مشـيئة الله (6) الشاهد الأمين والمحبة

الشاهد الأمين والمحبة

     لو سألتك يا إلهي "ما هي مشيئتك؟" لسمعتك تقول لي من خلال الإنجيل المقدّس بأنك تُحب جميع خلقك سواسية وترغب ممن عرِِفك أن يوصل الآخرين إليك لمجدك ولخيرهم، ومن أجل هذا أرسلت لنا الشاهد الأمين الذي شهدت أنت له وقلت "هذا هو إبني الحبيب، الذي به سُررت؛ فإسمعوا له" (متى 17: 5)؛ الشاهد الذي كان صورة لقلبك القدوس ولقدرتك الإلهية ومن رآه فقد رآك (يوحنا 14: 8-10) أي من شاهد أعماله فسيعلم مدى قداستك ومحبتك ورحمتك وتواضعك وأنت القدير خالق السماوات والأرض وذو سلطان. هذا الشاهد الذي أيّدت كلمته "الحق" وأعماله وبذلك أُعتبرت شهادته صحيحة كشهادة شاهدين (يوحنا 8: 12-19)؛ وإستمر بالشهادة لك ونشر محبتك لمدة 1260 يوماً (سفر الرؤيا 11)، كما كان شاهداً للحياة الأبدية بعد الموت الجسدي إذ قام من بين الأموات في اليوم الثالث وإرتفع إلى السماء على سحاب (للدلالة عليك أنت الراكب على السحاب كما جاء في العهد القديم) على مرأى من كثيرين. هذا الشاهد الذي وإن لم يوقف هطول الأمطار كنبيّك إيليا ولا ضرب الأرض بكل نوع من البلايا كنبيّك موسى إلا أنك أعطيته سلطاناً بأن يفعل ذلك إن أراد (متى 28: 18)، إذ أريتنا إيّاه حين تجلّى على جبل طابور محاطاً بموسى وإيليا (متى 17: 1-5). هذا الشاهد الذي لم يُدفن في باطن الأرض، وعلى الرغم من وضع الحراسة حول قبره لكي لا يستطيع أحد من أقاربه وأصحابه الوصول إليه، إلا أنه هزم الموت بقيامته. هذا الشاهد الذي تنبأ لرسله وأتباعه بأنهم سيكونون صيادين للناس (متى 4: 18-22، لوقا 5: 1-11) لمملكتك السماوية. 

     "أحبوا بعضكم بعضاً كما أحببتكم" و "إذهبوا وبشروا بالملكوت" بهذه الوصيتين تركنا إبنك الحبيب وبهذه الوصيتين نبلغُ نحن أولادك إليك ونجلب معنا كل خليقتك لأنهم سيصبحون من أبناءك أيضاً. وهاتان الوصيتان بالنسبة لنا هما مرادفة للوصيتين اللتين يتعلّق بهما الناموس كله والأنبياء: "أحبب الرب إلهك بكل قلبك، وكل نفسك، وكل ذهنك" و "أحبب قريبك كنفسك" (متى 22: 36-40). وعلماً بأنك يا إلهي لن تطلب منا شيئاً مستحيلاً، فأرسلت لنا شاهدك الأمين إبنك الوحيد السيد يسوع المسيح لنتشبّه به وهو الذي عمل طوال حياته حسب هذه الوصايا وكان شاهداً لمحبتك ونموذجاً صالحاً لمحبة الآخرين كذاته إذ أراد أن يجعلنا جميعاً من أبناءك وكانت "طاعته لك حتى الموت لإسعادك" هي دالة على محبته لك فوق كل شيء. وإذ سألنا أنفسنا كيف أحبّنا السيد يسوع المسيح، وماذا فعل لنا؟ نرى الجواب يأتي من فمه حين:

