في العديد من البلدان الإفريقية، والتسبب بانتقال ونهب الفقراء وجماعاتهم العاجزة عن معارضة هذا "الاعتداء"، يحض السينودس الحكومات على حماية المواطنين من الإبعاد الجائر عن أراضيهم والمياه، الأساسيين للإنسان.

يحض آباء السينودس على:

حصول الكنيسة في إفريقيا على المعلومات واطلاعها على المسائل الزراعية والمائية في سبيل تثقيف شعب الله والسماح له بمواجهة القرارات الجائرة في هذه المجالات؛إجراء المفاوضات حول العمليات الخاصة بالأرض بكل شفافية وبمشاركة الجماعات المحلية التي قد تتعرض للأذى منها؛عدم عقد أو توقيع أي اتفاق حول الإقصاء عن الأراضي من دون الموافقة الحرة والمسبقة من قبل الجماعات المحلية المعنية؛ وعدم إقصاء الناس عن أراضيهم من دون تعويض مناسب؛ضمان أجور عادلة للمزارعين بما أن الاستثمارات تعزز خلق فرص العمل؛احترام أساليب الإنتاج الزراعي البيئة، وعدم زيادة حدة التغيير المناخي، وإفقار التربة، واستهلاك احتياطيات مياه الشرب؛عدم إسهام إنتاج الغذاء المعد للتصدير في تهديد الأمن الغذائي واحتياجات الأجيال المستقبلية؛احترام الحقوق التقليدية للأرض التي يعترف القانون بها؛عدم استغلال المياه كسلعة في الدائرة الاقتصادية الخاصة من دون الاهتمام بمصالح الشعب.

المقترح الحادي والثلاثون

العولمة والمساعدة الدولية

ينبغي على الكنيسة في إفريقيا أن تدرك ازدواجية العولمة وتداعياتها، وتستعد لمواجهة التحديات التي تفرضها العولمة بطريقة مسؤولة. تعتبر عولمة التضامن أفضل عولمة. وتكتسب أحياناً شكل المساعدات الدولية (من وكالات دولية). مع الأسف أن المساعدة لا تصل دوماً إلى الشعب المراد إعانته، وتترافق أحياناً مع ظروف لا تأخذ بالاعتبار احتياجات البلاد المرسل إليها.

لذا يناشد آباء السينودس الحكومات الإفريقية والوسطاء الآخرين بإدارة هذا التضامن الدولي بطريقة شفافة ومسؤولة لمصلحة الخير العام. ويصر الآباء على تقدير القيم وعلى اعتبار الكنائس المحلية شريكات في التنمية.

             

المقترح الثاني والثلاثون

احترام التنوع الإتني

تقوم رسالة الكنيسة، بصفتها خادمة المصالحة، على مصالحة كل شيء في المسيح (2 كور 5، 19). خلال إنجاز هذه المهمة، تعترف الكنيسة بالتنوع الإتني والثقافي والسياسي والديني الغني الموجود لدى الشعوب الإفريقية وتحترمه. وتسعى وراء الوحدة في التنوع وليس في التشابه، من خلال التشديد على نقاط الوحدة لا التفرقة، واستغلال القيم الإيجابية لهذا التنوع كمصدر قوة لتعزيز الوئام الاجتماعي والسلام والتقدم.

المقترح الثالث والثلاثون

الانثقاف

لا بد من إجراء دراسة معمقة حول التقاليد والثقافات الإفريقية على ضوء الإنجيل في سبيل إثراء الحياة المسيحية واستبعاد الجوانب المنافية للتعليم المسيحي لتنشيط ودعم عمل تبشير الشعوب الإفريقية وحضاراتها.

سجلت الكنيسة في إفريقيا نمواً كبيراً في عدد أعضائها والإكليروس. مع ذلك، يوجد تضارب بين بعض الممارسات التقليدية للثقافات الإفريقية ومتطلبات الرسالة الإنجيلية.

في سبيل أن تكون الكنيسة مقنعة وقابلة للتصديق، يجب أن تباشر بتمييز معمق لمعرفة جوانب الثقافة التي تعيق انثقاف قيم الإنجيل والأخرى التي تعززه.

لذلك يقترح السينودس:

–        تعزيز القيم الثقافية الإيجابية ونقلها إلى كافة مؤسسات التعليم والتنشئة؛

–        تشجيع وتعزيز عمل لاهوتيين أفارقة صادقين؛

–        دمج العناصر الإيجابية للثقافات الإفريقية التقليدية في طقوس الكنيسة؛

–        سعي الناشطين الرعويين إلى استخدام اللغات والثقافات المحلية لتتمكن القيم الإنجيلية من لمس قلوب الشعوب وتساعدها على اختيار مصالحة حقيقية تؤدي إلى سلام مستدام؛

–        ترجمة وثائق التعليم إلى لغات محلية؛

–        تسهيل تبادل الوثائق بين المجالس الأسقفية؛

–        استخدام الأحكام الكنسية والليتورجية المتعلقة بخدمة طارد الأرواح الشريرة في عمل مفعم بالرحمة والعدالة والمحبة؛

–        وشجب السيمونية لدى بعض الكهنة الذين يسيئون استخدام طقوس الأسرار في سبيل تلبية احتياجات المؤمنين المولعين بالرموز الدينية: البخور، المياه المقدسة، زيت الزيتون، الملح، والشموع العسلية، وغيرها.

إن التعليم الثقافي يتحكم بالتنمية الشاملة للأفراد والجماعات. لذلك، ينبغي على الأفارقة أن يعززوا الإرث الثقافي في مناطقهم، ويحافظوا على القيم – مع السعي وراء انفتاحها على ثقافات أخرى – مثل احترام الأسلاف والنساء كأمهات؛ احترام التضامن والتعاون والضيافة والوحدة واحترام الحياة والصدق والحقيقة والوعد.

