تطويب يوحنا بولس الثاني محتمل، وإنما ما من تاريخ محدد بعد

حاضرة الفاتيكان، الجمعة 20 نوفمبر 2009 (Zenit.org)

بدأت المدونات الإلكترونية تعج مؤخراً بالتساؤلات حول تاريخ تطويب البابا يوحنا بولس الثاني.

لكن الحقيقة أقل إثارة من كتابتهم على الإنترنت: حتى الآن، يظل التاريخ المنتظر تخميناً، أو في أحسن الأحوال، تحليلاً ذكياً.

خلال وجوده في الأرجنتين، قال الكاردينال ستانيسلو دزويز، رئيس أساقفة كراكو الذي بقي لفترة طويلة أمين سر البابا البولندي، أن "الأمر يعتمد على البابا" في هذا الموضوع.

في 16 نوفمبر عقد لقاء في مجمع دعاوى القديسين حول الفضيلة البطولية الممكنة للبابا فوتيلا.

ولكن نظراً إلى أن تصويت المشاركين يخضع للسرية البابوية، فإن السؤال عن النتائج أو نشرها يعني التعاون في انتهاك هذه السرية.

ووفقاً لعملية التطويب والتقديس، فإنه يتعين على البابا توقيع مرسوم الفضائل البطولية في حال كانت النتائج إيجابية. وإن ظل كل شيء على الجدول المحدد، وفقاً للروزنامة، فقد ينشر المرسوم في ديسمبر.

في هذه الحالة، يتم إعلان يوحنا بولس الثاني "مكرماً". وتكون هذه الخطوة مهمة وإنما غير حاسمة لتطويبه. بعدها، تقوم لجنة طبية، ولجنة لاهوتيين، ولجنة كرادلة بتحليل أعجوبة ونسبها لشفاعة كارول فوتيلا بعد وفاته.

فقط بعد الحكم الإيجابي الذي تعطيه هذه اللجان الثلاث، يتمكن بندكتس السادس عشر من توقيع المرسوم الذي يعترف بالأعجوبة، مما يفتح المجال أمام تطويب يوحنا بولس الثاني.

ووفقاً لتقارير صحفية لا يمكن إثبات صحتها إلا في وقت لاحق، فإن وكيل الدعوى يقدم أعجوبة شفاء راهبة فرنسية من مرض الشلل الرعاشي (الباركنسون الذي كان يعاني منه يوحنا بولس الثاني أيضاً).

صنع الله

كم من الوقت تستغرق كل واحدة من هذه الخطوات؟ لا أحد يعلم بالضبط. يستطيع المطّلعون في الفاتيكان أن يجروا حسابات مقارنة بحالات أخرى، إلا أنها لن تكون سوى تخمينات.

ففي الواقع أن العملية تتبع البرنامج الاعتيادي، بعد أن أعفاها بندكتس السادس عشر من فترة الانتظار التي تمتد خمس سنوات قبل فتح الدعوى، كما حصل في قضية الأم تريزا دي كالكوتا.

شدد الكاردينال دزيويز على أنه لا هو ولا أحد من إخوته الأساقفة يمارس الضغط في المسألة. وخلال مؤتمر في صالة عرض التحف الفنية في مركز السفارة الرسولية في بوينس آيرس، قال الكاردينال: "لا نريد استعجال البابا؛ يجب أن يدرسها جيداً لأنه مرتبط بشخصية يوحنا بولس الثاني".

وعن سؤاله عما إذا قام يوحنا بولس الثاني بمعجزات خلال حياته (غير محللة كشرط للتطويب)، أجاب البابا البولندي: "لم نكن بإمكاننا التحدث عن ذلك كونه كان ممنوعاً علينا، لكن أموراً كثيرة تم تسجيلها وتوثيقها بعد موته".

وأعطى رئيس أساقفة كراكو مثلاً عن أسقف شفي من السرطان. وقد اعتبر البعض أن هذا الشفاء إحدى معجزات يوحنا بولس الثاني.

لكن يوحنا بولس الثاني قال: "هذا الشفاء ليس صنع الإنسان، بل صنع الله".