1.  فتح كتاب النبي إشعياء (61: 1-2)، وقرأ ما قيل عنه: "روح الرب عليَّ، لأنه مسحني لأُبشِّر المساكين؛ وأرسلني لأُنادي للمأسورين بالتخلية، وللعميان بالبصر، وأُطلق المُرهقين أحراراً، وأُعلن سنة نِعمةٍ للرب" (لوقا 4: 16-21)، وهذا بالفعل ما قام بعمله في جميع معجزاته (كما أخبر يوحنا المعمدان (لوقا 7: 18-23)) وبالأخص مع الرجل الممسوس بالشياطين من بلدة الجراسيين (لوقا 8: 26-35) ومع المرأة الحدباء (لوقا 13: 10-13، 16) اللذان ربطهما الشياطين فحلّ السيد المسيح هذا الرباط وأطلقهم أحراراً ليُمجدوك؛ كما شفى الكثيرين على جبل الجليل (متى 15: 29-31) فمجّدوك، وهذه الأعمال ذاتها هي ما تريده منا أن نعملها كأبناء لك لنشهد لك ولتكون لنا الحياة الأبدية في ملكوتك (متى 25: 31-46).

2.  قال: "أنا الراعي الصالح؛ أعرف خرافي، وهي تعرفني كما أن الآب يعرفني، وأنا أعرف الآب؛ وأبذل حياتي عن خرافي." (يوحنا 10: 14-15)، فبموته على الصليب وبذْل ذاته عنا قد غُفرت لنا خطايانا وحُرِّرنا من عبودية الخطيئة.

وحين نتشبّه بأعمال السيد المسيح نعمل على أن نُغيّر من مشاعر قلوبنا تجاهك وتجاه الآخرين، ليكون لنا قلباً نقياً مثل قلبك القدوس، هذا القلب الذي مثّله لنا إبنك الحبيب بقلب السامري الصالح (لوقا 10: 33-37)، فنستحق أن نُعايُنكَ ونَسعد بالحياة الأبدية معك. هذا السامري الصالح الذي أعان الجريح بعد أن ضربه وسلبه اللصوص، وأَسْلَمه لمن يعتني به ويأويه إلى أن يتعافى؛ وهذه الأعمال هي ليست فقط أعمال رحمة تجاه الجسد بل الروح أيضاً، فأنت تُعطي الإنسان النِعم الروحية والدنيوية لكي يستخدمها من أجل اللذين أُعطوا أقل منه نعمةً ليروا محبتك وإحساناتك ونِعمك عليهم في أعمال المحسنين إليهم (أي أننا نعمل للآخرين ما لا يستطيعون أن يفعلوه لأنفسهم). وإن كنا نستطيع أن نمييز المحتاج مادياً ومعنوياً ونعمل على خدمته، فأرجو أن تعطينا بصيرة لنمييز الروح الخاطئة التي أسرَتْها وأعْيَتْها الخطيئة فنأخذ بيدها ونُرشدها لمن يداويها ويُطلقها من أسرها.

    إن سألتك "يا إلهي كيف عُرف المسيح إبنك الحبيب الشاهد الأمين؟"، لسمعتك تقول لي من خلال الإنجيل ومن فم الملائكة بأنه هو ذلك الطفل الرضيع الذي وُلد ببيت لحم والملفوف بقماطٍ والموضوع بمذود وضيع (لوقا 2: 11-12)، ليدل لنا على مدى تواضعك ولتقول لنا بأن جمالنا لديك لا يُقاس بجمال لباسنا الخارجي بل بجمال نقاوة قلبنا والتي تزداد جمالاً كلما: (1) إمتلأنا من روحك القدوس حين نعمل إرادتك وذلك بإرشاد الآخرين إليك ونشر محبتك بقلوبهم و(2) عادت نوايانا والمحبة التي في قلوبنا تجاهك وتجاه الآخرين كالأطفال. هذا الشاهد الأمين الذي بأعماله أرانا كيف كانت روح الله عليه (أشعياء 11: 2-3) وبالتالي أرانا مواهب روحك القدوس:

1.   الحكمة التي تمنطق بها حول وسطه فعلَّم الحق، وعلَّم أنك لا تريد ذبيحة بل أعمال رحمة.

