البابا يزور كونشيزيو قرب بريشا

ويسلم جائزة بولس السادس الدولية إلى سلسلة المنابع المسيحية

بريشا، الاثنين 9 نوفمبر 2009 – إذاعة الفاتيكان

قام البابا بندكتس الـ16 عصر اليوم الأحد بزيارة خاطفة إلى المنزل الذي فيه ولد جوفاني باتيستا مونتيني أي البابا بولس السادس لاحقا في كونشيزيو حيث استقبله عمدة البلدة مرحبا ورئيس معهد بولس السادس جوزيبه كانديني والتقى بعض المتحدرين من عائلة مونتيني.

وبتمام الخامسة والنصف عصرا، دشن الحبر الأعظم المقر الجديد لمعهد بولس السادس في كونشيزيو وسلم برنار مونييه جائزة بولس السادس الدولية لعام 2009 الممنوحة لسلسلة المنابع المسيحية الفرنسية.

وفي خطابه الموجه إلى الحضور في مسرح فيتوريو مونتيني داخل حرم المعهد، أعرب الأب الأقدس عن سعادته بتسليم الجائزة للسلسلة التي انطلقت مع الكاردينال جان دانييلو وهنري دو لوباك، ولفت إلى أن البابا بولس السادس هو من أقامه رئيس أساقفة على أبرشية ميونيخ عام 1977 ومنحه من ثم القبعة الكاردينالية.

أضاء بندكتس الـ16 في كلمته على جانب من تعليم بولس السادس كان في أساس منح الجائزة ألا وهو قدرته التربوية في الوقت الذي يشهد فيه العالم حالة طوارئ تربوية، فأشار إلى صعوبة تربية الشباب وتثقيفهم وتنامي تعقيداتها اليوم في حين ينتشر جو وذهنية وشكل من الثقافة تقود إلى الشك بقيمة الشخص ومعنى الحقيقة والخير وحتى بصلاح الحياة.

وأضاف يجب نقل قواعد تصرف صلبة للأجيال الآتية المتعطشة لليقين والقيم وتزويدها بأهداف عليا، لتتقرر وجودها على أساس توجه سليم وحاسم، من هنا تبرز أهمية التربية كشهادة وللمربي المسيحي شهادة إيمان. وهكذا كان مونتيني المربي والتلميذ والكاهن والأسقف والحبر الأعظم يدعو لضرورة حضور مسيحي ذي نوعية في عالم الثقافة والفن والاجتماع، راسخ في حقيقة المسيح ومتنبه للإنسان ومتطلباته الحياتية.

تابع البابا بندكتس كلامه مسطرا أن بولس السادس كان كاهنا يتمتع بإيمان كبير وثقافة واسعة كما كان مرشد للنفوس ومحققا متنبها لمأساة الوجود البشري، ولذا وجدت فيه أجيال من الشباب مرجعا هاما في تنشئة الضمائر قادر على زرع الحماسة في القلوب والتذكير بواجب الشهادة للمسيح.

ولفت الحبر الأعظم إلى تركيز بولس السادس على الوحدة الروحية لشخصية الشباب فكان يشدد على تنشئتهم كي تمكنوا من إقامة علاقة مع الحداثة، علاقة شاقة وحساسة ولكنها دوما بناءة وحوارية. فتجب تربية الشاب على الحكم على البيئة التي فيها يعيش ويعمل، لكونه شخصا وليس رقما ضمن المجموعة، وبالتالي مساعدته على امتلاك رأي قوي وحر قادر على العمل بقوة وتحاشي الخطر.

هذا ووصف بندكتس الـ16 البابا مونتيني بأنه بابا المجمع الفاتيكاني الثاني وما بعده، وهو بحسب قوله "صديق الشباب القديم" الذي عرف تمييز همومهم ومشاطرتهم إياها حينما كانوا يتنازعون بين حب الحياة والحاجة لليقين والشوق إلى الحب وبين معنى الضياع وتجربة التشكيك واختبار الإحباط.