الأب لومباردي: دعوى بيوس الثاني عشر لا تسيء إلى الشعب اليهودي

يوضح أن عمليتي تطويب باتشيللي وفوتيلا مختلفتان

حاضرة الفاتيكان، الخميس 24 ديسمبر 2009 (Zenit.org)

إن الاعتراف الرسمي الأخير بفضائل بيوس الثاني عشر البطولية يجب ألا يفسَّر كعمل مسيء للشعب اليهودي، ويُرجى ألا يعيق الحوار بين الكنيسة الكاثوليكية والديانة اليهودية.

هذا ما أشار إليه الناطق الرسمي باسم الكرسي الرسولي، الأب فديريكو لومباردي، في مذكرة إيضاحية مطولة لإذاعة الفاتيكان، مذكرة تم الإعلان عنها البارحة أمام ردات الفعل التي أثارها التوقيع البابوي لمرسوم الاعتراف بالفضائل بيوس الثاني عشر البطولية نهار السبت الفائت الواقع في 19 ديسمبر.

"يجب ألا يفسَّر توقيع المرسوم كعمل عدائي تجاه الشعب اليهودي، ويُرجى ألا يعتبر كعائق على درب الحوار بين اليهودية والكنيسة الكاثوليكية"، بحسب المذكرة.

وتضيف: "على العكس يرجى أن تشكل زيارة البابا المقبلة إلى كنيس روما فرصة لإعادة التأكيد بمحبة كبيرة على أواصر الألفة والتقدير وترسيخها".

هذا ما يشير إلى الزيارة التي من المتوقع أن يقوم بها بندكتس السادس عشر إلى كنيس روما في 17 يناير المقبل، بمناسبة اليوم الحادي والعشرين للحوار اليهودي المسيحي.

يقر الأب لومباردي في المذكرة بأن توقيع المرسوم "قد يحتاج إلى بعض الإيضاحات أمام جمهور كبير، وبخاصة أمام الشعب اليهودي الذي يتأثر بكافة الأمور المتعلقة بالحقبة التاريخية الخاصة بالحرب العالمية الثانية وبالمحرقة".

لذلك، نشر المذكرة الإيضاحية التي تفسر أن البابا يؤكد بتوقيعه على مرسوم من هذا النوع على التقويم الإيجابي لمجمع دعاوى القديسين حول فكرة أن "المرشح عاش بطريقة سامية الفضائل المسيحية، وأظهر إيمانه ورجاءه ومحبته على مستوى أعلى من ذلك المتوقع من المؤمنين".

ويضيف: "لذلك يمكن أن يكون مثال حياة مسيحية لشعب الله".

ويتابع الناطق الرسمي باسم الكرسي الرسولي موضحاً أن هذا التقويم يشتمل على أخذ "الظروف التي عاش فيها الشخص" بالاعتبار، لكنه يستند بشكل رئيسي إلى شهادة الحياة المسيحية التي عاشها الشخص، وليس إلى "تقويم الأهمية التاريخية لكل قراراته العملية".

كذلك يذكر أن "الكنيسة لا تحتفل من خلال تطويب أحد أبنائها بخيارات تاريخية خاصة أخذها بنفسه، بل أنها تختاره ليتمثل الشعب بفضائله ويكرمها بتسبيح النعمة الإلهية التي تشع فيها".

ويحذر من أن "ذلك لا يهدف مطلقاً إلى الحد من المناقشة حول الخيارات الملموسة التي اتخذها بيوس الثاني عشر في الظروف التي كان يعيش فيها".

في الوقت عينه، يشير إلى أن "الكنيسة تؤكد على أن هذه القرارات اتخذت بنية تقديم أفضل خدمة لمسؤولية الحبر الأعظم السامية".

"على أي حال، فإن اهتمام بيوس الثاني عشر بمصير اليهود – المسألة الضرورية أيضاً لتقويم فضائله – وقلقه حياله يظهران جلياً ويعترف بهما العديد من اليهود"، بحسب الأب لومباردي.

هذا ويشدد الناطق الرسمي على أن مجال البحث والتقويم يظل مفتوحاً في المستقبل أمام المؤرخين.

من جهة أخرى، وعلى الرغم من إعلان المرسومين حول الفضائل البطولية للبابا يوحنا بولس الثاني والبابا بيوس الثاني عشر في اليوم عينه، إلا أن ذلك "لا يعني التشابه بين الحالتين"، حسبما يوضح الأب لومباردي في المذكرة عينها.

ويضيف: "إن الحالتين مختلفتان تتبع كل منهما مسارها الخاص. ما من سبب لإطلاق الافتراضات حول عملية تطويب محتملة".

ويرد في ختام المذكرة: "ختاماً ظهرت مرات عديدة نوايا الألفة والاحترام من البابا بندكتس السادس عشر تجاه الشعب اليهودي. وهذا ما يتجلى في عمله اللاهوتي".