2.   المعرفة الكاملة لك لكلمتك ومشيئتك وطاعتها، ولمحبتك ولرحمتك (البر) التي تدرَّع بها ولبسها درعاً واقياً في وقت الشدائد وتجلّت بمواجهة تجارب الشيطان وببذل الذات لك وللآخرين والطاعة حتى الموت.

3.   تعزية الحزانى والإرشاد الروحي بالخلاص (شفاء الأرواح) التي إتخذها خوذة لرأسه فكان نوراً لأتباعه  وإستطاع  بها  أن يحيي  النفوس المائتة ويُجري المعجزات.

4.   الجلد نتيجة محبته الغيورة لك الذي إنتعله بقدميه وسار بكل قوته لنشر إنجيل السلام دون خوف من أبناء البشر.

5.   العلم وفهمك وما هي مشيئتك ونعمك، هذا الفهم الذي كان هو منبعه لكل متعطش يدنو منه وبكل تواضع يتقبَّله ويمتلأ به.

6.   التقوى والصلاة لباسه الأبيض الساطع الذي لا غبار عليه الذي عكس صورتك للآخرين.

7.   مخافتك التي نبعت من محبته لك فأطاع كلمتك حتى الموت، محبة كاملة صادقة نابعة من القلب دون رياء فكانت أعماله وأقواله دلالة على ما ينضح به قلبه من محبة وخوفه على قدسية إسمك الذي يحمله كإبن لك.

 

   هذا الشاهد الأمين الذي أرانا بعضٌ من صفاتك التي تريدنا أن نتحلّى بها: الوداعة والتواضع، القداسة والبر، الرحمة والمحبة والإجتهاد لعمل الخير؛ وقام بكافة الأعمال التي تود منا أن نعملها:

1.  روح متواضعة إذ أنه خدم الجميع وهو الملك.

2.  أَحبّك من كل قلبه وحول حزنك لإبتعادنا عنك الى فرح وسرور بإرجاعنا إليك فكان المُعزي، وعمل على أن يُعزينا فحوّل حزننا بعد أن خطئنا الى فرح بمغفرة خطايانا.

3.  وديع إذ تقبّل القيام بما طلبته منه دون تذمّر.

4.  متعطش وجائع لعمل البر وجعل النفوس تهيم بتمجيد إسمك القدوس.

5.  رحيم إذ قام بتحقيق أماني كل من لجأ إليه وطلب معونته، كما أنه كان يذهب بنفسه لمن لا يستطيع أن يصله، كما أنه قدّم ذاته كذبيحة لمغفرة خطايانا.

6.  صانع السلام بنشر الملكوت ومغفرة الخطايا وزرع بذرة محبتك في القلوب.

7.  إحتمل كافة الإهانات من أجل محبتك ومن أجل أن تقول لنا كم تُحبنا.

 

   هذا الشاهد الأمين الذي أراد أن يجعلنا جميعاً كجسدٍ واحد وهو رأسه؛ جسدٌ يشتعل قلبه بنار محبتك (لوقا 12: 49)؛ جسدٌ متماسك كالصليب وتكمن في أعضاءه روحك القدوس فلا يتغلّب عليه الشيطان؛ جسدٌ كل عضو فيه مطالب أن يتسلح بسلاحك لمجدك ومحبةً بالآخرين.

 

  

     بالإضافة إلى كل هذه الصفات التي تحلّى بها، نجد إبنك الحبيب شاهداً لما هو أعظم من هذه الصفات، إذ كان شاهداً بالجسد والروح على أنك إله قدوس، إله قوي، وإله حي لا يموت (سفر الرؤيا 4: 2-8):

1.    إله قدوس: فإبنك الحبيب عُرف بأنه صالح والغيرة على بيتك الذي هو بيت صلاة كانت تأكل قلبه (متى 21: 12-13)، بالإضافة إلى أن الملاك جبرائيل قد وصفه بأنه قدوس حين بشّر بمولده لمريم العذراء (لوقا 1: 35).  

