ا ف ب
سيبت قضاء الفاتيكان "في غضون اسابيع" في مصير المرأة التي اعتدت على البابا وسيأخذ في الاعتبار وضعها النفسي، حسبما اعلن رئيس المحكمة في مقابلة مع صحيفة "افينيري" الاسقفية الاحد.
مطالب بتشديد الحماية الأمنية لبابا الفاتيكان
محمد حامد (إسلام اونلاين)
أثار الخلل الأمني الذي ظهر عندما قامت امرأة بمهاجمة بابا الفاتيكان بندكتس السادس عشر في بداية قداس عيد الميلاد وأسقطته أرضًا مسببة حالة من الفوضى، مطالب بتشديد التعزيزات الأمنية لحماية أكبر رمز مسيحي على مستوى العالم.
وفي عددها الصادر السبت 26-12-2009، نقلت صحيفة "ذا جارديان" البريطانية عن بيان الفاتيكان أن "السيدة المسيحية سوزانا مايولو (25 عامًا) والتي تحمل الجنسيتين الإيطالية والسويسرية فاجأت الجميع بينما يستعدون لصلوات عيد الميلاد بالقفز من فوق حاجز واندفعت نحو البابا في بداية قداس عيد الميلاد في ساحة القديس بطرس" أمس الجمعة.
ووفقًا للبيان، فقد قامت مايولو بشد ملابس البابا وأفقدته توازنه ما تسبب في سقوطه على الأرض دون أن يُصاب بأي أذى، لكن أثناء اندفاع المرأة سقط الكاردينال الفرنسي روجيه أيتشجاري (87 عاما) الذي كانت صحته ضعيفة مؤخرا ونقل بعيدا على كرسي متحرك ليتضح أنه أصيب بكسر في عظم الفخذ وسيخضع لجراحة ولكن حالته ليست خطيرة".
وأصاب الموقف الجميع بالذهول وحدثت حالة من الفوضى لكن سرعان ما نهض البابا بمساعدة رجال الأمن واستأنف موكبه عبر الممشى الرئيس للكاتدرائية وواصل الاحتفال بالقداس، وبدا هادئا خلال باقي الاحتفال، وتم نقل المرأة التي حاولت القيام بالأمر ذاته في العام الماضي إلى مؤسسة طبية لم يُعلن عنها لإخضاعها للفحص بعد تأكيدات بأن "حالتها النفسية غير مستقرة".
من جانبه، وصف الكاردينال الفرنسي باول بوبارد الموقف بأنه "تهديد لسلامة البابا"، مطالبا بالمزيد من التعزيزات للحفاظ على أمن البابا.
وقال: "لقد كانت هناك حاجة لمزيد من التعزيزات الأمنية وخاصة في مثل تلك المناسبات الكبيرة.. أمن الفاتيكان مسئول عن سلامة البابا في كل خطوة يخطوها".
وأضاف: "إذا كانت الحماية لا تتوفر لمن يقود 1.1 مليار كاثوليكي على مستوى العالم فلمن ستكون إذن؟!".
ويتولى نحو 350 شخصا مهمة حماية أمن بابا الفاتيكان: 110 عناصر في الحرس السويسري البابوي يشكلون الحرس الشخصي للحبر الأعظم، ونحو 100 عنصر من الدرك الفاتيكاني، و140 ضابطا وضابط صف وعنصر من الشرطة الإيطالية.
من ناحية أخرى، قلل الأب فريدريكو لومباردي –المتحدث باسم الفاتيكان– من الأمر رافضًا تضخيمه ورأى أن ذلك أمر عادي صدر من شخص مريض نفسيًا.
وأفاد لومباردي "ليس هناك داع لأن نوجه انتقادًا للمسئولين عن أمن الفاتيكان وخاصة أنه لم يصب بأذى.. كما أن حماية شخص حتى ولو كان بنديكت نفسه بنسبة 100% هو أمر مستحيل".
وأضاف: "مزيد من الحشود الأمنية حول البابا تمثل حاجزًا بينه وبين المؤمنين الذين جاءوا إليه، ونحن لا نريد أن نحول بينهم وبينه".
وعن المرأة وضرورة منعها خاصة بعد موقفها المشابه في القداس الماضي، قال "المرأة لم تثر قلقًا أو اشتباهًا كما أنها لم تكن مسلحة في الماضي ولا في الوقت الحالي، ما يدل على أنها ليست خطرًا".
وأعادت تلك الحادثة ما وقع لرئيس الوزراء الإيطالي سلفيو بيرلسكوني قبل أيام حيث هاجمه مسيحي يُدعى ماسيمو تارتجالي وأصابه بشدة في أنفه، وأفادت تقارير تالية للحادث أن الشخص يعاني من مرض نفسي.
ولم تقع حوادث أمنية خطيرة لبندكتس السادس عشر الذي اعتلى الكرسي البابوي في عام 2005. ففي عام 2007 قفز مسيحي ألماني فوق حاجز في ساحة القديس بطرس بينما كانت سيارة البابا تمر خلال قداس عام وحاول اعتلاء السيارة.
وكان أخطر اعتداء على بابا للفاتيكان عام 1981 عندما أطلق مسلح تركي النار على البابا يوحنا بطرس الثاني في ساحة القديس بطرس وكاد أن يقتله.
وقد أثارت حادثة بيرلسكوني ثم بندكتس السادس عشر جدلاً واسعًا في إيطاليا حول الاحتياطات الأمنية التي من المفترض أن ترافق الشخصيات البارزة.