3 – Promotores

أ‌)     الكنيسة

المقترح الرابع والثلاثون

التبشير بالإنجيل

يشدد آباء السينودس على الأهمية الملحة للتبشير بالإنجيل الذي يعتبر رسالة الكنيسة وهويتها الفعلية (التبشير في العالم المعاصر، Evangelii nuntiandi، 14).

يجدد آباء السينودس التأكيد على أن هذا التبشير بالإنجيل يرتكز بشكل أساسي على الشهادة للمسيح بقدرة الروح من خلال الحياة أولاً والكلمة لاحقاً (التبشير في العالم المعاصر، Evangelii nuntiandi، 21)، بروح من الانفتاح على الآخرين، واحترامهم والتحاور معهم في مسألة القيم الإنجيلية.

يدعو هذا السينودس الكنيسة عائلة الله في إفريقيا لتكون شاهدة في خدمة المصالحة والعدالة والسلام كـ "ملح الأرض" و"نور العالم".

المقترح الخامس والثلاثون

الجماعات الكنسية الحية

يجدد السينودس دعمه لتعزيز الجماعات الكنسية الحية التي تبني الكنيسة عائلة الله في إفريقيا على أساس متين. تقوم الجماعات الكنسية الحية على مشاركة الإنجيل حيث يجتمع المسيحيون للاحتفال بحضور الرب في حياتهم ومحيطهم، من خلال الاحتفال بالافخارستيا، وقراءة كلمة الله، وإظهار إيمانهم في خدمة المحبة الأخوية المتبادلة وجماعاتهم. بإرشاد من رعاتهم ومعلميهم، يسعون إلى ترسيخ إيمانهم والنمو في الشهادة المسيحية فيما يعيشون تجربة الأبوة والأمومة والقرابة والأخوة المنفتحة حيث يهتم كل واحد بالآخر. تتجاوز عائلة الله هذه روابط الدم والإتنيات والقبائل والثقافات والأعراق. وبذلك تفتح الجماعات الكنسية الحية دروب مصالحة مع العائلات الكبيرة التي تميل إلى فرض عاداتها وأعرافها الملفقة على العائلات المسيحية النووية.

المقترح السادس والثلاثون

التحديات المفروضة من قبل الحركات الدينية الجديدة

على ضوء التحديات التي تفرضها الحركات الدينية الجديدة (البدع، الحركات السرية، وغيرها)، تدعى الكنائس المحلية إلى التفكير في أشكال التبشير بالإنجيل التي تتوافق مع مشاكل المؤمنين.

ينبغي على الرعايا أن تعزز حياة تضامن أخوي في الجماعات الكنسية الحية. ويجب أن ينمي الناشطون في العمل الرسولي خدمة روحية من الإصغاء والدعم لمساعدة المؤمنين على العيش يومياً وفقاً لإيمانهم.

إضافة إلى ذلك، يوصي السينودس بأن يؤدي التعليم الديني إلى تجربة اهتداء حقيقية ويعتبر كتنشئة على الثبات في الإيمان في وسط الضيقات (رو 3: 3، 5)، مثلما يساهم الإعداد التقليدي في تحضير الشباب لمواجهة كافة الظروف. كما ينبغي نقل التعاليم البيبلية والعقائدية الخاصة بالكنيسة إلى المؤمنين بعناية. كذلك يجب أن تعمل مجموعات الصلاة والحركات والجماعات الجديدة على دمج هذا البعد في برامجها.

المقترح السابع والثلاثون

العلمانية

يشارك المؤمنون العلمانيون في الرسالة الثلاثية للمسيح الكاهن والنبي والملك لأنهم أعضاء من شعب الله. لذا يدعون إلى عيش دعوتهم ورسالتهم على كافة مستويات المجتمع، وبخاصة في المجال الاجتماعي السياسي، الاجتماعي الاقتصادي، والاجتماعي الثقافي. بذلك، يصبحون "ملح الأرض" و"نور العالم" من خلال خدمة المصالحة والعدالة والسلام في هذه المجالات من الحياة الاجتماعية.

من هنا، ينبغي على الكنيسة أن توفر لهم تنشئة دينية أساسية ودائمة لاهتداء القلب، تليها تنشئة روحية وبيبلية وعقائدية وأخلاقية مناسبة لاكتساب ضمير مسيحي اجتماعي.

في هذا الصدد، تعتبر الحركات الكنسية الجديدة كإحدى الوسائل المناسبة لتنمية الاهتداء وتجربة الإيمان. وتتواجد جماعات الصلاة والإيمان هذه في الكنيسة كـ "مختبرات إيمان حقيقية"، أماكن تنشئة وتأهيل من خلال الروح لحياة شهادة ورسالة. فيعمل تلاميذ الرب كالخميرة في العالم.

وبالنسبة للمسؤولين المعنيين بإدارة الشؤون السياسية والاقتصادية والثقافية، تعنى الكنيسة باقتراح برنامج تنشئة مبني على كلمة الله والعقيدة الاجتماعية للكنيسة (راجع الملخص) ومشتمل على تنشئة على القيادة تبدل الحياة بالفعل.

في الوقت عينه، تشجع الكنيسة تشكيل جمعيات من العلمانيين ورابطات في مختلف المجالات المهنية (أطباء، محامين، برلمانيين، مفكرين، وغيرهم) لمساعدتهم في النشاط الرسولي في المجتمع والكنيسة. كما تعزز مجالس العلمانيين القائمة وتدعمها على كافة الصعد بتوفير مراكز إرشاد لها.