2.    إله قوي: وقوتك يا إلهي لم تقتصر على طاعة البشر لك وتأثيرك عليهم، إذ أطاع التلاميذ إبنك الحبيب دون مناقشة وتركوا كل شيء وتبعوه، بل حتى الشياطين أطاعته (متى 8: 31-32) والموتى أحياهم (متى 9: 23-26)، وكذلك الطبيعة أطاعته فسكّن العاصفة (متى 8: 23-27)، ومشي على الماء (متى 14: 22-27)، ويبّس شجرة التين (متى 21: 18-20) وحتى الموت لم يتغلّب عليه.

3.    إله حي لا يموت: فالإبن الحبيب قام من بين الأموات وإرتفع إلى السماء حياً على مرأى من كثيرين (أعمال الرسل 1: 9-11)، كما أنه حي إلى الأبد بالقربان المقدّس.

 

    أجل، إن مشيئتك يا إلهي أن أولد من الروح (يوحنا 3: 1-14)، وهذا ما علّمه إبنك الحبيب لنيقاديموس حين جاءه ليلاً لرغبته في الإختلاء به على حِدا لكي يتعرّف عليه أكثر وأكثر، للتكلم معه بكل حرية وراحة دون أن يقاطعهم أحد. لقد كان من معلّمي الشريعة وكان متعطِّش لمعرفتك والتقرّب منك، ولذلك علّمه إبنك الحبيب بمنتهى الحكمة بأن الولادة من الروح لابد أن يسبقها الإرتواء (الناتج عن العطش) بالماء الحي فيؤمن المرتوي بأنك أحببته من خلال فداء إبنك الوحيد (فيكون له فرح الأرملة التي أقام السيد المسيح إبنها من الموت (لوقا 7: 11-17) وهو لفرح عظيم أحسَّت به العذراء مريم حين رأت إبنها الوحيد قائم من بين الأموات وصاعداً إلى السماء). وهذه المحبة (أي محبتك لنا) تكون فينا وتثْبُتْ (بالقوة التي ننالها حين يحل فينا الروح القدس (أعمال 1: 8)) فنعمل على محبة الآخرين لمجدك لأنك يا إلهي "محبة" ومن ليس به محبة لا يسكن الله فيه (رسالة يوحنا الأولى 4: 7-16). هذا الإرتواء يولِّد التوبة الصادقة والعمل نحو أن نمثِّلك كأبناء لك على الأرض فنغفر لمن أساء إلينا ونحسن على المحتاج والقريب حسب النعم التي تُعطى لنا من قِبلك ونوجِّهه نحو محبتك. إن الماء الحي التي تروي عطش أبناءك هي ذات الماء التي تغسل وتمحي الذنوب فيظهر نقاء القلب (سفر الرؤيا 22: 14).  الماء الحي هي كلمتك: الله المتجسد بإبن البشر السيد يسوع المسيح المخلِّص الذي قال: من يأتي إليَّ لا يعطش أبداً وتكون له الحياة الأبدية (يوحنا 4: 7-14، سفر الرؤيا 21: 6). آه، يا مطراً، تنبأ وتغنّى به الملك سليمان في المزمور الثاني والسبعون، حملته السحاب وإنهمر منها ليكون كالندى على غرس الأرض ليتغذى وينمو ويكبر ويُثمر، ومن ثم يعود مرة أُخرى الى السحاب من خلال ذبيحة شكر وترنيمة حمد من أفواه الأطفال وبخور تعبق السماوات برائحته الزكية، ليعود ويهطل مرة أخرى على الغرس. هذا المطر الذي بالإيمان يظهر من خلاله نورك الإلهي الساطع كقوس قزح مجدك المنير يا الله (سفر الرؤيا 21) كما يُشاهد قوس القوس بإنكسار النور الأبيض من خلال قطرات الماء.

 

     يا رب إجعلنا نعطش لكلمتك المقدسة بالإنجيل والقربانة المقدّسة (جسد ودم، ذات ولاهوت إبنك الحبيب السيد المسيح) على الدوام وعلِّمنا وإغرس في قلوبنا محبّتك فنراك كما رآك إبنك الحبيب آب سماوي قدوس فنستسلم لمشيئتك كالريشة في مهب الريح ونكون أمينين على البنوة التي حصلنا عليها بالولادة من الروح فنسعى لتقديس أعمالنا فتعكس قدسية إسمك للآخرين. آمين.

