البابا بنديكتوس السادس عشر يحاول تعزيز العلاقة بين الكنيسة وعالم الفن

بواسطة جيلداس لو رو (AFP)

الفاتيكان (ا ف ب) – يحاول البابا بنديكتوس السادس عشر تعزيز العلاقة بين الكنيسة الكاثوليكية وعالم الفنون باستقباله السبت 250 فنانا في كنيسة السيستينا الشاهدة على العصر الذهبي للعلاقات التي كانت قائمة بين البابوية والنخبة من الفنانين.

وستتمثل كل انواع الفنون في هذا اللقاء الذي اراده البابا، من السينما (بيتر غرينواي وناني مورتي) الى النحت (ايغور ميتوراج) والهندسة المعمارية (ماريو بوتا) والادب (كلاوديو ماغريس) ووصولا الى الموسيقى (عازفة البيانو انجيلا هيويت).

وقال البابا الاربعاء خلال جلسة عامة ان "تناغما عميقا ينشأ عند التقاء الايمان بالفن"، مؤكدا ان "كلاهما يمكنهما ويرغبان بالتحدث عن الله، كاشفان ما لا يمكن ادراكه". واضاف "هذا ما اريد تقاسمه مع الفنانين خلال لقائي بهم".

ويتضمن البرنامج المعد لاستقبال 250 فنانا زيارة لمجموعة الفن الحديث والفن المعاصر داخل متاحف الفاتيكان الجمعة. ويلقي البابا خطابا صباح السبت في هذا الجو من الفخامة الذي اضفاه الفنان مايكل انجلو على الكنيسة.

واوضح المونسنيور جانفرانكو رافاتسي رئيس المجلس الحبري للثقافة ان هذا اللقاء "يجسد ارادة في اجراء حوار بين الكنيسة وعالم الفن الذي يفترض ان يتطور في مراحل لاحقة".

من جهته قال ماركو بوليتي الخبير في الفاتيكان ان "الامر ليس حوارا حقيقيا لكنه مؤشر ذو دلالات" تجاه عالم الفن، اذ ان المونسينيور رافاتسي يرغب "بتوثيق العلاقات بين الكنيسة وعالم الفن". واشار الى ان "البابا منفتح جدا على هذه الاقتراحات".

ورد ماركو بوليتي على سؤال حول ان ثلاثة ارباع المدعوين الى هذا اللقاء ايطاليون بالقول ان هذه المرحلة "ليس الا البداية: بدأنا مع الايطاليين الا اننا نسعى للتوصل الى انتاج فني معاصر مستوحى من الكنيسة".

وتأمل دولة الفاتيكان في ان يكون لها جناحها الخاص في بيينالي الفن المعاصر المقبل الذي سيقام في مدينة البندقية في 2011. ولم يتم اختيار الفنانين الذين يفترض ان يكونوا من مختلف القارات، الا انه عليهم العمل على مسألة التكوين.

ويعقد هذا اللقاء بعد 45 عاما على مبادرة شبيهة بدأها البابا بولس السادس الذي اعترف بخطأ الكنيسة تجاه الفنانين، تبعتها بعد عشر سنوات رسالة وجهها البابا يوحنا بولس الثاني الى الفنانين اشار فيها الى الكنيسة "بحاجة الى الفن". وقد تراجعت العلاقات بين دولة الفاتيكان والفنون لا سيما منذ القرن التاسع عشر بعدما عرفت ازدهارا في عصر النهضة وحقبة الباروك.

وكان البابا بولس السادس اعترف بهذا الامر اثناء احتفاله بالذبيحة الالهية على نية الفنانين في 1964. وقال حينها "فرضنا عليكم انتم المبدعون التقليد كقاعدة اولى (…) وقمعناكم احيانا، فاغفروا لنا!".