كذلك ينبغي على الجماعات الكنسية الحية أن تساعد في تنشئة شعب الله وتكون مكاناً فعلياً لعيش المصالحة والعدالة والسلام.

المقترح الثامن والثلاثون

العائلة

للعائلة أصول إلهية بصفتها مؤسسة. إنها "معبد الحياة" والخلية الأساسية في المجتمع والكنيسة. كما أنها المكان المناسب لتعلم ثقافة المغفرة والسلام والمصالحة والوئام وممارستها.

نظراً إلى أهميتها وإلى التهديدات التي تواجه هذه المؤسسة، أي الاستهانة بالإجهاض، الانتقاص من قيمة الأمومة (الولادة)، تشويه فكرة الزواج والعائلة، إيديولوجية الطلاق، ونسبوية أصول أخلاقية جديدة، لا بد من حماية العائلة والحياة البشرية والدفاع عنهما.

يدعو آباء السينودس الكنائس المحلية إلى اتخاذ الإجراءات التالية:

–        نشر شرعة الكرسي الرسولي حول العائلة؛

–        تعليم ديني مناسب حول المفهوم المسيحي للعائلة؛

–        برامج رعوية ملموسة وشاملة تعزز حياة الصلاة والإصغاء إلى كلمة الله (القراءة الإلهية) ضمن العائلات؛

–        تنشئة الأزواج لتنمية المحبة الزوجية والأبوة المسؤولة وفقاً لعقيدة الكنيسة؛

–        تقديم دعم رعوي للأهل في إتمام مسؤوليتهم كمربين أوائل؛

–        مرافقة روحية للأزواج (مثلاً من خلال فرق نوتردام وأخوية قانا، وغيرها)؛

– إيلاء أهمية لخدمة الزوجين المسيحيين التي تشكل أساس العائلة؛

–  مساعدة الزوجين على عيش خدمتهم في الصلاة والتبشير بالإنجيل والمحبة والحياة؛

–  الاحتفال بيوبيلي الزواج (الفضي والذهبي) ومنح شهادات الشرف؛

–  مساعدة الزوجين الجديدين من خلال زوجين مثاليين؛

–  تقديم استشارات للزواج ومؤسسات للعائلة؛

–  تربية وتنشئة على الزواج والقيم العائلية من خلال وسائل الإعلام (الإذاعة، التلفزيون، وغيرهما)؛

–  وتشكيل جمعيات من العائلات على الصعيدين الأبرشي والوطني، تحظى بالدعم على المستوى القاري.

المقترح التاسع والثلاثون

الكهنة

من خلال السيامة الكهنوتية، يدعى كل كاهن أن يكون صورة حية عن المسيح الرأس والراعي الصالح الذي جاء ليَخدم لا ليُخدم (مر 10، 45). لذلك، ينبغي على الكهنة أن ينموا حياة روحية عميقة تشتمل على الإصغاء إلى كلمة الله، والاحتفال بسر الافخارستيا، والأمانة للصلاة، وبخاصة لليتورجيا الساعات.

كما يجب أن يلتزموا بعيش حياة إنجيلية أخوية وجماعية بعيداً عن الضغوطات العائلية، حياة متواضعة من الانضباط وإنكار الذات (Apostolica Vivendi forma) ومحبة الفقراء. ينبغي عليهم أن يكونوا قدوة في الإرشاد المسؤول والشفاف، ويتشبهوا بالأنبياء الشجعان أمام مساوئ المجتمع. عندها يصبحون "ملح الأرض" و"نور العالم".

كذلك تشتمل الدعوة الكهنوتية على الفضائل الإنجيلية المتمثلة بالفقر والعفة والطاعة. هنا يكمن التزامهم بمحبة المسيح وكنيسته والآخرين. لذلك يدعو آباء السينودس كهنة الطقس اللاتيني إلى عيش تبتلهم بسخاء ومحبة.

ووفقاً للإرشاد الرسولي "أعطيكم رعاة Pastores dabo vobis" (رقم 29)، فإنه "لا بد من تقبل التبتل… كهبة ثمينة من عند الله، وحافز للمحبة الرعوية، ومشاركة في الأبوة الإلهية، وإظهار الملكوت للعالم".

إضافة إلى ذلك، يدعى الكهنة في هذه السنة الكهنوتية، إلى الاقتداء بحماسة القديس جان ماري فياني لخدمة سر التوبة (المصالحة).

لذلك وبسبب الخدمات التي يؤديها الكهنة بعون المسيح وللمؤمنين بالمسيح، في أوضاع صعبة أحياناً، لا يتوانى آباء السينودس عن تقديم الشكر لله والتماس عونه من خلال الصلاة. لكنهم يرغبون أيضاً في ضمان تنشئة مستمرة ومتينة للكهنة في المجالات المتعلقة بحياتهم وخدمتهم. ومن أجل نموهم الروحي واستمرارهم، يوصونهم بـ :

–  رياضات روحية سنوية وتأملات شهرية؛

–  حياة صلاة منتظمة وقراءة الكتاب المقدس؛

–   تنشئة مستمرة، بخاصة للكهنة الشباب الذين يحتاجون إلى المرافقة بمحبة؛ تنشئة مشتملة على العقيدة الاجتماعية للكنيسة؛

–    توفير الأمن ووسائل حياة كريمة للكهنة المرضى والمسنين.