 

    ولعلي أستطيع أن أُصلّي لإبنك الحبيب الشاهد الأمين وأقول:   

1.  ربي وإلهي … مِن على الصليب قُلتَ "أني عطشان" فكيف هذا وأنت من أعطاني ماء الحياة، أعطاني أن أشرب من ينابيع المحبة والرحمة والتقوى والعبادة والسلام والمشورى الصالحة التي لا تنضب! لابد أنك عطشان للأرواح، لذا أرجو منك أن تستخدمني لأروي العطاشى من الأرواح ممن لا يعرفونك من ماء الحياة فترتوي، وبالتالي ترتوي أنت إذ تبدأ هذه الأرواح بحمدك وشكرك وتمجيد أسمك القدوس. آمين.

2.  ربي وإلهي … حين جِعتُ لإبتعادي عن مائدتك وخيراتِك وعن قلبك القدوس شَبَعُ الأرواح، أتيت إليَّ وكُنت لي خبزَ الحياة فأطعمتني بكل حكمة جسدك وكلمتك ومشورتك الصالحة ومواهبك الغنية فأغنيتني وأشبعتني، لذا أرجو منك أن تستخدمني لأُغْني الآخرين وأُقاسِمَهم نعمك عليَّ فيشبعون ويُشبعون غيرهم فتشبع أنت إذ تبدأ هذه الأرواح بحمدك وشكرك وتمجيد أسمك القدوس. آمين.

3.  ربي وإلهي … حين أخطأتُ ووقفتُ أمامك بخزيي وعاري وأحسست بعُرِيْ أمامكَ، أتيت أنت إليَّ وغفرت لي بكل محبة وتضحية ونكران ذات فألبستني ثوباً لا يُبلى يسمح لي بالدخول إلى العرس السماوي لأمجِّدك، لذا أرجو منك أن تمنحني قلباً مُحباً مُتواضعاً غافراً لمن يسيء إليَّ فألبسه الثوب الذي يحتاجه فلا يُساءل يوم الحساب عن أي إساءة قام بها تجاهي فيبدأ بحمدك وشكرك وتمجيد أسمك القدوس دون تأخير. آمين.

4.  ربي وإلهي … حين رأيتني قد أصبحتُ بعيداً عنكَ وتُهتُ في أرضٍ غريبة صحراء قاحلة لا ماء فيها ولا شجر ولم أعد أستطع أن أرى الطريق للأرض التي وعدت أجدادي بها، أرضاً من ثمار أشجارها ونباتاتها تُدَر الحليب والعسل، أتيتَ أنتَ نوراً لعيْنيَّ فأبصرتُ، أمْسكت بيدي وأصْبحتَ الطريق الذي أوصلني لبيت أبي السماوي وأسكنتني قلبك القدوس وجعلتني أحتمي بدفئه ومحبته ورحمته وأطعمتني من ثمر الأرض الموعودة. ساعدني يا رب أن لا أكون أنانياً بحبك ولا أرغب بالتمتع بخيراتك دون أن أُرشد الآخرين لهذه الخيرات فأكون نوراً للآخرين فيصبحوا من أهل البيت ويتمتعوا بخيراته ولا يعودوا غرباء فيبدأون بحمدك وشكرك وتمجيد أسمك القدوس. آمين.

5.  ربي وإلهي … حين مرِضتُ وثقلت أطرافي عن القيام بواجباتي تجاهك وتجاه الآخرين من حولي أتيت أنت وكنتَ الطبيب الشافي، سقيتني دواءً سحرياً من عمل يديك وأعدْتَ لي عافيتي، دواءً ليس لأحد سواك أن يسقيه، لذا ساعدني أن أزور المرضى وآخذ معي من هذا الدواء، أحمل الكلمة بين يدي فيسمعون ويُشْفَوْن ويصبحوا أبناءاً لك فيبدأون بحمدك وشكرك وتمجيد أسمك القدوس. آمين.

