وضع حجر الأساس لمستشفى البابا بندكتس السادس عشر في بيت جالا

بيت جالا، الأراضي المقدسة، الجمعة 30 أكتوبر 2009.- موقع أبونا

وضع رئيس الوزراء الفلسطيني الدكتور سلام فياض حجر الأساس لمستشفى بندكتس السادس عشر لجراحة الأطفال في مدينة بيت جالا، بمشاركة وزير الصحة الدكتور فتحي أبو مغلي، وغبطة البطريرك فؤاد طوال بطريرك  اللاتين في الأراضي المقدسة، ومحافظي القدس وبيت لحم عدنان الحسيني وعبد الفتاح حمايل، والأب إبراهيم فلتس رئيس مؤسسة يوحنا بولس الثاني في الشرق الأوسط، والمونسنيور بول بورجيا القائم بأعمال السفارة البابوية في القدس، وحشد من الشخصيات الاعتبارية والمسؤولين المدنيين والأمنيين.

 وأشار رئيس الوزراء إلى البدايات التي ترتبط بوجود هذا الشعب وإصراره على البقاء والصمود على أرضه، حيث تأسيس جمعية بيت لحم العربية للتأهيل قبل 50 عاما ورعايتها للأطفال، مشيدا بما تقدمه الجمعية وما لها من تاريخ مشرق ومميز في خدمة أبناء شعبنا.

وأكد الدور الهام والمسؤولية الاجتماعية لمؤسسات المجتمع المدني وما تقدمه من خدمة لأبناء شعبنا بكل مسؤولية، وما تشكله من تكامل بين المؤسسات الرسمية والأهلية والكنسية، مما يضيف إلى النظام الصحي ويعزز من مكانته ويراكم ما تم إنجازه في فلسطين.

ووجه التحية والشكر لكل من ساهم في إخراج فكرة إنشاء هذا المستشفى الجراحي للأطفال، وخاصة مؤسسة يوحنا بولس الثاني، والبطريركية اللاتينية، وجمعية بيت لحم العربية للتأهيل، مقدما الشكر لحاضرة الفاتيكان وقداسة البابا بندكتس السادس عشر. 

بدوره، رحب البطريرك طوال باسم مجلس أمناء جمعية بيت لحم العربية للتأهيل والطاقم الطبي والإداري برئيس الوزراء وقبوله الدعوة لوضع حجر الأساس للمستشفى الجراحي الجديد لخدمة أطفال فلسطين- مستشفى البابا بندكتس السادس عشر، وهو المشروع الحادي عشر الذي تموله وتديره الكنيسة الكاثوليكية في الأراضي المقدسة.

وقال: "لا نريد أن يبقى الطفل الفلسطيني مسلوب الهوية ومحروما من حقوقه الأساسية، بسبب الظلم الواقع على الوطن والتداعيات الاقتصادية والأمنية والصحية والنفسية".

وأضاف، إن البطريركية اللاتينية ومجلس أمناء الجمعية، ومؤسسة يوحنا بولس الثاني أرادوا أن يشيدوا هذا المستشفى كثمرة من ثمار زيارة قداسة البابا لفلسطين، ولقائه الرئيس محمود عباس، فالطفل هو مستقبل الأمة، وأن 48% من الشعب الفلسطيني دون الرابعة عشر من العمر، لذا لا بد من إحاطتهم بالعناية اللازمة والتمتع بالحياة الكريمة كبقية العالم المتحضر.

 وأشار البطريرك طوال إلى تعاطف قداسة البابا مع الشعب الفلسطيني إلى أبعد مما تصورنا، حيث عبر في خطابه بمخيم عايدة بصراحة عن شعوره تجاه جدار الفصل قائلا: "في عالم تنفتح في الحدود أكثر وأكثر أمام حرية الحركة والتجارة والسفر والتبادل الثقافي، كم هو مأساوي أن نرى الأسوار ما زالت تبنى في هذه المنطقة"، كما قال: "مهما بنيت وارتفعت الأسوار فإنها لن تدوم إلى الأبد فمصيرها السقوط والهدم".

وقال البطريرك: "بينما يثلج صدورنا بناء مستشفى جديد لأطفالنا، فإنه يعصرنا الألم لما يحدث في محيط المسجد الأقصى ورحابه، ومن هذا الموقع الذي يطل على القدس نعبر عن استنكارنا الشديد لمحاولات اقتحام الحرم القدسي الشريف، من قبل متطرفين يهود، ونؤكد حق الفلسطينيين والمسلمين في زيارة مقدساتهم والتعبد فيها والدفاع عنها".

 وناشد الرأي العالمي والأمتين العربية والإسلامية إلى التدخل السريع لتوقف الاعتداء، وتحقن الدماء، وتعيد للمسجد الأقصى قدسيته، وللقدس أمنها واستقرارها وعروبتها، لتبقى مدينة السلام والمحبة والمصالحة.

 من جهته، قال الأب إبراهيم فلتس إن مؤسسة يوحنا بولس الثاني، والجمعية العربية تدين بالشكر الجزيل لبطريركية اللاتين وتفضلهم بالتبرع بقطعة الأرض، من أجل إنشاء هذا المشروع، ونبارك لغبطته إقامة هذا المشروع الحيوي في عهده وتحت ولايته، وهو الذي اقترح الفكرة لإنشاء مستشفى جراحي للأطفال وذلك في أعقاب زيارة قداسة البابا للأراضي المقدسة وتسميته باسم قداسته.

 وتحدث عن تأسيس المؤسسة وتوفيرها الموارد المادية لاستثمارها في تنفيذ مشاريع تهدف إلى بناء الإنسان وتطويره، وأشار إلى أن ما نشهده اليوم هو المبادرة الرابعة للمؤسسة بوضع حجر الأساس والمباشرة ببناء مستشفى جراحي للأطفال يحمل اسم قداسة البابا بندكتس السادس عشر.

 وشكر الأب فلتس وزير الصحة د. أبو مغلي لمشاركته في إطلاق هذه المبادرة الكبيرة في محافظة بيت لحم، ولتوجيهاته ونصائحه واقتراحه علينا الاهتمام والعناية بأطفالنا الصغار ضحايا العنف والنزاع.

 وقام د. فياض، وغبطة البطريرك طوال بإزاحة الستار عن حجر تأسيس مستشفى بندكتس السادس عشر لجراحة الأطفال وسط تصفيق الحضور.