وللكهنة العاملين خارج أبرشياتهم، يحدد السينودس وجوب إبرام اتفاق (أو عقد) بين الأبرشية الأصلية والأبرشية المضيفة، معرفاً بوضوح شروط الحياة والعمل ومدة الرسالة. كما يجب اعتبار هؤلاء الكهنة كرعاة بكل عدالة ومحبة مسيحية وكأعضاء في الخدمة الكهنوتية.

المقترح الأربعون

الإكليريكيون

في سبيل تنشئة جميع الإكليريكيين الذين يستعدون للخدمة الكهنوتية الكاثوليكية، تبرز الحاجة إلى اعتماد مقاربة شاملة. فيما تعتبر التنشئة الفكرية والأخلاقية والروحية والرعوية المتينة مهمة، ينبغي على كل مرشح أن يدمج النمو البشري والنفسي كأساس لتنمية حياة كهنوتية حقيقية. ويجب أن يحرص المعدون على ضمان التجديد الروحي للإكليريكيين الذين ينبغي عليهم ألا يتقيدوا بالحدود الإتنية والثقافية (رو 12)، بل أن يصبحوا "خليقة جديدة في المسيح" (2 كور 5، 17).

هكذا يثبت كهنتنا المستقبليون في فهم ثقافاتهم وفي القيم الإنجيلية، ويكتسبون القوة في التزامهم بشخص المسيح ورسالة الكنيسة في مجال المصالحة والعدالة والسلام وفي أمانتهم لهما.

يعمل المعلمون في الإكليريكية مع الفريق المختص بالمساعدة على تسهيل التنشئة الشاملة. يجب على الإكليريكيين أن يتعلموا الحياة الجماعية بحيث تصبح الحياة الأخوية بينهم مصدر تجربة كهنوت حقيقية كـ "أخوة كهنوتية وثيقة".

وخلال عملية اختيار المرشحين وتنشئتهم، يميز الأسقف وفريق المعدين دوافع الإكليريكيين ومؤهلاتهم للتأكد من أن يكون الكهنة المستقبليون تلاميذ حقيقيين للمسيح وخداماً للكنيسة.

المقترح الحادي والأربعون

الشمامسة الدائمون

اعترف السينودس بأن خدمة المصالحة والعدالة والسلام هي الشكل الملح للرسالة الرسولية للكنيسة عائلة الله في إفريقيا والجزر المجاورة. بذلك وصف العديد من أعضاء رسالة الكنيسة الرسولية منهم عدة مسؤولين علمانيين، وخدام نالوا درجات كهنوتية من بينهم شمامسة دائمين "يخدمون المصالحة والعدالة والسلام" كخدام متفانين لله ومحبته الرحيمة وكلمته.

"بقوة النعمة السرية… يخدمون شعب الله في الليتورجيا والكلمة والمحبة" (نور الأمم، 29).

لذلك، يوصي السينودس بأن يحظى خدام الرب هؤلاء بتنشئة مناسبة في العلوم المقدسة وبخاصة في العقيدة الاجتماعية للكنيسة. وبما أن هدف كل ممارسة روحية يقوم على اكتشاف السبيل لخدمة أفضل، يدعو آباء السينودس الشمامسة إلى البحث عن وجه الله والتأمل به يومياً ليكتشفوا طريقة أكثر صدقاً في خدمة المصالحة والعدالة والسلام.

المقترح الثاني والأربعون

الحياة المكرسة

تعترف الكنيسة بالقيمة الثمينة للحياة المكرسة التي تؤدي دوراً أساسياً في حياة الكنيسة ورسالتها، في خدمة ملك الله.

تقدر شهادة المكرسين في حياة الصلاة والحياة المشتركة، في التربية والصحة والتنمية البشرية والخدمة الرعوية.

ولا بد من التشديد على الدور الأساسي الذي تؤديه في عملية المصالحة والعدالة والسلام بحيث يبقى المكرسون بقرب ضحايا القمع والتمييز والعنف والمعاناة الأخرى. بالتعاون مع الإكليروس في الخدمة الرعوية، لا بد من حماية كرامة الراهبات وهويتهن وهبتهن. من هنا يدعى الأساقفة إلى مساعدة الجمعيات الدينية الصغيرة على الاكتفاء الذاتي.

تنتظر الكنيسة الكثير من شهادة الجماعات الدينية المتميزة بالتنوع العرقي، الإقليمي أو الإتني. من خلال حياتها، تعلن هذه الجماعات أن الله لا يميز بين البشر وأننا أبناؤه، أعضاء عائلة واحدة، نعيش بوئام في التنوع والسلام.

في سبيل دعم المكرسين وتشجيعهم، يوصي آباء السينودس بـ :

–  تمييز المرشحين والمرشحات (الإخوة، الأخوات، والكهنة) خلال تنشئتهم؛

–  تنشئة بشرية وروحية وفكرية متينة (بيبلية، لاهوتية، أخلاقية) ومهنية؛

–  الأمانة لدعوتهم وهبتهم؛

–   القيام بشكل طبيعي بالتنشئة الأولى (الطالبية والابتداء) في إفريقيا.

يحيي السينودس نشأة اتحاد مجالس الرؤساء العامين في إفريقيا ومدغشقر الذي يعتبر هيئة تشجع الحياة المكرسة في إفريقيا، وإطار حوار مع أساقفة القارة.

المقترح الثالث والأربعون

التعليم الديني

أصبح التعليم المسيحي السبيل الاعتيادي للترحيب بالأفراد في العقيدة والكنيسة من خلال العماد والافخارستيا والتثبيت. كما أنه السبيل لتحضير المؤمنين لنيل الأسرار. لذلك من المهم الحفاظ على الرابط الحيوي بين حفظ التعليم الديني وعيشه من أجل التوصل إلى اهتداء دائم وعميق. يشدد آباء السينودس على وجوب إيلاء اهتمام خاص بالتعريف بسر المصالحة. لذا يقوم التحدي على تنشئة الأفراد على حياة مسيحية ناضجة ليتمكنوا من مواجهة المشاكل في حياتهم الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية.

