الكرسي الرسولي حول مساعدات الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين

"يبقى حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني أساسياً"

نيويورك، الخميس 05 نوفمبر 2009 (Zenit.org)

ننشر في ما يلي التصريح الذي أدلى به نهار الثلاثاء الفائت رئيس الأساقفة تشيلستينو ميليوري، مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى الأمم المتحدة، حول مساعدات الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين في الشرق الأوسط، وذلك خلال انعقاد الدورة الرابعة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة.

***

سيدي الرئيس،

يرغب وفدي في المقام الأول في التعبير عن تقديره للمفوضة العامة لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأوسط على التقرير السنوي حول أعمال الوكالة خلال السنة الفائتة. فالتقرير الذي قدمته المفوضة العامة كارين أبو زيد جدير بالذكر لسببين: السبب الأول هو مصادفة الذكرى الستين لتأسيس الأونروا في هذه السنة، والثاني هو معاناة الأونروا من صعوبات استثنائية خلال السنة الفائتة.

يغتنم وفدي هذه الفرصة للتعبير عن الامتنان والتقدير للعقود الستة التي قضتها الأونروا في خدمة اللاجئين الفلسطينيين ومساعدتهم. كذلك يتقدم بالتعازي الحارة للأونروا لوفاة أعضاء منها أو تعرضهم للإصابة خلال القيام بمهامهم على مر السنوات الستين الماضية.

تأسست الأونروا كهيئة مؤقتة ضمن الأمم المتحدة تعنى بخدمة اللاجئين الفلسطينيين حتى إيجاد حل عادل لقضيتهم. الآن، وبعد مرور ستة عقود، يذكر وجود الأونروا بأن قضية اللاجئين الفلسطينيين ما تزال عالقة.

سيدي الرئيس،

إن هذا الواقع المأساوي يحث وفدي على الانتقال إلى النقطة الثانية. فالتقرير يتناول الحديث عن المآسي والمصاعب التي يعاني منها اللاجئون حالياً والتي لم تتغير على مر العقود الستة الماضية. إن الكرسي الرسولي يتفهم تأثير الوضع الراهن على حياة الملايين. كما أن البعثة الحبرية من أجل فلسطين، التي تأسست أيضاً كوكالة مؤقتة سنة 1949، توفر حالياً التربية والخدمات الصحية والغوث والخدمات الاجتماعية وبرامج التزظيف للاجئين الفلسطينيين في الأردن ولبنان والجمهورية العربية السورية والضفة الغربية وغزة، وذلك بالتعاون مع متبرعيها ومعاونيها حول العالم، وجنباً إلى جنب مع الأونروا.

سيدي الرئيس،

يبقى إيجاد حل للصراع الإسرائيلي الفلسطيني أساسياً بغية حل العديد من الأوضاع التي تسبب الفوضى في منطقة الشرق الأوسط وتحدث تداعيات عالمية خطيرة. مع الأسف أن الطرفين المعنيين يفشلان في الالتزام بحوار هام وحقيقي ومناقشة الحل في سبيل التوصل إلى الاستقرار والسلام في الأراضي المقدسة. الآن، ينبغي على الأسرة الدولية أكثر من أي وقت مضى أن تستكمل جهودها من أجل تسهيل فوري للتقارب بين الطرفين. ويجب أن يحافظ الوسطاء في المفاوضات على مقاربة متوازنة من خلال تلافي فرض شروط مسبقة على أي من الطرفين.

على أمل أن تحل المشاكل العديدة في المنطقة من خلال التفاوض والحوار، يشدد وفدي على أن الحل الدائم يجب أن يشتمل على وضع مدينة القدس المقدسة. وعلى ضوء أعمال العنف والتحديات التي يفرضها الجدار الأمني على حرية التنقل، يجدد الكرسي الرسولي دعمه لـ "أحكام ذات ضمانات دولية تكفل حرية الدين والضمير لسكانها، ووصول المؤمنين من كافة الديانات والجنسيات إلى الأماكن المقدسة بحرية ومن دون عوائق".

ختاماً، نجدد دعوتنا للأسرة الدولية لتسهيل المفاوضات بين الطرفين المتنازعين. فقط من خلال السلام الدائم والعادل – لا المفروض بل المضمون من خلال التفاوض والتسوية المعقولة – تتحقق التطلعات المشروعة لكافة الشعوب في الأراضي المقدسة.

شكراً، سيدي الرئيس

ترجمة وكالة زينيت العالمية