مشـيئة الله (1) المحبة

 بقلم نيران إسكندر

     لو سألتك ياإلهي "ما هي مشيئتك؟"، لسمعتك تقول لي من خلال الإنجيل المقدّس بأنك خلقتني ومشيئتك أن أعرفك كـ إبن/إبنة لك، يحمل/تحمل صفاتك (كما يحمل الأطفال صفات والديهم)، إذ أنّك خلقتني على صورتك: إله محبة وصاحب قلب نقي وقلبك مفعم بنار المحبة لجميعنا ومشيئتك أن تمتلىء قلوبنا بنار المحبة لك ولجميع خلقك (لوقا 12: 49)، هذه الصورة التي نراها في قلوب الأطفال الصغار النقية (مرقس 10: 13-16).

 

     لقد خلقتني يا رب ومشيئتك أن يزداد عدد الذين يعرفونك عن طريقي وبالذات عن طريق العائلة التي سأكوِّنها سواء إن إخترت الزواج (سفر التكوين 1: 28) أو إن إخترتُ أن أخدِمُكَ كأب روحي (ككاهن (سفر الخروج 28: 1، سفر الأعداد 1: 48-53، 3، 4)) لأبناء بالروح كثيرين (1 كورنثيين 7:7، 32-35). سأنقل هذه المحبة المتجسدة بيسوع المسيح على الصليب (1 يوحنا 4: 7-21، 5: 1-4) لأبنائي وبناتي الذين بدورهم سينقلونها الى أبناءهم وأبناء الأجيال القادمة (مزمور 87)، سأعمل جاهداً أن أنقل هذه المحبة لجيراني وكل من هم يعملون معي أو تحت إمرتي (مؤدياً واجباتي تجاه الآخرين حسب قولك ومهما كان عملي الذي أقوم به في حياتي العملية). هذه المحبة لك ليست محبة رياء ولا محبة باردة بل هي محبة حارة مقرونة بالأعمال الصالحة التي تعكس وتكون مرآة لإسمك القدوس ولمحبتك الغيورة لنا، وتُرضي إرادتك المقدّسة المملؤة عوناً وخيراً لنا. هذه الإرادة التي بها يتحول الشر المصنوع بيد أعدائي (أي خطاياي وأفكار الشرير الذي يحرِّك أناس آخرين للوقوع بالخطيئة) الى خير يعم عليَّ وعلى الآخرين (كما حدث مع يوسف إبن يعقوب على سبيل المثال). هذه الإرادة التي لن يقوى عليها أحد والتي لن أحصل عليها إلا إذا سلَّمتُ أمري لك لتفعل بها ما تشاء وأنا كلّي ثقة بك كما الطفل الصغير الذي يُحب والديه ويضع كلَّ ثقته بهما ويعمل جاهداً على طاعتهما وعدم الإساة لهما في كل حين (متى 18: 3-4). هذه الإرادة التي أعطيتني بواسطتها مجاناً وبألم مبرح الوسيلة لخلاص نفسي من الهلاك. هذه الوسيلة المباركة المقدسّة التي تكون معي في كل الأوقات: في السراء والضراء كما يبقى العريس مع عروسه ليقوم هو على خدمتها وإسعادها كما تقوم هي أيضاً على طاعته وخدمته وإسعاده والإكثار من نسله وتربيتهم تربية صالحة تعكس إسمه القدوس الذين يحملونه كأبناء له.

 

من بعض كلمات ترنيمة " إفرحي يا نفسي":

إفرحي يا نفسي وغني وإنشدي أعظم نشيد

سبّحيه ورنمي … وقدمي له مجداً عظيم

كرسي كل حياتك لمسيحك القدوس

وإجعلي غاية حياتك هي خلاص النفوس