وفي التعليم الديني، لا بد من استخدام تعليم الكنيسة الكاثوليكية بطريقة مناسبة.

المقترح الرابع والأربعون

معلمو الدين

إن معلمي الدين الدائمين أو المؤقتين يعتبرون المبشرين الأساسيين بالإنجيل إلى جانب جماعاتنا الكنسية الحية. يؤدون أدواراً مختلفة كمرشدين في الصلاة، ومستشارين ووسطاء. لذا يحتاجون إلى الدعم والتشجيع في حماستهم للرسالة، بخاصة لرسالة المصالحة والعدالة والسلام، من خلال تنشئة متينة والدعم المادي الضروري الذي يسمح لهم بتأدية دورهم كمرشدين روحيين.

لا بد من توفير تنشئة ملائمة لمعلمي الدين المتطوعين ودعمهم وتأمين وثائق إرشادية لهم.

المقترح الخامس والأربعون

الافخارستيا مصدر شركة ومصالحة

إن التحدي الكبير الذي ينتظرنا في مطلع الألفية الثالثة للمسيحية لا يتمثل في التشديد على اختلافات الانتماء أو الثقافة، وإنما في بناء وحدة تحترم الاختلاف. فالرجال والنساء على تنوع انتماءاتهم وأطباعهم وثقافاتهم ودياناتهم قادرون على بناء الوحدة الكبرى، الوحدة التي قد تدفع بهم إلى الموت من أجل بعضهم البعض ومع بعضهم البعض من أجل الشخص عينه: الله الذي صار إنساناً، يسوع المسيح الذي خيم بيننا وسفك دماءه من أجلنا ويقدم ذاته يومياً قوتاً لنا. إن دماء المسيح التي سفكت من أجلنا هي مبدأ وأساس أخوة جديدة بوجه القبلية والتعصب والإتنية ومحاباة الأقارب والتيمية وغيرها.

يعبر السينودس عن شجبه لبعض أشكال الانحراف في الممارسة الأسرارية التي تخالف سري العماد والافخارستيا.

دعونا نشدد على أن سر الافخارستيا يبقى مصدر وذروة المصالحة وكل الحياة المسيحية، وأن القداسة تعتبر الوسيلة الأكثر فعالية لبناء مجتمع متصالح وعادل وسلمي. لذا يجب أن نحرص على الاحتفال الافخارستي وتخصيص مكان وزمان للسجود القرباني (الفردي والجماعي) في كل الأبرشيات والرعايا. كذلك يجب أن نحرص على تخصيص الكنائس والكابيلات للاحتفال بسر الافخارستيا ونتلافى أن تكون مجرد أماكن للتدامج الاجتماعي.

يطلب آباء السينودس من منظمات المساعدة الراغبة في دعم الأبرشيات لبناء أماكن عبادة ضرورية للكنيسة، أن تقوم بذلك بالحوار الصادق مع الأساقفة المحليين، لضمان معنى المقدسات والتنمية البشرية الحقيقية والشاملة.

المقترح السادس والأربعون

قدرة كلمة الله

"إن جهل الكتاب المقدس يعني جهل المسيح (القديس جيروم). بروح الإنجيل، ذكر السينودس… الأساقفة والكهنة بخدمتهم الأساسية كمبشرين بالإنجيل في الكنيسة عائلة الله وفي العالم. تساهم قراءة كلمة الله والتأمل بها بترسيخنا أكثر في المسيح وترشد رسالتنا كخدام المصالحة والعدالة والسلام.

ويوصي هذا السينودس بتعزيز الخدمة البيبلية في كل جماعة مسيحية، في العائلة والحركات الكنسية. إضافة إلى ذلك، يوصي المؤمنين بالمسيح بقراءة الكتاب المقدس يومياً.

 

المقترح السابع والأربعون

المرأة في إفريقيا

تقدم المرأة في إفريقيا إسهامات كبيرة للعائلة والمجتمع والكنيسة بمواهبها ومواردها المتعددة. مع ذلك، فإن كرامتها وإسهاماتها ليست هي الوحيدة التي لا يتم الاعتراف بها وتقديرها، إذ تتعرض حقوقها أيضاً للانتهاك. وعلى الرغم من التقدم المحرز في تربية المرأة وتعليمها في بعض البلدان الإفريقية، يتخلف تعليم الفتيات والنساء عن تعليم الصبيان والرجال، وتعامل الفتيات والنساء بطريقة ظالمة.

يدين آباء السينودس كل أعمال العنف الممارسة ضد المرأة منها تعنيف النساء وحرمان الفتيات من الإرث والتضييق على الأرامل باسم التقليد، والزيجات القسرية، وتشويه الأعضاء التناسلية، والاتجار بالنساء، وغيرها من الأعمال التعسفية مثل الرق الجنسي والسياحة الجنسية. كذلك تدان كل الأعمال الوحشية والظالمة المرتكبة بحق النساء.

