البابا يزور كنيس روما اليهودي بصحبة شيوخ مسلمين

 

البابا بندكتس السادس عشر يسأل عطية السلام لاسيما للأرض المقدسة

– راديو الفاتيكان

 

 

 

        أجرى بندكتس السادس عشر عند الرابعة والنصف من عصر الأحد زيارة لكنيس روما، تزامنا واليوم السنوي الحادي والعشرين لتعميق وتنمية الحوار بين الكاثوليك واليهود، وهي الثانية لحبر أعظم بعد زيارة يوحنا بولس الثاني التاريخية لأربع وعشرين سنة خلت وتحديدا في 13 من أبريل نيسان 1986. وكان في استقبال الأب الأقدس على الطريق المؤدي للكنيس رئيس الجالية اليهودية في روما ورئيس اتحاد الجاليات اليهودية الإيطالية. وبعد وضع إكليل من الزهور أمام لوحة تذكّر بترحيل اليهود في السادس عشر من تشرين الأول 1943، اتجه بندكتس السادس عشر مع شخصيات يهودية وأعضاء الوفد المرافق نحو الكنيس حيث كان في استقباله حاخام روما الأكبر ريكاردو دي سينيي.

 

        ألقى البابا كلمة مسهبة قال فيها إن يوحنا بولس الثاني ولأربع وعشرين سنة خلت أراد تقديم إسهام مقرر في ترسيخ العلاقات الجيدة بين جماعتينا لتخطي كل سوء فهم، وأضاف: تدخل زيارتي في إطار هذه المسيرة من أجل تثبيتها وتقويتها معبرا عن التقدير والعاطفة التي يكنّها أسقف وكنيسة روما والكنيسة الكاثوليكية كلها للجالية اليهودية في روما والجاليات اليهودية المنتشرة في العالم.

 

        كما وذكّر بندكتس السادس عشر بأن المجمع الفاتيكاني الثاني يمثل للكاثوليك مرجعا في العلاقات مع الشعب اليهودي، وأشار إلى أنه قدّم دفعا مقررا للالتزام في مسيرة لا رجوع عنها من الحوار والأخوة والصداقة… مسيرة نمت، كما قال البابا، خلال السنوات الأربعين الماضية من خلال خطوات وعلامات هامة بينها زيارة يوحنا بولس الثاني التاريخية لكنيس روما 1986 ولقاءاته العديدة مع اليهود خلال زياراته الرسولية ورحلة حجه إلى الأرض المقدسة عام ألفين، ووثائق الكرسي الرسولي التي، وبعد البيان المجمعي في علاقة الكنيسة بالأديان غير المسيحية، قدمت توجيهات ثمينة لنمو إيجابي في العلاقات بين الكاثوليك واليهود.

 

        هذا وذكّر بندكتس السادس عشر بزيارته الأرض المقدسة في أيار مايو عام 2009 وبلقاءاته العديدة مع الجاليات والمنظمات اليهودية، لاسيما في كولونيا ونيويورك. وإذ أشار البابا للحروب الدموية في القرن العشرين التي زرعت الدمار والموت والألم، قال إن مأساة المحرقة تمثّل بطريقة ما ذروة مسيرة كراهية تولد عندما ينسى الإنسان خالقه. كما وذكّر الأب الأقدس بمقتل يهود روما في مخيم أوشفيتز، وتحدث عن لامبالاة كثيرين وللأسف، ولكنه أشار إلى أن كثيرين أيضا بين الإيطاليين الكاثوليك قدّموا العون لليهود مخاطرين غالبا بحياتهم الخاصة، وأضاف أن الكرسي الرسولي قام أيضا بعمل إغاثة غالبا خفيا، وقال: ينبغي أن تعزز هذه الأحداث العلاقات التي تجمعنا لينمو على الدوام، وأكثر فأكثر، التفاهم والاحترام. وختم بندكتس السادس عشر كلمته في كنيس روما سائلا الرب عطية السلام الثمينة للعالم أجمع لاسيما للأرض المقدسة.