6.  ربي وإلهي … لقد أغواني الشيطان وأصبحتُ مأسوراً للخطيئة وأصبحت أعمالي الخاطئة جزءاً من حياتي فأعمتني الخطيئة عن رؤية الحق والبر، ولأنك أنت أحببتني محبةً غيورة لا حدود لها، أتيتَ أنت الحق وفككْتَ قيودي من العبودية وأسرتني بمحبتك، أتيْتَ إنساناً باراً لتكون لي مِثالاً أقتدي به فأُصبح باراً في عينك، لذا أرجو منك أن تمنحني قلباً نقياً يُشابه قلبك القدوس مُؤمناً فأكون ملحاً للأرض، أحمل محبتك في قلبي لكافة المأسورين فأفكّ أسرهم بإسمك القدوس وأدلَّهم عليك فيبدأون بحمدك وشكرك وتمجيد أسمك القدوس. آمين.

7.  ربي وإلهي … هبني أن أخدمك بِبَنيك الصغار الذين لم يعرفوك بَعدْ كما خدمتني  بكل تواضع وبأعمالِ رحمةٍ تُرضي إرادتك المجيدة فلا يُحرم أحد من رؤيتك والتسبيح والسجود لك إلى أبد الآبدين. آمين.

مزمور 145:

"يا إلهي الملك، إني أُعظّمُك وأُبارك أسمك إلى الدهر والأبد. في كل يوم أُباركك، وأُسبِّح أسمك إلى الدهر والأبد. عظيمٌ هو الربُّ، وله جزيل التسبيح، ولا إستقصاء لعظمته. يمدحُ أعمالكَ جيلٌ ماضٍ لجيلٍ آت، مُعلنين أفعالك المقتدرة. أتحدّث عن بهاء مجدك الجليل، وأتأمل في أعمالك الخارقة. هُم يُخبّرون بجبروت أفعالك الرهيبة، وأنا أُذيعُ أعمالك العظيمة. يُفيضون بذكر صلاحك وبعدلك يترنّمون.

الرب حنّان ورحيم، بطيء الغضب ووافر الرأفة. الرب يغمرُ الجميع بصلاحه، ومراحمه تعمُّ كل أعماله. كل أعمالك تُسبِّح بحمدك يا رب، وأتقياؤك يباركونك، يخبِّرون بمجد مُلكك، ويتحدّثون عن قدرتك. لكي يُطلعوا الناس على أفعالك المقتدرة، وعلى بهاء ملكك المجيد. مُلكك ملك سرمديّ، وسلطانك من جيل إلى جيل يدوم.

يسند الرب كل العاثرين، ويُنهض كل المنحنين. بك تتعلق أعين الناس راجيةٌ وأنت ترزقهم طعامهم في أوانه. تبسط يدك فتُشبع رغبة كل مخلوق حي. الرب عادل في جميع طرقه، ورحيم في كل أعماله. الرب قريب من جميع الذين يدعونه بصدق. يُجيب سُؤْل جميع خائفيه، ويسمع تضرّعهم فيُخلّصهم. يحافظ الرب على كل مُحبيه، أما الأشرار فيُبيدهم جميعاً. يشدو فمي بتسبيح الرب، وليبارك كل إنسان أسمه القدوس، إلى أبد الآبدين."

 

ترتيلة "أهوى حبيباً":

أهوى حبيباً ليس لي من غيره   خلّ أناجيه إذا جن الدجى

مولاي حقاً بل مليكي وحده      ذاك الذي بالجسم من أجلي إرتدى

قلبٌ به نار المحبة أوقدت                 بلهيبها تُطفى حرارات الصلى

من لي بأن أفنى بحبِّ وجوده    بذخيرة من حازها فقد إغتنى

إني لراضٍ أن أموت بحبه                وتُذيبني نار الصبابة والجوى

وأرى العذاب بحبه عذباً وما     قد مرَّ من مُرّ الحياة به حلا

هذا هو الحمل الذبيح رآه يوحنا مع الأبكار في ذاك الذرى

قد طهّروا أثوابهم بدمائه                   طهراً وضياً لا بأمواه الأضى

 بقلم نيران إسكندر…