يقترح آباء السينودس:

–        تنشئة بشرية شاملة للفتيات والنساء (فكرية، مهنية، أخلاقية، روحية، لاهوتية، وغيرها)؛

–        إنشاء "ملاجئ" للفتيات والنساء المعنفات ليجدن الملجأ ويحظين بمعالجة نفسية؛

–        تعاون وثيق بين المجالس الأسقفية لوضع حد للاتجار بالنساء؛

–        اندماج أكبر للنساء في بنى الكنيسة وفي عمليات أخذ القرار؛

–        تشكيل لجان على الصعيدين الأبرشي والوطني لمعالجة مشاكل النساء لمساعدتهن على إنجاز مهمتهن في الكنيسة والمجتمع على نحو أفضل؛

–        وتشكيل لجنة دراسة حول النساء في الكنيسة ضمن المجلس الحبري للعائلة.

المقترح الثامن والأربعون

الشبيبة

يشكل الشباب في إفريقيا اليوم أكثرية السكان، ويعتبرون هبة ثمينة من عند الله ومقدرة من قبل كل إفريقيا. يجب أن نحبهم ونقدرهم ونحترمهم. إضافة إلى ذلك، تشكل الشبيبة قوة الكنيسة والمجتمع ورجاءهما. في العديد من البلدان، تواجه مشاكل وتحديات كثيرة تضعفها بسبب تنشئة وتربية غير ملائمتين، وبسبب البطالة والاستغلال السياسي والمخدرات وغيرها. فيشعر الشباب أنهم محبطون ومرفوضون.

يشعر آباء السينودس بقلق حيال مصير الشبيبة، ويوصون بأن:

–        تحشد الكنيسة المحلية الموارد وتنشئ مراكز التعليم المهني والتنشئة البشرية، بالتعاون مع مختلف المؤسسات؛

–        توفر للشباب نصائح مهنية، وتنشئة على تنظيم المشاريع، وتخلق وظائف لهم؛

–        تؤمن للشباب تنشئة دينية وبيبلية مستمرة ليكونوا رسل مصالحة وعدالة وسلام بين بعضهم البعض ويعبروا عن آرائهم الناقدة أمام المشاكل المتعلقة بوسائل الإعلام؛

–        تباشر الكنيسة المحلية بدراسة المشاكل والتحديات التي تعترض الشباب، وذلك من خلال لجان أبرشية ورعوية؛

–        تنظم لجان للشبيبة على الصعد الأبرشية والوطنية والإقليمية والقارية؛

–        تنشئ مراكز إعادة تأهيل للشباب المعانين من صدمات نفسية (الأطفال الذين عانوا من التجنيد، والاغتصاب، والإدمان على المخدرات، وغيرها)؛

–        تكون أنظمة التربية الوطنية أكثر انفتاحاً على الأشخاص الأقل موهبة لتقديم الفرص للجميع.

المقترح التاسع والأربعون

الأطفال

لا بد من أن يلقى الأطفال الذين يعتبرون هبة من الله للبشرية عناية خاصة من عائلاتهم والكنيسة والمجتمع والحكومات. إن الأطفال هم رسل الجِدة في الحياة ورجاء عائلاتهم والمجتمع والكنيسة.

مع الأسف أن الفئات التالية من الأطفال تتعرض لمعاملات غير مقبولة: الأطفال المجهضين؛ الأيتام؛ المصابين بالبهاق؛ أطفال الشوارع؛ الأطفال المهملين؛ الأطفال الجنود؛ الأطفال في السجون والعمل؛ المعوقين جسدياً أو عقلياً؛ الأطفال المتهمين بالشعوذة؛ الأطفال الذين يتاجر بهم كأرقاء الجنس؛ والأطفال الذين يتعرضون لصدمات نفسية من دون أي تربية مسيحية أو آفاق مستقبلية.

يدعو آباء الكنيسة الكنائس المحلية إلى أن تقوم في إطار "راعوية الأطفال" بإيلاء اهتمام خاص بهؤلاء الأطفال الضعفاء. كما تدعو إلى إفساح المجال لهم لسماع كلمة الله، ونيل مساعدة نفسية، والتعرف إلى ثقافة العدالة والسلام، وتعليمهم نشاطاً تجارياً ليصبحوا أعضاء جيدين في المجتمع.

المقترح الخمسون

المعوقون

كثيرون هم الأشخاص المعوقون جسدياً أو ذهنياً في مجتمعاتنا. وكثيراً ما يتعرضون للتهميش.

فيما يذكر السينودس بحق الأشخاص المعوقين في الحياة، يقترح أن:

–        تبذل كافة الجهود الممكنة لضمان اندماجهم في المجتمع والجماعات الكنسية ليتمكنوا من تقديم هباتهم وتوظيف إمكانياتهم وعيش تجربة حضور المسيح المصلح في الجماعة؛

–        يجري إعداد برامج لتشجيع اندماجهم في التخطيط الرعوي في أبرشياتنا وفي الجماعات المحلية ضمن كنائسنا.

المقترح الحادي والخمسون

فيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز

يعتبر الإيدز أحد الأوبئة الكبيرة مثل الملاريا والسل التي تفتك بالشعوب الإفريقية وتعرض حياتها الاجتماعية والاقتصادية للخطر. يجب ألا نعتبره مجرد مشكلة طبية علاجية، أو مجرد مسألة تغيير في السلوك البشري. إنها مسألة عدالة وتنمية شاملة تتطلب مقاربة وإجابة شاملتين من قبل الكنيسة.

إن المصابين بمرض الإيدز في إفريقيا يقعون ضحايا الظلم لأنهم غالباً ما لا يحظون بنوعية العلاج التي تتوفر لأمثالهم في أماكن أخرى. تطالب الكنيسة بأن تستخدم الأموال المخصصة لمرضى الإيدز، وتوصي بأن يتلقى المرضى الأفارقة نوعية العلاج المتوفرة في أوروبا.

تدين الكنيسة كل محاولة مفتعلة من قبل أفراد أو جماعات لنشر الفيروس كسلاح حرب أو من خلال أسلوب حياتهم.

