إسرائيل: مشاكل التأشيرات تعوق دخول الكهنة والرهبان

شجب من القاصد الرسولي وحارس الأراضي المقدسة

روما، الجمعة 06 نوفمبر 2009 (Zenit.org)

أعلن العديد من المسؤولين في الكنيسة الكاثوليكية في الأراضي المقدسة أن الحكومة الإسرائيلية تصعب إعطاء تأشيرات الدخول للكهنة والرهبان المتوجهين إلى تلك الأراضي.

وحسبما أكد القاصد الرسولي في إسرائيل، المونسنيور أنطونيو فرانكو، وحارس الأراضي المقدسة، الأب بيارباتيستا بيتزابالا، فإن المصاعب ناشئة عن وزارة الداخلية منذ أن أصبحت هذه الأخيرة بعهدة إيلي يشاي، رئيس حزب شاس الديني.

وفي تصريحات إلى خدمة الأنباء الخاصة بمجلس أساقفة إيطاليا، أعلن المونسنيور فرانكو، النائب الرسولي في القدس وفلسطين: "هناك صعاب نسعى إلى تخطيها".

"إن كانت مدة التأشيرات سنتين للأوروبيين أيضاً، فهي لم تعد سوى سنة واحدة"، حسبما أعلم القاصد معترفاً بأن هذه القيود قد تسيء إلى سير العمل الرعوي الاعتيادي الذي تقوم به الكنيسة.

هذه المشكلة برزت في السابق عندما تسلم حزب شاس الديني وزارة الداخلية، وصولاً إلى حظر التأشيرات.

يقول القاصد: "هذا هو الواقع. يجب علينا الآن أن نتساءل عن أسباب هذه القيود وكيفية العودة إلى الإجراء السابق الأكثر انفتاحاً".

هذه المشكلة حصلت عند بداية تقدم مفاوضات اللجنة الثنائية بين الكرسي الرسولي وإسرائيل من أجل تطبيق الاتفاق الأساسي الموقع سنة 1993 الذي سمح بإقامة علاقات دبلوماسية بين الكرسي الرسولي وإسرائيل.

ويناقش المفاوضون حالياً اتفاقاً اقتصادياً يهدف إلى تنظيم النظام المالي وممتلكات الكنيسة.

عقد اللقاء الأخير للجنة الثنائية في 29 أكتوبر، وتقرر عقد الجمعية العامة في 10 ديسمبر في الفاتيكان. وسيرأس وفد الكرسي الرسولي الوكيل الجديد للعلاقات مع الدول، المونسنيور إيتوري باليستريرو.

أوضح المونسنيور فرانكو أن "المفاوضات الجارية بين إسرائيل والكرسي الرسولي حول الاتفاق الأساسي لا تتناول موضوع التأشيرات للرهبان"، مضيفاً "لا بد من طرح هذه المسألة سعياً وراء التوصل إلى نتيجة أفضل، لكن أي تغيير لم يحدث حتى الآن".

وفي تصريحات إلى وكالة سير الكاثوليكية، أكد الأب بيارباتيستا بيتزابالا أن "المشاكل قائمة وموضوعية، وسابقة لوصول حزب شاس على الرغم من اتضاحها أكثر مع وصوله".

"إنها مشكلة قديمة نتحدث عنها منذ وقت طويل. فمنذ أكثر من سنة، تقلصت مدة التأشيرات من سنتين إلى سنة واحدة. من الصعب التحدث عن هذا الوضع بحيث تمنح بعض التأشيرات، ولا تمنح أخرى أو يتم تأجيلها. هناك القليل من الارتباك: لا نعلم إن كان الأمر متعلقاً بسياسة وزارية أو ببيروقراطية بعض الموظفين. لربما كان هذا الغموض مقصوداً".

ويضيف الأب بيتزابالا: "من الصعب أن تقوم الكنائس ببرمجة عملها من دون التأكد من إمكانية وصول الكهنة والرهبان". ويقول الأخ الفرنسيسكاني: "في حراسة الأراضي المقدسة، حصلنا هذه السنة على تأشيرات منحت إلى رهبان قادمين من بلدان عربية لا من إفريقيا. ولم يحصل أخوان على تأشيرتي دخولهما. في السابق كانت الأمور تحصل بالعكس، لذا نحن نعيش في الحيرة بعد أن أصبحت البروقراطية أكثر تعقيداً".

وأوضحت الصحافية آريي كوهن إلى وكالة آسيانيوز الكاثوليكية أن "الطابع العالمي لحضور الكنيسة الكاثوليكية في الأراضي المقدسة في خطر. فالأراضي المقدسة تعتبر على مثال روما مكاناً تتضح فيه الصفة الجامعة للكنيسة الكاثوليكية".

"إن حرمان الإكليريكيين والكهنة والرهبان من العالم أجمع من إمكانية العمل والصلاة والقيام بالنشاطات الرعوية في الأراضي المقدسة، يعني النيل من الطابع الخاص (الجامع) لحضور الكنيسة في موطن الفادي".

ونقلت وكالة آسيا نيوز عن الأخ الفرنسيسكاني دايفيد ماريا جايغر، الخبير في العلاقات بين الكنيسة والدولة في إسرائيل، قوله "بإمكان دولة إسرائيل أن ترفض دخول الأفراد الذين قد يهددون السلامة العامة، وإنما ليس بإمكانها أن تستبدل حكم الكنيسة على الأعضاء الذين تنوي "توظيفهم" في إسرائيل في مؤسساتها ونشاطاتها أياً كانت جنسياتهم".

وكرجل قانون، قال الأب جايغر: "أنا واثق بأن مفتاح حل هذه المسألة موجود في الاتفاق الأساسي الموقع سنة 1993".