كندا، الثلاثاء 22 ديسمبر 2009 (Zenit.org).
ننشر في ما يلي رسالة المطران ابراهيم مخايل ابراهيم رئيس أساقفة الروم الملكيين الكاثوليك في كندا بمناسبة عيد الميلاد المجيد.
* * *
ابراهيم مخايل ابراهيم
بنعمة الله
مطران الروم الملكيين الكاثوليك في كندا
إلى الآباء والشمامسة ومؤمني ومؤمنات وأصدقاء
أبرشيتنا المحروسة من الله
سلامٌ لكم جميعاَ أنتم الذين تستقبلون في قلوبكم وبيوتكم ملك الحياة وأمير السلام وهدية الله للبشرية جمعاء، إبنه الوحيد يسوع المسيح. نأخد هذه الهدية من قلب الله، نسمة خلاص للقلوب المتعبة وعاصفة محبة تهبُّ لتحل محل عواصف البغض التي تضرب عالمنا وتهدد سلامنا ومستقبلنا. هذا هو الميلاد الحقيقي: تبادلُ هدايا بين الله والانسان: فالله يعطينا مخلّصنا ونحن نعطيه قلوبنا: يا بني أعطني قلبك. أما هدايانا لبعضنا البعض فيجب أن تكون هكذا: لأعدائنا هدية المحبة: أحبوا أعداءكم، وللذين يبغضوننا هدية الاحسان: أحسنوا إلى مبغضيكم، وللذين يلعنوننا هدية البركة: باركوا لاعنيكم، وللذين يفترون علينا هدية الصلاة: صلوا لأجل الذين يفترون عليكم، وللذين يحقدون علينا هدية الغفران: إغفروا يُغفر لكم، وللذين يظلموننا هدية الرحمة: كونوا رحماء كما أن أباكم رحيم، وللذين يقصدوننا هدية العطاء: كل من سألك فاعطه، وللذين يمارسون العنف علينا هدية السلام: من ضربك عل خدك فقدم له الآخر أيضا. هذا هو الميلاد الحقيقي بأن نكون على صورة الله الذي يوزع نعمه حتى على غير الشاكرين والأشرار. فكيف يعيّد الميلاد ذاك الذي يدين أخاه على طريقة هيرودس ويعامله كأدنى من إنسان ويصفه بأسماء لا تليق بأبناء الله؟ في الميلاد نكيل لغيرنا بالمكيال الذي به يكيل الله لنا. في الميلاد نرى الخشبة التي في عيوننا قبل أن نرى القشة التي في عيون غيرنا. في الميلاد نسمح للنور أن يغيّرنا، وأن يبدّلنا، وأن يزيّننا وأن يدلنا على طريق مغارة قلوبنا حيث يولد المسيح. في الميلاد أول هدية وأجمل هدية نقدمها لذاتنا هي هدية الإحترام. فالذي يحترم ذاته يحترم غيره ويرى صورة الله فيه. في الميلاد يُهدي الأهل أولادهم هدية الإلفة والسلام والإتحاد والفرح والانسجام في العائلة، مثلما أهدانا أبونا السماوي هدية "عمانوئيل" التي هي عطية الذات الإلهية والتي تعني "الله معنا".
أعاد الله عليكم هذا العيد، بشفاعة القديس نيقولاوس العظيم الذي غيّر العالم إسمه إلى "بابا نويل"، لتحصلوا على هدية العيد الحقيقية التي هي يسوع المسيح المولود من مريم، الأم البتول، ليسكن في قلوبكم مدى الدهور. كما أتمنى لكم عاما جديداً 2010 مليئاً بالخير والبركات.
ألمسيح وُلد، فمجّدوه!