ويشجع السينودس كافة المؤسسات والحركات الكنسية العاملة في مجال الصحة وبخاصة في مرض الإيدز، ويطلب من الوكالات الدولية الاعتراف بها ومساعدتها في مهمتها.

توصي الكنيسة بتكثيف البحوث العلاجية الجارية في سبيل استئصال هذه الآفة.

كذلك يوصي السينودس بـ :

–        تجنب كل ما يسهم في انتشار المرض مثل الفقر وتفكك الحياة العائلية والخيانة الزوجية والتشوش وأسلوب الحياة الخالي من القيم الإنسانية والفضائل الإنجيلية؛

–        خدمة رعوية تقدم للمصابين بفيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز فرصة الحصول على العلاج الطبي والغذاء والمرافقة من أجل تغيير السلوك وحياة خالية من أي وصمة اجتماعية؛

–        خدمة رعوية تقدم للأيتام والأرامل رجاءً في الحياة من دون وصمة عار اجتماعية أو تمييز؛

–        دعم رعوي يساعد الأزواج الذين يعيشون مع شريك مصاب بالاستعلام وتنشئة ضمائرهم ليختاروا ما هو عادل بكل مسؤولية من أجل خير بعضهم البعض واتحادهم وعائلتهم؛

–        عمل مؤتمر المجالس الأسقفية في إفريقيا ومدغشقر على تقديم كتاب رعوي عن فيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز لجميع الملتزمين بالخدمة الكنسية لمرضى الإيدز (الكهنة، والمكرسين، والأطباء، والممرضين، والمستشارين، ومعلمي الدين، والمعلمين)، لتطبيق العقيدة الاجتماعية والمبادئ الأخلاقية الخاصة بالكنيسة في مختلف الظروف التي يعاني فيها شعب الله في إفريقيا من مختلف تحديات الوباء.

المقترح الثاني والخمسون

الملاريا

تبقى الملاريا أسوأ قاتل في القارة الإفريقية وجزرها. وتساهم في تفاقم الفقر. نهنئ كل المبادرات الهادفة إلى مكافحة هذا المرض. مع ذلك، نعترف بضرورة اتخاذ المزيد من الخطوات إن أردنا بلوغ نتائج مهمة. لذا يوصي السينودس بـ :

–        إيلاء اهتمام بالملاريا في كل الالتزامات الكنسية في مجال الصحة؛

–        المباشرة بمبادرات منظمة لإعلام الشعوب عن المسائل المتعلقة بالملاريا والوقاية من انتكاساتها؛

–        تشجيع الحكومات على تطوير سياسات ثابتة وبرامج هادفة إلى استئصال الملاريا؛

–        عمل المختبرات العلاجية على توفيرها لإنقاذ المزيد من الأرواح؛

–        ودعم الجهود لتطوير لقاح مضاد للملاريا.

المقترح الثالث والخمسون

المخدرات والكحول

إن انتشار المخدرات وبيعها يؤديان إلى خسارة الرأسمال البشري الإفريقي. كما يؤدي الإسراف في تعاطي الكحول إلى العديد من المشاكل الخطيرة: تفكك العائلة وتدهور الصحة وتبديد الموارد الضئيلة والصراعات وزيادة انتشار فيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز.

تعتبر الكنيسة ذلك كتهديد للأفراد، وبخاصة للشباب، وكسبب أزمة في المؤسسات التربوية، وفي العائلات والآداب العامة.

لذلك، يجب:

–        أن تلتزم الكنيسة بمكافحة إنتاج المخدرات وبيعها والاتجار بها في إفريقيا؛

–        أن تشجع الكنيسة الحكومات والمؤسسات الخاصة في مكافحة تعاطي المخدرات والكحول في بلادنا؛

–        أن تشجع الكنيسة خلال تنشئة الشباب على استخدام الكحول بوعي واعتدال، إن لم يكن على الامتناع التام عنها؛

–        أن يقدم الناشطون الرعويون خدمة رعوية للمدمنين على الكحول والمخدرات ولعائلاتهم، من خلال تنمية برامج إعادة تأهيل ومصالحة مع عائلاتهم؛

–        أن يتحمس الكهنة والمكرسون لإظهار المثال الجيد من خلال استخدام الكحول بطريقة معتدلة؛

–        أن تتم تنشئة كهنة ومكرسين وعلمانيين في مجال تقديم المشورة؛

–        أن تقدم عناية رعوية لضحايا "الإدمان على المخدرات"، وتقدم مساعدة لهم للتخلص من الإدمان.

المقترح الرابع والخمسون

القلق حيال السجناء

نعبر عن قلقنا العميق حيال الأعمال الإجرامية وتداعياتها على مجتمعاتنا، وعلى المواطنين الأبرياء وعائلاتهم؛ وندعو عناصر الأمن والمؤسسات القضائية إلى حماية المواطنين وضمان الأمن.

كذلك نعبر عن احترامنا للنظام القضائي الذي يسعى إلى مراعاة القانون وحفظ الأمن. لكننا نأسف للمناسبات العديدة التي لم يطبق فيها القانون ولم يعمل خلالها على إقامة العدل وصولاً إلى انتهاك حقوق المسجونين ظلماً.

إن الكنيسة في إفريقيا كعائلة الله تعترف برسالتها الأساسية تجاه جميع ضحايا الإجرام وحاجتهم إلى المصالحة والعدالة والسلام؛ ولكنها تشجب أيضاً كل حالات عدم إقامة العدل وسوء معاملة السجناء.
نوصي بـ :

–        عمل الحكومات وصانعي القرار على بدء إصلاحات في النظام الجزائي، ومنع حصول الجرائم، وتطبيق حد أدنى من المعايير الدولية في معاملة السجناء، منها معاملة أكثر إنسانية في مجال الغذاء والمسكن واللباس والعلاج الطبي، مع الاعتراف بحقوق السجناء وتوفير ظروف اعتقال محترمة لهم؛

–        تنظيم خدمة رعوية تدعمها لجنة العدالة والسلام، من خلال إنشاء مكاتب على المستويات الإقليمية والوطنية والأبرشية والرعوية، ومشاركة الجماعات الكنسية الحية فيها؛

–        اعتماد مقاربة شاملة في الخدمة الرعوية في السجون من قبل أشخاص ذوي إعداد جيد يعملون ضمن مجموعات؛

–        التزام العاملين في الخدمة الرعوية الخاصة بالسجون بإقامة العدل كسبيل لتشجيع المصالحة والعدالة والسلام وإعادة دمج المعتدين والضحايا والمعتدين السابقين في المجتمعات؛

–        وإنشاء مراكز "إعادة تأهيل" لمساعدة السجناء على إعادة الاندماج في المجتمع.

 

المقترح الخامس والخمسون

إلغاء عقوبة الإعدام

"ترى الكنيسة دليل رجاء في المعارضة المتزايدة على عقوبة الإعدام، حتى عندما تعتبر هذه العقوبة كتعبير عن إقامة العدل ونوعاً من الدفاع الشرعي من قبل المجتمع. يملك المجتمع المعاصر الوسائل لإلغاء الإجرام بطريقة فعالة من خلال جعل المجرمين مسالمين من دون إنكار فرصتهم في الإصلاح الذاتي" (ملخص العقيدة الاجتماعية للكنيسة الكاثوليكية، رقم 405).

تتطلب كرامة الإنسان احترام حقوقه الأساسية حتى عندما لا يحترم المرء حقوق الآخرين. من هنا فإن عقوبة الإعدام تعيق بلوغ هذا الهدف. كما تستخدم أحياناً للتخلص من الخصوم السياسيين. وإضافة إلى ذلك، يكون الناس الفقراء غير القادرين على الدفاع عن أنفسهم أكثر عرضة لهذه العقوبة غير القابلة للاستئناف.

لذلك، يدعو السينودس إلى الإلغاء التام والعالمي لعقوبة الإعدام.

المقترح السادس والخمسون

وسائل الإعلام

خلق الإنسان بطبيعته ليكون "على اتصال" مع غيره، ودعي إلى الشركة. لذلك، تشكل الاتصالات أولوية للتنمية البشرية والتبشير بالإنجيل.

إضافة إلى ذلك، وفي عالم معولم، يعتبر تحسين استخدام مختلف وسائل الاتصالات الاجتماعية (البصرية، والسمعية، والمكتوبة، والمتوفرة على الإنترنت) وتوفرها المتزايد أساسيين لتعزيز السلام والعدالة والمصالحة في إفريقيا.

من هنا، يدعو السينودس إلى:

–        حضور متزايد للكنيسة في وسائل الاعلام؛

–        الربط الشبكي للمراكز السمعية البصرية، ودور النشر، والمراكز الإعلامية؛

–        إنشاء مراكز إعلامية؛

–        التدريب المهني والتنشئة الأخلاقية للصحافيين من أجل تعزيز ثقافة الحوار التي تمنع عناصر الانقسام والتحريض والتضليل والاستهانة بالمعاناة البشرية التي تفسد وئام المجتمعات وسلامها.

–        استخدام وسائل الإعلام الحديثة لنشر الإنجيل وثمار السينودس الحالي، وتنشئة الشعوب الإفريقية على الحقيقة والمصالحة وتعزيز العدالة والسلام.

–        تطوير شبكة أقمار اصطناعية، بالتنسيق مع الهيئة الإعلامية التابعة لمؤتمر المجالس الأسقفية في إفريقيا ومدغشقر لخدمة الكنيسة عائلة الله في إفريقيا؛

–        وإنشاء لجان اتصالات أبرشية ووطنية وإقليمية تضم موظفين أكفاء لمساعدة الكنيسة في تنفيذ رسالتها الأساسية في المجتمع.

باختصار، لا بد من ضمان وسائل إعلام تربوية تعنى بنشر القيم الثقافية السليمة أخلاقياً والقيم الإنجيلية.

المقترح السابع والخمسون

مريم سيدة إفريقيا

عهد السينودس بكل جوانب عمله إلى شفاعة الطوباوية مريم العذراء، سيدة إفريقيا وسلطانة السلام.

إن مريم مثالنا في خدمة المصالحة والسلام والعدالة. فمن خلال الطاعة للآب والخضوع للروح القدس، شاركت في رسالة ابنها حتى موته على الصليب، الموت الذي صالح به البشرية مع الله. كأم رؤوفة، تعتبر مريم مثالاً في خدمة المصالحة، في الرحمة وفي محبة الكنيسة عائلة الله. وهي من السماء تتشفع لها في مهمتها الهادفة إلى تبديل إفريقيا وجزرها.

لذلك يدعو السينودس الأساقفة وجميع الناشطين الرعويين في الكنيسة في إفريقيا وجزرها إلى تسليم خدماتهم لشفاعة الطوباوية مريم العذراء لينالوا نعمة الشهادة الموثوقة للرب القائم من بين الأموات، ويصبحوا من خلال خدمة المصالحة، "ملح الأرض" و"نور العالم".

ترجمة وكالة زينيت العالمية (zenit.org)

ترجمة وكالة زينيت العالمية (zenit.org)